أحكام الزواج والطلاق ومعاشرة الأزواج

أخذت المال من زوجها لتؤدبه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أسكن في بيت صغير أنا وزوجي وأولادي وأنام في غرفتي الخاصة وأولادي في غرفة .. في يوم من الأيام مكيف غرفتي الخاص تعطل واضطررت للنوم في الصالة؛ فجاءنا ضيف في وقت النوم من غير مواعيد، وأنا نائمة أدخله زوجي في غرفتي الخاصة (غرفة النوم) لكي ينام على المروحة … عندما استيقظت قال لي بالحصل؛ زعلت وغضبت وقلت له: كيف تدخل رجل غريب غرفتي ويرى ملابسي المعلقة في الغرفة؟ وقلت له: كنت تصحيني وأنا أنام في غرفتي على المروحة وهو ينام في الصالة ..

من زعلي للموقف أخذت مبلغ من المال خاص بزوجي من الغرفة من غير علمه حتى يتأدب ولا يفعلها مرة اخرى، وليس الغرض أن أتهم الضيف والله، ولكن لكي يعلم تماماً بأن هذه الغرفة خاصة ولا يسمح لأي شخص بالدخول فيها ولا سيما أنه لا يغار عليَّ …

سألني من المبلغ ونكرت فشك في الضيف وقلت له: الله اعلم ولكن حتى لا تثق بالناس وتدخلهم غرفتي الخاصة …

سؤالي ما هي كفارتي حتى يتوب الله عليَّ من فعلتي حيث اتهمت إنسان لا ذنب له من غير قصد، وأنا نادمة على فعلتي، ولكن صدقني يا شيخ يمكن أن يكررها زوجي من غير أي مبالاة .. مع العلم بأن المبلغ الذي أخذته انفقته على  الأولاد كامل والله على ما اقول شهيد.. آسفة عل الإطالة .. وجزاكم الله خير ..

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

فزوجك – غفر الله له – مخطئ حين لا يغار عليك؛ فإن النبي صلى الله عليه وسـلم قد أثنى على سعد بن عبادة رضي الله عنه بقوله: “أتعجبون من غيرة سعد؟ فأنا أغير منه، والله أغير مني” والواجب على المسلم أن يغار على حرماته وأن يصون عرضه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وهو مأجور على ذلك، وإدخاله ذلك الرجل الأجنبي إلى مخدعك الخاص ما كان ينبغي له، لكن بعض الناس تغلب عليه المجاملة وحب إرضاء الناس حتى لا يفرق بين المشروع والممنوع.

ومهما يكن من أمر فإذا كان الزوج قد أخطأ مرة فقد أخطأت مرتين غفر الله لك، وذلك حين عمدت إلى مال لا يحل لك فأخذته، ودعواك أنك تريدين تأديبه بذلك لا تستقيم؛ لأن من شرط النهي عن المنكر ألا يكون بمنكر أشد، وقد قال رب العالمين جل جلالـه {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} وقال النبي صلى الله عليه وسـلم “لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه” رواه أحمد. ثم إنك كنت سبباً في اتهام إنسان بريء وإساءة الظن به. والمطلوب منك الآن إعادة ذلك المال إلى الزوج أو استحلاله مع إخباره بحقيقة الأمر من أجل تبرئة ذلك الضيف مما لا ذنب له فيه. والله الموفق والمستعان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى