تقبيل واستمناء في نهار رمضان
السلام عليكم ورحمة الله وبعد: لديَّ سؤالان:
السؤال الأول: إذا قبَّل شخص زوجته في رمضان تقبيلاً مطولاً من غير أن يخرج منه شيء هل يترتب عليه شيء في هذا؟
السؤال الثاني: شخص استمنى عمداً في رمضان ماذا يترتب عليه؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فالواجب على الصائم أن يحتاط لصومه ولا يعرضه لما يجرحه، ولذلك قرر علماؤنا كراهة القبلة والمباشرة لمن كان يملك نفسه ويأمنها ويعلم من حاله السلامة، أي من كان يعرف من حاله أنه لن يخرج منه شيء، ومن كان لا يملك نفسه فإنه تحرم القبلة والمباشرة في حقه؛ لما رواه مالك في الموطأ أنه بلغه أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت إذا ذكرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبِّل وهو صائم، تقول: وأيكم أملك لنفسه من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال يحيى: قال مالك: قال هشام بن عروة: قال عروة بن الزبير: لم أر القبلة للصائم تدعو إلى خير.
وأما الاستمناء فقد اعتبرَه أهلُ العلمِ تعدِّياً على حُدُودِ الله، كما ذكر الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في تفسيرِ قولِ الله عز وجل {والذين هم لفروجِهم حافظون + إلا على أزواجِهم أو ما ملكتْ أيمانُهم فإنهم غيرُ مَلومين + فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} أنّ هذه الآيات “تدلُّ بِعُمُومِها على مَنْعِ الاستِمناءِ باليد… لأنَّ مَنْ تلَذَّذَ بيدهِ حتى أنزَلَ منِيَّهُ بذلك؛ فقد ابتغَى وراء ما أحلَّهُ اللهُ؛ فهو من العادِين بنصِّ الآيةِ الكريمة”. أضواء البيان في إيضاحِ القرآنِ بالقرآن للشنقيطي 5/316.
والإثم يتضاعف إذا حصل ذلك في أثناء الصوم المفروض؛ وعليه فإن المطلوب ممن فعل ذلك أن يتوب إلى الله تعالى مما كان، ويقضي مكان ذلك اليوم يوماً، والله الموفق والمستعان.