نجاسة الكلب
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته… جارنا لديه كلب وهذا يعيش معه داخل المنزل فكيف نتعامل معه من حيث السلام والأكل معه؟ وهل النجاسة في مثل هذه الحالة معفي عنها؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
أولاً: واجب عليك تقديم النصح لجارك ـ إن كان مسلماً ـ بأنه لا يجوز له استبقاء ذلك الكلب في بيته؛ لما في ذلك من احتمال النجاسة الوارد على كل شيء يمسه الكلب في ذلك البيت؛ ولما يترتب على وجوده من الوزر العظيم، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال “من اتخذ كلباً إلا كلب صيد أو ماشية نقص كل يوم من أجره قيراط” وصح عنه صلى الله عليه وسلم “أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب أو صورة”
ثانياً: نجاسة الكلب مغلظة؛ فهو أنجس الحيوانات، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بغسل الإناء الذي ولغ فيه الكلب سبع مرات أولاهن بالتراب. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعا” متفق عليه، وفي رواية لأحمد ومسلم: “طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب” وعملاً بهذه الرواية الصحيحة فقد ذهب جمهور العلماء إلى وجوب التتريب والتسبيع لطهارة الإناء الذي ولغ فيه الكلب وأنه لا تتحقق طهارته إلا بذلك، أما المالكية فإن الأمر عندهم تعبدي لا لنجاسة عين الكلب، وحمل بعض العلماء الأمر على الندب، والراجح ـ والله أعلم ـ وجوب التسبيع والتتريب لثبوت ذلك في الرواية الصحيحة التي لا تعارضها رواية في مثل قوتها.
ثالثاً: لا تتابع الوسواس واعلم أن الأصل في الأشياء الطهارة حتى يقوم دليل على خلاف ذلك؛ فلا تغسل صحناً إلا إذا غلب على ظنك أن الكلب قد ولغ فيه، ولا يلزمك أن تغسل يديك كلما سلمت على الجار صاحب الكلب هذا، واعلم أن دين الله يسر {ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون} والله الموفق والمستعان.