إفرازات صفراء فما حكمها
كنت بمنى وكانت معي إفرازت صفراء على أحمر ثخينة كثيفة، ولا أعلم أنها توجب الاغتسال أو الوضوء، محتمل أنها خرجت من مكان البول، هل صلاتي صحيحة لأني صليت بوضوء واحد صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصرا؟ لم أعلم عنها إلا لما أتيت البيت علماً أني لابسة شيء يعزل ويحفظ الإفرازت عن ملابسي الداخلية ماذا أفعل؟ هل أعيد صلاتي كلها قصرًا أم كاملة؟ وهل حجي صحيح؟ علمًا أنها الفريضة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فهذا الخارج منك لا يخلو من أحد احتمالين فإما أن يكون دم استحاضة أي نزف مما يعتري المرأة في غير وقت الحيض، وإما أن يكون من جنس الإفرازات التي تخرج أحياناً من مهبل المرأة، ومهما يكن من أمر فقد كان واجبا عليك أن تجددي الوضوء لكل صلاة مفروضة، لكنك معذورة بأنك كنت جاهلة بخروجها، وعليك إعادة تلك الصلوات قصرا لأن القضاء يحكي الأداء، قال الصنعاني رحمه الله تعالى في سبل السلام: هَذَا وَلِلْمُسْتَحَاضَةِ أَحْكَامٌ خَمْسَةٌ قَدْ سَلَفَتْ إشَارَةً إلَى الْوَعْدِ بِهَا، مِنْهَا: جَوَازُ وَطْئِهَا فِي حَالِ جَرَيَانِ دَمِ الِاسْتِحَاضَةِ عِنْدَ جَمَاهِيرِ الْعُلَمَاءِ؛ لِأَنَّهَا كَالطَّاهِرِ فِي الصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ وَغَيْرِهِمَا، وَكَذَا فِي الْجِمَاعِ، وَلِأَنَّهُ لَا يَحْرُمُ إلَّا عَنْ دَلِيلٍ، وَلَمْ يَأْتِ دَلِيلٌ بِتَحْرِيمِ جِمَاعِهَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ “الْمُسْتَحَاضَةُ يَأْتِيهَا زَوْجُهَا إذَا صَلَّتْ؛ الصَّلَاةُ أَعْظَمُ”؛ يُرِيدُ إذَا جَازَتْ لَهَا الصَّلَاةُ وَدَمُهَا جَارٍ، وَهِيَ أَعْظَمُ مَا يُشْتَرَطُ لَهُ الطَّهَارَةُ جَازَ جِمَاعُهَا.
وَمِنْهَا: أَنَّهَا تُؤْمَرُ بِالِاحْتِيَاطِ فِي طَهَارَةِ الْحَدَثِ وَالنَّجَسِ، فَتَغْسِلُ فَرْجَهَا قَبْلَ الْوُضُوءِ، وَقَبْلَ التَّيَمُّمِ، وَتَحْشُو فَرْجَهَا بِقُطْنَةٍ أَوْ خِرْقَةٍ دَفْعًا لِلنَّجَاسَةِ وَتَقْلِيلًا لَهَا، فَإِنْ لَمْ يَنْدَفِعْ الدَّمُ بِذَلِكَ شَدَّتْ مَعَ ذَلِكَ عَلَى فَرْجِهَا وَتَلَجَّمَتْ وَاسْتَثْفَرَتْ، كَمَا هُوَ مَعْرُوفٌ فِي الْكُتُبِ الْمُطَوَّلَةِ وَلَيْسَ بِوَاجِبٍ عَلَيْهَا وَإِنَّمَا هُوَ الْأَوْلَى تَقْلِيلًا لِلنَّجَاسَةِ بِحَسَبِ الْقُدْرَةِ، ثُمَّ تَتَوَضَّأُ بَعْدَ ذَلِكَ.
وَمِنْهَا: أَنَّهُ لَيْسَ لَهَا الْوُضُوءُ قَبْلَ دُخُولِ وَقْتِ الصَّلَاةِ عِنْدَ الْجُمْهُورِ، إذْ طَهَارَتُهَا ضَرُورِيَّةٌ، فَلَيْسَ لَهَا تَقْدِيمُهَا قَبْلَ وَقْتِ الْحَاجَةِ.
أما حجك فهو صحيح وأسأل الله تعالى أن يتقبل منا جميعا، والحمد لله رب العالمين،،