فلان خلق كذا
ما حكم القول بأن فلاناً خلق لي كذا؟ مثال: قالت لي صديقتي: إن فلانة ذهبت إلى الكوافير لنظافة أرجلها فخلقتهم لها من جديد!! فقلت لها: إن هذا لا يصح لأن الخالق هو الله وحده.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فهذا التعبير من تلك المرأة فيه سوء أدب مع الله عز وجل؛ إذ المقرر في عقيدة المسلم أنه لا خالق إلا الله؛ كما قال جل من قائل ]الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل( وقال سبحانه ]وخلق كل شيء فقدره تقديرا( وقال ]هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض( وقال تعالى ]أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون( وقال تعالى ]أفرأيتم ما تمنون ^ أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون( فهو سبحانه الخالق الخلاق، وكل ما سواه مخلوق حادث.
وما ورد في آية (المؤمنون) من قوله تعالى ]فتبارك الله أحسن الخالقين( لا يعني إثبات خالق غير الله تعالى، بل المراد بالخلق هنا التقدير، وكذلك في قوله تعالى على لسان المسيح بن مريم عليه السلام ]أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير( وعليه فما ينبغي للإنسان أن يستخدم مثل هذا التعبير؛ لما يشي به من سوء الأدب مع الله تعالى، والله أعلم.