تعارفا في الحج وتعاملا كالمحارم
فضيلة الشيخ: بعض الرجال والنساء يتعرفون على بعضهم في الحج، ثم يأتون إلى بلادهم فيتعاملون مع بعضهم البعض على أنهم من المحارم وترفع بينهم الكلفة، ويطلقون على بعضهم لفظة (ولد حجتي وبنت حجتي) فهل لهذا أصل شرعي؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فليس لهذا أصل شرعي، بل الواجب أن يتعامل الرجل والمرأة اللذان تعارفا في الحج على أنهما أجنبيان لا يحل لأحدهما من الآخر إلا ما يحل للأجنبي من الأجنبية، من بذل السلام وكف الأذى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتواصي بالحق والصبر، وقد كان بعض الصحابة من الرجال مع النساء في الحج فاستفادوا من ذلك العلم النافع والعمل الصالح، وقد نقل إلينا جابر رضي الله عنه أنهم لما بلغوا ذا الحليفة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نفست أسماء بنت عميس بمحمد بن أبي بكر رضي الله عنهما فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تستفتيه فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر يأمرها أن تغتسل وتهل.
والمتعارفان في الحج واجب عليهما أن يتخلقا بأخلاق الإسلام وآدابه لكونهما قد التقيا في مكان مقدس وأيام فاضلة وشعيرة عظيمة، فليسا هما كمن تعارفا في رحلة أو نزهة أو سياحة؛ فعليهما بتقوى الله جل جلاله والوقوف عند حدوده، ونسأل الله الهداية للجميع.