قضايا معاصرة

حكم العمل في السلاح الطبي

أنا شاب متدين ـ والحمد لله ـ تخرجت من كلية طبية، أريد أن أقدم في القوات المسلحة السودانية كضابط فني طبي، وعملي سيكون في السلاح الطبي، سؤالي هو: في ظل الأوضاع الراهنة، وأنا أريد النجاة بديني يوم القيامة، هل يجوز لي العمل في القوات المسلحة كضابط طبي في السلاح الطبي؟ أريد إجابة شاملة وكاملة في هذا السؤال لأنه سيكون مستقبلي ورزقي

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

فشكر الله لك أيها الشاب حرصك على معرفة أحكام دينك وتطييب رزقك، وزادك الله تقى وهدى وعفافاً وغنى، وجعل قابل أيامك خيراً من دابرها، وجواباً على سؤالك أقول: إن المسلم الصالح ـ طبيباً كان أو غيره ـ يحرص على أن يترك أثراً صالحاً في كل مكان يحل به، ويحرص على نفع إخوانه عملاً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم {أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، تكشف عنه كربة، أو تطرد عنه جوعاً، أو تقضي عنه ديْناً، ولأن أمشي في حاجة مسلم أحب إلي من أن أعتكف شهراً} وهذه النصوص عامة في كل زمان ومكان، وقد علَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن في كل كبد رطبة أجراً، فاحرص ـ رعاك الله ـ على استحضار نية صالحة في أن يكون عملك هذا سبباً في تنفيس كربات الناس وتفريج همومهم والتخفيف عنهم، ليقع أجرك على الله، ويكون علمك وعملك في سبيل الله.

وبخصوص ما سألت عنه من العمل في السلاح الطبي؛ فلا يشك عاقل في أن المسلمين لا غنى لهم عن جيوش وشرطة تحفظ على الناس أمنهم وتحمي ثغورهم، وأن العمل في هذه الأجهزة ـ مع النية الصالحة ـ قربة إلى الله تعالى، وإني لأعلم أن هذه الأجهزة لا تسلم من مخالفات شرعية قد تضيق بها صدور الصالحين، لكن لا يعني ذلك أن العمل فيها محرَّم؛ إذ المخالفات لا يخلو منها غيرها من الجهات، ثم إن عملك ـ مع استحضار النية الصالحة ـ تربو مصلحته على مفسدته، وقد كان الصالحون من عباد الله يغزون مع جيوش قد لا تخلو من معاصي ولا يسلم قادتها من جور؛ رجاء أن يُصلح الله بهم، وأن يكتب لهم الأجر بحسب نياتهم، والله تعالى أعلم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى