العقيدة

ماذا أفعل مع من يعبدون البقر؟

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

أنا طالب أدرس في الهند، وهذه الدولة تتعدد فيها الديانات وتكثر المعابد، وأنا عندما أكون ماراً بالقرب من تلك المعابد أراهم يعبدون البقر والأصنام والبعض يعبد الجهاز التناسلي للمرأة عياذاً بالله، سؤالي ماذا علي أن أفعل وهم يقتلون كل من يتدخل في دينهم وأنا أشعر أني مقصر في ديني بسكوتي، وجزاكم الله خيرا.

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

فشكر الله لك غيرتك على دينك وحبك للدعوة وشعورك بالتقصير، ولو كان كل مسلم يشعر بما تشعر به ويسعى لما تسعى إليه لتغيرت أحوال كثيرة، فسل الله أن يخرجك من تلك القرية الظالم أهلها إلى دار إسلام يعلو فيها صوت الأذان ويعبد فيها رب العالمين لا شريك له.

وبخصوص ما سألت عنه فإن الهند من بلاد الله التي تعج بالمعتقدات الباطلة والديانات المنتحلة، والمطلوب منك أن تسعى في الدعوة إلى الله دون أن تلحق ضرراً بنفسك، وذلك يكون باتباع أسلوب الدعوة الفردية دون دخول لمعابدهم أو تعرض لأذاهم، وأنت في هذا كله مسترشد بقول ربنا جل جلاله {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} فإن عجزت عن ذلك فيكفيك الإنكار بقلبك وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم {فمن أنكر فقد سلم، ومن كره فقد برئ، ولكن من رضي وتابع} ولا بد كذلك من أن تحيط علماً بأن ثمة فرقاً كبيراً بين دار الإسلام التي تظهر فيها شعائره ودار الكفر التي تكون الغلبة فيها للكفار، ففي الأولى تستطيع إنكار المنكر والدعوة إلى الله علانية بخلاف الثانية، وقدوتك رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث مكث في مكة ثلاثة عشر عاماً والأصنام منصوبة حول الكعبة وهو لا يسعى في هدمها حتى فتح الله له مكة فكسرها جميعاً، وهو يتلو قوله تعالى {وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا} والله تعالى أعلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى