الفتاوى

  • لبس النساء للسواد

    هل لبس الأسود للنساء من السنة؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فليس من السنة لبس الأسود، إذ لم يرد في تفضيل الأسود للنساء نص صريح، وقد فهم البعض ذلك من قول أم سلمة رضي الله عنها: لما نزلت هذه الآية {يدنين عليهن من جلابيبهن} خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من الأكسية. قال في عون المعبود: شبهت الخمر في سوادها بالغراب.ا.هـــــــ

    ولو قال قائل بأن من السنة لبس البياض لعموم قوله صلى الله عليه وسلم (البسوا من ثيابكم البياض وكفنوا فيهن موتاكم) لما كان بعيداً، والحق أن أمر التفريق بين ثياب الرجال والنساء راجع إلى العرف وليس فيه تقييد من الشرع، والله تعالى أعلم.

  • حكم ملك اليمين

    هل حكم ملك اليمين ساري إلى قيام الساعة أم نسخ؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فحكم ملك اليمين ساري إلى قيام الساعة لوروده في نصوص الشرع التي لم ينسخها شيء؛ كقوله تعالى {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم} وقوله تعالى {والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم وما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين} وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر سعد بن معاذ رضي الله عنه على حكمه في بني قريظة بأن تقتل مقاتلتهم وتسبى نساؤهم وذراريهم وقال (قضيت فيهم بحكم الله) رواه مسلم، وفي بعض الروايات (من فوق سبع سموات) وفي بعضها (من فوق سبعة أرقعة) فالحكم باق متى ما وجد سببه، وليس للرق سبب سوى الكفر؛ وبابه هو الجهاد في سبيل الله عز وجل، ومن ادعى النسخ فليأت بالناسخ المزعوم، والله تعالى أعلم.

  • إيجار عقار منتهي بالتمليك

    فضيلة الشيخ عبد الحي …السلام عليكم ورحمة الله

     اشتريت عقار في إحدى دول الخليج عن طريق بنك إسلامي بصيغة الإيجار المنتهي بالتمليك؛ حيث يشتري البنك ما قيمته 85% من قيمة العقار من البائع بعقد بيع، على أن أدفع ما قيمته 15% للبائع ومن ثم يؤجر لي حصته بعد إضافة الأرباح بأجر معلوم لمدة معلومة مع وعد بالبيع عند نهاية المدة وبعد سداد كامل الأجرة.

    في أحد بنود عقد الإيجار:

     1/ لو تأخرت عن الدفع تماطلاً يجب عليَّ أن أتبرع بنسبة معينة لجهة خيرية وﻻ يأخذها البنك.

    2/ لو حصل تضخم في مؤشر الاقتصاد مثلاً كانخفاض في قيمة العملة يتم إعادة حساب قيمة حصة البنك في العقار بمعادلة حسابية لمجابهة مقدار التضخم ويخطرني البنك بتغيير قيمة الأجرة.

     ما حكم الشرع في صيغة الإجارة المنتهية بالتمليك؟ وما صحة العقد أعلاه؟ مع العلم أن هيئة الرقابة الشرعية في البنك يقرون هذا لكن قلبي غير مطمئن أشيروا عليَّ. وجزاكم الله خيراً

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فقد كان واجباً عليك – أحسن الله إليك – أن تسأل عن الحكم قبل مباشرة العقد؛ أما وقد فعلت فإن الحكم في هذه المسألة أنه قد صدر قرار من مجمع الفقه الإسلامي الدولي في دورته الثانية عشرة المنعقدة بالرياض في 25/جمادى الآخرة/1421 لجواز بيع الإجارة المنتهي بالتمليك أن يكون هناك عقدان منفصلان يستقل كل منهما عن الآخر زماناً، بحيث يكون إبرام عقد البيع بعد عقد الإجارة، أو وجود وعد بالتمليك في نهاية مدة الإجارة، وأن تكون الإجارة فعلية وليست ساتراً للبيع، وأن يكون ضمان العين المؤجرة على المالك لا على المستأجر، وبذلك يتحمل المؤجر ما يلحق العين من غير ضرر ناشئ من تعدي المستأجر، أو تفريطه، ولا يلزم المستأجر بشيء إذا فاتت المنفعة. وإذا اشتمل العقد على تأمين العين المؤجرة فيجب أن يكون التأمين تعاونياً إسلامياً لا تجارياً، ويتحمله المالك المؤجر وليس المستأجر، وأن تطبَّق على عقد الإجارة المنتهية بالتمليك أحكام الإجارة طوال مدة الإجارة، وأحكام البيع عند تملُّك العين. وأن تكون نفقات الصيانة غير التشغيلية على المؤجر لا على المستأجر طوال مدة الإجارة.

    وفي القرار نفسه أن من صور العقد الممنوعة: وجود عقد إجارة ينتهي بتملك العين المؤجرة مقابل ما دفعه المستأجر من أجرة خلال المدة المحددة، دون إبرام عقد جديد، بحيث تنقلب الإجارة في نهاية المدة بيعاً تلقائياً. وكذلك إجارة عين لشخص بأجرة معلومة ولمدة معلومة مع عقد بيع له معلق على سداد جميع الأجرة المتفق عليها خلال المدة المعلومة، أو مضاف إلى وقت في المستقبل.

    وعليه فإن الصورة الواردة في السؤال هي من الصور الممنوعة التي لا يجوز التعامل بها؛ ويكون العقد فاسداً، وتطبق عليه أحكام العقود الفاسدة من إعادة السلعة – إن كان موجودة – إلى بائعها، أو إعادة قيمتها إن كانت قد تلفت أو كان المشتري قد تصرف فيها بالبيع أو الهبة ونحوهما.

    أما الشرط الجزائي الوارد في العقد والمترتب على تأخير سداد الأجرة فلا إشكال فيه لانتفاء شبهة الربا عنه، وكذلك تغيير قيمة الأجرة مراعاة للتضخم الحاصل لا إشكال فيه، وعليه فإن المطلوب تغيير هذه الصيغة من أجل أن يسلم البيع من أسباب التحريم، والعلم عند الله تعالى.

    فهذه معاملة فاسدة لورود عقدين غير منفصلين – بيع وإجارة – على عين واحدة التي هي السيارة، وقد اشترط مجمع الفقه الإسلامي الدولي أن يكون ثمة عقدان منفصلان يستقل كل منهما عن الآخر زمانا.

  • نذر الصيام عند فعل المعصية

    السلام عليكم يا شيخ، نذرت نذرًا بينى ونفسي أنني إذا ارتكبت هذه المعصية مرة أخرى سوف أصوم ثلاثة أيام. فهل نذرى هذا صحيح من ناحية شرعية ويجب أن أفي به؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فهذا النذر إن لم تتلفظ به ولم تكتبه فلا يلزمك الوفاء به؛ لقول النبي صلى الله عليه وسـلم “إن الله تعالى عفا لأمتي عما حدثت به نفسها ما لم تفعل أو تتكلم” لكن يلزمك التوبة إلى الله تعالى من جميع المعاصي مع الثقة التامة في أن الله تعالى غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى، وقد قال النبي صلى الله عليه وسـلم “ويتوب الله على من تاب” أسأل الله تعالى أن يتوب علينا جميعا.

  • أسباب علاج قسوة القلب

    السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته

     فضيلة الشيخ عبدالحي يوسف

    أعاني كثيرا، أول شيء في الصلاة بكون في وسوسة علي طول ما قادر أعالج الكلام ده؟

    وثانيا: في قراءة القرآن حاولت أتدبر ولم أستطع!؟

    ثالثا: مشيت إلى الحرم ولم أبك نهائيا ولا أبكي في قيام الليل، أخشي أن يكون فيَّ خلل ما أدري به وفي الأوقات العادية أكون في ذكر الله فأنعس وإذا سكت ذهب النعاس عني!! أرجو الإفادة، ودعاءكم شيخنا

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فأسأل الله تعالى لي ولك قلباً خاشعاً أواهاً مخبتا، وأن يتوب علينا ويعفو عنا، وإن الذي تعاني منه – أخي – إنما هو قسوة في القلب نسأل الله السلامة والعافية، وإني أحمد لك أن سألت هذا السؤال بحثاً عن العلاج وطلباً للشفاء، أسأل الله أن يشفيني وإياك والمسلمين أجمعين؛ والمسلم الموفق دائماً يراقب قلبه؛ لأن التعويل على القلوب وقد علمنا يقيناً أنه لا ينجو يوم القيامة إلا {من أتى الله بقلب سليم} وأن الله تعالى لا ينظر إلى الصور والألوان ولكن ينظر إلى القلوب والأعمال؛ وهذه القلوب لا تدوم على حال واحدة بل هي في تقلب دائم؛ قال عليه الصلاة والسلام “إنما سمي القلب من تقلبه، إنما مثل القلب كمثل ريشة معلَّقة في أصل شجرة يقلبها الريح ظهراً لبطن” رواه أحمد، وقال عليه الصلاة والسلام “لقلب ابن آدم أسرع تقلباً من القدر إذا استجمعت غلياناً” رواه ابن أبي عاصم؛ ولذا كان أكثر دعائه عليه الصلاة والسلام “يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك” وكان إذا اجتهد في يمينه قال “لا ومقلب القلوب” وقسوة القلب يا أخي من المصائب العظام قال تعالى {فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله} قال القرطبي رحمه الله تعالى: قال أهل المعاني: وصف الله قلوب الكفار بعشر صفات وهي المرض والموت والقسوة والرين والطبع والختم والغشاوة والانصراف والحمية الإنكار.ا.هـــــ ومن أسباب قسوة القلب:

    • الوقوع في المعاصي وارتكاب المحرمات؛ وكثرة الوقوع فيها يؤدي إلى تحولها إلى عادة مألوفة،
    • عدم إتقان العبادات؛ ومن ذلك شرود الذهن أثناء الصلاة، وتلاوة القرآن والأدعية ونحوها، وعدم التدبر والتفكر في معاني الأذكار، فتجد الواحد لا يقيم صلبه في الركوع والسجود، لا يشعر للعبادة بلذة، ولا للمناجاة بحلاوة، بل هي حركات جوفاء لا روح فيها
    • التكاسل عن الطاعات والعبادات، وإضاعتها، وإذا أداها فإنما هي حركات جوفاء لا روح فيها، وقد وصف الله عز وجل المنافقين بقوله {وَإذَا قَامُوا إلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى} ويدخل في ذلك عدم الاكتراث لفوات مواسم الخير وأوقات العبادة؛ وهذا يدل على عدم اهتمام الشخص بتحصيل الأجر.
    • الغفلة عن عن ذكر الله عز وجل ودعائه سبحانه وتعالى فيثقل الذكر على الذاكر، وإذا رفع يده للدعاء سرعان ما يقبضهما ويمضي؛ وقد وصف الله المنافقين بقوله {إنَّ المُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإذَا قَامُوا إلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إلاَّ قَلِيلاً}
    • التعلق بالدنيا، والشغف بها، والاسترواح إليها، فيتعلق القلب بالدنيا إلى درجة أن يحس بالألم إذا فاته شيء من حظوظها كالمال والجاه والمنصب والمسكن، ويعتبر نفسه سيئ الحظ، ويحس بألم أكثر إذا رأى أخاه المسلم قد نال بعض ما فاته هو من حظوظ الدنيا.
    • الابتعاد عن الأجواء الإيمانية فترة طويلة: وهذا مدعاة لضعف الإيمان في النفس، يقول الله عز وجل {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحَقِّ وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}.
    • الابتعاد عن طلب العلم الشرعي والاتصال بكتب السلف والكتب الإيمانية، التي تحيي القلب؛ فهناك أنواع من الكتب يحس القارئ بأنها تستثير في قلبه الإيمان، وتحرك الدوافع الإيمانية الكامنة في نفسه؛ وعلى رأس هذه الكتب: كتاب الله تعالى وكتب الحديث، ثم كتب العلماء المجيدين في الرقائق والوعظ.
    • وجود الإنسان في وسط يعج بالمعاصي؛ فهذا يتباهى بمعصية ارتكبها، وآخر يترنم بألحان أغنية وكلماتها، وثالث يدخن، ورابع يبسط مجلة ماجنة، وخامس لسانه منطلق باللعن والسباب والشتائم… وهكذا، أما القيل والقال والغيبة والنميمة وأخبار المباريات فمما لا يحصى كثرة.
    • طول الأمل؛ قال الله تعالى {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} وجاء في الأثر (أربعة من الشقاء: جمود العين، وقسوة القلب، وطول الأمل، والحرص على الدنيا). وقيل {من قصر أمله قصر همه وتنوّر قلبه؛ لأنه إذا استحضر الموت اجتهد في الطاعة}
    • الإفراط في الأكل والنوم والسهر والكلام والخلطة، وكثرة الضحك ؛ فإن الوقت الذي لا يُملأ بطاعة الله تعالى ينتج قلباً صلداً لا تنفع فيه زواجر القرآن ولا مواعظ الإيمان

    وعلاج قسوة القلب – أخي – يكون بأمور منها:

    • المحافظة على الصلاة مع جماعة المسلمين مع حضور القلب واستدعاء الخشوع
    • المحافظة على ورد دائم من القرآن الكريم لا تخل به مهما يكن من أمر
    • عيادة المرضى؛ لتتذكر نعمة الله حين أسبغ عليك ثوب العافية وصرف عنك الأمراض والآفات فتستديم شكره جل جلاله
    • تغسيل الموتى واتباع الجنائز؛ لعل ذلك يحزنك فإن الحزين في ظل الله يوم القيامة يتعرض لكل خير
    • زيارة القبور لتتذكر الآخرة وتحسن الاستعداد لها
    • اصطناع المعروف بالمسح على رأس اليتيم وإكرام السائل وإجابة الداعي

    وأما تدبر القرآن فلا بد من الأخذ بالأسباب المؤدية إليه، ومن ذلك:

    1. الإكثار من تلاوة القرآن؛ لأن من أدام طرق الباب فتح له، وكما قيل: أعط للعلم كلك يعطك بعضه
    2. الإخلاص لله تعالى عند تلاوة القرآن؛ فلا يقرأ رياء ولا سمعة ولا طلباً للأجر الدنيوي من الناس
    3. فراغ القلب عن شواغل الدنيا؛ لأن ذلك أدعى لتحصيل الغرض المراد
    4. البعد عن الذنوب والمعاصي؛ لأن للذنوب تأثيراً في حجب القلب عن الاستنارة بنور القرآن، وهذا من شؤم المعصية
    5. محاولة البكاء عند تلاوته، أو التباكي؛ لما رواه ابن ماجه عن سعد بن أبي وقاص t قال: سمعت رسول الله r يقول {إن هذا القرآن نزل بحزن؛ فإذا قرأتموه فابكوا؛ فإن لم تبكوا فتباكوا}
    6. تحري الأوقات التي يكون القلب فيها بعيداً عن الشواغل وأقرب إلى الخشوع؛ خاصة في جوف الليل وبعد صلاة الفجر )إن قرآن الفجر كان مشهودا(
    7. تأمل الأوامر والنواهي واعتقاد قبولها، وأن الله تعالى يخاطب بها القارئ قبل غيره؛ كما قال بعض السلف: من أراد أن يكلِّمه الله فليقرأ القرآن
    8. تحصيل الآداب المطلوبة عند التلاوة من الطهارة الظاهرة والباطنة، وأن يستقبل القبلة إن أمكنه ذلك بغير مشقة والسواك، وأن يقبل على القرآن بقلبه
    9. أن يكون عاملاً بالقرآن، وقافاً عند حدوده، منفذاً لأوامره، متخلقاً بأخلاقه
  • التواجد في مكان فيه غناء

    ما حكم التواجد مع أشخاص يستمعون للقنوات الغنائية؟ علماً بأني أكون مشغولاً مع اللابتوب.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فإن كنت مستطيعاً مغادرة ذلك المكان والانتقال إلى غيره فما ينبغي لك البقاء فيه؛ لأن الغناء المصحوب بالمعازف محرَّم عند جماهير العلماء ولا يحل للمسلم البقاء في مكان يمارَس فيه المنكر مع قدرته على إنكاره أو ترك المكان. والله الموفق والمستعان.

  • غناء المرأة وممارستها الرياضة

    / ما رأي الدين في الفنانات (المغنيات) اللائي انتشرن هذه الأيام في الإذاعة والتلفاز وكذلك فيمن يساعدهن (ويتبناهن فنيا) ومن يقدم لهن الأشعار والألحان ويتباهى بذلك؟

    2/ معلوم أن للرياضة فائدة للجسم ولكن ما رأي الدين في ممارسة الرياضة للنساء في الميادين والطرقات أمام الناس (لا يوجد مكان للرياضة في المنزل) علما بأن لبس الرياضة قد لا يتفق مع اللبس الشرعي حتى يساعد عليها كما في الجري والتنس.

    3/ وأخيرا أود أن أعرف هل مشاركة النساء في الدورات الرياضية والأولمبياد الإقليمية والعربية والعالمية بملابس غير محتشمة تفرض عليهن هل هو حرام؟ وجزاكم الله خير الجزاء.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالمرأة المسلمة مأمورة بألا تخضع بالقول، بل المطلوب منها حال كلامها مع الأجنبي أن تتكلم بطريقة لا تثير ريبة ولا تسبب فتنة ولا تهيج شهوة؛ قال تعالى {فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن فولاً معروفا} ومعلوم أن الغناء يتضمن تحسيناً للصوت وترقيقاً له؛ ولربما يصحبه شيء من التغنج والتكسر الذي لا يجوز؛ ولا يقول بحل هذا مسلم فضلاً عن عالم، وعليه فإن الذي يسمح بمثل هذا ويشجع عليه شريك في الإثم والعدوان، ويخشى عليه أن يكون داخلاً فيمن قال الله فيهم {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة}

    وقول النبي صلى الله عليه وسلم “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف” شامل للرجل والمرأة، وعليه فلا حرج على المسلمة في ممارسة الرياضة التي تصح بدنها وتحفظ عافيتها وتدفع بها عن نفسها الأمراض التي يجلبها الخلود إلى الراحة والدعة؛ لكن هذا كله مقيَّد بالضوابط الشرعية في ألا تشتمل على محرم من كشف عورة أمام أجنبي أو اختلاط بأجانب أو تشبه بالرجال، وكذلك يجب على المرأة أن تجتنب الرياضة التي تخرجها عن طبيعتها الأنثوية وما تقتضيه من نعومة، كرياضة كمال الأجسام مثلاً، ولتعلم المرأة أن قانون الشرع قضى بأنه {ليس الذكر كالأنثى} والخروج على هذا القانون مضر بالرجل والمرأة معاً، والله تعالى أعلم.

  • صلاة الجمعة لعمال التنقيب

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته شيخنا

    السؤال: فيما يخص صلاة الجمعة عند المنقبين عن الذهب في منطقة إنتهقا في إقليم غاوا في جمهورية مالي، -هل يجب عليهم صلاة الجمعة عندهم مساجد خشبية مع السرير والسقف لكن ليس جوامع؟ يمكن أن يمكثوا عام أو شهور او الأيام لا ينتقلون من مكان إلى مكان ويمكن عكس ذلك؟ ما كيفية شروط صلاة الجمعة في تلك الأحوال؟ نريد التفصيل على هذا الموضوع.

    وجزاكم الله خيرا وأطال الله عمركم في طاعته، نفعنا الله وإياكم بالعلم النافع.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد

    فهذا المكان الذي تنقبون فيه عن الذهب تصح فيه صلاة الجمعة عند جمهور العلماء الذين لا يشترطون لصحة الجمعة المصر؛ فتصح عندهم في أي مكان به أبنية، وقد ذكرتم في سؤالكم أن هناك مساجد خشبية، خاصة وأنكم تبقون مدة طويلة قد تصل إلى عام، وفي ترك صلاة الجمعة هذه المدة خطر عظيم؛ وتفصيل ذلك أن الشافعية رحمهم الله تعالى اكْتَفَوْا بِاشْتِرَاطِ إِقَامَتِهَا فِي خُطَّةِ أَبْنِيَةٍ سَوَاءٌ كَانَتْ مِنْ بَلْدَةٍ أَوْ قَرْيَةٍ، قَال صَاحِبُ الْمُهَذَّبِ: لاَ تَصِحُّ الْجُمُعَةُ إِلاَّ فِي أَبْنِيَةٍ يَسْتَوْطِنُهَا مَنْ تَنْعَقِدُ بِهِمُ الْجُمُعَةُ مِنْ بَلَدٍ أَوْ قَرْيَةٍ.

    وَأَمَّا الْحَنَابِلَةُ: فَلَمْ يَشْتَرِطُوا ذَلِكَ أَيْضًا، وَصَحَّحُوا إِقَامَتَهَا فِي الصَّحَارِي، وَبَيْنَ مَضَارِبِ الْخِيَامِ. قَال صَاحِبُ الْمُغْنِي: وَلاَ يُشْتَرَطُ لِصِحَّةِ الْجُمُعَةِ إِقَامَتُهَا فِي الْبُنْيَانِ وَيَجُوزُ إِقَامَتُهَا فِيمَا قَارَبَهُ مِنَ الصَّحْرَاءِ.

    وَأَمَّا الْمَالِكِيَّةُ: فَإِنَّمَا شَرَطُوا أَنْ تُقَامَ فِي مَكَان صَالِحٍ لِلاِسْتِيطَانِ. فَتَصِحُّ إِقَامَتُهَا فِي الأْبْنِيَةِ، أَوِ الأْخْصَاصِ؛ لِصَلاَحِهَا لِلاِسْتِيطَانِ فِيهَا مُدَّةً طَوِيلَةً. وَلاَ تَصِحُّ فِي الْخِيَمِ لِعَدَمِ صَلاَحِيَّتِهَا لِذَلِكَ فِي الْغَالِبِ.

    قَال فِي الْجَوَاهِرِ الزَّكِيَّةِ فِي تَعْدَادِ شُرُوطِهَا: مَوْضِعُ الاِسْتِيطَانِ، وَلَوْ كَانَ بِأَخْصَاصٍ لاَ خِيَمٍ، فَلاَ تُقَامُ الْجُمُعَةُ إِلاَّ فِي مَوْضِعٍ يُسْتَوْطَنُ فِيهِ بِأَنْ يُقِيمَ فِيهِ صَيْفًا وَشِتَاء.

  • عقد تورّق

    شيخنا الجليل .. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..

    ذهبت لأحد البنوك لإجراء تورق بعد تأكدي من جوازه من فضيلتكم ومن جمهور العلماء قديمًا وحديثًا، طلبت من الموظف شراء أسهم وبعد رد الموافقة فى اليوم الثانى بدأ التنفيذ  فأرجو أن تزيل استغرابى وتجيب أسئلتى تجاه هذا التنفيذ:

    بدأ الموظف يحسب كم سيعطينى من النقود وكم ربحه وكيفية السداد قبل شراء وبيع الأسم وبالطبع قبل استلامى النقود! فهل تمت المعاملة (الربوية) وما يجري بعد ذلك إجراء صوري فقط؟

    فى عقد البيع أن البنك يملك أسهم فى بنك الإنماء وفى طلب الشراء (أفيدكم برغبتى فى شراء أسهم بنك الإنماء)! فهل المعنى واحد أن البنك يملك الأسهم أم أن البنك وكلنى دون علمى بشراء الأسهم من الإنماء مباشرة ليتجنب خطر تذبذب سعر الأسهم وبالتالى لم يقبض؟

    وعليه هل هى مرابحة عادية حسب العقد أم هى للآمر بالشراء حسب طلب شراء الأسهم؟ سألته رجاءً ممكن أتابع معك على الشاشة؟

    إبتسم! وقال: لا عليك وهذا من شأنه قد يوحى بصورية ما سيحدث، أو أنه لا يوجد ملكية للبنك فى الأسهم أو لا يوجد تقابض فى محفظة البنك ولا محفظتى فهل يكفى فقط أن أصدق ما يقوله ويفعله وأنا خلف الشاشة؟

    لم أملأ طلب إنشاء محفظة، وطبعًا لم أرَ قبض أسهمى فى محفظتى على الشاشة! مع العلم أنه يوجد رقم حساب باسمي فى العقد وعندما بحثت عنه فى تداول البنك على النت لم أتوفق فى معرفة إن كان يوجد أم لا!

    حقيقة خيرنى بين الاحتفاظ والبيع، ولكن إن احتفظت يجب أن أبيع على النت، وإن أردت أن أبيع فقط الآن ولم يسمح لى بعد ذلك ولا حتى بعد الصلاة! وبحكم أنى لا أعرف فى التداول عبر النت لم يبق أمامى خيار آخر!.

    وكلته ليبيع وحذرته بلطف ألا يبيع للبنك ولا لمصرف الإنماء، قال: طبعًا إذا بعت للبنك حرام لكن نطرحها فى السوق للجميع وقد يشتريها مشترٍ مجهول.

    وفى عقد توكيل البيع بيعت للإنماء فهل يقصد طرحها فى سوق تداول مصرف الإنماء  ليشتريها أي من مساهميه أم أن هنالك تنظيم مسبق بين البنك والبائع الاول والمشترى الثانى وهو نفسه البائع الأول!؟

    هل من حقي الشرعي أن أحصل على نسخة من عقد البيع النهائى أم أن التوكيل وحده يكفى؟

    وقعت كلاً من العقد وطلب الشراء وطلب التوكيل بعد أن تحولت النقود فى حسابى!

    أخيرًا سألته يا أخي بنك الإنماء نقي؟ مع علمى إنه نقي فى كل الهيئات الشرعيه لعام 2015 عدا قائمة العصيمى.

    سألته أيضا البنك يملك الأسهم؟ وإن كان لا يملك هل قبضت الاسهم؟ نزلتها فى محفظتى؟ بعتها لطرف ثالث؟ فى الكل قال: نعم!! ولكن ما لاحظته أثناء التنفيذ يجعلنى غير مطمئن خصوصاً أني بحثت كثيراً عن التورق، فأرجو منكم حسب علمكم الشرعى ومراقبتكم للبنوك أن أعرف الرأي الشرعي في هذا التنفيذ، فإن كان حرامًا والله لا يهمنى ما حدث فبإمكاني إنهاء العقد حتى لو أخسر. والله على ما أقول شهيد.. وآسف للإطالة.. وجزالك الله ألف خير

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فأسأل الله تعالى أن يزيدك تقى وهدى وعفافاً وغنى، وأصحح لك معلومة حيث إنني لا أعمل في رقابة البنوك وليست لي عضوية في أي من هيئات الرقابة، وأسأل الله تعالى التوفيق للقائمين عليها، وجواباً على مسألتك أقول: يا أخي ما دمت مستريباً غير مطمئن للذي حدث في تلك المعاملة فخير لك أن تتخلص منها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسـلم “دع ما يريبك إلى ما لا يريبك” مع قوله صلى الله عليه وسـلم “لا يبلغ العبد درجة المتقين حتى يدع ما لا بأس به؛ حذراً مما به البأس” وسل الله أن يعوضك خيرا. والله الموفق والمستعان.

  • صليت استخارة ولم أجد نتيجة

    صليت الاستخارة للذهاب لطبيب مختص بتأخر الإنجاب، وقلت في استخارتي لو أن الإنجاب سيكون علي  يد هذا الطبيب أن يسهل أمري معه وإن لم يكن علي يده  فأبعده عني …الخ وتسهل امري وفجأة في آخر لحظة فشلت العملية وأنا الآن محتارة أين نتيجة الاستخارة؟ علماً بأني حاجة ومصلية وأصوم وأؤدي فروضي كلها واذكر الله كثيراً ارجو ان تفتيني في امري حتي لا يتزعزع إيماني في الاستخارة.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فصلاة الاستخارة تصح في كل وقت من ليل أو نهار؛ سوى أوقات النهي التي منع فيها النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة فيها؛ وهي حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع وحين يقوم قائم الظهيرة وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب، وكذلك بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس وبعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس، وفيما عدا هذه الأوقات فصلاة الاستخارة مشروعة، وأفضل أوقاتها ثلث الليل الآخر حين ينزل ربنا إلى سماء الدنيا فيقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من داع فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ ودعاؤها يكون بعد التشهد قبل السلام ويمكن أن يكون كذلك بعد السلام، والأمر في ذلك واسع.

    واستخارتك مقبولة إن شاء الله ما دمت قد نويت اتباع السنة وتفويض أمرك إلى الله تعالى، وعدم الاستمرار هو نتيجة الاستخارة؛ وما تدرين لعل الله تعالى قد صرف عنك سوء لا تعلمه {والله يعلم وأنتم لا تعلمون} وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال: إما أن يعجل له الإجابة في الدنيا، وإما أن يدخر له في الآخرة مثلها، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها” والله الموفق والمستعان.

زر الذهاب إلى الأعلى