السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، مشكلتي حساسة جداً، وجدت لزوجي فى أحد مواقع التواصل الاجتماعى على النت حساباً فيه رسائل وعلاقات مشبوهة له مع رجال، لكن لست متأكدة أنها مجرد كلام ولا أكثر من ذلك، واجهته بالكلام فأنكر وقال: مجرد كلام للتسلية، ومظهره وسلوكه لا يدل على أنه منحرف، يعني شكله رجل طبيعى فقط هو من ناحية العلاقة الخاصة بارد جداً، يعني شهور ما يحصل شيء بيننا، وطلبت منه الطلاق لكن اعتذر وبكى مثل الأطفال لكى أسامحه ولأنه لدينا أطفال وعشرة سنين، وهو يحترمني ويعاملني أحسن معاملة، سامحته وقلت: لعله يتوب وأكد أنه لن يعود، ثم عاد فبماذا تنصحني؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فأسأل الله تعالى أن يفرِّج همك وينفِّس كربك ويبدلك بعد العسر يسرا، وجواباً على سؤالك أقول:
أولاً: الواجب تغليب حسن الظن؛ لقول ربنا سبحانه وتعالى {اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم} وقول نبينا صلى الله عليه وسـلم “إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث” خاصة وأنك تقولين بأنك لم تلحظي على زوجك انحرافاً ظاهرا
ثانياً: الكلام الذي وجدته لزوجك مع أولئك الرجال وبعث في نفسك الريبة لا شك أنه خطأ بيِّن والواجب عليه التوبة إلى الله منه، وعليك العمل على تقوية إيمانه بالله عز وجل؛ بحثِّه على المواظبة على الصلاة في أوقاتها مع جماعة المسلمين، وأن يشغل وقته بما يقربه إلى الله تعالى
ثالثاً: من أجل أن تقطعي الطريق على وسوسة الشيطان تذكَّري أنك زوجة لهذا الرجل من سنين، وأنك ما تزوجت به إلا بعد السؤال عن دينه وخلقه، وحاولي أن تتذكَّري محاسنه من جنس ما ورد في سؤالك من حسن خلقه وطيب معاملته، وقد وضع لنا النبي صلى الله عليه وسـلم ذلك الميزان حين قال “لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر” وذلك حال المؤمنة مع المؤمن
رابعاً: برود العلاقة بينكما قد يكون مردُّه إلى الرتابة وعدم التجديد؛ فاعمدي – أحسن الله إليك – إلى التصنع والتجمل والتزين وجذب انتباهه بالجديد المثير؛ فإن انحرافاً قد يطرأ على بعض الأزواج بسبب إهمال يحدث أو ملل يطرأ
خامساً: أكثري من الدعاء له بأن يأخذ الله بيده وأن يهديه للتي هي أقوم، وإن تمادى في غيه فذكِّريه بالله تعالى وخوِّفيه من الفضيحة خاصة وأن له أولاداً قد يضيعون بسببه، والله الموفق والمستعان