الفتاوى

  • ضيق الصدر والدعوة الإلكترونية

    السلام عليكم، أنا شاب أبلغ من العمر ٣٠ عاماً ولله الحمد ملتزم بشرع الله الحمد لله، أزعل في دقيقة وأرضى في ثانية، لو أغضبت أحداً بعد ساعة أو أقل لازم أرضيه، لا أحمل حقداً أو حسداً على أحد، أصلي صلواتي الخمسة في المسجد، فهل هل هذا من سوء الخلق؟ وما علاجه؟

    السؤال الثاني: لي ٣ صفحات علي الفيس بوك، دائماً أنشر فيها أذكار الصباح والمساء وأحاديث تذكر الناس وأنشر سنن الجمعة وفوائد صلاة الفجر والاستغفار، هل هذه تعتبر دعوة إلى الله؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فأنت مأجور إن شاء الله على محافظتك على الجماعة في المسجد، ومأجور كذلك على سلامة صدرك من الغل والحقد والحسد، ومأجور على سرعة فيئتك عن الغضب، وقد علَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسـلم أن الأخلاق تكتسب برياضة النفس وحسن تعاهدها؛ فإنما الحلم بالتحلُّم والعلم بالتعلُّم، ولا يزال المرء يجاهد نفسه ويروضها على المكارم حتى تصير لها طبعاً، وهذا هو المطلوب منك فيما يتعلق بحدة غضبك؛ حتى تدخل في الزمرة الطيبة التي عناها رسول الله صلى الله عليه وسـلم في حديثه الطويل الذي رواه الإمام أحمد في المسند عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة بعد العصر إلى مغيربان الشمس، حفظها منا من حفظها ونسيها منا من نسي، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: “ما بعد فإن الدنيا خضرة حلوة، وإن الله مستخلفكم فيها فناظرٌ كيف تعملون؟ ألا فاتقوا الدنيا واتقوا النساء؛ ألا إن بني آدم خُلقوا على طبقات شتى؛ منهم من يولد مؤمناً ويحيا مؤمناً ويموت مؤمناً، ومنهم من يولد كافراً ويحيا كافراً ويموت كافراً، ومنهم من يولد مؤمناً ويحيا مؤمناً ويموت كافراً، ومنهم من يولد كافراً ويحيا كافراً ويموت مؤمناً، ألا ان الغضب جمرة توقد في جوف ابن آدم، ألا ترون إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه؟ فإذا وجد أحدكم شيئاً من ذلك فالأرض الأرض؛ ألا ان خير الرجال من كان بطيء الغضب سريع الرضا، وشر الرجال من كان سريع الغضب بطيء الرضا، فإذا كان الرجل بطيء الغضب بطيء الفيء، وسريع الغضب وسريع الفيء فإنها بها، ألا إن خير التجار من كان حسن القضاء حسن الطلب؛ وشر التجار من كان سيئ القضاء سيئ الطلب، فإذا كان الرجل حسن القضاء سيئ الطلب أو كان سيئ القضاء حسن الطلب فإنها بها، ألا ان لكل غادر لواء يوم القيامة بقدر غدرته، ألا وأكبر الغدر غدر أمير عامة، ألا لا يمنعن رجلاً مهابة الناس أن يتكلم بالحق إذا علمه، ألا ان أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر” فلما كان عند مغيربان الشمس قال: “ألا إن مثل ما بقى من الدنيا فيما مضى منها مثل ما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه”. فاحرص رحمك الله على أن تكون بطيء الغضب سريع الرضا، حسن القضاء حسن الطلب.

    وصفحتك على الفيسبوك دعوة إلى الله تعالى إن شاء الله، لكن عليك أن تحتاط فيما تنشر؛ من أجل أن تكون صفحتك مصدراً للمعلومة الصحيحة والفكرة الصائبة، وإياك والأحاديث المكذوبة والروايات الموضوعة، والله الموفق والمستعان

  • عاشوراء وأفعال الشيعة

    مولانا السلام عليكم ورحمة الله، عندي سؤال بخصوصنا نحن العراقيون؛ ففي بلدنا من كل عام عند شهر محرم الحرام نقطع الأغاني والأغلبية يلبسون الأسود ويتركون المعاصي؛ لأنه في هذا الشهر استشهد مولانا الإمام الحسين عليه السلام واصحابه الطاهرين، والعراقيون يقدمون الطعام على روحه وثوابه للناس مجاناً، وترى الناس جميعها في يوم العاشر أو الأربعين يذهبون لمرقد أبي الأحرار عليه السلام ويزوروه ويدعون الله أن يحشرنا معه ومع النبي (صلى الله عليه وآله وصحبه)، وماحكم الزيارة مشياً على الأقدام باعتبار الناس كلها تذهب مشياً شيباً وشباباً ونساءً وأطفالاً إلا القلة في السيارات، وهل الحديث النبوي الشريف (إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى)  ينطبق على ذلك؟ طبعاً مع النية الصادقة للمشي هل في ذلك أجر نواكب الذي جرى في الحادثة الأليمة مع عدم الطم والممارسات البدعية الأخرى مع علمنا بحديث عن الرسول الاعظم (أنه لا عزاء بعد ثلاث) ولكن هي عادة اخذناها وجزيتم خيرا مولاي

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد

    فمن أجل أن تكون الإجابة عن هذا السؤال وافية مختصرة فإني أذكرها في نقاط:

    أولاً: الحسين بن علي رضوان الله عليهما من خير خلق الله، وهو ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد صح عنه في الحديث أنه قال عنه وعن أخيه الحسن (هما ريحانتاي من الدنيا) وقال (اللهم إني أحبُّهما فأحبَّهما) فواجب على كل مسلم أن يحب الحسين ويترضى عنه ويذكره بالخير، ويعتقد أنه مع أخيه الحسن (سيدا شباب أهل الجنة) وأن حبهما من حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذاك فرض ودين وإيمان؛ كما أن بغض الحسنين نفاق وطغيان

    ومن حبهما مشروعية الصلاة عليهم مع آل البيت عليهم السلام، وذلك في عقب الأذان، وفي التشهد آخر الصلاة، وعند الصلاة على النبي صلى الله عليه وسـلم … فقد جاء في هذا عدة نصوص؛ كقوله تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} وكما جاء في الحديث لما سئل النبي صلى الله عليه وسـلم عن كيفية الصلاة عليه في الصلاة؟ قال: “قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيد، والسلام كما قد علمتم” فالصلاة على آله من تمام الصلاة عليه وتوابعها؛ لأن ذلك مما تقرُّ به عينه، ويزيده الله به شرفًا وعلوًا.

    ثانياً: على مسلم أن يتجنب الغلو في آل البيت الكرام عليهم السلام، وعلى رأسهم علي بن أبي طالب وزوجه فاطمة وابناهما الحسن والحسين عليهم جميعاً سلام الله؛ ومن غلو الشيعة في آل البيت عليهم السلام ما تضحك منه الثكلى ويشيب منه الوليد:

    – باب: أن الأئمة يعلمون متى يموتون، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم (1/258).

    – باب: أن الأئمة يعلمون علم ما كان وما يكون، وأنه لا يخفى عليهم الشيء صلوات الله عليهم (1/260).

    – باب: أن الأئمة يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل (1/255).

    – باب: أن الأئمة خلفاء الله في أرضه، وأبوابه التي منها يؤتى (1/193).

    – باب: أن الأئمة لو ستر عليهم لأخبروا كل امرئ بما له وعليه (1/264).

    – باب: أن الأئمة عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله، وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها (1/227).

    وهم لم يكتفوا بذلك، بل جعلوا تعيين الإمام أهم من بعث الرسول صلى الله عليه وسـلم، وفي ذلك يقول آية الله ميرزا الخراساني: “إن تعيين الإمام أهم من بعث الرسول؛ لأن تركه نقض للغرض وهدم للبناء”.

    ويقول الخميني مفضلًا الأئمة على الأنبياء والملائكة: “إن للإمام مقامًا محمودًا، ودرجة سامية، وخلافة تكوينية، تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات الكون. وإن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقامًا لا يبلغه ملك مقرب، ولا نبي مرسل”.

    ومما يؤكد أن الغلو فيهم يؤذيهم: ما جاء في رجال الكشي عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنه حيث قال: “إن اليهود أحبوا عزيرًا حتى قالوا فيه ما قالوا، فلا عزير منهم ولا هم من عزير، وإن النصارى أحبوا عيسى حتى قالوا فيه ما قالوا، فلا عيسى منهم ولا هم من عيسى، وإنا على سنة من ذلك، إن قومًا من شيعتنا سيحبونا حتى يقولوا فينا ما قالت اليهود في عزير، وما قالت النصارى في عيسى ابن مريم، فلا هم منا ولا نحن منهم”.

    ثالثاً: ليس من هدي المسلمين أنهم يقيمون المآتم ويكثرون النياحة والعويل لموت أو قتل عظيم من عظمائهم؛ فما ابتلي المسلمون بمصيبة أعظم من فقد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك ما أقام أصحابه ولا آل بيته لذكرى وفاته مأتماً ولا فعلوا في ربيع الأول مثل الذي يفعله الشيعة في المحرم من كل عام، وقد قتل في عهد نبينا صلى الله عليه وسلم عمه حمزة وابن عمه جعفر رضوان الله عليهما؛ فما أقام عليهما مأتما ولا دعا أصحابه إلى لطم خد أو شق جيب، معاذ الله؛ فهذا الذي يصنعه كثير من الشيعة إنما هو بدعة ضلالة، وقد كانت سبباً لصد كثير من الناس عن دين الله عز وجل

     رابعاً: زيارة القبور مشروعة من أجل غايات سامية وحكم عالية، منها تذكُّر الآخرة والدعاء للأموات وإيناسهم بالسلام عليهم، ولم يشرع لنا أن تكون هذه الزيارة مشياً على الأقدام؛ بل هم يصنعون ذلك بناء على روايات مكذوبة وأحاديث موضوعة، جعل بعضها زيارة قبر الحسين أعظم أجراً من الحج إلى بيت الله الحرام!!! فالذي أنصحك به – أخي – أن تعرض صفحاً عن ذلك كله، وأن تعنى بتصحيح معتقدك واستقامة سلوكك؛ حتى يكرمك الله يوم القيامة بالاجتماع بأبي عبد الله الحسين بن علي رضي الله عنهما، والله الهادي إلى سواء السبيل

  • هل سُحر النبي صلى الله عليه وسلم؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جمعة مباركة وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال. هل سحر النبي صلى الله عليه وسلم لأن بعض الناس يضعف حديث هذا السحر وينكرون ذلك؟ أفتونا شيخنا وجزاك الله خيرا

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد

    فقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم سُحر حتى إنه ليخيَّل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله، وإنه قال لها ذات يوم: (أشعرت أن الله تعالى أفتاني فيما استفتيته؟ إنه أتاني ملكان، فجلس أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب مسحور، قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم، في مشط، ومشاطة، في جف طلعة ذكر، في بئر ذي أروان) فالحديث – كما ترى – صحيح ثابت، وليس فيه مطعن في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بل هو من قبيل سحر التخييل الذي يمارسه بعض السحرة الأشرار، وقد كان لإصابة النبي صلى الله عليه وسلم حكم بالغة منها:

    أولاً: تأكيد بشريته صلى الله عليه وسلم فإصابته بالسحر من جنس إصابته بالأمراض الأخرى كالحمى والصداع، أو إصابته في الحرب بالشج والجرح ونحو ذلك

    ثانياً: ابتلاؤه صلى الله عليه وسلم لرفع درجاته، وقد ثبت في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم (أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل)

    ثالثاً: من أجل أن يشرع لأمته كيفية التعامل مع مثل هذه الابتلاءات التعامل الشرعي الخالي من المخالفات

    وليس في ذلك شيء من وقوع انتقاص له عليه الصلاة والسلام؛ بل الأنبياء قبله قد حصل لهم من تسلط أعدائهم ما هو أشد من ذلك، ولم يمثل طعناً في نبوتهم؛ قال سبحانه {وقتلهم الأنبياء بغير حق} وقال عن اليهود {أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم فريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون}.

  • توصيل الخمر لغير المسلمين

    السلام عليكم، إذا شخص مسلم يعمل بفندق خارج البلاد في توصيل طلبات الأكل، ولكن هذه الطلبات بعض المرات تحتوي علي مسكرات فهل أجره الذي يتقاضاه حرام أم حلال؟ وفقنا الله وإياكم لفعل الخير

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فلا يجوز للمسلم أن يعمل في توصيل طلبات تحوي مسكرات؛ لعموم قوله تعالى {ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} ولأن البي صلى الله عليه وسـلم قال “أتاني جبريل فقال: يا محمد إن الله عز وجل لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومبتاعها وساقيها ومستقيها” رواه الإمام أحمد والحاكم في المستدرك من حديث ابن عباس وهو صحيح. والأجر الذي يتقاضاها من هذا العمل حرام؛ لأن الله تعالى إذا حرم شيئاً حرم ثمنه، وعليه أن يبحث عن عمل آخر، والله المستعان.

  • الإستغاثة بغير الله

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا شيخ! حفظك الله في الدارين! هل يجوز الاستغاثة بالأموات؟ هل أجاز ذلك بعضهم من العلماء؟ لأن بعض الطرق الصوفية أجازوا ذلك في التركية كالطريقة النقشبندية في إسطنبول ورئيسها محمود أفندي الذي توفي عن قريب الزمان. هل من الشرك الأكبر؟ بارك الله فيك يا استاذ!

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد

    فالاستغاثة بالحي تجوز فيما يقدر عليه؛ فقد قال ربنا جل جلاله عن نبيه موسى عليه السلام {فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه} أما الاستغاثة بالأموات فهي من المحرمات الكبار؛ لأن الاستغاثة هي طلب الغوث؛ وهي نوع من أنواع الدعاء، والدعاء هو العبادة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وقد سمى الله دعاء غيره شركا؛ فقال سبحانه {إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم} وسماه ضلالا فقال {ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين} والاستغاثة بغير الله عز وجل نوع من أنواع الشرك التي وقع فيها أهل الجاهلية؛ فإنهم كانوا يدعون أصنامهم ويطوفون بها وينذرون لها؛ رغم اعتقادهم في أن الله تعالى هو خالق السماوات والأرض وهو خالقهم ورازقهم؛ وكانوا يقولون {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} قال عطاء: هذا في الدعاء، وذلك أن الكفار ينسون ربهم في الرخاء فإذا أصابهم البلاء أخلصوا في الدعاء … وقيل: معناها أنهم يدعون الله أن ينجيهم من الهلكة، فإذا أنجاهم قال قائلهم: لولا فلان ما نجونا، ولولا الكلب لدخل علينا اللص… قلت: وقد يقع في هذا القول والذي قبله كثير من عوام المسلمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.ا.هــــ وقال الفخر الرازي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى {ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله} ورابعها أنهم وضعوا هذه الأصنام والأوثان على صور أنبيائهم وأكابرهم، وزعموا أنهم متى اشتغلوا بعبادة هذه التماثيل فإن أولئك الأكابر تكون شفعاء لهم عند الله تعالى ونظيره في هذا الزمان اشتغال كثير من الخلق بتعظيم قبور الأكابر، على اعتقاد أنهم إذا عظموا قبورهم فإنهم يكونون شفعاء لهم عند الله.ا.ه

  • غش في الإمتحانات ونال الوظيفة

    ما حكم الغش في الامتحانات وماذا يترتب عليه وهل له أثر على الأموال المكتسبة من الوظيفة بتلك الشهادة وكيف التوبة؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالغش حرام سواء في الامتحانات أم في غيرها، وقد قال عليه الصلاة والسلام {من غش فليس منا} وعلى الغاش أن يتوب إلى الله تعالى مما كان، ويقلع ويندم ويعزم على عدم العود، وإذا كان العمل الذي كلف به يؤديه على الوجه المطلوب ولا يخل بشيء منه فراتبه حلال، والله تعالى أعلم.

  • التكبير عند ختم القرآن

    في صلاة التهجد وفي أحد المساجد الكبيرة، كان الإمام يكبر بعد كل سورة بداية من سورة الضحى وذلك أثناء الصلاة، مما أربك الكثيرين بين راكع وقائم لا سيما عند النساء خارج المسجد اللاتي لا يرين الإمام، فما حكم هذه التكبيرات؟ التي تعودناها في حلقات التلاوة وأما داخل الصلاة فلا!

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالتكبير عند ختم القرآن وارد من قراءة عبد الله بن كثير المكي بروايتي البزي وقنبل، وقد رواه مجاهد بن جبر عن عبد الله بن عباس عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم، والعلماء مختلفون في صحة رفعه إلى النبي عليه الصلاة والسلام

    لكن ما ينبغي فعله في الصلاة لما يترتب عليه من تشويش على المصلين؛ لاختلاط تلك التكبيرات بتكبيرة الركوع؛ مما يفضي إلى اضطراب أمر الصلاة على الناس خاصة مع سعة المساجد وكثرة المصلين الذين لا يرون الإمام، والله تعالى أعلم.

  • ختمة أسبوعية

    السلام عليكم ورحمة الله:  لديَّ استفسار حول طريقة ختم القران.

    فنحن مجموعة عاملين في معسكرات خلوية نوزع أجزاء المصحف بيننا بحيث يقرأ كل منا أجزاء محددة على أن نجتمع كل يوم خميس نتدارس ونختم القرآن مع بعض, نفعل ذلك لأننا نجد صعوبة في الاجتماع سوياً حسب طبيعة عملنا. نرجو إفادتكم في طريقة هذه الختمة.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فالختمة المعتبرة شرعاً هي أن يقرأ الإنسان القرآن من فاتحته إلى خاتمته؛ أو أن يقرأ جماعة قراءة تدوير بمعنى أن يجتمعوا فيقرأ بعضهم ربعاً أو ثمناً أو صفحة والبعض الآخر مثله وهكذا إلى أن يختموا المصحف، أما هذه الطريقة التي تتبعونها فليست ختمة، لكنكم على كل حال مأجورون على اجتماعكم لتدارس القرآن ومذاكرته، وأسأل الله أن يتقبل منا أجمعين.

  • التأمين الشامل

    ما الحكم في التامين الشامل علي السيارات؟ وهل فيه شبهة ربوية؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد

    فإن فكرة التأمين الإسلامي قائمة على مبدأ التعاون على البر والتقوى، وصيغته أن يتفق عدة أشخاص على أن يدفع كل منهم اشتراكاً معيناً لتعويض الأضرار التي قد تصيب أحدهم إذا تحقق خطر معين؛ ووجه جوازه أنه من عقود التبرعات التي يقصد منها المواساة والتعاون على تفتيت الأخطار، والاشتراك في تحمل المسئولية عند نزول الكوارث، وذلك عن طريق إسهام أشخاص بمبالغ نقدية تخصص لتعويض من يصيبه الضرر، وهذا النوع من الـتأمين عمل القائمون به على تفادي المحاذير الشرعية التي ترد على التأمين التجاري من الغرر والميسر والوقوع في الربا، حيث تقوم على معنى الشراكة والتكافل؛ فيدفع كل مؤمِّن قسطاً معلوماً لمواجهة ما يطرأ على أحدهم من الكوارث والجوائح، وقد تقوم شركة التأمين باستثمار تلك الأموال في وجوه مباحة، وفي نهاية كل عام تتقاسم الأرباح بين الشركة والمؤمِّنين؛ فهو بديل شرعي للأنواع الأخرى من التأمين التي لا تسلم من مؤاخذات بعضها أشد من بعض.

    فإذا كانت الشركة المعنية بالسؤال ـ والتي قمت بالتأمين على سيارتك فيها ـ تسير في نظامها على هدي الإسلام، وهي بعيدة عن المآخذ الشرعية الواردة على نظام التأمين فلا حرج في التعامل معها، وإن لم تكن كذلك فلا يغني عنها وصفها بالإسلامية؛ لأن العبرة بالمضمون والممارسة لا بالشكل والاسم، والله تعالى أعلم.

  • هل الإسلام دين كل الأنبياء؟

    هل الإســلام رسالة كل الأنبيــاء وهو الدين الذي اختاره الله لكل أهل الأرض؟

    وهل بعث الله كل الانبيــاء بدين الإســلام؟ وسمي بالديانة اليهودية نسبه الى يهودا أكبر أولاد يعقوب الذي أرسل الله لهم موسى، والمسيحية سمي نسبه إلى المسيح؟ وهل معنى ذلك أن الإســلام لم يأت ببعثه الرسول محمد وإنما هو ديانة كل الانبيــاء؟ وإذا كان هكــذا فلماذا سميت اليهودية والمسيحية بالديانات السماوية؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد

    فإن آيات القرآن الكريم ناطقة بأن الإسلام هو دين الأنبياء عليهم السلام جميعاً؛ فكل الأنبياء مسلمون ليس فيهم يهودي ولا نصراني، فالإسلام العام هو دين الأنبياء جميعاً، وحقيقة الإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والخلوص من الشرك، واتباع لشريعة نبي ذلك الزمان، والدليل على أن الإسلام هو دين الأنبياء جميعاً:

    قوله تعالى {واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إليّ ولا تنظرون. فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين} وقوله تعالى {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم * ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم} وقوله تعالى {ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين} وقوله تعالى {ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين. إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين. ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون. أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب إلهاً واحداً ونحن له مسلمون} وقوله تعالى على لسان يوسف عليه السلام {رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا الآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين} وقوله تعالى {قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون. لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين. قالوا إنا إلى ربنا منقلبون. وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين} وقوله تعالى عن نبيه سليمان عليه السلام {قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين} ولما خالطت بشاشة الإيمان قلب المرأة الصالحة بلقيس قالت {رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين} وقوله تعالى {فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون} أما خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم فقد أمره الله أن يقول {إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم. ديناً قيماً ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين. قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين}

    أما الإسلام الخاص فهو دين آخر الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، صاحب الرسالة الخاتمة والشريعة الناسخة والكتاب المهيمن، الذي بعد بعثته ودعوته لا يسع أحداً سمع بالإسلام المنزل على خير الأنام أن يتدين بغيره، تصديقاً بخبره، وانقياداً لأمره، وتعبداً بشرعه صلى الله عليه وسلم. وإن من الضلال المبين ما يدعو إليه بعض الناس في أيامنا، وتبرم حوله اتفاقيات من الدعوة إلى (الديانة الإبراهيمية) زعموا!! وإن القرآن يقرع أسماعنا بقول ربنا {ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين} لكن اليهود وأذنابهم يعرفون ما يصنعون، إنهم يدعون إلى الاندماج والانصهار الديني؛ لأنهم يعلمون يقيناً أن الإسلام هو حائط الصد الأعظم أمام مخططهم الاحتلالي؛ فبالإسلام تحرر بيت المقدس من الاحتلالين المغولي والصليبي، وبالإسلام سيتحرر بإذن الله من الاحتلال اليهودي، الإسلام الذي يعلم أصحابه عقيدة الولاء والبراء، تلك العقيدة التي فرقت بين إبراهيم وأبيه آزر حين قال الخليل عليه السلام لأبيه وقومه {إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمن بالله وحده} تلك العقيدة التي فرقت بين نوح وولده {إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح} إنه الإسلام الذي حرم موادة من يقاتلوننا في الدين ومن يخرجوننا من ديارنا ونهتنا عن موالاتهم، {إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون} {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} ويعلِّم أتباعه عقيدة الجهاد وبذل النفس والنفيس فداء للدين وللمقدسات {هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم؟ تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون}

    وتسمية اليهودية إما أن يكون نسبة ليهوذا وهو أحد أسباط يعقوب عليه السلام، أو لقولهم {إنا هدنا إليك} أي تبنا، وأما المسيحية فهي نسبة للمسيح عليه السلام، وهي تسمية خاطئة لأن المسيح عليه السلام بريء منهم ومن تثليثهم وصليبهم، ولذلك سيتبرأ يوم القيامة منهم ويقول {ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم} وتسميتها بالديانات السماوية باعتبار أصلها وكونه سماوياً قبل أن يطرأ عليها التحريف والتبديل والزيادة والنقص، والعلم عند الله تعالى.

زر الذهاب إلى الأعلى