الفتاوى

  • الحلف بالطلاق حال الغضب

    حلفت بالطلاق نسأل الله المغفرة والرحمة .. قبل سنتين في حالة انفعال شديد وغضب على أن لا تدخل زوجتي بيت خالي نسبة لما لاقت من مكروه ومشاكل من زوجة خالي .. والآن خوفا من قطيعة الرحم قررت أن تدخل.. مع العلم بأنني لم أقاطع خالي .. فماذا أفعل .. أفدني أفادك الله.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد

    فإن كانت نيتك من تلك اليمين منع زوجتك من الذهاب إلى بيت خالك فعليك كفارة يمين بعد ذهابها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم “من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه” وإن كانت نيتك طلاقاً فالظاهر أنه لا يقع لكونك – كما ورد في سؤالك – كنت في حال من الغضب والانفعال الشديد، لكن الذي أنصحك به – أخي – أن تنزه لسانك عن اللفظ بالطلاق؛ لأن شأن الزوجية عند الله عظيم، والله الموفق والمستعان.

  • وإن تأمر عليكم عبد حبشي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وليس ذلك تقليلاً من شأنهم ولا حطاً من أقدارهم؛ بل نبينا صلى الله عليه وسلم هو الذي علمنا أن كلنا لآدم وآدم من تراب، وأن أكرمنا عند الله أتقانا، وإنما كلامه هذا من باب الإخبار بالواقع، حيث كان أغلب المستعبدين في جزيرة العرب على عهده من الأحباش. مثلما تقول الآن حين تكلم شخصا: هذا الجهاز لن يعمل ولو كانت صناعته إنجليزية!! لأن الإنجليز – في زمن ما – قد اشتهروا بجودة صناعتهم. ونحو ذلك مما يعتاده الناس من كلام.

  • تفسير قوله تعالى : واصبر نفسك

    { وَٱصۡبِرۡ نَفۡسَكَ مَعَ ٱلَّذِینَ یَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِیِّ یُرِیدُونَ وَجۡهَهُۥۖ وَلَا تَعۡدُ عَیۡنَاكَ عَنۡهُمۡ تُرِیدُ زِینَةَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۖ وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطࣰا }

    يرشدُ الله تعالى نبيَّه صلَّى الله عليه وسلَّم إلى أحدِ الآدابِ المهمةِ، فيقولُ: واحبِسْ نفسَك -يا مُحمَّدُ- مع أصحابِك الذين يَعبُدونَ رَبَّهم وحدَه، ويَدْعُونَه أوَّلَ النَّهارِ وآخِرَه مُخلِصينَ في عبادتِه، ولا تَصرِفْ نَظَرَك عنهم إلى غَيرِهم مِن الكُفَّارِ مِن أهلِ الغنَى والجاهِ؛ راغبًا في مجالستِهم، ولا تُطِعْ مَن جعَلْنا قلبَه غافِلًا عن ذِكرِنا، وآثَرَ هواه، وصار أمرُه في جميعِ أعمالِه ضَياعًا وسَفَهًا وتفريطًا. عن سَعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((كنَّا مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سِتَّةَ نَفَرٍ، فقال المُشرِكونَ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اطرُدْ هؤلاء لا يَجتَرِئونَ علينا! قال: وكنتُ أنا وابنُ مسعودٍ، ورجلٌ مِن هُذَيل، وبِلالٌ، ورجلانِ لستُ أُسمِّيهما، فوقع في نفسِ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما شاء اللهُ أن يقعَ، فحدَّث نفسَه، فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ: وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ).
    وعن أنَسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (لَأنْ أقعُدَ مع قَومٍ يَذكُرونَ اللهَ تعالى مِن صَلاةِ الغَداةِ حتى تَطلُعَ الشَّمسُ، أحَبُّ إليَّ مِن أن أُعتِقَ أربعةً مِن ولَدِ إسماعيلَ، ولَأنْ أقعُدَ مع قومٍ يَذكُرونَ اللهَ مِن صلاةِ العَصرِ إلى أن تَغرُبَ الشَّمسُ، أحَبُّ إليَّ مِن أن أُعتِقَ أربعةً)

  • زوجتي لا تصوم

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
    فالصلاة والصيام أمرهما عظيم، ويحتاجان إلى تربية وتعويد عليهما منذ الصغر، وكذلك معرفة بثوابهما وفضلهما، وعقوبة تركهما والتهاون بهما، وإلا شقت على المرء وصعب عليه أمرهما؛ كما قال ربنا تبارك وتعالى {وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} وإن كثيراً من الآباء والأمهات لا يتقون الله عز وجل حين يهتمون بدراسة أولادهم والعناية بهم في أمور شتى، إلا الصلاة والصيام فإنهم لا يعيرونهما اهتماماً؛ فينشأ الفتى أو الفتاة على التهاون بهما، أو أدائهما إذا وجدوا لهما وقتاً وفراغا؛ فيكون الأبوان سبباً في تعاسة الأولاد وضياع آخرتهم؛ غافلين عن قوله تعالى {قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة} وقوله صلى الله عليه وسلم {ألا كلكم راع ومسئول عن رعيته} وقوله {علموا أولادكم الصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر} وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يصوِّمون صغارهم؛ فإذا بكوا جعلوا لهم اللعبة من العهن – أي الصوف – حتى يكون عند الإفطار؛ فيكبر الصغير وقد اعتاد الصيام ولم يشق عليه.
    والواجب عليك تدارك ما فات مع زوجك، وذلك بالاستمرار في وعظها ومصاحبتها إلى مجالس الخير والعلم والإيمان، وإسماعها الأشرطة المؤثرة، وتشجيعها على مشاهدة البرامج النافعة في القنوات المباركة لعل الله يأخذ بناصيتها إلى الهدى، هذا مع الدعاء لها بالتوفيق والتسديد، وإن لم يصلح ذلك كله لا سمح الله فلا خير لك في استبقائها، بل ابحث عن زوجة تصلح أن تكون أماً لأولادك وراعية لبيتك، والله الموفق والمستعان.

  • هل أعيد الصلاة إن قرأ الإمام سورة الفاتحة خطأً؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
    فإن الواجب على جماعة المسلمين أن يختاروا أحسن الناس قراءة وأكثرهم فقهاً ليكون إمامهم في الصلاة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم {يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا سواء فأعلمهم بالسنة} رواه البخاري، وكذلك على المسئولين عن المساجد ألا يعينوا في هذا المنصب العظيم إلا من ثبتت عدالته وتحققت كفاءته؛ لئلا يكون في قلوب المؤمنين حرج من الصلاة خلف من لا يحسن القراءة أو لا تطيب نفوسهم بالصلاة خلفه؛ لقلة مروءة أو سقوط عدالة.
    واللاحن في قراءة الفاتحة لا يخلو من حالين: إما أن يكون لحنه جلياً كمن قرأ: إياك بتخفيف الياء أو كسر الكاف، أو قرأ: أنعمت بضم التاء، فمثل هذا لا تصح صلاته إلا بمن كان مثله أما إن كان في المأمومين من هو خير منه قراءة فإن صلاة الجميع تبطل، وإن كان اللحن خفياً كمن قرأ: الحمد بكسر الدال، أو قرأ: الرحمن بضم النون، أو قرأ: نعبد بكسر الباء، فمثله تصح صلاته لكن خير له أن يتنحى عن الإمامة إبراء للذمة ونصيحة للأمة خاصة مع كثرة الحفاظ المجيدين والعلم عند الله تعالى.

  • هل تبطل الصلاة بمرور الكلب والمرأة؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
    فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إذا قام أحدكم يصلي فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة الرحل، فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل، فإنه يقطع صلاته المرأة والحمار والكلب الأسود، قال عبد الله بن الصامت: يا أبا ذر: ما بال الكلب الأسود من الكلب الأحمر من الكلب الأصفر؟ قال: يا ابن أخي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني، فقال: الكلب الأسود شيطان} وروى أبو داود وابن ماجه عن ابن عباس مرفوعا {يقطع الصلاة الكلب الأسود والمرأة الحائض} فعلم من مجموع الروايتين أن هذا الحكم مقيد بحالة الحيض عند المرأة، والظاهر من سؤال الأخت أن ذلك كان في المسجد، ولا يتصور دخول الحائض إليه.
    ثم إن جمهور العلماء من السلف والخلف ـ كما حكى ذلك النووي عنهم ـ ومنهم مالك والشافعي على أنه لا يبطل الصلاة مرور شيء، قال النووي: وتأول هؤلاء الحديث بأن المراد بالقطع نقص الأجر لشغل القلب بهذه الأشياء، وليس المراد إبطالها، ومنهم من ادعى النسخ بالحديث الآخر {لا يقطع الصلاة شيء وادرؤا ما استطعتم} قال: وهذا غير مرضي؛ لأن النسخ لا يصار إليه إلا إذا تعذر الجمع بين الأحاديث وتأويلها وعلمنا التاريخ وليس هاهنا تاريخ، ولا تعذر الجمع والتأويل، بل يتأول على ما ذكرناه، مع أن حديث {لا يقطع صلاة المرء شيء} ضعيف.
    وبهذا يتبين أن الصلاة صحيحة إن شاء الله، وليس عليك إعادة والعلم عند الله تعالى.

  • توفي زوجها وليس له بيت فهل تعتد في بيت أختها؟

    أسأل الله تعالى أن يحسن عزاءكم ويعظم أجركم ويغفر لميتكم، وأن يجعل ما أصابه كفارة وطهورا، وأن يكتبها لها شهادة، ولا حرج عليك في السفر مع أختك وزوجها وأولادها، وذلك لأن البيت الذي تسكنينه الآن ليس بيت زوجية – تمليكاً ولا إيجارا – فلا حرج عليك حينها أن تعتدي حيث شاء الله لك.

  • حكم أكل طعام النصارى في الكريسماس

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا عبد الرزاق، والأصل جواز الأكل من طعام أهل الكتاب؛ لأن الله تعالى قال {وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم} اللهم إلا ما علمنا أنه حرام – كميتة أو خنزير – فلا يجوز لنا الأكل منه؛ وأعيادهم المرتبطة بدينهم الباطل ما ينبغي لنا مشاركتهم فيها؛ لأن الله تعالى قال {والذين لا يشهدون الزور} وقد فسر بعض أهل العلم الزور بأعياد المشركين.

  • مسح الوجه والجسم بعد الصلاة

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، والسنة الاقتصار على ذلك في المواضع التي مسح فيها النبي صلى الله عليه وسلم كما هو عند النوم أو عند الرقية؛ فما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك دبر كل صلاة، لكن في الوقت نفسه ما ينبغي لكم الإنكار عليهم لأن لفعلهم وجها وقد أفتاهم بذلك من يثقون به من أهل العلم.

  • ذنوب أورثتني ظلمة في القلب

    أسأل الله تعالى أن يتوب علينا جميعا، ويعفو عنا جميعا، ويرزقنا الإخلاص والإنابة، ويجعل خير عملنا خواتمه، وخير عمرنا أواخره، وخير أيامنا يوم نلقاه، ويا أخي استعن بالله ولا تعجز، واجعل قوله تعالى {قد أفلح من زكاها} وقوله {قد أفلح من تزكى} نصب عينيك؛ أكثر من الاستغفار، وحافظ على الصلوات في أوقاتها مع جماعة المسلمين، وأدها بشروطها وأركانها وسننها وأدابها، واستكثر من نوافل الصلاة والصيام والصدقة، واجعل ذكر الله عز وجل دينك وديدنك فإنه جلاء القلوب ومصفاة الأرواح، ولا تبتئس ولا تقنط؛ بل اعلم أنك تعامل رباً رحيماً كريماً غفورا تواباً حليما، يعطي الجزيل ويغفر الذنب الكثير. وهو القائل (يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً؛ فاستغفروني أغفر لكم).

زر الذهاب إلى الأعلى