الفتاوى

  • علاج سوء الظن

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حفضكم ألله شيخنا. شيخ ابتليت بسوء الظن في الناس احيانا واحوال أن اتركه ولا أقدر فما هي الاسباب التي تعين على ترك هذا والتي تعين على حسن الضن

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، والواجب عليك حيال هذا الداء جملة من المعالجات التي تعافى بها إن شاء الله تعالى، أولها الدعاء؛ فعليك أن تكثر من الدعاء بالهداية للتي هي أقوم، وقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت) ثانيها عدم التحقق فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام (إذا ظننت فلا تحقق) بمعنى أنه لو وسوس لك الشيطان بسوء تجاه واحد من المسلمين فلا تسع في التحقق من ذلك السوء، بل احمل حال الناس على السلامة. ثالثها عليك أن تنزل كل مسلم منزلة نفسك، وتسأل نفسك: هل يمكن أن أفعل كذا؟ فإذا كان الجواب بالنفي فكل واحد من المسلمين ينبغي لك أن تظن به خيرا كما ظننت بنفسك، وقد قال سبحانه {لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين} رابعها عليك الاشتغال بعيوب نفسك وإصلاحها؛ فطوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس.

  • وسواس الرياء

    أنا جامعي وموظف ومتزوج، ولي ثلاثة أطفال أصوم قبل رمضان والحمد لله الاثنين والخميس منذ فترة طويلة والحمد لله، وفي رمضان الآن أنفق وأصلي ولكنني لديَّ مشكلة انتابتني هذه الأيام وساوس سوء الخاتمة، وأنا أستصحب أن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة ولا يصبح بينها وبينه إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار أعوذ بالله من النار وما قرب إليها من عمل؛ كما أنني أصبحت أخاف من أي صدقة أو المداومة على قيام الليل، وأرى في نفسي كأنني أرائي أو أنافق حتى إنه أصبح ثابتاً في دعائي: اللهم إنا نعوذ بك من الرياء والنفاق وسوء الخاتمة، اليوم صليت التراويح في المسجد وفي خلالها انتابتني وساوس إنني أنافق وذلك لغياب الطمأنينة والخشوع من نفسي، وأنا أعلم يقيناً أن الاستماع إلى القرآن في التراويح يبعث على الطمأنينة هل هذا من الشيطان أم ماذا؟؟؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    أولاً: أنت على خير بما تأتي من أعمال صالحة من صلاة وصيام وقيام، وأحسن الظن بالله، ولعلك إن شاء الله ممن قال الله فيهم {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ~ أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون}

    ثانياً: الواجب على المسلم أن يحرص على تحقيق الإخلاص، وأن يحذر من الرياء الذي خاف منه الصالحون، ولا حرج عليك في أن تكثر من الدعاء بأن يجنبك الله إياه.

    ثالثاً: الوسوسة التي تنتابك في صلاتك بأنك مراء إنما هي من الشيطان ليصرفك عن طاعة ربك؛ فواظب على العمل وأكثر من الدعاء وجاهد نفسك، وأسأل الله أن يتقبل منا أجمعين.

  • خضاب اليدين والرجلين بالحناء للرجال

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وإن كنت قد قلت ذلك فعله سبق لسان، والصحيح أن ذلك في كتاب (تصحيح الفروع) للمرداوي الحنبلي حيث قال ناسباً الكلام لابن مفلح: وَقَالَ فِي الْآدَابِ الْكُبْرَى: فَأَمَّا الْخِضَابُ لِلرَّجُلِ فَيَتَوَجَّهُ إبَاحَتُهُ مع الحاجة، ومع عدمها يَخْرُجُ عَلَى مَسْأَلَةِ تَشَبُّهِ رَجُلٍ بِامْرَأَةٍ فِي لباس وغيره, انتهى. وفي موضع آخر قال: فَأَمَّا الْخِضَابُ لِلرَّجُلِ فذكر الشَّيْخُ أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ فِيمَا لَا تَشَبُّهَ فيه بِالنِّسَاءِ لِأَنَّ الْأَصْلَ الْإِبَاحَةُ وَلَا دَلِيلَ لِلْمَنْعِ وَأَطْلَقَ في الْمُسْتَوْعِبِ له الْخِضَابُ بِالْحِنَّاءِ وقال في مَكَان آخَرَ كَرِهَهُ أَحْمَدُ قال أَحْمَدُ لِأَنَّهُ من الزِّينَةِ

     وقال شَيْخُنَا هو بِلَا حَاجَةٍ مُخْتَصٌّ بِالنِّسَاءِ ثُمَّ احْتَجَّ بِلَعْنِ الْمُتَشَبِّهِينَ وَالْمُتَشَبِّهَات وَسَبَقَتْ مَسْأَلَةُ التَّشَبُّهِ عِنْدَ زَكَاةِ الْحُلِيِّ وفي الصَّحِيحَيْنِ عن أَنَسٍ أَنَّ النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم نهى أَنْ يَتَزَعْفَرَ الرَّجُلُ نهي عنه لِلَوْنِهِ لَا لِرِيحِهِ فإن رِيحَ الطِّيبِ له حَسَنٌ وَالْحِنَّاءُ في هذا كَالزَّعْفَرَانِ

     وَعَنْ مُفَضَّلِ بن يُونُسَ وهو من الثِّقَاتِ عن الْأَوْزَاعِيُّ عن أبي يَسَارٍ الْقُرَشِيِّ عن ابي هُرَيْرَةَ أَنَّ النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم أتى برجل بِرَجُلٍ مَخْضُوبِ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ فقال ما بَالُ هذا فَقَالُوا يا رَسُولَ اللَّهِ يَتَشَبَّهُ بِالنِّسَاءِ فَأَمَرَ بِهِ فَنُفِيَ إلَى الْبَقِيعِ فَقَالُوا يا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَقْتُلُهُ قال إنِّي نُهِيت عن قَتْلِ الْمُصَلِّينَ أبو يَسَارٍ رَوَى عنه الْأَوْزَاعِيُّ وَاللَّيْثُ ولم أَجِدْ فيه سِوَى قَوْلِ أبي حَاتِمٍ مَجْهُولٌ فَأَرَادَ مَجْهُولَ الْعَدَالَةِ

     وَذَكَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ في الْعِلَلِ أَنَّ الْمُفَضَّلَ انْفَرَدَ بِوَصْلِهِ وقال أبو مُوسَى حَدِيثٌ مَشْهُورٌ وَلِلطَّبَرَانِيِّ وَنَحْوِهِ بِمَعْنَاهُ من حديث ابي سَعِيدٍ وقد قال الْحَافِظُ عُمَرُ بن بَدْرٍ الْمَوْصِلِيُّ لَا يَصِحُّ في هذا الْبَابِ شَيْءٌ. انتهى الفروع وتصحيح الفروع 3/335 وفي كتاب (الفواكه العديدة في المسائل المفيدة) 1/142: وأما الخضاب للرجال، فقال المصنف والشارح وجماعة: لا بأس، ولا تشبه فيه بالنساء. وأطلق في “المستوعب”: له الخضاب بالحناء وقال في مكان آخر: كرهه أحمد. وقال الشيخ تقي الدين: هو بلا حاجة مختص بالنساء. وظاهر ما ذكره القاضي أنه كالمرأة في الحناء، لأنه ذكر المسألة واحدة، ويباح لحاجة. انتهى.

    من كتاب ” البركة” للشافعية: يحرم على الرجل خضاب يديه ورجليه بالحناء، إلا لحاجة، أو قرحة، نص عليه القاضي، والبغوي، والعجلي، والنووي، وغيرهم.

    قال في “مغني ذوي الأفهام”: ويكره الخضاب في اليدين والرجلين للرجل من غير حاجة. انتهى. وعلى هامشه: لأنه من التشبه بالنساء، ولحاجة يباح، لأنه عليه الصلاة والسلام كان إذا اشتكى شيئا خضبه بالحناء. انتهى.

    والذي تحرر لنا كراهته للرجال بلا حاجة، من تقرير شيخنا. انتهى

  • ساعة الإجابة

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم {أن في يوم الجمعة ساعة لا يسأل العبد فيها شيئا إلا آتاه الله تعالى إياه ما لم يسأل حراما} رواه أحمد وابن ماجه، وقد قال بعض أهل العلم بأن تلك الساعة هي من زوال الشمس إلى أن يدخل الرجل في الصلاة، وقيل: بل من الزوال إلى غروب الشمس، وقيل: ما بين خروج الإمام إلى أن تقام الصلاة، وقيل: ما بين خروج الإمام إلى أن تنقضي الصلاة، وقيل: ما بين الأذان إلى انقضاء الصلاة، وقيل: ما بين أن يجلس الإمام على المنبر إلى أن تنقضي الصلاة، وقيل: من حين يفتتح الإمام الخطبة حتى يفرغها، وقيل: عند الجلوس بين الخطبتين، وهذه الأقوال كلها شاملة للوقت ما بين الخطبتين، وقد روى مسلم عن أبي موسى رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ساعة الجمعة {هي ما بين أن يجلس الإمام على المنبر إلى أن يقضي الصلاة} وعليه فلا حرج على المسلم أن يدعو بين الخطبتين حال جلوس الإمام بينهما.

    أما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من قبل المأمومين والإمام يخطب فلا يعتبر لغواً؛ والأفضل أن يكون ذلك سراً خروجا من الخلاف، قال النفراوي رحمه الله في الفواكه الدواني عند بيان ما يطلب لسماع الخطبة: كما يجوز كل من التسبيح والتهليل والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكر أسبابها قاله ابن عرفة. وقال ابن حبيب: يجهر بذلك جهراً ليس بالعالي وإلا حرُم. والله تعالى أعلم.

  • عدد مرات رفع اليدين في الصلاة

    سؤالي عن رفع الأيدي في التكبير كم مرة في الصلاة؟ علماً بأني أعلم أن رفع اليد أربع مرات في تكبيرة الإحرام والركوع والرفع من الركوع والرفع من جلوس الوسط. هل المعلومة صحيحة والدليل من السنة؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فمعلومتك صحيحة؛ حيث وردت السنة بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه إذا كبر للإحرام، وعند الركوع، وبعد الرفع منه، وعند القيام للركعة الثالثة من صلاة ثلاثية أو رباعية، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة رفع يديه مدا} رواه الخمسة إلا ابن ماجه؛ قال البخاري في جزء رفع اليدين: روى الرفع تسعة عشر نفسا من الصحابة. قال الشوكاني: وجمع العراقي عدد من روى رفع اليدين في ابتداء الصلاة فبلغوا خمسين صحابياً منهم العشرة المشهود لهم بالجنة. قال الحافظ في الفتح: وذكر شيخنا الحافظ أبو الفضل أنه تتبع من رواه من الصحابة y فبلغوا خمسين رجلا.ا.هــــــ  وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال {كان النبي r إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى يكونا بحذو منكبيه؛ ثم يكبر فإذا أراد أن يركع رفعهما مثل ذلك؛ وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك أيضا وقال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد} متفق عليه. وللبخاري: {ولا يفعل ذلك حين يسجد ولا حين يرفع رأسه من السجود} ولمسلم {ولا يفعل حين يرفع رأسه من السجود} وله أيضاً {ولا يرفعهما بين السجدتين} وقد ثبت من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عند البيهقي أنه قال بعد أن ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه عند تكبيرة الإحرام وعند الركوع وعند الاعتدال فما زالت تلك صلاته حتى لقي الله تعالى} وعن أبي قلابة {أنه رأى مالك بن الحويرث إذا صلى كبر ورفع يديه وإذا أراد أن يركع رفع يديه وإذا رفع رأسه رفع يديه وحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع هكذا} متفق عليه. وفي رواية {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا كبر رفع يديه حتى يحاذي بهما أذنيه وإذا ركع رفع يديه حتى يحاذي بهما أذنيه وإذا رفع رأسه من الركوع فقال سمع الله لمن حمده فعل مثل ذلك} رواه أحمد ومسلم وفي لفظ لهما  (حتى يحاذي بهما فروع أذنيه) وثبت من حديث نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما {كان إذا دخل في الصلاة كبر ورفع يديه وإذا ركع رفع يديه وإذا قال سمع الله لمن حمده رفع يديه وإذا قام من الركعتين رفع يديه} ورفع ذلك ابن عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري والنسائي وأبو داود

    وقد اختلف في الحكمة في رفع اليدين؛ فقال الشافعي: هو إعظام لله تعالى وإتباع لرسوله. وقيل: استكانة واستسلام وانقياد وكان الأسير إذا غلب مد يديه علامة لاستسلامه. وقيل: هو إشارة إلى استعظام ما دخل فيه. وقيل: إشارة إلى طرح أمور الدنيا والإقبال بكليته على صلاته ومناجاته ربه؛ كما تضمن ذلك قوله الله أكبر فيطابق فعله قوله. وقيل: إشارة إلى تمام القيام. وقيل: إلى رفع الحجاب بينه وبين المعبود. وقيل: ليستقبل بجميع بدنه. وقيل: ليراه الأصم ويسمعه الأعمى. وقيل: إشارة إلى دخوله في الصلاة؛ وهذا يختص بالرفع لتكبيرة الإحرام. وقيل: لأن الرفع نفي صفة الكبرياء عن غير الله، والتكبير إثبات ذلك له U والنفي سابق على الإثبات كما في كلمة الشهادة وقيل غير ذلك. قال النووي: وفي أكثرها نظر .

     قال الشوكاني رحمه الله تعالى: واعلم أن هذه السنة تشترك فيها الرجال والنساء ولم يرد ما يدل على الفرق بينهما فيها وكذا لم يرد ما يدل على الفرق بين الرجل والمرأة في مقدار الرفع. والله تعالى أعلم

  • إمامنا يطيل الخطبة والصلاة

    السلام عليكم ورحمة الله

    إمام مسجدنا يطيل فى خطبة يوم الجمعة فتكون أكثر من نصف ساعة، ثم يطيل القراءة في الصلاة، وقد اشتكى كثير من الرجال كبار السن والمرضى من ذلك، بل إن أكثر الناس أصبح يتعمد التأخير فى الحضور للجامع بعضهم حتى تنتهي الخطبة وبعضهم حتى تنتصف الركعة الأولى. تم التحدث معه ولكن لم يحدث أى تغيير.

    أيضاً هو يطيل فى القراءة فى الصلوات المفروضة خاصة العشاء والفجر، وأصبحت أعداد المصلين تقل بصورة ملحوظة، وبعضهم يتعمد التأخر فى الصلاة وعند التحدث معه قال بأن هذا محبب لا سيما قرآن الفجر؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فالمطلوب من الإمام أن يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسـلم الذي كانت صلاته قصداً وخطبته قصداً، وقد قال الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه “مَا صَلَّيْتُ خَلْفَ أَحَدٍ أَوْجَزَ صَلاَةً مِنْ صَلاَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى تَمَامٍ كَانَتْ صَلاَةُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مُتَقَارِبَةً وَكَانَتْ صَلاَةُ أَبِى بَكْرٍ مُتَقَارِبَةً فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَدَّ فِى صَلاَةِ الْفَجْرِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا قَالَ «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ». قَامَ حَتَّى نَقُولَ قَدْ أَوْهَمَ. ثُمَّ يَسْجُدُ وَيَقْعُدُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ حَتَّى نَقُولَ قَدْ أَوْهَمَ” وقد أنكر رسول الله صلى الله عليه وسـلم على معاذ رضي الله عنه حين أطال بالناس ففي صحيح مسلم من حديث أَبِى مَسْعُودٍ الأَنْصَارِىِّ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنّي لأَتَأَخَّرُ عَنْ صَلاَةِ الصُّبْحِ مِنْ أَجْلِ فُلاَنٍ مِمَّا يُطِيلُ بِنَا. فَمَا رَأَيْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم غَضِبَ فِى مَوْعِظَةٍ قَطُّ أَشَدَّ مِمَّا غَضِبَ يَوْمَئِذٍ فَقَالَ «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ فَأَيُّكُمْ أَمَّ النَّاسَ فَلْيُوجِزْ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِهِ الْكَبِيرَ وَالضَّعِيفَ وَذَا الْحَاجَةِ» وفي صحيح البخاري من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَؤُمُّ قَوْمَهُ، فَصَلَّى الْعِشَاءَ فَقَرَأَ بِالْبَقَرَةِ فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ؛ فَكَأَنَّ مُعَاذًا تَنَاوَلَ مِنْهُ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ “فَتَّانٌ فَتَّانٌ فَتَّانٌ ثَلاَثَ مِرَارٍ” أَوْ قَالَ: فَاتِنًا فَاتِنًا فَاتِنٌ وَأَمَرَهُ بِسُورَتَيْنِ مِنْ أَوْسَطِ الْمُفَصَّلِ. قَالَ عَمْرٌو لاَ أَحْفَظُهُمَا

    وعليه فإن على هذا الإمام أن يرفق بالناس في صلاته وخطبته ويقتدي بالنبي الأكرم صلى الله عليه وسـلم وليحذر تمام الحذر أن يكون سبب فتنة الناس أو انصرافهم عن المسجد أو تبكيرهم للصلاة. والله الهادي إلى سواء السبيل.

  • هجر الولد لوالده

    إذا هجر الولد أباه بظلمه له هل في هذا شيء؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فلا يجوز للولد أن يهجر أباه ولا أن يغلظ له القول ولا أن يحد إليه النظر؛ مهما كان من الوالد من تقصير أو ظلم أو إساءة، بل حتى لو قارف الوالد الشرك بالله فإنه يجب على الولد بره؛ كما قال سبحانه (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا) وعلى الولد أن يعامل الله في أبيه ويسأله سبحانه العون على البر، وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، والله الموفق والمستعان.

  • زكاة أموال المدين

    السلام عليكم ورحمة الله، فضيلة الشيخ: هل تجب الزكاة في الأموال لمن عليه دين؟ نريد القول الراجح في المسألة وما الحكم لو كان الدين مقسطاً على سنوات طويلة؟ وجزاكم الله خيرا

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فإذا كان الدين لا يستغرق مال الشخص بل هو في جزء من ماله، وقد بقي له فاضلاً عن الدين ما يستوفي نصاباً فلا خلاف في وجوب الزكاة على من كانت هذه حاله، أما إذا كان الدين مستغرقاً للمال فقد اختلف أهل العلم في وجوب الزكاة على المدين في تلك الحال؛ فذهب الجمهور وهم الحنفية والمالكية والحنابلة إلى عدم وجوب الزكاة على المدين سواء كان الدين حالاً أو مؤجلاً، وذلك لعدم تمام الملك، ومن شروط وجوب الزكاة أن يكون الملك تاما، وذهب الإمام الشافعي رحمه الله إلى أن الدين لا يمنع وجوب الزكاة، وقد لخص ابن رشد الحفيد في كتابه الفريد (بداية المجتهد ونهاية المقتصد) سبب اختلافهم في أن الزكاة هل هي عبادة أو حق مرتب في المال للمساكين؟ فمن رأى أنها حق لهم قال: لا زكاة في مال من عليه الدَّين، لأن هذا المال في الحقيقة مال صاحب الدَّين لا الذي المال بيده. ومن قال: هي عبادة قال: تجب على من بيده مال سواء كان عليه دين أو لم يكن؛ لأن وجود المال هو شرط التكليف بإخراج الزكاة. ولأنه تعارض هنالك حقان: حق الله، وحق الآدمي، وحق الله أحق أن يُقضى.ا.ه وقول الجمهور بعدم وجوب الزكاة أوجهُ وأسدُّ – والله أعلم – وذلك أن الزكاة إنما شرعت مواساة لذوي الحاجات، والمدين محتاج إلى المواساة كحاجة الفقير أو أشد؛ إذ الدين قد يعرِّضه للحبس أو ثلم العرض، وفي الحديث «الدين همٌّ بالليل وذلٌ بالنهار» ثم إن هذا المال الذي بيد المدين إنما تجب زكاته على الدائن؛ فلو زكاه المدين لكانت الزكاة فيه مرتين وهو ازدواج ممنوع في الشرع، والله الموفق والمستعان.

  • تريد طلاق ابنتها لتزوجها من رجل غني

    فضيلة الشيخ عبد الحي يوسف السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في البدء أسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء لما تقومون به في تبصير الناس بأمور دينهم، وأسأل الله تعالى أن يتقبله منكم ويجعله خالصاً لوجهه الكريم. زميلة زوجتي في الجامعة تقدم لها زميلها وعند التعارف تم عقد القران ، بحضور والدها المغترب، إلا إن نساء الحي أخبرن والدة الفتاة بأن ابنتها جميلة وتستحق رجلاً غنياً ولا تستحق مثل ذلك الشاب، وتبعاً لذلك طلبت والدة الفتاة من ابنتها أن تطلب الطلاق وأصرت على ذلك ورفضت أي محاولة للتوفيق وإتمام الزواج. ووالد العروس مغترب ودوره ضعيف وعندما استنجدت به ابنته أخبرها بأنه موافق على إكمال الزواج لأنه سأل عن الشاب ولم يسمع إلا كل خير عنه وعن أسرته ولكن يجب عليها أن تطيع والدتها!! السؤال: إذا تم الزواج بغير رضاء الوالدة هل تعتبر هذه الفتاة عاقة لوالديها، وما نصيحتكم لوالدة الفتاة بارك الله فيكم وأحسن إليكم.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وجزاكم الله خيراً، أما بعد.

    فهذه من منكرات الأخلاق التي تواضع عليها بعض النساء؛ حيث تسعى إحداهن إلى إفشال حياة ابنتها حين يلوح لها في الأفق رجل ذو مال تظن أنه جدير بابنتها، وما تدري المسكينة أن السعادة ليست في جمع مال ولا عرض دنيا؛ بل السعادة كل السعادة أن تتزوج ابنتها من تقي إن أحبها أكرمها وإن كرهها لم يظلمها.

    والنصيحة التي أتوجه بها إلى والدة الفتاة أني أقول لها: عليك أن تعلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال «لعن الله من خبب امرأة على زوجها» وأنت بصنيعك هذا تفسدين ابنتك على زوجها وتسعين في التفريق بين زوجين قد تراضيا بينهما بالمعروف، وذلك كله رغبة في لعاعة الدنيا وزينتها؛ ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل معيار التفاضل بالدين؛ فقال «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير» فاتقي الله أمة الله في نفسك وابنتك.

    وأما أبوها فإني أذكِّره بقول النبي صلى الله عليه وسلم «ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» وقد جعل الله الولاية بيدك؛ فأنت وليُّ هذه الفتاة والمسئول عنها، وما ينبغي لك أن توكل الأمر كله لزوجك لتتصرف كيف تريد، بل عليك أن تباشر مسئولياتك، وتختار لابنتك من يصونها ويكرمها.

    وأما الفتاة فلا حرج عليها إن تزوجت بغير رضا من أمها؛ لأن العقد قد وقع صحيحاً بشروطه وأركانه، وليس ثمة مبرر شرعي لنقضه، وهي بهذا ليست عاقة لوالدتها ولا خارجة عن طاعتها؛ فإنما الطاعة في المعروف كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم، والله تعالى أعلم.

  • طلقها قبل الدخول وراجعها دون عقد جديد

    السلام عليكم، طبعاً يا شيخنا وقبل كل شي أنا إنسانة والحمد لله متدينة، أنا أحكي لك قصتي بالكامل وفي انتظار ردك. أنا عشت عمري كله قبل الزواج بالسعودية، وأبي جاء من السعودية لعقد القران وحصل، وبعدها وبسبب وجودي في السعودية لانتظار العطلة زوجي كان مستعجل جداً وحصلت بينا مشاكل؛ وقال لي لو ما جيتي حأطلقك، وكان شخص متهور وقام بالطلاق، لكن أنا وأمي ما قلنا لأبوي لأنو كان بيهدد واعتبرناه لعب، واتصل بعدها وقال رجعتك، وما كنت عارفة إن قبل الدخلة ما في شهور عدة، المهم في الأمر إنو أنا بفتح القرآن كثير وسمعت الآية الكريمة، وأنا الآن مع زوجي؛ أعمل شنو؟ الأمر مخجل! ما ممكن أقول إنو أنا العمر ده كلو عايشة بدون عقد! نفسيتي تعبانة جدا وهو بيقول إنو كان بيهدد بس، لكن رسل ورقة حسي، أنا أتصرف كيف؟! والله والله يا دكتور أنا وهو مفتكرين إنو بس بقول مرجوعة يبقى خلاص! حسي أتصرف كيف وأنا أم؟ وما ممكن أبوي يعرف كلام زي ده، محتاجة الرد سريع جدا، أنا ممكن أكون صريحة مع أخوي فقط إذا المفروض أعمل عقد جديد، والله المستعان وربنا عالم إنه كنا جاهلين بس حول الموضوع وكنا صغار في السن.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فالذي أنصحك به ألا تزكي نفسك – أحسن الله إليك – بقولك: أنا امرأة متدينة، لأن الله تعالى قال ((فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى)) وقال ((بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا)) ولا يخلو حالك مع هذا الرجل من أمرين: إما أن يكون قد خلا بك بحيث يمكنه جماعك ولو لم يفعل فإنها تعتبر عند كثير من أهل العلم خلوة معتبرة، وعليه فلا حرج عليكما فيما فعلتما، والرجعة صحيحة ولا تحتاجان إلى تجديد عقد؛ وإما أنه لم يخل بك خلوة شرعية وعليه فإن الواجب تجديد العقد الآن؛ لقوله تعالى ((إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها)) وأنتما معذوران بجهلكما فعليكما أن تستغفرا الله وتتوبا إليه؛ ويمكنك إخبار أخيك بذلك ليكون ولياً لك في تجديد العقد، أما الأولاد الذين نتجوا من ذلك النكاح فهم أولاده؛ لأنهم كانوا نتاج نكاح شبهة، والله تعالى أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى