سأحاول الاختصار حتى لا أطيل، مارست الزنا والعياذ بالله، ثم أقلعت وتبت إلى الله، ثم تزوجت فتاة اعتقدتها من الصالحات؛ فإذا بي أفاجأ في ليلة زفافي أنها ليست بعذراء؛ حاولت التغلب على نسيان ماضيها؛ لكن عند حدوث أي إشكال بيننا تنقلب الدنيا جحما، علماً بأنها تنكر أشد النكران علاقتها بأي رجل قبل الزواج وأنني أول من مسها!! وحتى لا يتبادر إلى ذهن فضيلتكم بممارستي للزنا فقد تهيأ لي أنها كذلك؛ لا فإنني طبيب و على ثقة تامة بما أقول، سترتها بعد نكرانها، لكن ماضيها يثور حيناً وحيناً، افتعلت مشكلة وطلقتها وجن جنونها وجنون أهلها، ثم أرجعتها لكن لا يزال ما في القلب ظل كما هو، أولاً شرعاً ما حكم العيش معها إن لم تقر وتتوب أمامي؟ هل أطلقها وأرتاح علماً بأنني لا أحبها وهى تدعي أنها تحبني؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فالحمد لله الذي منَّ عليك بالتوبة من ذلك الذنب العظيم، وأسأل الله أن يستر عليك في الدنيا والآخرة، وأما كون زوجتك ليست بعذراء فليس دليلاً على أنها قد أتت فاحشة؛ فلربما زالت عذريتها لسبب آخر من سقوط أو غيره، وما ينبغي لك أن تسارع إلى اتهامها، وذلك لأمور:
أولها: أن الأصل حسن الظن بالمسلم وحمل حاله على السلامة؛ قال تعالى ((اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم)) وقال النبي عليه الصلاة والسلام {إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث}
ثانيها: أن هذه الزوجة – باعترافك – تظهر عليها سيما التدين والصلاح؛ ونحن مأمورون بأن نأخذ الناس بظواهرهم، خاصة وأنه لم يحصل لك يقين ينقلك عن هذا الأصل
ثالثها: لم يبدُ منها خلال عيشك معها ما يبعث في نفسك الريبة – لا في خلق ولا سلوك، وما يثور من مشكلات إنما هو بسبب ما استقر في نفسك من سوء الظن بها
والذي أنصحك به – أخي – أن تتقي الله وتمسك عليك زوجك، وأن تطرد تلك الوساوس عن نفسك؛ فإن بدا لك أنك لا تطيق عيشاً معها فلا حرج عليك في طلاقها؛ شريطة ألا تؤذيها بقول ولا فعل، ولا تتهمها في دين ولا عرض، بل تسريح بإحسان على ما شرع الله عز وجل، وعسى الله أن يبدلها خيراً منك، والله الموفق والمستعان.