قبل عدة سنوات ذهبت لجدة لغرض ضروري يأخذ مني عدة أيام ومعي آخرون من ضمنهم زوجتي، وقررنا أن نتم ذلك الغرض ونعتمر، هذا الغرض هو جلب زوجة واحد منا من المطار، وتأخرنا كنا في سباق مع الزمن لأنها وصلت قبل حضورنا، ولم نكن نعرف عن أمر تجاوز الميقات ونحن من سكان الرياض، فتجاوزنا السيل الكبير وذهبنا إلى جدة من خلال مكة، وجلبنا زوجة صديقنا بعد أن تأخرنا عنها، جلسنا في جدة خمسة أيام وأحرمنا منها مع جهلنا بأننا يجب أن نرجع نحرم من ميقاتنا السيل الكبير، فماذا علينا؟ وأيضاً زوجتي اعتمرت في نفس تلك العمرة مع صديقة لها ولم تقصر شعر رأسها، ولم يأت ذكر لتلك المسالة إلا بعد سنتين كاملتين، فبيَّنت أنها لم تكن تعرف بموضوع التقصير ذلك، وقصرت وقت علمها فماذا عليها؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فواجب عليك أخي أن تعنى بتعلم أحكام المناسك قبل التلبس بها؛ حتى تعبد الله على علم، وواجب عليك كذلك تعليم زوجتك أحكام نسكها؛ اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يعلم نساءه؛ فيقول لإحداهن {افعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوف بالبيت} ويقول عن الأخرى {أحابستنا هي مروها فلتنفر} وهكذا عملاً بقول ربنا جل جلاله ]قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة(
وبخصوص ما سألت عنه فليس عليكم شيء إذ جدة تصلح ميقاتاً لجميع الآفاقيين؛ لكونها متقدمة على المواقيت كلها كما قرر ذلك أهل الاختصاص، وقد اتفق العلماء على جواز الإحرام قبل الميقات، وأما المسألة الثانية وهي عدم تقصير زوجتك شعرها فليس عليها شيء لأنها معذورة بجهلها، والله تعالى أعلم.