الفتاوى

  • إحرام به مطاط

    هناك بعض لباسات الإحرام لها مطاط عند الخصر وبعض الأحزمة بها خيوط فهل هي من المخيط المحظور؟ وما حكم الشنطة المخيطة التي يحملها الحجاج؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فلا حرج في لبس الإحرامات التي لها مطاط عند الخصر؛ لأن ذلك لا يخرجها عن كونها إزاراً غير مخيط؛ وكذلك وجود الأحزمة التي بها خيوط لا حرج فيها؛ إذ المنهي عنه ما كان مفصلاً على أعضاء الجسد. ولا حرج كذلك في حمل الشنطة المخيطة وكذلك الحزام ـ الهميان ـ الذي تحفظ فيه النقود، كل هذا لا حرج فيه، والعلم عند الله تعالى.

  • زكاة لفتاة كفيفة

    هل يعتبر زكاة مال إذا دفعت مبلغاُ شهرياً لفتاة كفيفة من بلد غير التي بها محل دراستها ويكون المبلغ شامل (إقامتها في دار للكفيفات وانتقالها باتوبيس الدار لمقر الدراسة والعودة للدار مرة أخرى) برجاء إفادتي هل يحسب هذا المبلغ الشهري من زكاة مالي؟ جزاكم الـله خيراً

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فإذا كانت هذه الفتاة فقيرة أو مسكينة فيمكنك أن تحسب هذا المبلغ الشهري من زكاة مالك؛ لكونها من أهل الزكاة، وأما إذا كانت مستغنية بمالها فإن عاهتها ليست مبيحة لإعطائها الزكاة؛ لأنها ليست من مصارفها، والله تعالى أعلم.

  • سؤال في الرضاعة

    أريد أن استفسر في موضوع علاقة الإخوة بالرضاعة؛ أخي رضع من لبن جدتي والدة أمي ووالدة خالتي وخالي؛ فهل يجوز لي الزواج من بنت خالي؟ مع العلم أنني لم أرضع غير لبن أمي جزاكم الله خيراً

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فلا حرج عليك في الزواج من بنت خالك؛ لأنه لا يوجد سبب يحرم ذلك؛ والرضاع الحاصل لأخيك من جدته إنما يعود حكمه عليه هو؛ إذ قد أصبح أخاً لأمك وأخوالك وخالاتك، ولا يحل له الزواج من بنات الأخوال والخالات؛ لأنه خالهن أو عمُّهن من الرضاعة، والله تعالى أعلم.

  • يسرق ويحلف بالله كذبا

    لديَّ ابن ذكر، يبلغ من العمر 19سنة، يدرس بإحدى المدارس العليا بالسنة الأولى، تعلَّم السرقة والحصول على المال عن طريق البحث في محفظتي أو محفظة أمه أو أفراد العائلة، وحينما نكتشف فعلته ونواجهه يقسم بالله انه لم ير أي شئ وانه بريء من هذه التهم، لكن نعرف أنه هو الفاعل، وقد بلغ به الأمر إلى سرقة النقود من الحساب البنكي لأمه؛ مستغلاً معرفته برقم الحساب، وبعد مواجهته أنكر، لكن البنك زوَّدنا بكل المعلومات؛ فقمت بمواجهته بالحقيقة مستعملاً كل الوسائل بما فيها الضرب؛ فاعترف بكل أفعاله الحديثة والقديمة، ووعدني بأن يقلع عن هذه الأفعال المشينة وأن يتفرغ لدراسته وواجباته الدينية، سيدي أريد أن أعرف هل بإمكان ابني الإقلاع عن هذه الأفعال؟ هل يتطلب الأمر اللجوء إلى الطبيب النفسي؟ هل أخطأت حين ضربته؟ هل يوجد تفسير لهذه الظاهرة دينياً…إن ابني لا ينقصه شئ فالأمور ميسرة والحمد لله.

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فسل الله لولدك الهداية وأن يلهمه ربه رشده وأن يأخذ بيده إلى سواء الصراط، واعلم ـ أخي ـ بأن الله تعالى قد يبتلي العبد في ولده؛ لينظر كيف يصنع؟ وهذه الظاهرة قد شكا منها أناس غيرك، والواجب عليك أن تبحث عن الأسباب فقد يكون الأمر راجعاً إلى رفقاء سوء يحيطون به ويزينون له سرقة المال، وقد يكون راجعاً لبعض المواد الفاسدة التي رآها في وسائل الإعلام من أفلام تحرِّض على ذلك، وقد يكون السبب نفسياً، والذي أنصحك به أخي:

    أولاً: لتكن علاقتك بولدك قائمة على المصارحة والوضوح، لا الإرهاب والتخويف؛ لأن مصيبة الكذب أعظم من مصيبة السرقة، والمؤمن يطبع على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب، فاجتهد ـ عافاك الله ـ في أن تصاحب ولدك وأن تعطيه الثقة التامة؛ لعل في ذلك علاجاً له إن شاء الله

    ثانياً: احرص على أن تصحبه إلى المسجد لأداء الصلاة مع الجماعة، ورغِّبه في مجالس الخير وحلق العلم، واختر له أصحاباً طيبين؛ يعينونه إذا ذكر ويذكِّرونه إذا نسي

    ثالثاً: إذا كان في بيتك بعض المعينات على الفساد كالقنوات المفسدة فأخرجها حسبة لله، ونيتك أن يكون ذلك إن شاء الله من أسباب صلاح ولدك وذريتك

    رابعاً: اجتهد في الدعاء بأن يصلح الله ما فسد من خلق ولدك، وقل كما قال الصالحون )ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما( وقل )رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء( وقل )رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين(

  • زوجتي تدخن السجائر

    زوجتي كانت تدخن السجائر، وعندما علمت بذلك حلفت عليها يمين بالطلاق إذا دخنت مرة أخرى تكون طالقاً، وبعد فترة طويلة سافرت إلى الكويت، واتصلت بي زوجتي هاتفياً، وقالت إنها شربت نفس من الشيشة علي سبيل المزاح، وإنها لم تكن متذكرة يمين الطلاق الذي حلفته عليها فهل وقع اليمين؟ أفيدونا جزاكم الله عنا خيراً.

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالتدخين من القبائح التي لا تليق بالرجال فضلاً عن النساء؛ لما يترتب عليه من ضرر في دين المرء وخلقه وخلقته من صفرة الأسنان ونتن الريح وتكدر الطبع وتغير المزاج وغير ذلك من الآفات، مع ما فيه من تضييع المال في غير نفع وذهاب المروءة حال فقده، ثم إنه في الشرع حرام لما يترتب عليه من أضرار عظيمة، والواجب عليك أن تنصح لزوجك وأن تستعمل معها كل وسيلة مشروعة لمنعها من هذا العمل القبيح؛ لأن الله تعالى يقول {قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة}

    وأما اليمين التي صدرت منك فإن كنت نويت طلاقاً فإنه يقع؛ إذ هو من قبيل الطلاق المشروط الذي يقع بوقوع شرطه، أما إن كان قصدك مجرد تهديدها ومنعها فلا يلزمك سوى كفارة يمين بإطعام عشرة مساكين؛ لكل مسكين نصف صاع من غالب قوت أهل البلد، أو أن تكسو كل واحد منهم ثوباً يجزئه في الصلاة، فإن لم تستطع هذا ولا ذاك فعليك بصيام ثلاثة أيام متتابعات، والعلم عند الله تعالى.

  • صلاة الصبح عند النداء الأول

    هل يمكن صلاة الصبح عند النداء الأول؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فلا تصح صلاة الصبح بعد النداء الأول الذي يكون قبل طلوع الفجر الصادق؛ إذ وجوب الصلاة وصحة فعلها قرين بدخول وقتها، ولا يدخل وقت صلاة الصبح إلا بطلوع الفجر الصادق؛ قال تعالى {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا} والنداء الأول سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر به ليغتسل الجنب ويتسحر الصائم، فلا يترتب عليه حكم من وجوب صلاة أو امتناع عن طعام أو شراب، وقد قال عليه الصلاة والسلام {إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم} قال الصحابة: وكان ابن أم مكتوم رجلاً أعمى لا يؤذن حتى يقال له: أصبحت أصبحت.

  • حكم العمل في منظمات الأمم المتحدة

    أختي تم تعيينها في الأمم المتحدة قسم الكمبيوتر، فما حكم العمل بالأمم المتحدة؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فلا يجوز لمسلم العمل مع هذه المنظمة الكافرة التي تسعى في إلحاق الضرر بالمسلمين ولا تنتصف لهم في نازلة أبداً، بل هي أداة بيد الصليبيين واليهود لإذلال المسلمين وحرمانهم من حق الحياة الكريمة، وهي وسيلة من وسائلهم للتجسس على بلاد المسلمين ومن ثم غزوها، وعليه فلا يجوز العمل معهم ولا تأجير الدور والسيارات لهم، والله تعالى أعلم.

  • زوجي يعطيني فأعطي أمي

    إذا كان زوجي يعطيني مبلغاً من المال لشراء احتياجات المنزل؛ وأحيانا تطلب منى أمي اليسير جداً؛ فهل يجوز ذلك؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فلا يجوز لك أن تخرجي شيئاً من مال الزوج ـ ولو كان يسيراً ـ لأمك أو غيرها إلا بإذنه ورضاه؛ لقول الله تعالى {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} وقول النبي صلى الله عليه وسلم {لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه} والله تعالى أعلم.

  • الخلافة في قريش

    جاء في كتاب الإمارة (باب: الخلافة في قريش) هذا الحديث عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول {لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلاً} ثم تكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة خفيت عليَّ فسألت أبي ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال {كلهم من قريش} الرجاء إفادتنا ما صحة هذا الحديث؟ وهل هو أحد الأحاديث التي يرددها الشيعة؟ أم أنه من الأحاديث الموضوعة؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالحديث صحيح قد رواه الشيخان البخاري ومسلم، فهو في أعلى درجات الصحة، ولا علاقة له بما يردده الشيعة؛ لأن من أصول مذهبهم أنه لا تصح الإمامة إلا في خصوص آل البيت عليهم السلام، والحديث قد ذكر القرشية ولم يشترط كونهم من آل البيت، والله تعالى أعلم.

  • إستئذان الزوج عند الصدقة

    1ـ عندي مجموعة كبيرة من الملابس والأحذية والثياب النسائية السودانية، وددت إخراجها صدقة تكفر عني بعض خطاياي، يقول النبي صلى الله عليه وسلم {تصدقن ولو من حليكن} هل يجب عليَّ استئذان زوجي في ملابسي وأشيائي الخاصة مع العلم بأنه سيرفض أن أعطيها للناس رفضاً قاطعاً، وأنا متأكدة من ذلك، سيقول: بيعيها وهاتي بثمنها أواني للمنزل، هل استئذانه واجب؟

    2ـ عندي الشبكة 2 غويشة + سلسل + 2 خاتم + حلق (ما مجموعه حوالي مليون جنيه) أو أكثر هل آخذها وأخرج الكفارة عن تركي الصيام مع رفض زوجي لهذا الأمر أم كيف أتصرف؟ أنا خائفة أن أموت وعليَّ دين من الناس أو رب الناس، ولا مورد لي إلا نفقة زوجي التي يعطيني إياها على شكل ملبس ومأكل ومشرب فقط؛ إنه لا يعطيني مصروفاً في يدي لأوفر منه أو أتصرف في جزء منه؛ حتى أقضي ما عليَّ من كفارة صوم!!

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فإذا كانت هذه الأشياء مما أحضره الزوج لك لتتزيني بها له، فلا يجوز لك إخراجها أو التصدق بها إلا بإذنه ورضاه؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم {لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه} أما إذا كان قد وهبها لك وملَّكك إياها فلك أن تتصرفي فيها بسائر أنواع التصرفات المشروعة، وعليك ـ أمة الله ـ أن تعمدي إلى تذكير زوجك بالله والوقوف بين يديه للحساب من أجل أن تنبعث همته في النفقة، واعلمي أن الله تعالى إذا علم من نيتك الحرص على البراءة من الديون ـ مع عجزك عن ذلك ـ فإنه سبحانه سيؤدي عنك ويغفر لك، فالأعمال بالنيات، والله تعالى أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى