سلام عليكم ورحمة الله، كيفك يا شيخنا الفاضل، يا شيخ أنا شاب في سن الأربعين، والحمد لله ملتزم بصلواتي الخمس في الجماعة، وورد يومي جزئين وأذكار الصباح والمساء وصلاة الضحى وبار بأرحامي؛ لكني يا شيخ أشتكي من الغضب وسرعة الانفعال من أبسط الأمور؛ فهل في أسباب لهذي وبما تنصحونني وجزاك الله خير
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وقد روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني. قال {لا تغضب} فردد مراراً قال {لا تغضب} وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب} فيا أخي عليك أن تعلم أن الأخلاق نوعان فمنها ما هو جبليٌّ أي طبعي في نفس الإنسان، ومنها ما هو مكتسب، أي لا بد فيه من رياضة النفس ومجاهدتها؛ وقد قال عليه الصلاة والسلام (إنما الحلم بالتحلم) فعليك أحسن الله إليك أن تجاهد نفسك باتباع الآتي: أولا إدمان القراءة في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم لترى كيف كان حلمه وصفحه وصبره وتحمله الأذى. ثانيا الإكثار من الدعاء النبوي (اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت). ثالثاً: التفكير في حسن عاقبة من كظم غيظه وهضم حق نفسه، مع التفكير في سوء عاقبة الانفعال من التلفظ أو فعل ما لا ينبغي. رابعاً: الأخذ بالهدي النبوي حال الغضب من الاستعاذة بالله ثم تغيير الوضع ثم الوضوء؛ ففي الصحيحين من حديث أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع} وفي سنن أبي داود من حديث عطية بن سعد القرظي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء؛ فإذا غضب أحدكم فليتوضأ} والله الموفق والمستعان