الفتاوى

  • والدتي تسيطر علي

    مشكلتي بأنني خُطبت من فترة عشرة شهور، ومنذ ذلك الوقت ومشاكلي مع والدتي لم تنته؛ وإلى اليوم! مع العلم بأن هذه المشاكل لا أساس أو سبب لها؛ إلا أن والدتي لديها مشكلة وهي حب التملك، وهذه المشكلة وقع بها جميع إخوتي قبلي؛ المشكلة بأن هذه الضغوط المترتبة عليَّ تؤدي بي إلى التكلم معها بطريقه غير ملائمة وأحياناً بعصبية؛ وأحياناً أعود لأتمالك نفسي، لقد مللت من هذا العناء، ولا أعلم ما الحل؟ أنا ابلغ من العمر 26 عاماً وحاصلة على تعليم جامعي.

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فيا أمة الله اتقي الله فيما تقولين وتفعلين، واعلمي بأن حق الأم عظيم؛ مهما كانت أخلاقها أو أفعالها؛ فإن برَّها واجب وعقوقها حرام، وقد قال الله تعالى {ولا تقل لهما أف} وقال {وصاحبهما في الدنيا معروفا} فلا تواجهي أمك بما تكره، بل اصبري على أذاها لعل الله يلين قلبها ويصلح بالها، وأكثري من الدعاء لها بالمعافاة مما هي فيه، ولا ترفعي عليها صوتاً، ولا تغلظي لها قولاً، واعملي على زرع الطمأنينة في نفسها بأنك بعد الزواج ـ إن شاء الله ـ ستكونين أكثر براً بها واهتماماً بشأنها، وأكثري من الاستغفار ليجعل الله لك فرجاً ومخرجاً، والله تعالى أعلم.

  • بيع الكمبيوتر لمن يدخل مواقع إباحية

    ألمت بي ضائقة مالية، واضطررت إلى أن أبيع جهاز كمبيوتر.. ولكنني بعته لشخص يشرب الخمر ويزني، ويتشبه بالغربيين في كل شئ؛ ترددت كثيراً قبل أن أبيع لـه؛ ولكن الضائقة المالية عندما اشتدت عليَّ بعته؛ أنا اعلم أن هذا الشخص قد يستخدمه لـدخول المواقع الإباحية والغناء وما شابهه من الأشياء المائعة؛ فأريد أن أعلم هل وقعت في إثم ببيعي هذا ؟ وما هو كفارة خطأي هذا؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
    فأسأل الله أن يفرج همك وينفس كربك ويغفر ذنبك، وإذا غلب على ظن صاحب السلعة أن المشتري يستعملها فيما حرم الله فلا يجوز له أن يبيعها عليه، وقد نص أهل العلم على حرمة بيع السلاح في الفتنة وحرمة بيع العنب لمن يعصرها خمراً، وحرمة بيع كتب المناظرة والجدل لمن يستخدمها في إضلال المسلمين، فإذا كان ظنك بالرجل مجرد شكوك فلا إثم عليك إن شاء الله؛ أما إذا كان غلبة ظن فعليك أن تستغفر الله مما كان، والله المستعان.

  • حكم المسح على الجوربين أكثر من مرة

    هل يجوز الوضوء على الشُراب للصلاة أكثر من مرة؟ كأن أصلي الظهر بالوضوء على الشراب ثم يأتي العصر وأنا مازلت لابسه وأتوضأ مرة أخرى عليه؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فلا بأس من الوضوء مع المسح على الجورب لمن كان قد لبسه على طهارة، وذلك لمدة يوم وليلة لمن كان مقيماً، وثلاثة أيام بلياليهن للمسافر؛ ولو بال أو تغوط أو نام أو أصابه حدث أو سبب من نواقض الوضوء؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رخص للمسافر في المسح ثلاثة أيام بلياليهن وللمقيم يوماً وليلة؛ إلا من أصابته جنابة فالواجب عليه خلع خفه ثم الاغتسال ولا يجزئه أن يمسح، والعلم عند الله تعالى

  • العمل في ديوان الضرائب

    هناك تعارض في الفتوى الخاصة بالعمل بديوان الضرائب، تصفحت موقعكم ووجدت فتوى تتعلق بهذا الموضوع تحرِّم أخذ المال المأخوذ من الضرائب، وأخرى تجيز العمل بالضرائب؛ أفتيت بها لبعض الناس آحاداً، وسمعها أحد الإخوة في بعض الدروس التي تلقيها، أرجو التوضيح؛ علماً بأني أعمل مهندس شبكات بالضرائب وأجد حرجاً في ذلك، حتى ولو كانت جائزة هل الأولى تركها أم الاستمرارية فيها مع مناصحة القائمين عليها؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فلا تعارض إن شاء الله، وجماع القول في ذلك أن الضرائب يصح للدولة فرضها على الناس لمواجهة نفقات يعود نفعها على جمهورهم؛ كتعبيد الطرق وشق القنوات وتنظيم الشوارع وبناء الجسور وحماية الثغور وغير ذلك من المصالح التي ينتفع بها عامة الناس؛ مع مراعاة العدالة في فرضها، وكذلك تقوى الله في إنفاقها؛ فلا تنفق في سفاسف الأمور، ولا يستمتع بها طبقة دون سائر الناس.

    وعليه فإن العمل في الضرائب سائغ إذا كان العامل يتقي الله في أمة الإسلام، فلا يكلف الناس ما لا يطيقون ولا يتلذذ بظلمهم والتعدي على كرائم أموالهم، ولا يجعل من وظيفته باباً لتلقي الرِّشا وأكل أموال الناس بالباطل؛ ولا بد أن يلج الطيبون الصالحون مثل هذه الأبواب؛ تخفيفاً على الناس وإحساناً إليهم، ولو قال كل امرئ صالح: لا أعمل في الضرائب؛ فإن ذلك سيفضي إلى شر عظيم، والله أعلم.

  • شروط إمام الصلاة

    ما هي الشروط التي يجب أن تتوفر فيمن يؤم الناس في المسجد (الصلوات الراتبة(؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالإمام الذي يتصدر للصلاة بالناس يجب أن يكون مسلماً بالغاً عاقلاً ذكراً عالماً بشروط الصلاة وأركانها، غير مأموم ولا معيد ندباً، ومما يطلب في الإمام كذلك ألا يكون مبتدعاً ولا فاسقاً بجارحة ـ كالزاني وشارب الخمر ـ وأن يكون ممن يقيم لسانه بالقرآن؛ لقوله صلى الله عليه وسلم {يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله} وهذه الشروط بعضها شروط صحة كالإسلام والذكورة والتكليف، وبعضها شروط كمال كالسلامة من البدعة والفسق، والله تعالى أعلم.

  • حكم الإستثمار في الكوافير

    أريد أن أنشئ محلاً لتجهيز العرائس (كوافير) ويحتوي على فساتين الزفاف ومستلزمات تجهيز العرسان، وأريد فتواكم في هذا الموضوع هل هو مشروع حلال أم حرام؟ وجزاكم الله خيراً

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالذي يظهر ـ والله أعلم ـ أن هذا العمل غير جائز؛ لأن أغلب الناس يستعملون هذه الثياب في معصية الله تعالى؛ فتظهر العروس بكامل زينتها وقد تكحلت وتخضبت أمام الرجال؛ ولربما يصافحونها بزعم أنهم يهنئونها، وقليل من الناس من يتقي الله تعالى فيحجب عروسه عن الرجال الأجانب، ويكتفي بأن يهنئها النساء؛ ولما كان الحكم في الشريعة للأعم الأغلب لا للشاذ النادر، فلا يجوز لك إنشاء هذا المحل؛ لعموم قوله تعالى {ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} ولعل الله يجعل لك رزقاً حلالاً طيباً مباركاً فيه في عمل سواه، والله تعالى أعلم.

  • طلقها وهي لا تفهم العربية وهو غضبان

    أنا متزوج بامرأة من جنسية كندية، أسلمت على يدي، وتعلمت أشياء كثيرة في الدين وأنا بحمد الله تعرفت على ديني أكثر والتزمت، ونعيش في منطقة الكبك حيث يغلب عليها المميَّعون، فأصبحت أبذل ضعف مجهودي لإيضاح الدين كما جاء لزوجتي، والحمد لله ظهرت عليها الثمار، غير أن زوجتي ذات طابع استفزازي غالباً وأنا عصبي، لكني كنت أعاني كثيراً في إفهامها الإسلام نظراً لخلفيات حياتها قبل الإسلام، ومعظم المشاكل تأتي من جانب أهلها الكفار الذين يريدون حضورها في حفلاتهم الشركية وأنا أرفض، مما خلق عندها مشاكل نفسية وضغوطاً رهيبة، وأنا كذلك، وحرصت على أن لا أتركها لقمة لهم؛ ومرة تشاجرنا وأصبحت تستفزني وتقول لي: طلقني، علماً بأنها تجهل معنى هذه الكلمة، وما يترتب عليها، فبسرعة لم أتمالك نفسي فيها قلت لها كلمة طالق، وكأني أردت عقوبتها لاستفزازها لي، وكانت نيتي سبها، وأحسست بأنها خرجت من فمي لوحدها ولم يرد في ذهني معنى الطلاق، لكن محاولة لإظهار رجولتي، وسكت بسرعة وعندما سألتني عما قلته بالعربية قلت لها: لا لا شئ ونسيت الموضوع، ثم مرة أخرى طلقتها ولكني قلتها لإجبارها على طاعتي، ولم أفكر أن نتفارق، ولكن لردعها، فذهبت إلى أخ لي طالب في الشريعة وعقَّلني، وضح لي معنى الطلاق والرجعة، إلا أني فهمت من كلامه خطأً أن الطلقة لا تحسب طلقة إلا إذا اكتملت عدة المرأة، فاستسهلت الطلاق، كما أنه عند تصفحي للفتاوى في موقع الإسلام سؤال وجواب اتضح لي خطأ أن من تلفظ بالطلاق غضبان لا تحسب عليه، وهكذا والله يعلم اشتبه عليَّ كل شئ، وإثر تخاصم بيننا تلفظت بالطلاق للمرة الثالثة،كما أنه في هذه الفترة بدأت تعاني من انهيار عصبي والله يعلم أني لم أكن على علم بأنها الثالثة و إلا لم افعلها، بالإضافة أني لم اخذ بعين الاعتبار الطلقة الأولى ونسيتها وحتى زوجتي الحديثة الإسلام لا تعرف العواقب، وإلا لأخذت حذرها، وبعد أن قرأت فتاوى صدفة تعرفت على أخطائي، ومعلوماتي الخاطئة.
    هل بانت مني زوجتي؟ لا أريد تركها، بالإضافة أنها حديثة الإسلام وليس في مصلحة عقيدتها هذا الطلاق خاصة هنا في بلاد الكفر، فيها بذرة طيبة، تصلي وتحفظ القرآن والسنة والأذكار الخ، والله المستعان في هذه البلاد التي ينعدم فيها أولو العلم، ويغفر الله غربتنا.

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    أولاً: أنت مأجور على إدخالك زوجتك في الإسلام، وأنت إن شاء الله ممن قال الله فيهم {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين} وكل خير تقوم به الزوجة هو في ميزان حسناتك؛ لأن الدال على الخير كفاعله، وأنت مأجور كذلك على صبرك عليها وحرصك على أن لا تتركها لأهلها الكفار ليفتنوها عن دينها ويصدوها عن سبيل الله

    ثانياً: لا يجوز لك البقاء في ديار الكفر حيث يغلب عليها المميعون كما تقول في سؤالك، وتكون أنت وزوجتك عرضة للفتن، بل عليك أن تلحق بديار المسلمين، لتجد أنت وزوجتك على الخير أعواناً، ويصلح الله حالكما في الدين والدنيا، واحذر من التهاون بهذا الأمر؛ فإن الله تعالى يقول {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا} ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وقد فهمت من سؤالك أن معظم مشاكلك مع زوجتك إنما هي بسبب أهلها الكفار

    ثالثاً: إظهار الرجولة لا يكون بالتلفظ بالطلاق؛ كما أن الرجل العاقل ـ وأنت إن شاء الله منهم ـ لا يستجيب لاستفزاز المرأة، بل يعامل الله فيها؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها {كنت لك كأبي زرع لأم زرع غير أني لا أطلقك} وما المانع أن تقول لها: أنا رجل والحمد لله لكنني لا أطلقك

    رابعاً: الواجب عليك ألا تكتفي ـ في أمر الطلاق ـ بتصفح المواقع الإسلامية أو قراءة الكتب التي تناولت أحكام الطلاق، بل عليك بسؤال أهل العلم الموثوقين في بلدك، واشرح لهم ـ تفصيلاً ـ الحالة التي كنت عليها عند تلفظك بالطلاق؛ لعل الله يجعل لك فرجاً ومخرجاً، والله تعالى أعلم.

  • هل أقبل بهذا المبلغ؟

    حدث أن شركه عالمية أرسلت إيميل لي؛ قالت فيه إنه تم إدخال عناوين أكثر من 5000000 إيميل في سحب، وأن ايميلي قد تم اختياره للفوز بمبلغ من المال، ويبدو أنهم جادون والمال سوف يحوَّل إلي حسابي خلال مدة معينة. سؤالي هو هل هذا المال حلال أم لا؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فإذا لم تكن قد دفعت شيئاً واشتركت في ذلك السحب؛ فلا حرج عليك في قبول هذا المال، أما إذا كان عن طريق ما يسمى باليانصيب أو شرائك سلعة ثم يحصل السحب على ما يسمى بالكوبون فلا يجوز؛ لأن هذا ضرب من ضروب الميسر، والعلم عند الله تعالى.

  • تفسير المنتخب

    تصلني رسائل عبر البريد من تفسير المنتخب لمجلس الشئون الإسلامية، وأريد أن أرسلها لغيري؛ ولكن أريد أن أتأكد من صحة تفسير المنتخب أولاً وموافقته لمنهج السلف؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فتفسير المنتخب قام على تأليفه لجنة من علماء الأزهر، وهو من التفاسير المختصرة الميسرة، التي قصد بها تقريب معاني كتاب الله تعالى لعامة الناس؛ شأنه في ذلك شأن التفسير الميسر الذي المطبوع في المدينة المنورة، ومن قبله تيسير الكريم المنان للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله، ومن قبله تفسير الجلالين للسيوطي والمحلي رحمهما الله.

    وتفسير المنتخب جيد نافع في الجملة، ولا حرج عليك في قبول الرسائل التي تأتيك منه، ثم إرسالها إلى غيرك لينتفع {والدال على الخير كفاعله} والله تعالى أعلم.

  • حائض يأتيها زوجها من غير جماع

    أنا متزوجة، وعندما أكون حائضاً (دورة شهرية) فإن زوجي يأتيني؛ ويحدث ما يحدث بين أي زوجين؛ لكن من غير جماع؛ فما رأي الدين في ذلك؟ وجزاك الله كل خير

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فلا حرج على الزوج في أن يستمتع بزوجته ـ حال حيضها ـ فيما دون الفرج؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم “اصنعوا كل شيء إلا النكاح” رواه مسلم، وقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرني فأتزر فيباشرني وأنا حائض” رواه البخاري، ومعنى المباشرة التقاء البشرتين لا الجماع، والله تعالى أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى