الفتاوى

  • جنين ناتج عن إغتصاب

    أثناء غياب زوجها الطويل بالاغتراب تعرضت لعملية تخدير بواسطة أحد المجرمين في منزلها واغتصاب نتج عنها حمل تم اكتشافه في الشهر الثالث، الآن أمام خيارين إجهاض الحمل أو الانتحار خوف الفضيحة والعار!! اتصلت ماذا تفعل؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعي، وبعد.

    فدعوى الاغتصاب لا تقبل إلا إذا جاءت المرأة مستغيثة في ذات الوقت، وقد بدا عليها ما يدل ـ حقاً ـ على أنها اغتصبت، والواجب على تلك المرأة ألا تجهض الحمل لأنه قتل لنفس بغير حق، ولا يجوز لها الانتحار؛ لأنه من كبائر الذنوب، وقد قال الله تعالى {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} وعليها ـ إن كانت صادقة في دعواها ـ أن تصارح زوجها بالذي كان من أمرها، ولتتذكر قوله تعالى {إن الله يدافع عن الذين آمنوا} ولتكثر من الاستغفار ليفرج الله همها وينفس كربها، والله المستعان.

  • هل للزوج حق في راتب زوجته

    شيخنا الفاضل أرجو منك سرعة الرد؛ فمشكلتي تواجه الكثير من الموظفات وأنا حائرة لا أعلم ما هو الحل؟ شيخنا الفاضل: هل للزوج الحق في راتب الزوجة؟ مع العلم بأنني أنا المتكفلة بإيجار البيت والكهرباء والمصروف واحتياجات البيت ومصروف الأولاد وكسوتهم وكذلك كل متطلباتي وهو لا يصرف شيئاً من راتبه لا عليَّ ولا على الأولاد ولا على البيت ولا عليه!! ومع ذلك يعاملني معاملة سيئة يمنعني من الخروج والذهاب للمدرسة أو لزيارات الأهل!! أصبحت مع ذلك كله العلاقات بيننا باردة لا حب ولا احترام من ناحيته، أما أنا فصابرة من أجل الأجر أولاً، وثانياً من أجل أولادي هل بعد هذا كله له حق في راتبي؟ أفيدوني بالله عليكم وجزاكم الله الجنة

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالواجب أن يعلم الزوجان أن الله تعالى قد أوجب عليهما أن يعاشر كل منهما صاحبه بالمعروف، وأن يتقي الله فيه ما استطاع، وما ينبغي للزوج أن يسيء معاملة زوجته ويمنعها من زيارة أرحامها، بل الواجب عليه أن يأمرها بذلك ويعينها عليه؛ لأن صلة الأرحام قربة لله، تزيد في العمر وتبارك الرزق؛ اللهم إلا إذا علم أن أرحامها يفسدونها عليه، أو كانت زيارة الأرحام أولئك مدعاة إلى ارتكاب المنكرات.

    ثم إن الواجب على الزوج أن ينفق على زوجته وعياله؛ لقوله تعالى {لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله} وقوله تعالى {وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف} ولما سأل معاوية القشيري رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم ما حق امرأة أحدنا عليه؟ قال {تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تهجر إلا في البيت، ولا تضرب الوجه ولا تقبِّح} وراتب الزوجة حق خالص لها؛ تنفقه فيما شاءت من أوجه الحلال، وليس للزوج أن يطالبها بشيء منه؛ لكن له الحق في منعها من العمل وإلزامها بالقرار في البيت؛ وإذا كان عملها خارج البيت يؤثر على قيامها بحقوقه الواجبة عليها، فله أن يطالبها من راتبها بما يكافئ تلك الحقوق؛ لأن خروجها للعمل صار خصماً على ما يجب عليها نحوه، والغرم بالغنم.

    وأما ما تقومين به من النفقة فأنت مأجورة عليه مثابة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم {وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها} أسأل الله أن يؤلف بين القلوب، والله تعالى أعلم.

  • إمام يتعامل بالسحر فهل نصلي خلفه؟

    نحن شباب نصلي في مسجد إمامه يتعامل بالسحر، فقد رآه أحد الشباب الذين معنا وأخبرنا بذلك، وترك الصلاة هو من فوره، فهل الصلاة خلف هذا الرجل باطلة، وما الذي يجب فعله عندها وقد تركنا الصلاة في المسجد. أفيدونا مأجورين

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالواجب عليكم التثبت وعدم العجلة؛ عملاً بقول ربنا جل جلاله {فتبينوا} وفي قراءة {فتثبتوا} وإن بعض الناس يطلقون كلمة السحر على ما ليس في الحقيقة سحرا، وعليكم النظر في حال هذا الإمام؛ فإن كان معروفاً باتباع السنة والحرص عليها فما ينبغي لكم أن تصدقوا هذه الفرية، ولا أن تسعوا في تتبعها، بل الواجب عليكم حمل حاله على السلامة وإحسان الظن به؛ عملاً بقول ربنا سبحانه وتعالى {اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم} وأما إذا كانت القرائن القوية دالة على ثبوت هذه التهمة فلا تصلوا خلفه، بل عليكم السعي في عزله من الإمامة؛ لأن ممارسة السحر من كبائر الذنوب، بل قد تكون كفراً والعياذ بالله إذا اشتملت على استعانة بالشياطين، والله تعالى أعلم.

  • حديث عن عقوبة تفضيل الزوجة على الأم

    أرجو أن تجيبوا علي سؤالي هذه المرة: ما مدي صحة سند هذا الحديث حكي أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم شاب يسمى علقمة، كان كثير الاجتهاد في طاعة الله، في الصلاة والصوم والصدقة، فمرض واشتد مرضه، فأرسلت امرأته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن زوجي علقمة في النزاع فأردت أن أعلمك يا رسول الله بحاله.. فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم عماراً وصهيباً وبلالاً وقال: امضوا إليه ولقنوه الشهادة، فمضوا إليه ودخلوا عليه فوجدوه في النزع الأخير، فجعلوا يلقنونه لا إله إلا الله، ولسانه لا ينطق بها، فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرونه أنه لا ينطق لسانه بالشهادة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل من أبويه من أحد حيّ؟ قيل: يا رسول الله أم كبيرة السن فأرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال للرسول: قل لها إن قدرت على المسير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلاّ فقري في المنزل حتى يأتيك. قال: فجاء إليها الرسول فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: نفسي لنفسه فداء أنا أحق بإتيانه فتوكأت، وقامت على عصا، وأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسلَّمت فردَّ عليها السلام وقال: يا أم علقمة اصدقيني وإن كذبتني جاء الوحي من الله تعالى: كيف كان حال ولدك علقمة؟ قالت: يا رسول الله كثير الصلاة كثير الصيام كثير الصدقة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما حالك؟ قالت: يا رسول الله أنا عليه ساخطة، قال ولم؟ قالت: يا رسول الله كان يؤثر علىَّ زوجته، ويعصيني، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن سخط أم علقمة حجب لسان علقمة عن الشهادة ثم قال: يا بلال انطلق واجمع لي حطباً كثيراً، قالت: يا رسول الله وما تصنع؟ قال : أحرقه بالنار بين يديك!! قالت: يا رسول الله ولدي لا يحتمل قلبي أن تحرقه بالنار بين يدي. قال يا أم علقمة عذاب الله أشد وأبقى، فإن سرك أن يغفر الله له فارضي عنه، فوالذي نفسي بيده لا ينتفع علقمة بصلاته ولا بصيامه ولا بصدقته ما دمت عليه ساخطة، فقالت: يا رسول الله إني أشهد الله تعالى وملائكته ومن حضرني من المسلمين أني قد رضيت عن ولدي علقمة.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انطلق يا بلال إليه انظر هل يستطيع أن يقول لا إله إلا الله أم لا؟ فلعل أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياءً مني، فانطلق بلال فسمع علقمة من داخل الدار يقول لا إله إلا الله. فدخل بلال وقال: يا هؤلاء إن سخط أم علقمة حجب لسانه عن الشهادة وإن رضاها أطلق لسانه، ثم مات علقمة من يومه، فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بغسله وكفنه ثم صلى عليه، وحضر دفنه ثم قال صلى الله عليه وسلم: على شفير قبره {يا معشر المهاجرين والأنصار من فضَّل زوجتـه على أمُّه فعليه لعنـة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً إلا أن يتوب إلى الله جل جلاله  ويحسن إليها ويطلب رضاها فرضا الله في رضاها وسخط الله في سخطها.

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فهذا الحديث أورده الإمام الذهبي رحمه الله في كتاب الكبائر، وكذلك ابن حجر الهيتمي في الزواجر، ونسبه إلى الطبراني وأحمد دون أن يعلقا على سنده أو يحكما عليه، لكن الشيخ الألباني رحمه الله في تحقيقه لكتاب الحافظ المنذري (الترغيب والترهيب) قال: ضعيف جداً، ورقم الحديث في الكتاب المشار إليه هو: 1487، والله تعالى أعلم.

  • نذر قراءة حزبين كل يوم ولم يفِ بالنذر

    ما حكم من نذر قراءة حزبين كل يوم ولم يف إذا كان قد نذر قبل البلوغ؟ وإذا كان قد نذر بعد البلوغ؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فمن نذر قبل البلوغ فلا يلزمه شيء؛ لأنه لم يجر عليه القلم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم {رفع القلم عن ثلاث: عن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يفيق، وعن النائم حتى يستيقظ} وأما من نذر بعد البلوغ فإنه يلزمه الوفاء بنذره؛ لقوله تعالى “وليوفوا نذورهم” وقوله سبحانه “يوفون بالنذر” وقول النبي صلى الله عليه وسلم {من نذر أن يطيع الله فليطعه} وإن تعذر عليه الوفاء وشق عليه مشقة عظيمة فيلزمه كفارة يمين؛ بإطعام عشرة مساكين أو كسوتهم؛ فإن لم يجد صام ثلاثة أيام، والله تعالى أعلم.

  • المشاركة في بناء كنيسة

    أعمل مهندساً في شركة مقاولات تعمل بالجنوب، وتنفذ عقودا كبيرة لإنشاء مدارس ومستشفيات وطرق وشبكات مياه وخلافه بمبلغ مائتي مليون دولار، وطُلِب منا بناء كنيسة من ضمن العقد، ولما تحدثت إلى أصحاب الشركة وأغلبهم من المسلمين قالوا: إن عدم بناء الكنيسة قد يلغي العقد وتضيع أموال وفوائد كبيرة من المسلمين وتذهب إلى الشركات الكينية و اليوغندية, أفيدونا هل الراتب الذي أتقاضاه حلال أم ماذا افعل؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فلا يجوز للمسلم المشاركة في بناء كنيسة؛ لأن الكنيسة مكان يُشرَك فيه بالله تعالى، ولا إثم أعظم من الشرك؛ والكنيسة مكان يُعصى فيه الله تعالى؛ وقد قال  سبحانه {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} ولا يحق للمسلم أن يقول: إنني إن لم أفعل ذلك فسيضيع عليَّ مال كثير وسيذهب إلى شركات أجنبية، إذ لا يعد ذلك مبرراً للمشاركة في الحرام، وعلى أهل هذه الشركة أن يتقوا الله في مكاسبهم وأعمالهم، أما راتبك الذي تتقاضاه عن الأعمال الأخرى فهو حلال إن شاء الله، لكن لا يحل لك العمل في إنشاء تلك الكنيسة، والله تعالى أعلم.

  • وضعت على ابنها غطاء ثقيلا فمات

    امرأة وضعت على ابنها وهو نائم غطاءً ثقيلاً، وذلك من شدة البرد، وفي الصباح وجدته قد مات، فلم يعرف: هل مات من ذلك الغطاء، أم مات طبيعياً، فما الحكم في هذه المسألة؟ علماً بأن هذه القضية حصلت قديماً، حيث لا يوجد أطباء لتقرير ما إذا كانت الوفاة طبيعية أم لا؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فهذا الأمر ـ أعني تحديد ما إذا كانت الوفاة طبيعية أم من جراء خطأ وقعت فيه الأم ـ يقرره أهل الخبرة والدراية، باعتبار الزمان والمكان والحال؛ ومتى ما ثبت أن الأم تسببت في الوفاة؛ فيكون هذا من قبيل القتل الخطأ الذي تجب فيه كفارة؛ بصيام شهرين متتابعين {توبة من الله وكان الله عليماً حكيما} والله تعالى أعلم.

  • مال إكتسبته من حرام

    عندي مال اكتسبته من حرام، بمعنى أنني توظفت في الدولة، ولم أزاول العمل وراتبي مستمر، والآن أريد أن أتخلص من هذا المال، ولكن المشكلة أنني مدين كثيراً، فهل يحق لي أن أجعل هذا المال مقابل ديني، وأتوب إلى الله؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالواجب عليك المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى؛ لأن أكل الحرام من الكبائر العظام المانعة من استجابة الدعاء، الموجبة لعذاب الله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم {كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به} ولا يحق لك الانتفاع بهذا المال في قضاء دينك؛ لأنه ليس ملكاً لك، بل الواجب عليك التخلص منه، والله تعالى أعلم.

  • دفع الزكاة لمريض السرطان

    أريد أن أعرف هل يجوز أن أعطي زكاة المال لشخص مصاب بمرض السرطان، وحالته المادية متوسطة، وبالطبع سيحتاج للمال لأن مصاريف العلاج و المستشفيات تكون غالية جداً طبعاً؟ هل أستطيع أن أعتبر المال الذي أعطيه له من زكاة المال أم انه لا يجوز؟ والمال الذي أعطيه له يعتبر صدقة لأنه لا يعتبر من ال8 الذين ذكروا في القرآن الذين تجوز عليهم زكاة المال؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فإذا كان هذا الشخص المصاب بالمرض الخطير فقيراً لا يستطيع أن يوفر تكاليف علاجه جاز لك أن تعطيه من زكاة مالك، وأنت في ذلك مأجور مشكور، وإن لم يكن فقيراً فلا يجوز لك احتساب ذلك المال من زكاتك؛ إذ المريض ليس من مصارف الزكاة لمجرد مرضه، بل لا بد أن يكون فقيراً أو مسكيناً أو من المؤلفة قلوبهم أو أبناء السبيل أو الغارمين، والله تعالى أعلم.

  • حكم إستعمال الكاتشب

    أسال عن مادة توجد في بعض الأطعمة في بريطانيا؛ مثل الكاتشب والمايونيز وبعض الأطعمة الجاهزه تسميspirit vineger  سمعت أحد العامة يقول إنها تحتوي علي كحول وإنها حرام ولا أعلم مدى صحة الكلام?? أفيدونا جزاكم الله خيرا

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فما دام القائل من العامة، ولم يأت بدليل يؤيد كلامه؛ فإنه لا يؤبه لقوله؛ إذ الأصل في الأشياء الإباحة، ولا ينتقل عن هذا الأصل إلا بيقين، لا بمجرد إشاعة يطلقها بعض العامة، ويمكنك التأكد من ذلك بسؤال بعض أهل الاختصاص في مختبرات البلدية ونحوها، والله تعالى أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى