الفتاوى

  • زوجتي ترفض الجماع

    أطلب من زوجتي حقي في الجماع فترفض؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالواجب على المرأة المسلمة أن تجيب رغبة زوجها في الجماع متى ما طلبها؛ لأن في ذلك استدامة للمودة بينهما، وإعفافاً للزوج وسداً لباب الفتنة، ومعلوم أن من أقوى التشويشات على الرجل داعية النكاح، ولذلك حض الشارع النساء على مساعدة الرجال في ذلك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم {إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت؛ فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح} رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه،  وفي رواية مسلم {والذي نفسي بيده، ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبي عليه إلا الذي كان في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها} وفي صحيحي ابن خزيمة وابن حبان من حديث جابر {ثلاثة لا تقبل لهم صلاة ولا يصعد لهم إلى السماء حسنة: العبد الآبق حتى يرجع، والسكران حتى يصحو، والمرأة الساخط عليها زوجها حتى يرضى} قال أهل العلم: ولا يتجه عليها اللوم إلا إذا بدأت هي بالهجر؛ فغضب هو لذلك، أو هجرها وهي ظالمة فلم تستنصل من ذنبها وهجرته، أما لو بدأ هو بهجرها ظالماً لها فلا، وفي الحديث دليل على مساعدة الزوج وطلب مرضاته، والله تعالى أعلم.

  • أخطأت في أحد أركان الصلاة

    هل يجوز إعادة الصلاة؟ بعد انتهاء من صلاتي علمت بأني قد أخطأت في أحد أركانها هل يجب علي الإتيان بسجود السهو أم إعادة الصلاة؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فمن أخطأ في ركن من أركان الصلاة فلا يجزئه أن يسجد للسهو، بل لا بد أن يأتي بالركن الذي تركه أو أخطأ فيه، كمن نسي قراءة الفاتحة ـ وهو إمام أو منفرد ـ أو نسي ركوعاً أو سجوداً، ولو أتى بالركن الذي فرط فيه؛ فإنه يسجد بعد ذلك للسهو إما قبل السلام أو بعده، ولا يلزمه أن يعيد الصلاة، والعلم عند الله تعالى.

  • منحة دراسية بزيادة

    أنا طالب أدرس خارج السودان، ولم استطع تسديد الرسوم الدراسية، وهنالك منح دراسية تمنح للطلاب. ولكن علي الطالب تسديد المنحة بعد التخرج مع الزيادة البسيطة معها. فهل يجوز أخذ هذه المنحة أم لا؟ وجزاكم الله خيرا

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فهذه المنحة بالشرط المذكور معاملة ربوية لا يجوز لك التورط فيها؛ لأنها لا خير معها، وقد قال الله تعالى {يمحق الله الربا ويربي الصدقات} وقال سبحانه {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين * فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون} والربا سواء فيه الزيادة البسيطة أو المركبة، فاتق الله يا عبد الله في نفسك، واعلم بأن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وسل الله أن يغنيك من فضله.

  • الفرق بين الذنوب والسيئات

    قال تعالى {ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنَّا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار} ما الفرق بين الذنوب والسيئات؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فقد قال الإمام الشوكاني رحمه الله في تفسيره (فتح القدير) عند الكلام عن هذه الآية: قيل المراد بالذنوب هنا الكبائر، وبالسيئات الصغائر، والظاهر عدم اختصاص أحد اللفظين بأحد الأمرين، والآخر بالآخر، بل يكون المعنى في الذنوب والسيئات واحداً، والتكرير للمبالغة والتأكيد.ا.هـ وقال السمرقندي رحمه الله: وقال الكلبي: الذنوب الكبائر ودون الكبائر، والسيئات الشرك. وقال الضحاك: الذنوب يعني ما عملوا في حال الجاهلية، والسيئات ما عملوا في حال الإسلام، ويقال: الذنوب والسيئات بمعنى واحد. ويقال: الذنوب هي الكبائر، والسيئات ما دون الكبائر التي تكفر من الصلاة إلى الصلاة، والعلم عند الله تعالى.

  • السفر إلى بلاد الكفر يفسخ عقد الزواج

    أنا شاب جزائري مقيم بلندن منذ ثلاث سنوات، أتيت لهذا البلد لظروف منها البطالة، انعدام السكن إلى جانب هروب من الخدمة الوطنية؛ فمتى حلّت ظروفي انعدمت حجّتي في الإقامة وأعود إن شاء الله إلى وطني، ولكن مشكلتي هي أنّه خلال هذه الفترة قمت بعقد شرعي من فتاة ذات خلق ودين وهي من عائلتي، وبعد مرور الأيام سمعت زوجتي من بعض المفتين أنه لا يجوز ذهاب إلى بلد الكفر، وعليها أن تفسخ عقد الزواج ما دمت أنا في مكان مليء بالمعاصي والفتن، رغم أني أجالس الأتقياء، أحافظ على صلاتي، ولا أفكر في الإقامة الدائمة؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فما قاله أولئك المفتون من تحريم الإقامة في بلاد الكفر صحيح، وهم في ذلك محقون؛ لقول نبينا صلى الله عليه وسلم {أنا برئ من كل مسلم يقيم بين المشركين} فاحرص عافاك الله على ترك تلك البلاد والانتقال إلى بلاد الإسلام حيث تأمن على دينك، وأما عقد الزواج فهو صحيح إن اكتملت أركانه وشروطه، ولا علاقة لإقامتك في دار الكفر بصحة العقد، وإلى أن ييسر الله رجوعك إلى دار الإسلام فاثبت على ما أنت فيه من مجالسة الأتقياء والمحافظة على الصلاة، والعلم عند الله تعالى.

  • إعادة صلاة المغرب

    أولاً: إذا صلي الإنسان صلاة المغرب، وبعد ذلك أتى شخص آخر ليصلي، لكن فاتته الجماعة؛ فأردت أن أتصدق عليه؛ فهل يعتبر هذا وتراً لصلاتي؛ لأن المغرب ثلاث ركعات، وهذه الركعات بمثابة النافلة بالنسبة لي، ولا وتران في ليلة كما قال صلى الله عليه وسلم مع التوضيح والاستدلال إن وجد؟

    ثانياً: إذا صليت معه وأردت أن أصلي ركعتين فهل يمكن لي أن اسلِّم من التشهد الأول وأدعه يكمل صلاته كما في صلاه الجهاد؟ وإذا أردت أن أصلي معه مثلاً في صلاة المغرب وأتصدق، وخفت أن تكون وتراً فقمت ولم أسلِّم معه وأتيت بركعة فهل تبطل الصلاة؛ لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم {إنما جعل  الإمام ليؤتم به}

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فلا يجوز لك أن تصلي خلف إمام يصلي المغرب فتسلِّم بعد ركعتين وتدعه يكمل؛ لأن مقتضى الإمامة أن يكون المأموم تبعاً للإمام؛ فلا يسلِّم قبله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم {إنما أنا إمامكم فلا تسبقوني بركوع ولا سجود ولا انصراف} وأما صفة صلاة الخوف فقد خصتها الأدلة الشرعية بحكم مواجهة ضرورة الحرب، ولا يصح القياس عليها، وأما قوله صلى الله عليه وسلم {لا وتران في ليلة} فهي خاصة بالوتر الأخير الذي يكون خاتمة الصلاة {اجعلوا آخر صلاتكم من الليل وترا}

    وأما إعادة صلاة المغرب مع من فاتته صلاة الجماعة فلا حرج فيها، وقد استحب بعض أهل العلم أن يشفعها بركعة؛ لأن المغرب هي وتر النهار، قال الترمذي رحمه الله: وإذا صلى الرجل المغرب وحده ثم أدرك الجماعة قالوا: فإنه يصليها معهم ويشفع بركعة، والتي صلى وحده هي المكتوبة عندهم، والعلم عند الله تعالى.

  • متى يجب على المرأة الحجاب؟

    هل الحجاب فرض في سن 13 عاما؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فواجب على المسلمة أن تلتزم الحجاب الذي فرضه الله عليها متى ما بلغت، سواء كان ذلك في سن ثلاثة عشر عاماً أو قبلها؛ لقوله تعالى {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} والله تعالى أعلم.

  • الإستخدام الشخصي لأدوات العمل

    سؤالي يخص الاستخدام الشخصي لأدوات العمل؛ هل يجوز أن أستعمل بعض وسائل الشركة التي أعمل بها مثل الهاتف و الطابعة في الاستخدام الشخصي؟ في سياسة شركتي لم يتطرق لمثل هذه المسألة، وهي متروكة مفتوحة من دون أن تناقش، وعدد من الموظفين يستخدم الطابعة مثلاً لطباعة أشياء خاصة ليست لها علاقة بالعمل!! وما هو الضابط في هذه المسألة إن كان يجوز استخدامها بمقدار مناسب؟ وهل يجوز أن أطبع بطابعة الشركة مواضيع دعوية لتعلق في المسجد أو تعطى لأحدهم ليستفيد منها؟ مع العلم بأن الشركة التي أعمل بها شركة أجنبية و أصحابها غير مسلمين!! وماذا عن استخدام هاتف الشركة في المكالمات الخاصة و ما هو ضابطها؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالواجب على المسلم أن يتعامل مع المال العام معاملة الشريك الشحيح لشريكه؛ فلا يسمح لنفسه أن تخوض في هذا المال؛ حذراً من قول النبي صلى الله عليه وسلم {إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق أولئك لهم النار يوم القيامة} وهذا ينطبق على الأوراق والأقلام والسيارات وأجهزة الحاسوب والهواتف وغير ذلك مما يستهلك بالاستعمال أو تترتب عليه تكاليف، وقد أثر عن عمر ابن عبد العزيز رحمه الله تعالى أنه كان له شمعتان واحدة تخص بيت المال يشعلها للعمل الرسمي و إن أراد أن يكتب شيئاً خاصاً به أطفأها وأشعل شمعته الخاصة.

    وإذا كانت الشركة خاصة فلا يجوز كذلك استعمال ممتلكاتها في غير الأعمال التي تخص الشركة، اللهم إلا إذا أذن مالكها بذلك، ولا يؤثر في هذا الحكم كون المالك مسلماً أو غير مسلم؛ إذ الواجب استعمال الأمانة وترك الخيانة مع المسلم وغيره، والله تعالى أعلم.

  • كيف أخرج الزكاة؟

    أريد أن أعرف كم وكيف ومتى أخرج الزكاة؟ أنا أعيش في دوله غربية..

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالواجب عليك أن تعلم أن الزكاة هي ركن الإسلام الثالث، وأنها العبادة المالية التي شرعها ربنا جل جلاله تطهيراً للمال وتزكية لصاحبه ووقاية له من شح النفس {ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} وهذه الزكاة واجبة عليك في مالك إذا بلغ عشرين مثقالاً من الذهب ـ وهو ما يعادل خمسة وثمانين جراماً من الذهب عيار 21 ـ وحال عليه حول قمري ـ أي سنة هجرية ـ واجب عليك أن تخرج ربع عشره ـ أي 2.5% وتدفع بها إلى الأصناف التي ذكرها ربنا في كتابه {إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم} فتدفع بها إلى صنفين أو أكثر من هؤلاء، وإن لم يكن في البلد الذي تقيم به مسلمون يستحقون الزكاة فيمكنك أن تبعث بها إلى أهلك وأرحامك ممن لا تجب عليك نفقتهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم {الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم ثنتان صدقة وصلة} والله تعالى أعلم.

  • كفن الميت من مال الميت

    هل كفن الميت يجب شراؤه من مال الميت؟ وهل ذلك من باب الوجوب أم الاستحباب؟ وإذا كان الميت ليس لديه شئ فما العمل في هذه الحالة؟ وجزاكم الله خير

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فكفن الميت يكون في ماله قبل قسمة التركة، وذلك على سبيل الاستحباب، فلو وهب أحد الناس الكفن فلا حرج في ذلك ولو كان للميت مال؛ أما إذا كان الميت لم يترك مالاً يشترى منه الكفن فالواجب على من تجب عليه نفقته، فإن لم يكن ففي بيت المال، فإن لم يكن فعلى من علم وقدر من المسلمين؛ عملاً بحق الأخوة الإسلامية، والله تعالى أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى