ما قول فضيلتكم في بعض العوام أو قليلي العلم ممن قرأ كتاباً أو سمع محاضرة عن الحج فأصبح يفتي لهذا ولهذا؛ فيوقع الناس في الأخطاء التي قد يعرفونها فيتحللون منها أو قد يمضي عليهم حجهم ناقصاً وهم لا يدرون؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فالقول على الله بغير علم حرام، سواء تعلق بالحج أو بغيره من شعائر الإسلام وشرائعه؛ لعموم قوله سبحانه وتعالى {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} وقول النبي صلى الله عليه وسلم (أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار) رواه الدارمي
وقد عدَّ النبي صلى الله عليه وسلم القول على الله بغير علم من أمارات الشر وعلامات الساعة؛ روى البخاري من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبق عالماً اتخذ الناس رءوسا جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) قال الحافظ: وفيه أن الفتوى هي الرياسة الحقيقية وذم من يقدم عليها بغير علم.أ.هـ
وفي خصوص المناسك فإن الأمر أعظم لأن القائل فيها بغير علم قد يوقع غيره في الخطأ فيكون سبباً في بطلان نسكه أو نقصه؛ فيدخل بذلك في الوعيد القرآني حين قال ربنا جل جلاله {ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون} والله تعالى أعلم.