الفتاوى

  • صلاة العشاء خلف من يصلي التراويح

    فى إحدى أيام رمضان دخلت المسجد لصلاة العشاء، ووجدت الصلاة قائمة فدخلت فيها بنية صلاة العشاء ولكن اكتشفت أنها كانت صلاة التراويح والإمام سلم بعد الركعتين فواصلت أنا صلاتي حتى أتممتها كصلاة العشاء. السؤال: هل تصح صلاتي تلك أم أنه كان عليَّ أن أعيدها؟ وجزاكم الله خيراً

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فصلاتك صحيحة إن شاء الله، وليس عليك إعادتها؛ لأن القول الراجح – والله تعالى أعلم – أنه يجوز ائتمام المفترض بالمتنفل والعكس؛ لأن معاذاً رضي الله عنه كان يصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم ثم يذهب فيصلي بقومه؛ وأما قوله صلى الله عليه وسلم «إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه» فإنما يراد به – والله أعلم – عدم مخالفته بمسابقته في الركوع والسجود ونحوهما من أركان الصلاة، والعلم عند الله تعالى.

  • زنا في نهار رمضان

    ما حكم من زنا في نهار رمضان ماذا يجب عليه؟ وجزاكم الله خيرا
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد

    فعليك أيها السائل عن الزنا في نهار رمضان أن تقضي مكان ذلك اليوم يوماً، ثم عليك الكفارة بصيام شهرين متتابعين. وقد أذنبتَ ذنباً عظيماً، وانتهكتَ حُرْمةَ رمضان المعظَّم؛ فتُبْ إلى الله عز وجل في الحال، وقد قال تعالى في صفةِ عبادِ الرحمن {وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}. وعليك بالإكثارِ من الاستغفار والطاعات {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} والله المستعان.

  • مسلسلات في رمضان

    ما حكم مشاهدة المسلسلات التلفزيونية، وخاصة في شهر رمضان المعظم، وحيث يسمونها المسلسلات الرمضانية، واستضافة من يسمونهم الفنانين والفنانات الذين يرددون الأغاني التي تخدش الحياء مصحوبة بآلات الموسيقى، وهل عجز العلماء والدعاة عن إنكار هذا على مرأى ومسمع؟ وهل عجزت أرحام الأمة أن تلد من ينكر هذا والله الهادي إلى طريق الرشاد؟!

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فعلى المسلمين أن يتوبوا إلى الله عز وجل في كل وقت، وأن يجددوا التوبة في رمضان، ويهجروا كل ما يضيع أوقاتهم فيما لا يفيد، وعليهم أن يحرصوا على عمارة الليل والنهار بالعبادة، وليجتنبوا المسلسلات وغيرها مما يبعدهم عن الاستفادة التامة من فضائل رمضان؛ إذ هي في الغالب لا تأمر بمعروف ولا تنهى عن منكر، بل على الضد من ذلك، مع ما فيها من شغل الناس  عن العبادة بسفاسف الأمور، ولله درُّ مَن قال:

    ألا فاشْكُرْ لِرَبِّك كلَّ وَقتٍ   على الآلاءِ والنِّعَمِ الجسِيمة

    إذا كان الزَّمانُ زَمانَ سُوءٍ فيَومٌ صالِحٌ مِنْهُ غَنِيمة!

    وأما قولك بأن أهل العلم لا ينكرون فغير صحيح، ولو تابعت ما كتب وقيل من كثير منهم لوجد إصداراتهم طافحة ببيان عوار تلك المسلسلات وفضح سوئها، ولكن لا يلزم من إنكار المنكر زواله، بل كما قال ربنا جل جلاله (معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون) والله المستعان.

  • التداوي بالعسل في رمضان

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… أمي تضع عسل النحل في أنفها لأنه يذهب عنها الصداع والنزلة. فهل يمكن أن تستخدمه فى رمضان وقت الأسحار مع العلم أن أثر طعمه يكون فى حلقها إلى ما بعد الإمساك؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فشفا الله والدتك وعافاها وأذهب عنها السوء، ولا مانع من استخدامها العسل في أنفها؛ فإنه شفاء كما أخبر ربنا جل جـلاله بقوله {يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس} على أن تزيله قبل طلوع الفجر الصادق، ولا حرج عليها بعد ذلك أن يبقى أثر طعمه في الحلق ما بعد الإمساك، والعلم عند الله تعالى

  • حكم المفطر في رمضان

    السلام عليكم، سؤالي اتكرر وشائع جدا لكن داير أسمع حكم الناس هنا، سؤال حكم المفطر في رمضان؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فمن أفطر في رمضان عمداً من غير عذر ولا رخصة فإنه قد أثم إثماً مبيناً وأتى ذنباً عظيما، حين خالف أمر الله فترك المأمور وارتكب المحظور، وفي الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “عرى الاسلام، وقواعد الدين ثلاثة، عليهن أسس الاسلام، من ترك واحدة منهن، فهو بها كافر حلال الدم: شهادة أن لا إله إلا الله، والصلاة المكتوبة، وصوم رمضان” رواه أبو يعلى، والديلمي، وصححه الذهبي.

    وقد قال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى: وعند المؤمنين مقرر أن من ترك صوم رمضان بلا مرض، أنه شر من الزاني، ومدمن الخمر، بل يشكون في إسلامه، ويظنون به الزندقة، والانحلال.ا.هـــ وكلام الذهبي رحمه الله يتضح إذا نظرت إلى حال المسلمين حين تجد الشخص المفرط المقصر حريصاً على صيام رمضان وأن يصيب من نفحاته وبركاته، أما ذاك الذي يمر عليه رمضان كغيره من الشهور فإن حاله دليل على خلو قلبه من الإيمان عياذاً بالله تعالى. وفي الحديث الصحيح “رغم أنف امرئ دخل عليه رمضان ثم خرج ولم يغفر له” والله الموفق والمستعان.

  • أصيب برعاف فأفطر

    أصيب رجل برعاف في نهار رمضان فما حكم صومه؟ وماذا عليه إذا أفطر؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالرعاف الذي هو خروج الدم من الأنف لا تأثير له على صحة الصوم؛ لأنه خارج بغير اختيار منه، وخروج الدم الذي لا يمكن الاحتراز منه ـ سوى دم الحيض والنفاس ـ لا يفطر، وقد حكم النبي صلى الله عليه وسلم بصحة صوم من ذرعه القيء؛ فهذا من باب أولى، وإذا أفطر الراعف بسبب ضعفه عن إكمال اليوم فليس عليه سوى القضاء، أما لو أفطر ظناً منه بأن الرعاف مفسد للصوم فليس عليه سوى القضاء كذلك؛ لأنه متأوِّل تأويلاً قريباً، وليستغفر الله من تقصيره في طلب العلم الواجب عليه، والله تعالى أعلم.

  • احتلم وهو صائم

    ما حكم من احتلم وهو بين اليقظة والنوم حتى شك هل كان نائما وتنبه عند خروج المني وما حكم صيامه إذا كان متطوعا؟ وما حكم من أكل ساهيا وهو صائم تحديدا إذا كان متطوعا؟.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وأعانك الله على أمر دينك ودنياك، أما بعد.

    فالاحتلام لا يتصور إلا في النوم، لكن يمكن أن تحدث بداياته في النوم ثم عند خروج المني قد يكون الإنسان أقرب إلى الاستيقاظ، لكنه احتلام على كل حال لا يؤثر في صحة الصيام فريضة كان أو تطوعا، ومن أكل ساهياً فصومه صحيح مفترضاً أو متطوعاً، والله تعالى أعلم.

  • عبادات اختص بها شهر شعبان

    ما هي العبادات التي أختص بها شهر (شعبان)؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فليس لشعبان عبادات مخصوصة، سوى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الصيام فيه، واختلف في الحكمة في إكثاره صلى الله عليه وسلم من صوم شعبان فقيل: كان يشتغل عن صيام الثلاثة الأيام من كل شهر لسفر أو غيره فتجتمع فيقضيها في شعبان، وقيل: كان يصنع ذلك لتعظيم رمضان، وقيل: الحكمة في ذلك أن نساءه كن يقضين ما عليهن من رمضان في شعبان؛ فكان يصوم معهن، وقيل: الحكمة أنه يتعقبه رمضان وصومه مفترض؛ فكان يكثر من الصوم في شعبان قدر ما يصوم شهرين غيره لما يفوته من التطوع الذي يعتاده بسبب صوم رمضان. والأولى أن الحكمة في ذلك غفلة الناس عنه لما أخرجه النسائي وأبو داود وصححه ابن خزيمة من حديث أسامة قال {قلت: يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم} والعلم عند الله تعالى.

  • زكاة الفطر من بداية رمضان

    هل يجوز إخراج زكاة الفطر من بداية شهر رمضان؟ وما هو الوقت المفضل لإخراجها؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فقد ذهب الشافعي وأحمد وإسحاق والثوري -ومالك في رواية- إلى أن زكاة الفطر تجب بغروب الشمس من آخر يوم من رمضان؛ لأنها وجبت طهرةً للصائم، والصوم ينتهي بالغروب فتجب به الزكاة. وقال أبو حنيفة وأصحابه والليث وأبو ثور ومالك -في إحدى روايتيه-: تجب بطلوع الفجر من يوم العيد؛ لأنها قربة تتعلق بيوم العيد، فلم يتقدم وجوبها يوم العيد، كالأضحية يوم الأضحى.

    والوقت الأفضل لإخراجها هو يوم العيد قبل الصلاة؛ لما رواه الشيخان وغيرهما عن ابن عمر رضي الله عنهما (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر بزكاة الفطر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة) يريد صلاة العيد، وعن عكرمة قال: يقدم الرجل زكاته يوم الفطر بين يدي صلاته؛ إن الله تعالى يقول: (قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى) ويمكن إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين، لما رواه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (كانوا يعطونها قبل الفطر بيوم أو يومين)

    وأما إخراجها من بداية الشهر فمن أهل العلم ـ كالشافعي ـ من جوز ذلك، بناء على أن الزكاة تجب بأمرين هما الصيام والإفطار فإذا حصل أحد السببين ـ وهو الصيام ـ جاز إخراجها، والله تعالى أعلم.

  • صيام الحامل والمرضع

    إذا أفطرت الحامل أو المرضع خوفاً على نفسيهما في نهار رمضان ماذا عليهما؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فيجوز للمرأة الحامل أو المرضع أن تفطر إذا كان الصوم يشق عليها، أو تخاف على ولدها؛ لما رواه الترمذي عن أنس بن مالك الكعبي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة، وعن الحامل أو المرضع الصوم} قال الترمذي: حديث حسن. وعلى الحامل والمرضع أن تقضيا الأيام التي أفطرتاها؛ لعموم قوله تعالى {فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر} ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قرن بينهما وبين المسافر فدل ذلك على أنها مطالبة بالقضاء متى ما زال عذرها.

    هذا إذا كانت المشقة شديدة يترتب عليها ضرر، قال ابن قدامة رحمه الله: لا نعلم فيه بين أهل العلم اختلافاً؛ لأنهما بمنزلة المريض الخائف على نفسه.أ.هـ

     أما إذا كانت مشقة معتادة – كصداع خفيف وقيء لا يتبعه إرهاق شديد –  وهي لا تخشى على نفسها ولا على جنينها فيجب عليها الصوم؛ إذ الصوم لا ينفك عن قدر من المشقة غالباً، كما أن الحمل لا يخلو من وهن وإن لم يكن في وقت صيام؛ كما قال سبحانه {حملته أمه وهناً على وهن} والله تعالى أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى