السلام عليكم، أنا شاب أبلغ من العمر ٣٠ عاماً ولله الحمد ملتزم بشرع الله الحمد لله، أزعل في دقيقة وأرضى في ثانية، لو أغضبت أحداً بعد ساعة أو أقل لازم أرضيه، لا أحمل حقداً أو حسداً على أحد، أصلي صلواتي الخمسة في المسجد، فهل هل هذا من سوء الخلق؟ وما علاجه؟
السؤال الثاني: لي ٣ صفحات علي الفيس بوك، دائماً أنشر فيها أذكار الصباح والمساء وأحاديث تذكر الناس وأنشر سنن الجمعة وفوائد صلاة الفجر والاستغفار، هل هذه تعتبر دعوة إلى الله؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فأنت مأجور إن شاء الله على محافظتك على الجماعة في المسجد، ومأجور كذلك على سلامة صدرك من الغل والحقد والحسد، ومأجور على سرعة فيئتك عن الغضب، وقد علَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسـلم أن الأخلاق تكتسب برياضة النفس وحسن تعاهدها؛ فإنما الحلم بالتحلُّم والعلم بالتعلُّم، ولا يزال المرء يجاهد نفسه ويروضها على المكارم حتى تصير لها طبعاً، وهذا هو المطلوب منك فيما يتعلق بحدة غضبك؛ حتى تدخل في الزمرة الطيبة التي عناها رسول الله صلى الله عليه وسـلم في حديثه الطويل الذي رواه الإمام أحمد في المسند عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة بعد العصر إلى مغيربان الشمس، حفظها منا من حفظها ونسيها منا من نسي، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: “ما بعد فإن الدنيا خضرة حلوة، وإن الله مستخلفكم فيها فناظرٌ كيف تعملون؟ ألا فاتقوا الدنيا واتقوا النساء؛ ألا إن بني آدم خُلقوا على طبقات شتى؛ منهم من يولد مؤمناً ويحيا مؤمناً ويموت مؤمناً، ومنهم من يولد كافراً ويحيا كافراً ويموت كافراً، ومنهم من يولد مؤمناً ويحيا مؤمناً ويموت كافراً، ومنهم من يولد كافراً ويحيا كافراً ويموت مؤمناً، ألا ان الغضب جمرة توقد في جوف ابن آدم، ألا ترون إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه؟ فإذا وجد أحدكم شيئاً من ذلك فالأرض الأرض؛ ألا ان خير الرجال من كان بطيء الغضب سريع الرضا، وشر الرجال من كان سريع الغضب بطيء الرضا، فإذا كان الرجل بطيء الغضب بطيء الفيء، وسريع الغضب وسريع الفيء فإنها بها، ألا إن خير التجار من كان حسن القضاء حسن الطلب؛ وشر التجار من كان سيئ القضاء سيئ الطلب، فإذا كان الرجل حسن القضاء سيئ الطلب أو كان سيئ القضاء حسن الطلب فإنها بها، ألا ان لكل غادر لواء يوم القيامة بقدر غدرته، ألا وأكبر الغدر غدر أمير عامة، ألا لا يمنعن رجلاً مهابة الناس أن يتكلم بالحق إذا علمه، ألا ان أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر” فلما كان عند مغيربان الشمس قال: “ألا إن مثل ما بقى من الدنيا فيما مضى منها مثل ما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه”. فاحرص رحمك الله على أن تكون بطيء الغضب سريع الرضا، حسن القضاء حسن الطلب.
وصفحتك على الفيسبوك دعوة إلى الله تعالى إن شاء الله، لكن عليك أن تحتاط فيما تنشر؛ من أجل أن تكون صفحتك مصدراً للمعلومة الصحيحة والفكرة الصائبة، وإياك والأحاديث المكذوبة والروايات الموضوعة، والله الموفق والمستعان