ما حكم:
1/ امرأة تطلب الطلاق لأنها لا تسمع كلام الغزل من زوجها كثيرا؟
2/ الزوجة التي تتصل على خطيبها السابق وزميلها في العمل، مع العلم أن هذه الاتصالات في آخر الليل؟
3/ ذهبت زوجة إلى بيت أبيها ورفض الأب إرجاعها لزوجها بحجة أنها غير سعيدة، ولم يوضح الأب سبب طلبه الطلاق، هل تعتبر ناشزاً؟ وهل يأثم الأب؟
4/ امرأة تطلب الطلاق لتزوجها أمها من رجل غني بعد اتفاقها معه، ما هو حكم الشرع؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فالواجب على كل من الزوجين أن يعاشر صاحبه بالمعروف وأن يتقي الله فيه ما استطاع؛ وقد قال سبحانه ((ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة)) وما ينبغي لأحدهما الإقدام على إيقاع الطلاق أو طلبه لأدنى سبب؛ بل الواجب محاولة الإصلاح قدر المستطاع، إذا تبين هذا فجواب أسئلتك هو:
1/ لا يجوز للمرأة طلب الطلاق من زوجها لكونه لا يسمعها كلام الغزل كثيراً، بل هي داخلة في قوله عليه الصلاة والسلام {أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ مِنْ غَيْرِ بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ} رواه أحمد من حديث ثوبان رضي الله عنه، وقد قال عمر رضي الله عنه في لومه لمن سارع إلى الطلاق لكون زوجته لا تحبه: أكل البيوت يبنى على الحب؟ إنما يتعاشر الناس بالإسلام والأحساب. ورب زوج يكثر من كلام الغزل ثم بعد ذلك هو ختال مخادع لا يتقي الله في زوجه؛ فما عسى أن ينفعها غزله؟ ورب آخر لا يعرف الغزل لكنه يتقي الله في زوجه ويوفيها حقوقها ويعاشرها بالمعروف الذي أمر الله به ((فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون)) لكن حرص كثير من الناس – رجالاً ونساء – على مشاهدة المسلسلات وقراءة قصص الحب والغرام أورثهم شعوراً بأن الحياة لا تطيب إلا بالكلمات المعسولة والمشاعر المزورة.
2/ على الزوجة أن تتقي الله في فراش زوجها ولا تقترف ما يدنسه – قولاً أو عملا – فهذا من حقه عليها، واتصالها بخطيبها السابق معصية لله تعالى، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {ألا إن لكم على نسائكم حقاً: ألا يوطئن فرشكم غيركم، ولا يدخلن بيوتكم من تكرهون إلا بإذنكم} ولا شك أن اتصالها بذلك الأجنبي نوع من أنواع الإيذاء لمشاعر الزوج والتعدي على عرضه؛ ويلزمها التوبة إلى الله من ذلك.
3/ على الأب أن يتقي الله تعالى ويوصي ابنته بما يرضي الله من رعاية حق الزوج والقيام بما أوجب الله عليها نحوه، وليحذر من الدخول في قول النبي عليه الصلاة والسلام {لعن الله من خبب امرأة على زوجها} والتخبيب الإفساد، وخروج الزوجة إلى بيت أهلها بغير إذن زوجها نشوز، تترتب عليه الأحكام الشرعية في حق الناشز.
4/ صنيع الأم دال على رقة الدين وقلة الحياء؛ فليست البنت سلعة تباع وتشترى، وليس الزواج صفقة نحسب فيها ما نصيبه من مال، بل الواجب علينا أن نبحث عن ذي الدين، وما سوى ذلك من الخصال للدين تبع.
نصيحتي لك أيها السائل أن تتقي الله في نفسك، ولا تتعلق بزوجة هذا خلقها وخلق أهلها، وابحث لنفسك عمن تصونك وتعفك وتتقي الله فيك؛ فلا خير في امرئ متلون إذا الريح مالت مال حيث تميل. جواد إذا استغنيت عن أخذ ماله وعند ذهاب المال عنك بخيل. والله المستعان.