الفتاوى

  • حكم العمل في الجمارك

    أفتونا في أمر الجمارك و ما حكم العمل بها؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالجمارك هي الأموال التي تؤخذ ممن جلب بضاعة من بلد إلى بلد، وهي من المحرمات؛ لقول النبي {لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه} رواه أحمد، بل هي من المكوس التي توعدت الشريعة آخذيها وآكليها؛ قال في عون المعبود: المكس ـ بفتح الميم ـ هو الضريبة والإتاوة، وهو دراهم كانت تؤخذ من بائعي السلع في الأسواق في الجاهلية، أو تؤخذ من التجار إذا مروا.ا.هـــ وقال الشيخ صديق بن حسن خان البخاري في الروضة الندية 2/215 عن الجمارك التي تؤخذ من المسلمين: (فهذا عند التحقيق ليس هو إلا المَكْس من غير شك ولا شبهة) ا.هـ. وغير خافٍ أن أخذ المَكْس من كبائر الذنوب لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الغامدية التي زنت، {وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا صَاحِبُ مَكْسٍ لَغُفِرَ لَهُ} رواه مسلم. قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم: فِيهِ أَنَّ الْمَكْس مِنْ أَقْبَح الْمَعَاصِي، وَالذُّنُوب الْمُوبِقَات.ا.هـ

    وعليه فلا يجوز العمل في الجمارك إلا لمن كانت نيته رفع الظلم عن المسلمين أو تخفيفه، والعلم عند الله تعالى.

  • حكم لبس الثوب الأحمر

    ما حكم لبس الثوب الكامل ذو اللون الأحمر أو الأصفر للرجال؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فقد ورد في السنة ما يدل على جواز لبس الثوب الأحمر؛ فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال (كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعاً بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمة أذنه، رأيته في حلة حمراء لم أر شيئاً قط أحسن منه) وفي سنن أبي داود من حديث هلال بن عامر عن أبيه قال (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب بمنى على بعير وعليه برد أحمر) قال ابن حجر: وإسناده حسن.  فهذان الحديثان يدلان على جواز لبس الأحمر، وقد قال بمدلولهما جماعة من الصحابة والتابعين، وفي ووردت نصوص أخرى تمنع من لبس الأحمر؛ فقد روى ابن ماجه من حديث ابن عمر رضي الله عنه قال (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المفَدَّم) وهو المشبع بالعصفر، وأخرج الطبري عن عمر رضي الله عنه أنه كان إذا  رأى  على الرجل ثوباً معصفراً جذبه وقال (دعوا هذا للنساء) وأخرج ابن أبي شيبة من مرسل الحسن (الحمرة من زينة الشيطان والشيطان يحب الحمرة) وأخرج أبو داود والترمذي وحسَّنه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال (مرَّ على النبي صلى الله عليه وسلم رجل وعليه ثوبان أحمران فسلَّم عليه؛ فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم) واستدلالاً بهذه الأحاديث قالت طائفة بالمنع من لبس الحمرة، والحقُّ إعمال هذه الأدلة كلها بالجمع بينها، وقد سلك أهل العلم في الجمع مسالك:

    1ـ فرَّق بعضهم بين ما كان مشبعاً بالحمرة دون ما كان صبغه خفيفاً

    2ـ وقال ابن عباس: يكره لبس الأحمر مطلقاً لقصد الزينة والشهرة، ويجوز في البيوت والمهنة

    3ـ رجَّح ابن القيم رحمه الله أن النهي مخصوص بالثوب الذي يكون حمرته خالصة، وأما ما كان فيه لون آخر غير الأحمر من بياض وسواد فلا يشمله النهي

    4ـ وسلك الطبري رحمه الله مسلك التفريق في الحكم باعتبار الزمان؛ فقال بعد أن ذكر الخلاف: الذي أراه جواز لبس الثياب المصبغ بكل لون، إلا أني لا أحب لبس ما كان مشبعاً بالحمرة، ولا لبس الأحمر مطلقاً ظاهراً فوق الثياب؛ لكونه ليس من لباس أهل المروءة في زماننا؛ فإن مراعاة زي الزمان من المروءة ما لم يكن إثماً، وفي مخالفة الزي ضرب من الشهرة

    5ـ وسلك ابن حجر قريباً من مسلك الطبري فقال: والتحقيق في هذا المقام أن النهي عن لبس الأحمر إن كان من أجل أنه لبس الكفار فالقول فيه كالقول في الميثرة الحمراء، وإن كان من أجل أنه زي النساء فهو راجع إلى الزجر عن التشبه بالنساء فيكون النهي عنه لا لذاته، وإن كان من أجل الشهرة أو خرم المروءة فيمنع حيث يقع ذلك.

  • الإيجار المنتهي بالتمليك

    يوجد نظام بيع للسيارات بالمملكة (مقيم بالرياض) فيه عقد يسمى عقد الإجارة الذي ينتهي بالتمليك، فحيث يتم شراء السيارة من شركة عبد اللطيف جميل وتكون السيارة باسم الشركة وتدفع الأقساط شهرياً إلى أن يتم تسديد كامل قيمتها تنقل إلى اسمك، وإذا عجزت عن التسديد تعمل تسوية بناء على ما دفعته بمعنى أن الشركة تشوف ما دفعته واستهلاك السيارة وتجري التسوية بناء عليه، فهل يجوز الشراء بهذا العقد؟ آمل كريم تفضلكم بالإفادة.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فعقد الإيجار المنتهي بالتمليك ـ سواء أكان لسيارة أو غيرها ـ له صور عدة، منها الجائز، ومنها المحرم، وقد صدر قرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي مفصِّلاً تلك الأنواع تفصيلاً، وذلك في دورته الثانية عشرة بالرياض من 25 جمادى الآخرة 1421هـ إلى غرة رجب 1421هـ (23-28 سبتمبر 2000م). وإني أورد في جواب سؤالك نص قرار المجمع لأنه كاف شاف إن شاء الله:

    قرار رقم: 110(4/12) بشأن موضوع الإيجار المنتهي بالتمليك.

    إن مجلس الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي في دورته الثانية عشرة بالرياض في المملكة العربية السعودية من 25 جمادى الآخرة 1421هـ إلى غرة رجب 1421هـ (23-28 سبتمبر 2000).

    بعد اطلاعه على الأبحاث المقدمة إلى المجمع بخصوص موضوع (الإيجار المنتهي بالتمليك). وبعد استماعه إلى المناقشات التي دارت حول الموضوع بمشاركة أعضاء المجمع وخبرائه وعدد من الفقهاء.

    قرر ما يلي:

    الإيجار المنتهي بالتمليك:

    أولاً: ضابط الصور الجائزة والممنوعة ما يلي:

    1- ضابط المنع: أن يرد عقدان مختلفان في وقت واحد على عين واحدة في زمن واحد.

    2- ضابط الجواز:

    • وجود عقدين منفصلين يستقل كل منهما عن الآخر زماناً، بحيث يكون إبرام عقد البيع بعد عقد الإجارة، أو وجود وعد بالتمليك في نهاية مدة الإجارة، والخيار يوازي الوعد في الأحكام.
    • أن تكون الإجارة فعلية وليست ساترة للبيع.

    3ـ أن يكون ضمان العين المؤجرة على المالك لا على المستأجر، وبذلك يتحمل المؤجر ما يلحق العين من غير ناشئ من تعد المستأجر، أو تفريطه، ولا يلزم المستأجر بشيء إذا فاتت المنفعة.

    4ـ إذا اشتمل العقد على تأمين العين المؤجرة فيجب أن يكون التأمين تعاونيا إسلامياً لا تجارياً، ويتحمله المالك المؤجر وليس المستأجر.

    5ـ يجب أن تطبق على عقد الإجارة المنتهية بالتمليك أحكام الإجارة طوال مدة الإجارة، وأحكام البيع عند تملك العين.

    6ـ تكون نفقات الصيانة غير التشغيلية على المؤجر لا على المستأجر طوال مدة الإجارة.

    ثانياً: من صور العقد الممنوعة:

    1- عقد إجارة ينتهي بتملك العين المؤجرة مقابل ما دفعه المستأجر من أجرة خلال المدة المحددة، دون إبرام عقد جديد، بحيث تنقلب الإجارة في نهاية المدة بيعاً تلقائياً.

    2- إجارة عين لشخص بأجرة معلومة ولمدة معلومة مع عقد بيع له معلق على سداد جميع الأجرة المتفق عليها خلال المدة المعلومة، أو مضاف إلى وقت في المستقبل.

    3- عقد إجارة حقيقي، واقترن به بيع بخيار الشرط لصالح المؤجر، ويكون مؤجلاً إلى أجل محدد (هو آخر مدة عقد الإيجار). وهذا ما تضمنته الفتاوى والقرارات الصادرة من هيئات علمية ومنها: هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية.

    ثالثاً: من صور العقد الجائزة:

    1- عقد إجارة يمكن المستأجر من الانتفاع بالعين المؤجرة مقابل أجرة معلومة في مدة معلومة، واقترن به عقد هبة العين للمستأجر معلقا على سداد كامل الأجرة، وذلك بعقد مستقل، أو وعد بالهبة بعد سداد كامل الأجرة (وذلك وفق ما جاء في قرار المجمع بالنسبة للهبة رقم (13/1/3) في دورته الثالثة.

    2- عقد إجارة مع إعطاء المالك الخيار للمستأجر بعد الانتهاء من وفاء جميع الأقساط الإيجارية المستحقة خلال المدة في شراء العين المأجورة بسعر السوق عند انتهاء مدة الإجارة (وذلك وفق قرار المجمع رقم 44(6/5) في دورته الخامسة.

    3- عقد إجارة يمكن المستأجر من الانتفاع بالعين المؤجرة مقابل أجرة معلومة، في مدة معلومة واقترن به وعد ببيع العين المؤجرة للمستأجر بعد سداد كامل الأجرة بثمن يتفق عليه الطرفان.

    4- عقد إجارة يمكن المستأجر من الانتفاع بالعين المؤجرة مقابل أجرة معلومة، في مدة معلومة، ويعطي المؤجر للمستأجر حق الخيار في تملك العين المؤجرة في أي وقت يشاء على أن يتم البيع في وقته بعقد جديد بسعر السوق (وذلك وفق قرار المجمع السابق رقم 44/6(5)) أو حسب الاتفاق في وقته.

    رابعاً: هناك صور من عقود التأجير المنتهي بالتمليك محل خلاف، وتحتاج إلى دراسة تعرض في دورة قادمة إن شاء الله تعالى.

  • فضل الآيات الأخيرة من سورة الحشر

    هل من أثر ورد في فضل اختصت به الثلاث الآيات الأخيرة من سورة الحشر؟ وأحسن الله جزاءكم

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فقد ورد في فضل الآيات الأخيرة من سورة الحشر الحديث الذي رواه أحمد والترمذي عن مَعقِل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من قال حين يصبح ثلاث مرات: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، ثم قرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر، وَكَّل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي، وإن مات في ذلك اليوم مات شهيدًا، ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة)

  • قراءة سورة يس وسورة الكهف

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فإن سورة يس من أعظم سور القرآن، وقد روي في فضلها أحاديث، وأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نقرأها على موتانا، فروى الإمام أحمد عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اقرؤوها على موتاكم) قال ابن كثير رحمه الله: قال بعض العلماء: من خصائص هذه السورة أنها لا تقرأ عند أمر عسير إلا يسّره الله تعالى، وكأن قراءتها عند الميت لتنزل الرحمة والبركة، وليسهل عليه خروج الروح.

    عليه: يشرع للمسلم أن يكثر من قراءة هذه السورة المباركة دون تخصيص ليوم معيّن، أما المشروع في ليلة الجمعة ويوم الجمعة فهو قراءة سورة الكهف؛ لما رواه رواه الحاكم في مستدركه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين الجمعتين} وهكذا رواه الحافظ أبو بكر البيهقي في سننه. والله تعالى أعلم

  • وسوسة في الصلاة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. عندما أريد أن أصلي الفريضة يأتي في خاطري أشخاص وكأني أريد الصلاة لهم لا لله تعالى، وكذلك أنوي صلاة الفريضة فيأتي في خاطري أني أريد أن أصلي السنة، وأجد صعوبة أحياناً في دفع هذه الخواطر، فما الحل لذلك؟ وأحياناً بعد الانتهاء من قضاء الحاجة – وأثناء الوضوء وبعده وفي الصلاة – أشعر باضطراب في المعدة وقد يخرج الريح، فهل أعيد الوضوء والصلاة إذا خرج مني الريح؟ وكذلك أعاني من الصداع المزمن منذ عام 2003 وإلى الآن؛ فأحياناً عندما أصلي يحدث معي حركات خفيفة غير إرادية، هل تؤثر هذه الحركات علی صحة الصلاة؟ وأعاني من صعوبة نطق بعض كلمات سورة الفاتحة؛ فمثلاً أتأخر في نطق كلمة الحمد، وكذا عندما اقرأ الفاتحة في الصلاة أتحرك من صعوبة نطق الآيات! فهل تؤثر هذه الحركات علی صحة الصلاة؟ آسف على طول السؤال، وأرجو منكم الإجابة فهذه الأمور تقلقني، وأحياناً أعيد الصلاة أكثر من مرة بسبب هذه المشاكل .. وبارك الله فيكم ووفقكم للخير.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فأنت يا أخي مبتلى بالوسواس، لكن أمرك خفيف إن شاء الله تعالى لأن وسواسك في الصلاة لا في أمور المعتقد، والوسوسة هي ما يلقيه الشيطان في القلب من الخطرات الرديئة وعمل الشر، فيحرص الشيطان ـ قاتله الله ـ على أن يلقي الشكوك في قلب المسلم تجاه ربه جل جلالـه ونبيه صلى الله عليه وسـلم وكتابه الكريم؛ تارة بصور رديئة وأخرى بألفاظ خبيثة؛ حتى إن المرء ليقع في حيرة من أمره أهو مؤمن حقاً؟ أم في إيمانه شك؟ ولا بد أن يعلم الناس أنه ليس في الأمر جديد؛ فقد شكا الصحابة رضي الله عنهم  وهم أبر هذه الأمة قلوباً وأعمقها هدياً وأقلها تكلفاً من مثل هذا؛ فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسـلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال “وقد وجدتموه؟” قالوا: نعم، قال “ذاك صريح الإيمان” وأحياناً تكون الوسوسة في قضية الخلق، هل للعالم خالق؟ فمن خلق الخالق؟ وهذه أيضاً يعاني منها الناس من قديم، وقد أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسـلم إلى المخرج منها، روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسـلم “لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا خلق الله الخلق، فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئاً فليقل: آمنت بالله” والسلف الصالحون رضي الله عنهم كانوا يهوِّنون من شأن خواطر السوء هذه، ويعدونها أمراً  عادياً لا تستحق الوقوف عندها؛ فقد سأل أبو زحيل عبدَ الله بنَ عباس رضي الله عنهما فقال: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيءٌ من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل  {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ  فاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الكِتَابَ مِن قَبْلِك} فقال لي: إذا وجدت من نفسك شيئاً فقل {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}. رواه أبو داود وسنده جيد

    واعلم ـ أخي ـ أن الوسوسة لا يؤاخذك الله بها؛ لأنها بسبب خارج عن إرادتك؛ وقد قال الله تعالى {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} وقال {لا نكلف الله نفساً إلا وسعها} وقال {لا تكلف نفس إلا وسعها} وقال {لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها} وقال {فاتقوا الله ما استطعتم} وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسـلم قال “إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم” وهذا في الحالات العادية فكيف بالمبتلى بالوسواس، الذي لا يملك له دفعاً إلا أن يشاء الله رب العالمين. فلا يهولنك ما تجد في نفسك، واعلم بأن الوسواس ما تسلط عليك إلا لكونك مؤمناً بالله واليوم الآخر.

    وعليك ـ أخي ـ أن تكثر من ذكر الله وتلاوة القرآن والمشاركة في المجالس الطيبة ومعاشرة الصالحين من عباد الله، والجأ إلى الله بالدعاء ليعافيك مما أنت فيه، وأسأل الله لك شفاء عاجلاً غير آجل. وجواباً على أسئلتك أقول:

    أولاً: الخواطر التي تعتريك بأنك تصلي لأشخاص أو أنك تصلي بدل الفريضة سنة لا تأثير لها في صحة صلاتك، ومدافعتها تكون بالتفل عن يسارك ثلاثاً والاستعاذة بالله من الشيطان، وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسـلم عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه إلى ذلك حين شكا إليه تلبيس الشيطان عليه في صلاته.

    ثانياً: ما ابتليت به من الشعور بخروج الريح قد يكون وسوسة أيضاً، وقد يكون مرضاً يسمى انفلات الريح، ومهما يكن من أمر فالمطلوب منك اللجوء إلى الطبيب والتماس العلاج؛ فإن تبين أنه مزمن فالواجب عليك الوضوء لكل صلاة بعد دخول وقتها ثم لا يضرك ما خرج بعد ذلك ولو كان في أثناء الصلاة؛ لعموم قوله تعالى {فاتقوا الله ما استطعتم} وقول النبي صلى الله عليه وسـلم “ما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم”

    ثالثاً: الحركات الخفيفة وصعوبة نطق كلمات بعض الآيات لا تؤثر في صحة صلاتك، والعلم عند الله تعالى.

  • قراءة القرآن من الهاتف

    هل يجوز قراءة القرآن من الشاشة الإلكترونية (شاشة الكمبيوتر أو الموبايل) كورد يومي، بحيث أبدأ الورد اليومي من المصحف وآتي إلى المكتب في وقت الفراغ أكمل الورد اليومي من جهاز الكمبيوتر، أفيدونا جزاكم الله خيرا

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فلا حرج عليكم في قراءة وردكم من شاشة الموبايل أو الكمبيوتر؛ إذ المقصود هو حصول القراءة، وعدم اتخا القرآن مهجورا؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم «من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف» والله تعالى أعلم.

  • كتاب مفاتيح الفرج

    ما هو رأى فضيلتكم في كتاب (مفاتيح الفرج) المنتشر بكثرة هذه الأيام؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فإن الكتاب المذكور ليس معلوماً من ألفه، والملاحظ أن طرته لم يكتب عليها اسم المؤلف على ما جرت به عادة الناس، كما أنه مشتمل على مجازفات لا تستند على أثارة من علم، ولا أنصح بقراءته ولا الأخذ بما فيه، وبدلاً من ذلك علينا بالكتب الموثوقة التي كتبها أئمة مهديون ككتاب الأذكار للإمام أبي زكريا النووي، أو ما كتبه بعض المعاصرين ككتاب (حصن المسلم) للشيخ سعيد القحطاني، والله المستعان.

  • صيام العشر الأول من ذي الحجة

    السلام عليكم.. هل يستحب لمن نوى الحج صيام العشر الأول من ذى الحجة؟ علمًا بأنه سيدخل مكة يوم التروية وليس قبله. جزاكم الله خيرا

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فلا حرج على من نوى الحج أن يصوم الأيام الأُول من ذي الحجة؛ ليدخل في الفضل المذكور في قول نبينا صلى الله عليه وسـلم “ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله تعالى من هذه الأيام – يعني عشر ذي الحجة ” قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال “ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء” إلا أنه ينبغي له الفطر يوم عرفة عملاً بالسنة أيضاً؛ حيث إن النبي صلى الله عليه وسـلم لم يصم يوم عرفة حين حج بالناس حجة الوداع، والله الموفق والمستعان.

  • التعامل مع البورصات العالمية

    ما هو حكم الإسلام في التعامل مع بورصات المال العالمية؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فلا حرج في التعامل مع بورصات المال العالمية إذا خلا التعامل معها من المخالفات الشرعية كالربا والجهالة والغرر والخداع، وكانت المتعامل معها يرعى قواعد الشريعة في البيع والشراء؛ فإذا كان التعامل في العملة فلا بد من التقابض في وقت التعاقد بما يعد تقابضاً عرفاً، والتماثل فيما يشترط فيه التماثل، وإذا كان التعامل في بيع وشراء الأسهم فلا بد أن تكون في مؤسسات لا تتعامل في المحرمات لأن الله تعالى إذا حرَّم شيئاً حرَّم ثمنه، وأن يكون البيع والشراء حقيقياً لا وهمياً، وهذا كله محل تفصيل في كل معاملة بحسبها، والله تعالى أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى