الفتاوى

  • الجمع بين نية الستوت والقضاء

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فإن الواجب على من أفطر يوماً من رمضان أن يبادر إلى القضاء بعد خروج الشهر إبراء للذمة، ثم بعد ذلك يصوم الستة من شوال طلباً للأجر، وإذا كانت أيام القضاء كثيرة بحيث يشق عليك قضاؤها في شوال فلا حرج عليك أن تصوم الستة ثم توزع القضاء على بقية شهور السنة حسب الاستطاعة.

    ولا يجزئك أن تصوم يوماً بنية القضاء وأحد أيام الستوت لأن الصوم عبادة لا يجوز فيها التشريك، والعلم عند الله تعالى.

  • كيفية التسبيح بالأنامل

    كيفية عقد التسبيح بالأنامل؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد

    روى أبو داود والترمذي عن يُسيرة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهنَّ أن يراعين بالتكبير والتقديس والتهليل، وأن يعقدن بالأنامل، فإنهنَّ مسؤولات مستنطقات. وهو حديث صحيح. والمقصود الإتيان بهذه الباقيات الصالحات عقيب الصلوات المفروضات، سواء أكان ذلك عن طريق إحصائها بالأنامل أو باستخدام مسبحة أو غيرها؛ وأما كيفية استعمال الأصابع في عدِّ التسبيح، فالأمر فيها واسع، ولا نعلم حديثاً نُقل فيه هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعقد بكل أصبع تسبيحة واحدة أو ثلاث تسبيحات بكل مفصل تسبيحة، وأي الكيفيتين فعل الإنسان أجزأه. قال ابن علان: (يحتمل أن المراد العقد بنفس الأنامل، أو بجملة الأصابع. والعقد بالمفاصل أن يضع إبهامه في كل ذِكر على مفصل، والعقد بالأصابع أن يعقدها ثم يفتحها). وفي شرح المشكاة: (العقد هنا بما يتعارفه الناس). والطريقة المذكورة في هذا العرض هي التي رجحها الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى في فتح الباري

  • تأثير الحجامة على الصيام

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته، تلميذك شيخ الدين

    السؤال عن حديث أفطر الحاجم والمحجوم والأحاديث الأخرى التي تعارضه ظاهراً؟؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فالحجامة سنة ثابتة عن نبينا صلى الله عليه وسلم؛ فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال {احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وأعطى الذي حجمه. ولو كان حراماً لم يعطه} وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الحجامة وأخبر أن فيها شفاء؛ ففي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو شربة من عسل أو لذعة بنار} وروى أبو داود في سننه أنه صلى الله عليه وسلم ما شكا إليه أحد وجعاً في رأسه إلا قال له {احتجم} وقال صلى الله عليه وسلم {خير ما تداويتم به الحجامة} رواه أحمد والبخاري

    ومن فعلها استناناً بالنبي صلى الله عليه وسلم فهو مأجور مثاب، وأما من فعلها لمجرد الاستشفاء فقد أتى أمراً مباحاً؛ لكنه لا يؤجر عليه.

    والذي عليه جمهور العلماء – ومنهم أبو حنيفة ومالك والشافعي – إلى أن الحجامة غير مفسدة للصوم؛ استدلالا بحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم، واحتجم وهو ‏صائم. ‏وقال ابن عباس وعكرمه: الصوم مما دخل وليس مما خرج. وعن أم علقمة قالت: “كنا ‏نحتجم عند عائشة ونحن صيام، وبنو أخي عائشة فلا تنهاهم”.‏

    أما الإمام أحمد فقد ذهب إلى أن الحجامة تفطر، لما رواه في مسنده وكذلك الترمذي في جامعه من حديث رافع بن خديج رضي الله عنه أن ‏النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أفطر الحاجم والمحجوم”.‏

    وقد قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: في ‏تعليقه على حديث: احتجم وهو محرم، واحتجم وهو صائم. قال: (قال ابن عبد البر ‏وغيره: فيه دليل على أن حديث “أفطر الحاجم والمحجوم”، منسوخ لأنه جاء في بعض ‏طرقه أن ذلك كان في حجة الوداع، وسبق إلى ذلك الشافعي).‏

    ومن أهل العلم من أوَّلَ: “أفطر الحاجم والمحجوم” بأن المراد تسببا في الفطر، هذا بسبب ‏مصه للدم الذي قد يصل منه شيء إلى حلقه، والآخر بسبب إضعاف نفسه إضعافاً ينشأ ‏عنه اضطراره إلى الفطر.‏

  • زكاة مرتبات المغتربين

    أنا شاب سوداني مقيم بالسعودية وأعمل بها، وأصرف على أهلي وأخواني للدراسة وخلافة، هل يعتبر هذا الصرف على المعيشة والدراسة لأخواني كزكاة؟ علماً بأن السفارة تخصم مبالغ كزكاة سنوية؛ هل علي زكاة علماً بأن لدي راتب شهري وقدرة 2500 ريال؟

    الحمد لله وحده، والصلة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فما تنفقه على إخوانك وأرحامك يمكنك خصمه من زكاتك؛ لأن نفقتهم غير واجبة عليك في حال وجود من ينفق عليهم غيرك، وأما إذا لم يكن ثمة من ينفق عليهم سواك فنفقتهم واجبة عليك وليست زكاة منك، وأجرك فيها عظيم إن شاء الله؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم {وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى اللقمة تجعلها في في امرأتك}

    وإذا كان راتبك ما ذكرت فلا زكاة عليك؛ لأن هذا المبلغ قد لا يفي بضرورات حياتك أنت ومن تعول، والصدقة إنما تكون عن ظهر غنى كما بيَّن نبينا صلى الله عليه وسلم، والله تعالى أعلم.

  • سجود السهو مع الإمام

    هل يجب على المصلين القيام بسجود السهو مع الإمام أم هنالك اختلاف على ذلك؟ أفيدونا جزاكم الله خير

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالواجب على المأمومين أن يتابعوا إمامهم في سجود السهو؛ سواء أعلموا السبب أم لم يعلموه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم {إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه} اللهم إلا إذا كان المأموم لم يدرك مع الإمام ركعة فإنه لا يسجد معه لا بعدي ولا قبلي، لأنه ليس له حكم الائتمام أصلاً، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم {من أدرك ركعة فقد أدرك الصلاة} وهذا هو مذهب مالك رحمه الله تعالى، أما الأئمة الثلاثة الآخرون فإنهم يرون أن من أدرك جزء من الصلاة، ولو كان قبل السلام بلحظة فإنه ينسحب عليه ما ينسحب على غيره، الله تعالى أعلم.

  • السهو في صلاة الجماعة

    في الحي الذي تسكن فيه هنالك مسجد يرفع أذان الفجر، وفيه يذكر الصلاة خير من النوم في الأذان الأول!! نرجو توضيح ذلك

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فمن السنة أن تقال هذه الكلمة المباركة في النداء لصلاة الصبح؛ وقد اتفق الأئمة الأربعة رحمهم الله على مشروعية زيادتها في أذان الصبح؛ لما رواه ابن خزيمة والدارقطني والبيهقي من حديث أنس رضي الله عنه قال {من السنة إذا قال المؤذن في أذان الفجر حي على الفلاح، قال: الصلاة خير من النوم} وصححه ابن السكن ولفظه {كان التثويب في صلاة الغداة إذا قال المؤذن: حي على الفلاح} وروى ابن ماجه من حديث ابن المسيب عن بلال رضي الله عنه {أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم يؤذنه لصلاة الفجر، فقيل: هو نائم، فقال: الصلاة خير من النوم مرتين فأُقرَّت في تأذين الفجر} فثبت الأمر على ذلك، قال ابن حجر في التلخيص الحبير: وفيه انقطاع مع ثقة رجاله، وذكره ابن السكن من طريق أخرى عن بلال، وهو في الطبراني من طريق الزهري عن حفص بن عمر عن بلال وهو منقطع أيضاً، ورواه البيهقي في المعرفة من هذا الوجه فقال: عن الزهري عن حفص بن عمر بن سعد المؤذن، أن سعداً كان يؤذن، قال حفص: فحدثني أهلي أن بلالاً فذكره. وروى الطبراني والبيهقي من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال {كان الآذان الأول بعد حي على الصلاة حي على الفلاح: الصلاة خير من النوم مرتين. قال ابن حجر: وسنده حسن. وروى النسائي من حديث أبي محذورة رضي الله عنه قال {كنت غلامًا صبيًا فأذنت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر يوم حنين، فلما انتهيت إلى حي على الفلاح قال {ألحق فيها الصلاة خير من النوم} وهذه الرواية صححها الإمام ابن حزم رحمه الله.

    فالقائلون بأنها في الأذان الأول استدلوا بظاهر حديث ابن عمر الذي فيه {كان الآذان الأول بعد حي على الصلاة حي على الفلاح: الصلاة خير من النوم مرتين} والقائلون بأنها تقال في الأذان الثاني قالوا: إن النداء الأول الذي يكون قبل الفجر في سدس الليل الآخر إنما جُعِل تنبيهاً للناس من أجل أن يغتسل الجنب ويوتر المتهجد، لا من أجل الإعلام بدخول وقت الصلاة، وعليه فإن هذه الكلمة تقال في الأذان الثاني الذي يكون بعد دخول الوقت بطلوع الفجر الصادق، وأما الروايات التي أفادت أنها تقال في الأذان الأول فإنها تُحمل على أن ذلك كان في أول الأمر ثم استقر على أن تكون في الأذان الثاني، أو أن كلمة الأذان الأول مراد بها الأذان الذي قبل الإقامة؛ لأن الإقامة في لسان الشرع يقال لها: أذان؛ كما في حديث {بين كل أذانين صلاة} فالأولية هنا بالنسبة للإقامة، والعلم عند الله تعالى

  • الصلاة خير من النوم

    في الحي الذي تسكن فيه هنالك مسجد يرفع أذان الفجر، وفيه يذكر الصلاة خير من النوم في الأذان الأول!! نرجو توضيح ذلك

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فمن السنة أن تقال هذه الكلمة المباركة في النداء لصلاة الصبح؛ وقد اتفق الأئمة الأربعة رحمهم الله على مشروعية زيادتها في أذان الصبح؛ لما رواه ابن خزيمة والدارقطني والبيهقي من حديث أنس رضي الله عنه قال {من السنة إذا قال المؤذن في أذان الفجر حي على الفلاح، قال: الصلاة خير من النوم} وصححه ابن السكن ولفظه {كان التثويب في صلاة الغداة إذا قال المؤذن: حي على الفلاح} وروى ابن ماجه من حديث ابن المسيب عن بلال رضي الله عنه {أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم يؤذنه لصلاة الفجر، فقيل: هو نائم، فقال: الصلاة خير من النوم مرتين فأُقرَّت في تأذين الفجر} فثبت الأمر على ذلك، قال ابن حجر في التلخيص الحبير: وفيه انقطاع مع ثقة رجاله، وذكره ابن السكن من طريق أخرى عن بلال، وهو في الطبراني من طريق الزهري عن حفص بن عمر عن بلال وهو منقطع أيضاً، ورواه البيهقي في المعرفة من هذا الوجه فقال: عن الزهري عن حفص بن عمر بن سعد المؤذن، أن سعداً كان يؤذن، قال حفص: فحدثني أهلي أن بلالاً فذكره. وروى الطبراني والبيهقي من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال {كان الآذان الأول بعد حي على الصلاة حي على الفلاح: الصلاة خير من النوم مرتين. قال ابن حجر: وسنده حسن. وروى النسائي من حديث أبي محذورة رضي الله عنه قال {كنت غلامًا صبيًا فأذنت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر يوم حنين، فلما انتهيت إلى حي على الفلاح قال {ألحق فيها الصلاة خير من النوم} وهذه الرواية صححها الإمام ابن حزم رحمه الله.

    فالقائلون بأنها في الأذان الأول استدلوا بظاهر حديث ابن عمر الذي فيه {كان الآذان الأول بعد حي على الصلاة حي على الفلاح: الصلاة خير من النوم مرتين} والقائلون بأنها تقال في الأذان الثاني قالوا: إن النداء الأول الذي يكون قبل الفجر في سدس الليل الآخر إنما جُعِل تنبيهاً للناس من أجل أن يغتسل الجنب ويوتر المتهجد، لا من أجل الإعلام بدخول وقت الصلاة، وعليه فإن هذه الكلمة تقال في الأذان الثاني الذي يكون بعد دخول الوقت بطلوع الفجر الصادق، وأما الروايات التي أفادت أنها تقال في الأذان الأول فإنها تُحمل على أن ذلك كان في أول الأمر ثم استقر على أن تكون في الأذان الثاني، أو أن كلمة الأذان الأول مراد بها الأذان الذي قبل الإقامة؛ لأن الإقامة في لسان الشرع يقال لها: أذان؛ كما في حديث {بين كل أذانين صلاة} فالأولية هنا بالنسبة للإقامة، والعلم عند الله تعالى

  • زوجي يعتقد أنه يعلم الغيب

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وأسأل الله أن يجعل الجنة مثواكم، في سؤال سابق عن زوجي المتعامل بالسحر وبناء على إجابة فضيلتكم جلست إليه وتناقشت معه في طريقه الذي يسلكه ولكنه أبى وأصر على أنه على طريق الحق وأنه يعلم الغيب حسب ادعائه، مع العلم بأنني عرضت نفسي لرقية شرعية من كثرة ما أعاني من آلام في جسمي لم يعرف الطبيب سبباً لها، وزوجي يصر على أنها بسبب رفضي معاشرته وغضبه عليَّ وهو يرفض طلاقي، فهل عليَّ إثم إن هجرت فراشه حتى يطلقني طلب زوجي أن أخالعه إن كنت أريد مفارقته وأنا أخشى اللجوء إلى المحاكم.أرجو من فضيلتكم نصحي بما يجب علي فعله.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فإن كان زوجك يعتقد أنه يعلم الغيب، وهو مصر على ذلك بعد بيان الحق له فلا يحل لك البقاء معه؛ لأن من اعتقد أن أحداً سوى الله تعالى يعلم الغيب فقد خرج من الإسلام؛ لقوله تعالى {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو} وقوله سبحانه {قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله} وقوله سبحانه {قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير} وقوله سبحانه {فلما خرَّ تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين}

    وعليه فإن الواجب الخلاص من هذا الزوج الذي لا يتقي الله تعالى ويصر على جهله وسفهه؛ ولا بد من اللجوء إلى المحكمة لإقامة الحجة عليه وفسخ العقد إن أصر على ما هو عليه من ضلال، والله الموفق والمستعان.

  • كراهية بين زوجين

    السلام عليكم، أختى زوجة ثانية وزوجها لا يتقي الله فيها، أخذها من عدة سنوات وجعلها توقع ورقة أنه طلقها ثلاثاً ثم تزوجت من غيره، ثم ردها له ثانية فسألته: لم فعلت هذا؟ قال: جعلتها توقع على الورق فقط تفادياً لمشاكل زوجتي الأولى!! فأختى باستمرار فى مشاكل مع زوجها ودائماً يهجرها بالشهور وهو يقول لها: أنا بكرهك وهى كمان كرهته؟ ما هي نصيحتك يا شيخ؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فإن الله تعالى قد شرع الزواج من أجل أن يكون كل من الزوجين سكناً لصاحبه، تسكن إليه نفسه ويشعر معه بالمودة والرحمة، ولا يعني ذلك أن تكون الحياة خالية من المنغصات، لكن إذا وصلت إلى حد الكراهية المتبادلة بين الزوجين فالواجب عليهما أن يفترقا بإحسان؛ بدلاً من أن يعيش كل منهما مع صاحب لا يرضاه، فعليك بنصح هذين الزوجين بالفرقة، والله الموفق والمستعان.

  • تخبيب زوجة على زوجها

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لقد تزوجت منذ عدة سنوات من فتاة من إحدى الدول العربية زواجاً شرعياً ولكن من غير تسجيل حكومي، بعدها سافرت إلى بلاد أجنبية وكنت قد انقطعت عن التواصل عنها لعدة أشهر لم تتعد السنة، وكانت قد طلبت مني أن أرمي عليها يمين الطلاق!! ولكني رفضت أملاً مني أنني سأزورها ومن ثم أُسجل الزواج وآخذها معي، وفي خلال ذلك حصلت بعض المشاكل بيننا، ومنها أنها رأت اسمي في أحد مواقع الزواج على الإنترنت، الحاصل بعد أن انفرجت قليلاً تواصلت معها، ولكنها أخبرتني أنها ذهبت إلى شيخ _ وهو شيخ كان يعلمهم القرآن _ وطرحت عليه قصتها فأفتاها بأن تخلع نفسها مني وهي فعلت ذلك، وبعد ذلك قام بخطبتها وتم الزواج بينهما، على أساس أنها خلعت نفسها، وقبل أن تتزوج قلت لها إن هذا لا يجوز، قالت لي: إن الشيخ يريد أن يكلمك!! فاتصلت به وأخذ يقنعني بأنني بعيد عنها وأفضل لي أن لا أتواصل معها ولم يذكر لي موضوع الخُلع.

    المسألة الآن

    1- هل يجوز أن تخلع نفسها بناء على فتوى الشيخ الذي تزوجها فيما بعد؟

    2- هل يعتبر كنوع من العقاب لي كما ذكرت هي أنني أبحث عن زوجة أخرى؟

    3- هل يعتبر عقد الزواج الذي قمت به أنا باطل لأنه غير مسجل؟

    4-ما هو حكم الشرع بالنسبة للشيخ الذي أفتاها بأن تخلع نفسها وبعد ذلك تزوجها وهو  بنفسه كان قد تكلم معي, ليطلب مني الابتعاد عنها؟

    5-ما هو حكم الشرع في الأولاد من الزواج الثاني؟

    السبب الرئيس لعدم تسجيل الزواج كان مشكلة في أوراق الزوجة بأن عمرها كان صغيراً لا أقدر أن أسجله ولا أن آخذها إلى بلد الغربة

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فالذي أنصحك به أن تحيل أمرك إلى المحكمة الشرعية إن كان ثمة محاكم شرعية في بلدك الذي تقيم به، وإن كنت مقيماً في بلاد غير إسلامية فعليك أن تحيل أمرك إلى المركز الإسلامي أو اللجان الشرعية التي تشرف على الجاليات المسلمة حيث تقيم؛ لأن مسألتك أشبه بالقضاء منها بالفتوى، ومهما يكن من أمر فقد أخطأت حين أهملت التواصل مع زوجتك حتى وقع الجفاء بينكما وطلبت الطلاق منك؛ والخلع لا يكون إلا بحكم قضائي أو ما أشبهه مما يتراضى عليه الزوجان، ولا يمكن أن يكون بحكم من فرد هو كسائر الناس، وليست له صفة تخوله أن يخلع امرأة من زوجها ليتزوج بها هو، فالخلع ينبني على حكم قضائي لا على فتوى؛ والعقد الذي كان بينكما صحيح إذا استوفى أركانه وشروطه من رضا الزوجين وشهود الولي وحصول الإيجاب والقبول مع الإشهار، وأما التسجيل فهي مسألة نظامية لحفظ الحقوق وليست شرطاً لصحة العقد، وهذا العقد لا يفسخ إلا بطلاق الرجل لأمرأته؛ لقول النبي صلى الله عليه وسـلم “إنما الطلاق لمن أخذ بالساق” أو بصدور حكم قضائي بتطليقها أو خلعها، وما دون ذلك فلا ينفسخ به العقد، ومتى ما عقد شخص آخر عليها فإن العقد يقع باطلاً لأنه وقع على غير محله، والعلم عند الله تعالى.

زر الذهاب إلى الأعلى