السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مصيبتي مصيبة والعياذ بالله، تزوجت حديثاً وسافرت قبل الزواج بعام، وكنت أمارس العادة السرية فوعدت الله أن لا أقوم بممارستها وحلفت واستغفرت وتبت والحمد لله، وتزوجت وعشت فترة مع زوجتي بحكم عملي في الخارج، والحمد لله فترة زواجي كنت أشعر بالسعادة فإنها سعادة لا توصف، فهي زوجتي التي حللها الله لي، ولكن لما سافرت قررت أن لا أبتعد عنها وأحاول التخطيط لأخذها معي في سفري، لكن المشكلة تكمن في أنني لا أستطيع أخذها معي في البلد الذي أعمل فيها حاليا؛ فقررت السفر قريبا إلى بلد اخر (ادعو لي بالتوفيق) المشكلة الكبيرة هي أن الشيطان مستحوذ على عقلي؛ فأنا في دولة عربية مليئة بالسائحين وعرب ولا حول ولا قوة إلا بالله، أعمل في مكان عبارة عن مجمع أبراج سكني به كل المفاسد من نساء عاريات وحمامات سباحة وكل ما يثير الشهوة، وهذا بعض أسباب أنني بإذن الله سوف أترك هذا العمل بل وسوف أترك هذه الدولة بإذن الله، أحافظ على أذكار الصباح والمساء وقراءة القرآن وصلاة جماعة في مواقيتها ما عدا صلاة الفجر أنا مقصر فيها، وكل هذا وبعد أذكاري وصلاتي وقراءتي للقران، أرجع للعمل مرة أخرى ولا أستطيع التحكم في نفسي والله لا أستطيع؛ الشيطان يبتعد عني عند الصلاة وقراءة القران والأذكار؛ ولكن عند مرور امرأة كاسية عارية أو في حمام السباحة أشعر بشهوة رهيبة جداً وأشعر بأن الشيطان يضحك عليَّ بصوت عالي!! وفي نفس الوقت أريد أن أذكر الله وأنا أنظر للمرأة فلا أستطيع؛ ولو ذكرته أرجع لأنظر مرة أخرى يأتيني هاتف ويقول لي: أن الشيطان استحوذ عليك، وأوقات كثيرة أدخل بعدها إلى دورة المياه لكي أُشبع شهوتي بالعادة السرية، ولكن أتذكر وعدي لله الذي وعدته قبل ذلك وأخلفته وخوفي من الله، ولأنني وعدته قبل سفري هذا أي بعد زواجي وعدته مرة أخرى والحمد لله لم أخلف وعدي مع الله، لكن الذي يحدث لي في دورة المياه ما هو إلا مسك للعضو الذكري فقط وحركات بسيطة، لكن أتذكر الله كما ذكرت وأتوقف والحمد لله أنني لم أفعلها أنقذوني بالله عليكم، هذه الفترة منتظر رد من شخص يساعدني في الحصول علي وظيفة في السعودية نظرا لأن تكاليف المعيشة هناك أرخص من الدولة التي أعمل فيها حاليا، لكي نسافر أنا وزوجتي معا بإذن الله، لكن هذه الفترة التي لا أعرف كم سوف تكون شهر أم شهرين أم لا أستطيع الذهاب ولو لم أستطع الذهاب سوف أشعر بالإحباط من كل شيء حولي لأنني لا أستطيع العمل في وطني الأصلي، أرجوكم ساعدوني وقولوا لي على حل تعبت ..تعبت .. تعبت
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فيا أخي أوصيك ونفسي بتقوى الله عز وجل؛ وذلك بفعل ما أمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، والصبر على ما قضى وقدر؛ واعلم – بارك الله فيك – أنك إن اتقيت الله يسر أمرك وعجل فرجك ووسع رزقك، وهو القائل {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب} {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا} {ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا} وأوصيك بأن تكثر من الاستغفار فقد قال صلى الله عليه وسلم «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب» كما أوصيك بأن تكثر من الصلاة على خير الأنام صلى الله عليه وسلم ليكفيك الله همك ويقضي عنك دينك، فإن لزمت هذه الخصال الثلاث – أعني تقوى الله والاستغفار والصلاة والسلام على خير الأنام – فعما قريب إن شاء الله تلحق بك زوجتك في مكان يدر الله به عليك مالاً كثيراً وخيراً وفيرا {وما ذلك على الله بعزيز}
ولست ممن استحوذ عليهم الشيطان، بل أنت والحمد لله مصل تال للقرآن ذاكر لله شاكر لأنعمه، لكنك ممن اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم، وإني موصيك بأمور:
أولها: واظب على الصلاة مع الجماعة؛ خاصة صلاة الصبح فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، واحرص على أدائها بخشوع وتشبه فيها بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم تجد أثرها إن شاء الله
ثانيها: اصحب الصالحين من عباد الله المؤمنين؛ فإن الصاحب ساحب، اتخذ لك ولو صاحباً واحداً ممن تذكرك بالله رؤيتهم، واحرص على أن تقضي معه وقتاً في طاعة الله ورضاه
ثالثها: استمع إلى المواعظ التي ترقق القلب وتدمع العين، ولو استطعت حضور مجالسها فافعل، وإلا فاستعن بالأشرطة والاسطوانات
رابعها: غض بصرك يورثك الله إيماناً تجد حلاوته في قلبك، ولا تطلق لعينك العنان؛ فإنما النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، ومعظم النار من مستصغر الشرر
خامسها: إذا ضعفت نفسك وغلبت عليك شهوتك فلا تيأس بل جدد العهد مع الله وأحدث توبة، والله تعالى يتوب على من تاب.