الفتاوى

  • يشك أن زوجته زانية

    سأحاول الاختصار حتى لا أطيل، مارست الزنا والعياذ بالله، ثم أقلعت وتبت إلى الله، ثم تزوجت فتاة اعتقدتها من الصالحات؛ فإذا بي أفاجأ في ليلة زفافي أنها ليست بعذراء؛ حاولت التغلب على نسيان ماضيها؛ لكن عند حدوث أي إشكال بيننا تنقلب الدنيا جحما، علماً بأنها تنكر أشد النكران علاقتها بأي رجل قبل الزواج وأنني أول من مسها!! وحتى لا يتبادر إلى ذهن فضيلتكم بممارستي للزنا فقد تهيأ لي أنها كذلك؛ لا فإنني طبيب و على ثقة تامة بما أقول، سترتها بعد نكرانها، لكن ماضيها يثور حيناً وحيناً، افتعلت مشكلة وطلقتها وجن جنونها وجنون أهلها، ثم أرجعتها لكن لا يزال ما في القلب ظل كما هو، أولاً شرعاً ما حكم العيش معها إن لم تقر وتتوب أمامي؟ هل أطلقها وأرتاح علماً بأنني لا أحبها وهى تدعي أنها تحبني؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالحمد لله الذي منَّ عليك بالتوبة من ذلك الذنب العظيم، وأسأل الله أن يستر عليك في الدنيا والآخرة، وأما كون زوجتك ليست بعذراء فليس دليلاً على أنها قد أتت فاحشة؛ فلربما زالت عذريتها لسبب آخر من سقوط أو غيره، وما ينبغي لك أن تسارع إلى اتهامها، وذلك لأمور:

    أولها: أن الأصل حسن الظن بالمسلم وحمل حاله على السلامة؛ قال تعالى ((اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم)) وقال النبي عليه الصلاة والسلام {إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث}

    ثانيها: أن هذه الزوجة – باعترافك – تظهر عليها سيما التدين والصلاح؛ ونحن مأمورون بأن نأخذ الناس بظواهرهم، خاصة وأنه لم يحصل لك يقين ينقلك عن هذا الأصل

    ثالثها: لم يبدُ منها خلال عيشك معها ما يبعث في نفسك الريبة – لا في خلق ولا سلوك، وما يثور من مشكلات إنما هو بسبب ما استقر في نفسك من سوء الظن بها

    والذي أنصحك به – أخي – أن تتقي الله وتمسك عليك زوجك، وأن تطرد تلك الوساوس عن نفسك؛ فإن بدا لك أنك لا تطيق عيشاً معها فلا حرج عليك في طلاقها؛ شريطة ألا تؤذيها بقول ولا فعل، ولا تتهمها في دين ولا عرض، بل تسريح بإحسان على ما شرع الله عز وجل، وعسى الله أن يبدلها خيراً منك، والله الموفق والمستعان.

  • أعدت لها مالها ولكنها لم تقبل

    منذ حوالي سبعة سنوات وأنا طالبة في الجامعة استدنت من زميلتي فى السكن مبلغ خمسة ألف جنيه لحين وصول مصروفي، وعند وصول مصروف قمت بإرجاع المبلغ لكنها رفضته بحجة أنها لا تحتاجه الآن، ومرت الأيام وافترقنا ولا أعرف لها طريقاً الآن؛ مع العلم أني متأكدة أنها ما كانت لتقبلها في أي وقت ولكنها لم تقلها صراحة. لكني لا أشعر بالراحة، وأريد أن اعرف هل من الممكن أن أتصدق بها؟ أم ماذا أفعل؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فعليك أن تتصدقي بهذا المبلغ في وجه من وجوه الخير، وبذلك تبرأ ذمتك وتخلو ساحتك ويطمئن قلبك، والله الموفق والمستعان

  • ترجمة أخبار البورصة

    أعمل مترجماً في شركة تقدم خدمات معلوماتية عن البورصة للمستثمرين، وأقوم بترجمة أخبار الشركات التي لها أسهم في البورصة، فهل هذا حلال أم حرام؟ أجيبونا جزاكم الله خير الجزاء

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فلا حرج في التعامل مع بورصات المال العالمية إذا خلا التعامل معها من المخالفات الشرعية كالربا والجهالة والغرر والخداع، وكان المتعامل معها يرعى قواعد الشريعة في البيع والشراء؛ فإذا كان التعامل في العملة فلا بد من التقابض في وقت التعاقد بما يعد تقابضاً عرفاً، والتماثل فيما يشترط فيه التماثل، وإذا كان التعامل في بيع وشراء الأسهم فلا بد أن تكون في مؤسسات لا تتعامل في المحرمات لأن الله تعالى إذا حرَّم شيئاً حرم ثمنه، وأن يكون البيع والشراء حقيقياً لا وهمياً، وهذا كله محل تفصيل في كل معاملة بحسبها.

    وعليه فإذا كان الغالب على التعامل في هذه البورصة أنه في الحلال الطيب فلا حرج عليك في ترجمة أخبارها وتيسير الأمر للمتعاملين فيها؛ أما إذا كان الغالب على تلك الشركات الاتجار في الحرام، والتعامل بالربا فما ينبغي لك ترجمة أخبارها؛ لقوله تعالى ((ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)) والله تعالى أعلم.

  • العمل في شركة مصر للتأمين

    أنا من مصر وجاءني عمل في شركة مصر للتأمين وهو عمل إداري هل أقبله؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالتأمين المعمول به في مصر قائم على غير هدى من الشرع، وأساسه نظريات التأمين المعمول بها في بلاد الغرب، والقائمة على الغرر والربا والمقامرة، وعليه فما ينبغي لك القبول بذلك العمل، وسل الله أن يغنيك من فضله.

  • زكاة سيارة تجارية

    اشتريت عربة تجارية بالتقسيط، وهي مرهونة للبنك حتى يكتمل السداد؛ فهل تجب فيها الزكاة؟ وكم سيكون مقدارها؟ كذلك أخي موظف ولديه مخصصات سنوية تعطى شهر يناير من كل عام فهل تجب فيها الزكاة وكم مقدارها؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فليس في عين العربة زكاة، بل الزكاة في ريعها؛ حين حلول حولك الذي اعتدت أن تزكي مالك فيه؛ إذا ملكت نصاباً، فتخرج ربع العشر عن كل ما تملك، وكذلك الحال بالنسبة لأخيك؛ فينبغي أن يجعل له حولاً محدداً في كل عام يحصي ما عنده من مال فيخرج ربع عشره زكاة إن كان بالغاً نصاباً، دون تقيد بالوقت الذي حصل له فيه ذلك المال، والله تعالى أعلم.

  • حكم تغيير إسم المولود

    رزقت ببنت والحمد لله، وعند يوم التسمية قررت تسميتها باسم أخت الزوجة المتوفاة، وتم الذبح علي ذلك وبعد إخبار زوجتي ووالدتها حصل شبه انهيار للوالدة؛ وتفادياً لذلك غير الاسم (في أقل من نصف ساعة) ما حكمكم في ذلك وهل الإجراء صحيح أفيدوني

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فلا حرج عليك في تغيير اسم بنتك لمصلحة رأيتها في ذلك أو دفعاً لمفسدة، ما دام الاسم الثاني مستحبا أو مباحا ليس فيه محظور، والله تعالى أعلم.

  • ينكشف جزء من جسدي أثناء الصلاة

    أحياناً قد ينكشف جزء من جسمي أو شعري أثناء الصلاة بدون قصد؛ فهل صلاتي صحيحة؟ وشكرا

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فهذه الأجزاء المذكورة في السؤال إنما هي من العورة المخففة التي لا تبطل الصلاة بانكشافها، إذ الصلاة لا تبطل إلا بانكشاف العورة المغلظة، وهي من الرجل السوأتان فقط – أعني القبل والدبر – وما سوى ذلك فهي عورة مخففة، وأما العورة المغلظة من المرأة فهي البطن وما حاذاها نازلاً إلى الركبتين، فإذا صلت المرأة مكشوفة العورة المخففة مثل ظهور القدمين أو الذراعين أو شعر رأسها فصلاتها صحيحة، ولكن يستحب لها أن تعيد الصلاة ساترة لتلك العورة، ما لم يخرج الوقت الضروري للصلاة، والله تعالى أعلم.

  • شرب الماء بعد الأذان الثاني

    صمت قضاءً ليوم ولكني شربت بعد الأذان الثاني للصبح بحوالي 10 دقائق ظناً مني أن موعد الإمساك لم يحن بعد – ما حكم ذلك؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالذي عليه جمهور العلماء أن من أكل أو شرب بعد طلوع الفجر الصادق مخطئاً، أو أكل قبل غروب الشمس أن عليه قضاء ذلك اليوم، ولا إثم عليه؛ لقوله تعالى ((وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم)) والله تعالى أعلم.

  • إمامة المرأة

    ما حكم الدين في إمامة المرأة للجماعة في الصلاة?

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فإمامة المرأة لجماعة النساء – عند الجمهور – مشروعة؛ لحديث أم ورقة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لها أن تؤم نساء دارها، ولحديث رائطة الحنفية الذي رواه الدارقطني بلفظ: {أمتنا عائشة فقامت بيننا في الصلاة المكتوبة}  قال النووي: سنده صحيح.

    وأما إمامتها للرجال فلا تصح؛ لأن من شرط الإمام الذكورة؛ لما رواه ابن ماجه من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {لا تؤمن امرأة رجلا، ولا يؤم أعرابي مهاجرا}  وفي المدونة عن علي رضي الله عنه قال {لا تؤم المرأة} وهذا مبني على مراعاة حال المرأة فيما يعتريها من الأعذار الشرعية، ومن حيث كونها فتنة فلا تتقدم على الرجال، والله تعالى أعلم.

  • جنسية عن طريق التزوير

    أنا ولدت في دولة عربية، ووالدي أتى إلى هذه الدولة قبل استقلالها، وكان سبب خروجه من وطنه الأصل بسبب الحروب والاستعمار في وطننا الأصل، ولكن والدي ظل ما يقرب من53 سنة في الدولة الحالية، ولكنه لا يحمل جنسية ذلك البلد الذي يمكث فيه، وبعد ما كبرت أجد نفسي مضطراً لأحمل الجنسية، ولكن قانونياً يمنعوني من حملها بسبب أن والدي لا يحمل الجنسية، (وهو في الأصل رفض استخراجها) وأنا أصبحت جزء من المجتمع ولكن من دون جنسية لا يمكن أن أتمتع بأي حقوق، والجنسية يمكن أن أستخرجها بالرشوة أو باسم مقارن، لكن في كلا الحالتين سوف تقسم على المصحف الكريم وأنا متخوف من هذا الأمر وشكرا

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالتزوير حرام، والحلف على المصحف بما تعلم يقيناً أنه مخالف للحقيقة والواقع حرام، وعليك أن تلجأ إلى وسيلة تستطيع من خلالها الحصول على جنسية البلد الذي أنت فيه دون أن تتورط في محرم، وذلك بسؤال الشفاعة الحسنة أو اللجوء إلى المكاتب القانونية التي تستطيع أن تجد لك ثغرة في القانون؛ ونحو ذلك من الوسائل، والله المستعان.

زر الذهاب إلى الأعلى