الفتاوى

  • ما معنى : فهو في ذمة الله؟

    وجدت حديثاً في رياض الصالحين، وأشكل علي فهمه، قال صلى الله عليه وسلم {من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله بشيء من ذمته؛ فإن من طلبه الله بشيء من ذمته أدركه فكبه على وجهه في النار} ما المقصود ب {فلا يطلبنكم الله بشيء من ذمته}؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فهذا الحديث رواه الإمام مسلم عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه ومعناه أن من صلى الصبح فهو في عهد الله وأمانه في الدنيا والآخرة فلا تتعرضوا له بالأذى؛ قال الملا علي القاري رحمه الله: والمراد بالذمة الصلاة الموجبة للأمان؛ أي لا تتركوا صلاة الصبح فينتقض به العهد الذي بينكم وبين ربكم؛ فيطلبكم به. والله تعالى أعلم.

  • منزل بُنِي بقرض ربوي

    أنا متزوج، و أسكن مع أولادي في منزل الأسرة مع الوالد و الوالدة, علمت قبل فترة أن منزلنا تم بناؤه بسلفية من أحد البنوك عن طريق رهن أرض المنزل، وكان ذلك قبل فترة من الزمن، و كان الغالب على السلفيات أنها ربوية؛ فهل يجوز السكن في هذا المنزل إذا تيقن أن القرض مقابل الرهن كان ربوياً؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فشكر الله لك تحريك عن أمر دينك، والتماسك الحلال الطيب، وحذرك من الحرام في مسكنك وسائر أمرك، والواجب أن يعلم كل مسلم أن القروض الربوية البنكية هي من الربا المحرم الذي لعن النبي صلى الله عليه وسلم آكله ومؤكله، فإذا كان الوالد حال اقتراضه لا يعلم هذا الحكم فليس عليه شيء إن شاء الله، وإن كان يعلم فالواجب عليه التوبة والاستغفار، ولا حرج عليك من السكنى في هذا البيت، والله تعالى أعلم.

  • المسح على الشراب في الوضوء

    هل يجوز المسح علي الشراب في الوضوء؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فيجوز المسح على الشراب إذا كنت قد لبسته على طهارة ـ أي بعد وضوء ـ وكان هذا الشراب ساتراً لمحل الفرض ـ أي الرجلين إلى الكعبين ـ وكان سليماً غير مقدَّد ـ في غالبه ـ وكان المسح في المدة المشروعة وهي يوم وليلة للمقيم، وثلاثة أيام بلياليهن للمسافر.

    والأصل في ذلك ما ثبت من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فمسح على الجوربين، والله تعالى أعلم.

  • الإشهاد في الطلاق والرجعة

    ما حكم الأشهاد على الطلاق وعلى الرجعة؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فإن الإشهاد على الطلاق والرجعة مستحب في قول جماهير العلماء؛ لأن الطلاق والرجعة كلاهما حق للزوج، ولا يطالب المرء بالإشهاد على استيفاء حقه؛ وقوله تعالى {واشهدوا ذوي عدل منكم} حمل الأمر فيه على الاستحباب مراعاة لهذا المعنى، لكن هذا الاستحباب متأكد حذراً من الذهول والنسيان، والله تعالى أعلم

  • حكم تصرف الصراف في فروقات الخزينة

    كنت أعمل صرافاً في مؤسسة مالية، وطبيعة العمل في الخزينة تصحبه الفروقات زيادةً أو نقصاناً؛ فالصراف يقوم بدفع الفروقات من ماله الخاص، وأما الزيادة مهما كانت أسبابها (قد تكون دفعت لشخص قروش ناقصة من غير قصد وقد تكون ناتجة عن الكسور الصغيرة التي يتركها العملاء لعدم الفكة وكنت أضع الزيادة في صندوق خاص بي حتى أعالج منها الفروقات التي تحصل لي مستقبلاً دون رد الزيادة للخزينة؛ لأنني إذا رددتها لا أجدها في الوقت المناسب؛ حيث يقوم رئيس الخزينة بسداد الفروقات التي تحصل له في الخزينة منها وبالتالي لا أجدها في الوقت المناسب؛ مع العلم أن هذه الزيادة لا تخص المؤسسة لأنه وفي نهاية اليوم تسلم بدقة ما أخذته وما دفعته وترد المتبقي للخزينة وبالفعل قمت بدفع بعض الفروقات التي حصلت لي من هذا الصندوق، وأيضا دفعت منه لبعض المحتاجين إلا انه دخلت عليَّ من هذا الصندوق جزء منها باعتباري سوف أقوم بحفظ ما أخذته منها وبالتالي أرده أو أتصدق به في أوجه الخير المختلفة عند مغادرتي قسم الخزينة، ولكن عندما نقلت من قسم لخزينة أصبحت هذه المبالغ بطرفي وتصرفت فيها ولم أخرجها وأصبح هذا الموضوع يؤرقني كثيراً ليل نهار، وطيلة حياتي كان مبدأ الحد الأدنى عندي هو الأمانة وحتى الآن سوى هذا المبلغ (مع العلم أنى محتفظ بقيمة ما دخل عليَّ). أفيدونا أفادكم الله.

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    أولاً: يحمد لك حرصك على السؤال عما تبرأ به ذمتك، وأسأل الله أن يزيدك أمانة وصدقاً، وتذكر دائماً ـ أخي ـ قوله تعالى )والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون( وقول النبي صلى الله عليه وسلم {لا دين لمن لا عهد له، ولا إيمان لمن لا أمانة له}

    ثانياً: من دفعت له ماله ناقصاً عن غير قصد منك فالواجب عليك البحث عنه ـ إن أمكنك الوصول إليه ـ وتسليمه ما بقي له من حق عندك، وإن لم يتيسر لك الوصول إليه فتصدق بهذا المال عنه

    ثالثاً: يحق لك سداد الفروقات من هذا المال إذا كان النقص في الخزينة ناتجاً عن دفعك لبعض الناس بالزيادة نتيجة لعدم وجود الفكة

    رابعاً: المال الذي دخل عليك واجب عليك التوبة إلى الله منه، والتصدق به في وجه من وجوه الخير، والله تعالى أعلم.

  • الإشهاد على الطلاق والرجعة

    ما حكم الأشهاد على الطلاق وعلى الرجعة؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فإن الإشهاد على الطلاق والرجعة مستحب في قول جماهير العلماء؛ لأن الطلاق والرجعة كلاهما حق للزوج، ولا يطالب المرء بالإشهاد على استيفاء حقه؛ وقوله تعالى {واشهدوا ذوي عدل منكم} حمل الأمر فيه على الاستحباب مراعاة لهذا المعنى، لكن هذا الاستحباب متأكد حذراً من الذهول والنسيان، والله تعالى أعلم.

  • جنين ناتج عن إغتصاب

    أثناء غياب زوجها الطويل بالاغتراب تعرضت لعملية تخدير بواسطة أحد المجرمين في منزلها واغتصاب نتج عنها حمل تم اكتشافه في الشهر الثالث، الآن أمام خيارين إجهاض الحمل أو الانتحار خوف الفضيحة والعار!! اتصلت ماذا تفعل؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعي، وبعد.

    فدعوى الاغتصاب لا تقبل إلا إذا جاءت المرأة مستغيثة في ذات الوقت، وقد بدا عليها ما يدل ـ حقاً ـ على أنها اغتصبت، والواجب على تلك المرأة ألا تجهض الحمل لأنه قتل لنفس بغير حق، ولا يجوز لها الانتحار؛ لأنه من كبائر الذنوب، وقد قال الله تعالى {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} وعليها ـ إن كانت صادقة في دعواها ـ أن تصارح زوجها بالذي كان من أمرها، ولتتذكر قوله تعالى {إن الله يدافع عن الذين آمنوا} ولتكثر من الاستغفار ليفرج الله همها وينفس كربها، والله المستعان.

  • هل للزوج حق في راتب زوجته

    شيخنا الفاضل أرجو منك سرعة الرد؛ فمشكلتي تواجه الكثير من الموظفات وأنا حائرة لا أعلم ما هو الحل؟ شيخنا الفاضل: هل للزوج الحق في راتب الزوجة؟ مع العلم بأنني أنا المتكفلة بإيجار البيت والكهرباء والمصروف واحتياجات البيت ومصروف الأولاد وكسوتهم وكذلك كل متطلباتي وهو لا يصرف شيئاً من راتبه لا عليَّ ولا على الأولاد ولا على البيت ولا عليه!! ومع ذلك يعاملني معاملة سيئة يمنعني من الخروج والذهاب للمدرسة أو لزيارات الأهل!! أصبحت مع ذلك كله العلاقات بيننا باردة لا حب ولا احترام من ناحيته، أما أنا فصابرة من أجل الأجر أولاً، وثانياً من أجل أولادي هل بعد هذا كله له حق في راتبي؟ أفيدوني بالله عليكم وجزاكم الله الجنة

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالواجب أن يعلم الزوجان أن الله تعالى قد أوجب عليهما أن يعاشر كل منهما صاحبه بالمعروف، وأن يتقي الله فيه ما استطاع، وما ينبغي للزوج أن يسيء معاملة زوجته ويمنعها من زيارة أرحامها، بل الواجب عليه أن يأمرها بذلك ويعينها عليه؛ لأن صلة الأرحام قربة لله، تزيد في العمر وتبارك الرزق؛ اللهم إلا إذا علم أن أرحامها يفسدونها عليه، أو كانت زيارة الأرحام أولئك مدعاة إلى ارتكاب المنكرات.

    ثم إن الواجب على الزوج أن ينفق على زوجته وعياله؛ لقوله تعالى {لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله} وقوله تعالى {وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف} ولما سأل معاوية القشيري رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم ما حق امرأة أحدنا عليه؟ قال {تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تهجر إلا في البيت، ولا تضرب الوجه ولا تقبِّح} وراتب الزوجة حق خالص لها؛ تنفقه فيما شاءت من أوجه الحلال، وليس للزوج أن يطالبها بشيء منه؛ لكن له الحق في منعها من العمل وإلزامها بالقرار في البيت؛ وإذا كان عملها خارج البيت يؤثر على قيامها بحقوقه الواجبة عليها، فله أن يطالبها من راتبها بما يكافئ تلك الحقوق؛ لأن خروجها للعمل صار خصماً على ما يجب عليها نحوه، والغرم بالغنم.

    وأما ما تقومين به من النفقة فأنت مأجورة عليه مثابة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم {وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها} أسأل الله أن يؤلف بين القلوب، والله تعالى أعلم.

  • إمام يتعامل بالسحر فهل نصلي خلفه؟

    نحن شباب نصلي في مسجد إمامه يتعامل بالسحر، فقد رآه أحد الشباب الذين معنا وأخبرنا بذلك، وترك الصلاة هو من فوره، فهل الصلاة خلف هذا الرجل باطلة، وما الذي يجب فعله عندها وقد تركنا الصلاة في المسجد. أفيدونا مأجورين

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالواجب عليكم التثبت وعدم العجلة؛ عملاً بقول ربنا جل جلاله {فتبينوا} وفي قراءة {فتثبتوا} وإن بعض الناس يطلقون كلمة السحر على ما ليس في الحقيقة سحرا، وعليكم النظر في حال هذا الإمام؛ فإن كان معروفاً باتباع السنة والحرص عليها فما ينبغي لكم أن تصدقوا هذه الفرية، ولا أن تسعوا في تتبعها، بل الواجب عليكم حمل حاله على السلامة وإحسان الظن به؛ عملاً بقول ربنا سبحانه وتعالى {اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم} وأما إذا كانت القرائن القوية دالة على ثبوت هذه التهمة فلا تصلوا خلفه، بل عليكم السعي في عزله من الإمامة؛ لأن ممارسة السحر من كبائر الذنوب، بل قد تكون كفراً والعياذ بالله إذا اشتملت على استعانة بالشياطين، والله تعالى أعلم.

  • حديث عن عقوبة تفضيل الزوجة على الأم

    أرجو أن تجيبوا علي سؤالي هذه المرة: ما مدي صحة سند هذا الحديث حكي أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم شاب يسمى علقمة، كان كثير الاجتهاد في طاعة الله، في الصلاة والصوم والصدقة، فمرض واشتد مرضه، فأرسلت امرأته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن زوجي علقمة في النزاع فأردت أن أعلمك يا رسول الله بحاله.. فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم عماراً وصهيباً وبلالاً وقال: امضوا إليه ولقنوه الشهادة، فمضوا إليه ودخلوا عليه فوجدوه في النزع الأخير، فجعلوا يلقنونه لا إله إلا الله، ولسانه لا ينطق بها، فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرونه أنه لا ينطق لسانه بالشهادة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل من أبويه من أحد حيّ؟ قيل: يا رسول الله أم كبيرة السن فأرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال للرسول: قل لها إن قدرت على المسير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلاّ فقري في المنزل حتى يأتيك. قال: فجاء إليها الرسول فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: نفسي لنفسه فداء أنا أحق بإتيانه فتوكأت، وقامت على عصا، وأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسلَّمت فردَّ عليها السلام وقال: يا أم علقمة اصدقيني وإن كذبتني جاء الوحي من الله تعالى: كيف كان حال ولدك علقمة؟ قالت: يا رسول الله كثير الصلاة كثير الصيام كثير الصدقة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما حالك؟ قالت: يا رسول الله أنا عليه ساخطة، قال ولم؟ قالت: يا رسول الله كان يؤثر علىَّ زوجته، ويعصيني، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن سخط أم علقمة حجب لسان علقمة عن الشهادة ثم قال: يا بلال انطلق واجمع لي حطباً كثيراً، قالت: يا رسول الله وما تصنع؟ قال : أحرقه بالنار بين يديك!! قالت: يا رسول الله ولدي لا يحتمل قلبي أن تحرقه بالنار بين يدي. قال يا أم علقمة عذاب الله أشد وأبقى، فإن سرك أن يغفر الله له فارضي عنه، فوالذي نفسي بيده لا ينتفع علقمة بصلاته ولا بصيامه ولا بصدقته ما دمت عليه ساخطة، فقالت: يا رسول الله إني أشهد الله تعالى وملائكته ومن حضرني من المسلمين أني قد رضيت عن ولدي علقمة.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انطلق يا بلال إليه انظر هل يستطيع أن يقول لا إله إلا الله أم لا؟ فلعل أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياءً مني، فانطلق بلال فسمع علقمة من داخل الدار يقول لا إله إلا الله. فدخل بلال وقال: يا هؤلاء إن سخط أم علقمة حجب لسانه عن الشهادة وإن رضاها أطلق لسانه، ثم مات علقمة من يومه، فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بغسله وكفنه ثم صلى عليه، وحضر دفنه ثم قال صلى الله عليه وسلم: على شفير قبره {يا معشر المهاجرين والأنصار من فضَّل زوجتـه على أمُّه فعليه لعنـة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً إلا أن يتوب إلى الله جل جلاله  ويحسن إليها ويطلب رضاها فرضا الله في رضاها وسخط الله في سخطها.

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فهذا الحديث أورده الإمام الذهبي رحمه الله في كتاب الكبائر، وكذلك ابن حجر الهيتمي في الزواجر، ونسبه إلى الطبراني وأحمد دون أن يعلقا على سنده أو يحكما عليه، لكن الشيخ الألباني رحمه الله في تحقيقه لكتاب الحافظ المنذري (الترغيب والترهيب) قال: ضعيف جداً، ورقم الحديث في الكتاب المشار إليه هو: 1487، والله تعالى أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى