الفتاوى

  • لولاه لم تُخلق الدنيا من العدم

    ما هو مستند البوصيري رحمه الله تعالى في قوله: لولاه لم تخلق الدنيا من العدم مع الدليل؟ وجزاكم الله خيرا.

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فقصيدة البوصيري ـ غفر الله له ـ على جودتها لم تخلُ من أبيات فيها من الغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا ينبغي؛ مما هو داخل في نهيه صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله “لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح بن مريم، إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله” رواه البخاري، ومنها البيت الذي سألت عنه:

    وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من        لولاه لم تخلق الدنيا من العدم!!

    وهو في ذلك يستند إلى حديث موضوع “لولاك ما خلقت الأفلاك” وقد حكم بوضعه أئمة الشأن كالشوكاني والصغاني والعجلوني وغيرهم، وعليه فلا يجوز للمسلم اعتقاد ذلك في نبينا صلى الله عليه وسلم، وهو عليه الصلاة والسلام قد تواترت النصوص ـ من قرآن وسنة ـ في فضله وشرفه وعلو قدره عند ربه، ولسنا بحاجة إلى مثل هذه الأحاديث المكذوبة والإطراء المذموم لإثبات فضله عليه الصلاة والسلام، والعلم عند الله تعالى.

  • حكم التشاؤم بهذا اليوم

    سأتقدم بإذن الله لامتحان يوم 13/3، ونصحني البعض بأن هذا اليوم مشئوم!! وأفضل أن أؤجل الامتحان، وأنا أعلم أن ذلك ليس من العقيدة الإسلامية في شي؛ لأن التشاؤم منهيٌ عنه في القران؛ فكيف أرد عليهم؟ وماذا أفعل قبل الامتحان حتى أتمكن من النجاح لأثبت لهم العكس؟ علماً بأن الرسوب هو الاحتمال الأكبر لان الامتحان صعب وتجاوزه من أول مرة شبه مستحيل.وجزاكم الله خيراً.

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فعليك أن تبين لأولئك الناس أن التشاؤم هو صفة الكفار في القرآن؛ فقد حكى ربنا جل جلاله عن قوم فرعون أنهم كانوا إذا أصابتهم الحسنة فرحوا بها، وإن أصابتهم سيئة يطيَّروا بموسى ومن معه!! وكذلك أصحاب القرية حين جاءهم المرسلون قالوا لهم {إنا تطيَّرنا بكم} وقوم صالح قالوا له {اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تجهلون} أما المسلم الموفَّق فإنه يعلم أن كل شيء بقدر حتى العجز والكيس، ويعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له، وأن الأمة لو اجتمعت على نفعه لم ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله له، ولو اجتمعوا على أن يضروه لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه، والمسلم إذا عرض له ما يتطيَّر به فإنه يمضي لما أراد ولا يستجيب لوسوسة الشيطان، بل يقول {اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك، ولا يأتي بالخير غيرك}

    والتشاؤم ببعض الأرقام أو الألوان سمة الكفار المعاصرين ومن تشبه بهم من جهلة المسلمين، والمطلوب منك ـ يا عبد الله ـ أن تتوكل على الله، وتحسن الاستعداد للامتحان، وتكثر من الاستغفار، وتلجأ إلى الله تعالى بالدعاء، وهو سبحانه لا يخيِّب من رجاه، والعلم عند الله تعالى.

  • رسائل الغرام بين المخطوبين

    هل يجوز تداول عبارات فيها الغرام؛ مثل أحبك وغيرها عبر رسائل الموبايل بين المخطوبين؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فلا يجوز للخاطب أن يكلم مخطوبته بمثل هذا، لا عبر رسائل الجوال ولا مشافهة؛ لأنها أجنبية عنه لا يحل له منها ما يحل للرجل من امرأته، بل الواجب عليهما أن يتقيا الله تعالى ولا يتعديا حدوده؛ حتى يغنيهما من فضله، فيتم عقد النكاح ويحل لكل منهما أن يستمتع بصاحبه، والله تعالى أعلم.

  • مركز تجميل للسيدات

    إنني امرأة مسلمة أحب أن أعمل وأتكسب بالحلال؛ ففكرت أن أفتتح مركز لتجميل السيدات، وأحب أن يكون للنساء المحجبات بالأخص، ولكن لن أستطيع تخصيص نوعية النساء إلا بعد فترة؛ حيث تعتاد النساء عليَّ، وينتشر الخبر بنوعية الزبائن ولكني أخاف من عدة أمور:

    • أن تأتيني سيدة أو فتاة أشتهيها فكيف العمل؟
    • أن اغضب الله من حيث لا أدري؛ خصوصاً إذا جمَّلنا امرأة وهي أغضبت الله واستخدمت جمالها بما لا يرضي الله
    • أن يطلب منا الصبغ باللون الأسود وهو محرم فنقع في الحرام
    • في بلادنا تخرج معظم العرائس بغير حجاب في يوم الزفاف؛ بدعوى الخوف على المظهر مع أنها تأتي بحجاب، وكذلك من الممكن أن يكون الحفل مختلطاً؛ فهل علينا الإثم؟
    • أحب أن أعمل غرفة من المكان لتعليم الأطفال والأمهات التجويد والقراءة بالأحكام هل المكان مناسب؟
    • وكيف يجب أن تكون طبيعة لباسنا أمام النساء أنا والموظفات؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فقد طبع الله النساء على حب التزين والتجمل، ولكن الشرع يضع لهذه الرغبة حدوداً لا يجوز تعديها ولا إهمالها، ومن ذلك ألا تشتمل هذه الزينة على حرام كوصل أو وشر أو وشم أو تفليج أو تغيير لخلق الله تعالى، وألا يتوصل إليها عن طريق التكشف أمام رجال أجانب أو تمكينهم من ملامسة المرأة والعبث بوجهها وجسدها بدعوى تزيينها؛ كما يحصل الآن في كثير من الدور التي تسمى بالكوافير، وألا يتوسل بهذه الزينة إلى حرام من تبرج وفتنة وسعي بالفساد في الأرض، وألا تتعدى هذه الزينة حدودها بحيث تصبح الهم المقعد المقيم للمرأة؛ فمن أجلها تضيع الصلوات وتذهب الأوقات، وتصير مجالاً للافتخار وحصول الكبر والعجب في مجتمعات النساء، إذا تبين ذلك فإنني أجيب على أسئلتك:

    أولاً: إذا علمت من حالك أنك ـ عياذاً بالله ـ تشتهين النساء، فما ينبغي لك أن تفتحي على نفسك باب فتنة، بل أوكلي العمل إلى غيرك ولا تباشريه بنفسك سداً للذريعة وقطعاً للشر

    ثانياً: قيامك بتجميل امرأة ما إنما هو بحسب غلبة الظن؛ فإذا غلب على ظنك أنها ممن يتقين الله ولا يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى فلا حرج عليك في تجميلها، وإن غلب على الظن خلاف ذلك فلا ينبغي لك التعاون معها على الإثم والعدوان

    ثالثاً: الصبغ بالسواد ـ عند أكثر العلماء ـ محظور من غير فرق بين الشابة والعجوز، وهو عند بعضهم مكروه، فلا يجوز لك عمله ولا الإعانة عليه؛ فقد ثبت في صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: جيء بأبي قحافة يوم الفتح إلى رسول الله صلى الله عليه وسـلم وكأن رأسه ثغامة ـ سحابة أو نبت أبيض ـ  فقال رسول الله صلى الله عليه وسـلم {اذهبوا به إلى بعض نسائه فلتغيره بشيء وجنبوه السواد} وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: {قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة} رواه أبو داود والنسائي وغيرهما، واستدلالاً بهذين الحديثين قال جماعة من العلماء بكراهة الخضاب بالسواد؛ قال النووي رحمه الله: والصحيح بل الصواب أنه حرام.

    رابعاً: إذا علمت ـ من واقع الممارسة ـ أن العروس التي تزينينها تخرج من غير حجاب، وتعرض زينتها أمام الرجال الأجانب، فلا يجوز لك تزيينها؛ لقوله تعالى {ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} وبإمكانك تجميل غير العرائس، أما إذا كان ذلك هو الأعم الأغلب ـ من حال النساء ـ فابحثي عن عمل آخر، ولا خير في رزق يأتي عن طريق معصية الله تعالى

    خامساً: لا حرج في تخصيص مكان لتعليم الأطفال والأمهات تجويد القرآن وأحكام الإسلام؛ وليس للتعليم في ديننا مكان مخصوص، بل كل مكان يستطيع المرء أن يحييه بذكر الله فليفعل

    سادساً: لباس المرأة المسلمة أمام المسلمات يجب أن يكون ساتراً للجسد إلا ما جرت العادة بكشفه كالرأس والعنق والذراعين وأسافل الساقين، والله تعالى أعلم.

  • مصابة بوسواس الحيض

    أنا مصابة بوسواس الطهارة؛ حيث يخيَّل لي أن المكان الذي أجلس فيه وأنا حائض يكون غير طاهر؛ حتى وإن لم أر دماً؛ حيث يخيَّل لي أنه قد يكون تنجس حتى بالعرق؛ مما أثَّر على حياتي. وماذا أفعل إذا كان لون ملابسي داكناً ولا يمكنني من رؤية الدم؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فيا أمة الله الحائض ليست بنجسة، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعاشر زوجاته حال حيضهن؛ قالت عائشة رضي الله عنها {كان رسول الله يأمرني فأتزر فيباشرني وأنا حائض} أي تمس بشرته بشرتها، وكان عليه الصلاة والسلام يتكئ في حجر عائشة ويرتل القرآن وهي حائض، ويقول لها مرة: ناوليني الخمرة من المسجد؛ فقالت: إني حائض. قال لها: حيضتك ليست في يدك. ويقول لأصحابه {اصنعوا كل شيء إلا النكاح} والواجب عليك التفقه في دين الله تعالى حتى تقطعي الطريق على وسواس الشياطين، ثم عليك بالإكثار من ذكر الله تعالى وقراءة سورة البقرة مع إهمال تلك الوسوسة، مع اللجوء إلى الله تعالى بأن يعيذك من همزات الشياطين، والله تعالى أعلم.

  • تريد الخُلع فهل يجوز؟

    أنا بولندية مسلمة، تزوجت من شاب جزائري، وعندنا ثلاثة أطفال، زوجي الآن في السجن منذ شهر مارس 2004، ومحكوم عليه 12 سنة، يعني بقيت مدة 10 سنوات أخرى، وهذا بسبب السرقة والضرب المبرح تجاه عشيقته، وعرفت أن له امرأة ثانية في حياته فقط بعد حكم المحكمة،  وأنا في ذلك الوقت كنت في الجزائر وزوجي مع المرأة الثانية في بولندا، و خلال ثلاث سنوات مدة تواجدي في الجزائر لم أر زوجي سوى مرتين فقط لبضعة أيام، وكان يدمن على الكحول والمخدرات، وحتى لا يعرف أن له ابناً ثالثاً، وكان يقول لي: إن سبب سفره إلى بولندا وتركي هناك في الجزائر، أنه يأتي لكي يشتغل لتامين المستقبل ولكن لم يشتغل إنما كان يسرق، وفترة مكوثه في بولندا كان يعيش مع المرأة الثانية التي كان يضربها وأنا كذلك كان يضربني، و طول الفترة التي عشتها في الجزائر كان يصرف علينا والد زوجي، وحتى عند عقد الزواج لم يذكر أي مهر، ولهذه الأسباب مجتمعة أريد الطلاق من هذا الزوج الذي كان يكذب عليَّ، والذي هو إنسان غير سوي وخطير و غير مسئول، و الأهم أنه لا يسير في حياته وفق الدين فأريد أن أرتب حياتي من جديد وأريد كذلك أن أوفر لأولادي بيت مستقر.

    فأريد منكم أن تبيِّنوا لي هل يجوز الخلع في حقي؛ لأني قررت أن أتطلق منه وخاصة أنا الآن أعيش في بولندا وحتى والدي الغير مسلمين طرداني من البيت والحياة صعبة للرجال فما بالكم بالنساء وخاصة المسلمة الساكنة في غير ديار الإسلام؟ أفيدوني أفادكم الله.

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فقد ظهر من سؤالك أن هذا الزوج قد جمع جملة من الموبقات والمعائب في شخصه، فهو من ناحية غير موثوق في دينه لكونه يسرق ويكذب ويتناول المحرمات من خمر ومخدرات ويخادن امرأة لا تحل له، ومن ناحية أخرى لا يقوم بما يجب عليه نحو زوجه من نفقة وبر وإحسان، هذا مع سوء العشرة، ثم إنه غائب عنها تارة بالسفر وأخرى بالسجن، وهذا كله من البأس الذي يبيح لك طلب الطلاق؛ لعل الله يرزقك زوجاً آخر تقر به عينك ويتقي فيك ربه، والله المستعان والهادي إلى سواء السبيل.

  • تأخير الصلاة لحضور المباريات

    ما حكم تأخير الصلاة لحضور مباريات كأس العالم؟ وهل إذا تواطأ أهل مسجد معيَّن على تأخير الصلاة ربع ساعة لإكمال المباراة فيها شئ؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالنصيحة التي يقتضي المقام توجيهها إلى إخواننا المسلمين أن نقول لهم: إن الله تعالى مدح أنبياء صلوات الله وسلامه عليهم بأنهم {كانوا يسارعون في الخيرات} ومدح أصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم بأنهم {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار} وثبت في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل  أحب إلى الله؟ قال {الصلاة على وقتها} قال أهل العلم: فيه أن البدار إلى الصلاة في أول وقتها أفضل من التراخي فيها؛ لأنه إنما شرط فيها أن تكون أحب الأعمال إذا أقيمت لوقتها المستحب.ا.هـ

    وعليه أقول: ما ينبغي لأهل الإسلام تأخير الصلاة من أجل مشاهدة مباريات كأس العالم التي لا تخرج في أحسن أحوالها أن تكون من اللهو المباح؛ فليست هي ـ باتفاق المسلمين ـ قربة ولا طاعة، ولا أزعم أنهم قد ارتكبوا حراماً، لكن صنيعهم هذا خلاف الأولى، والله تعالى أعلم.

  • نسيت أن أغتسل

    تذكرت أني لم اغتسل غسل الجنابة بعد خروجي من البيت، وبعد أداء ركعتي الضحى والرغيبة، وكنت فقط قد استحميت بالطريقة العادية دون الغسل، وأنا أذهب للعمل ولا يوجد حمام في المكتب ماذا أفعل؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فمن رحمة الله تعالى بنا أنه لا يؤاخذنا بالنسيان؛ وقد علمنا في القرآن أن ندعوه قائلين {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} قال النبي صلى الله عليه وسلم “قال الله تعالى: قد فعلت” وأنت نسيت أن تغتسل من الجنابة وصليت بغير غسل؛ فلا إثم عليك إن شاء الله، لكن المطلوب منك أن تغتسل وتعيد الصلاة المفروضة التي صليتها بالجنابة، وقد وقع ذلك من عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث صلى بالناس وهو لا يدري أنه جنب ثم رأى أثر المني في ثيابه؛ فقال: ما أراني إلا احتلمت وما علمت، وصليت وما اغتسلت. ثم اغتسل رضي الله عنه وأعاد الصبح بعدما ارتفع الضحى، والله أعلم.

  • استخدام الموسيقى في الأناشيد الإسلامية

    السؤال: في الفترة الأخيرة بدأ ظهور الفيديو لأناشيد تدخل تحت إطار الأناشيد الإسلامية، وبعض هذه الأناشيد تستخدم الموسيقى في الأداء، كما يدخل في تصوير الكليب نساء، بعضهن يلبسن ملابس عادية غير الجلابيب، كما يظهر في البعض الآخر جزء من عوراتهن كالعنق والذراعين.
    إلى أي مدى يمكن اعتبار هذه الكليبات ضمن الفن الإسلامي االمسموح به؟
    وهل يمكن لمثل هذا النوع من الفن أن يخدم الإسلام ويكون بديلاً للفيديو كليب الهابط؟
    وما التأصيل الشرعي له؟ وإلى أي مدى يسمح الشرع باستخدام الموسيقى كوسيلة للتعبير وإيصال الفكرة الهادفة؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فلم يأذن الشرع في استعمال المعازف إلا الدف في يوم عرس أو يوم عيد؛ وما أشبهها من المناسبات؛ كما في الحديث الصحيح أن امرأة قالت: يا رسول الله، إني نذرت إن ردك الله سالماً أن أضرب بين يديك بالدف؟ فقال لها {أوف بنذرك} أما استعمالها في الأناشيد الإسلامية فما ينبغي أن يترخص في ذلك، وكذلك ظهور النساء وقد بدا منهن بعض ما أمر الله بستره فلا يجوز، ولا يمكن أن يكون ذلك بديلاً للفيديو كليب الهابط؛ وإن كان أخف منه وطأة؛ لأن الله تعالى لا يمحو الخبيث بالخبيث ولكن يمحو الخبيث بالطيب، والله تعالى أعلم.

  • التعامل مع شركة كويست نت

    أسال عن شرعية التعامل مع شركة كويست نت للتسويق الشبكي؛ مع العلم بأن الشركة تقدم منتجات مختلفة من الذهب والفضة والبلاتين، ومنتجات في مجال الاتصالات يستفيد منها المشترك في إجراء مكالمات خارجية بأسعار بسيطة، كما يمكنك تأجير المنتج، وعندما تصير مشتركاً بشراء منتج من منتجاتها تخبرك الشركة بأنك كلما أتيت بثلاثة مشتركين عن اليمين وثلاثة عن الشمال للشراء من منتجاتها تعطى عمولة قدرها 250$ (مئتان وخمسون دولار) ونسبة لهذه العمولة سوف تسعى لجلب المزيد من المشتركين للشراء من الشركة؛ فهل هذا يجوز يا شيخنا الجليل؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فشراؤك منتجات الشركة لا إشكال فيه، اللهم إلا الذهب والفضة فلا يصح شراؤهما نسيئة (بالآجل) بل لا بد أن يكون نقداً؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم {الذهب بالذهب والفضة بالفضة ربا إلا مثلاً بمثل هاء وهاء} أما صيرورتك مروجاً لمنتجات الشركة مقابل عمولة فلا بأس به إن لم يكن شراؤك المنتج شرطاً؛ والحال أنه لا يسمح لك بالترويج إلا إذا اشتريت؛ فالمعاملة فاسدة من حيث اشتمالها على بيع وشرط، ومن حيث اجتماع البيع والإجارة في عقد واحد، ثم إن السلعة لا تكون مقصودة لذاتها، بل المقصود المال الذي يترتب على الترويج فيكون في المعاملة شبه من الربا، والله تعالى أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى