الفتاوى

  • استعمال اللولب لمنع الحمل

    ما حكم استعمال اللولب كمانع للحمل؟ وجزاكم الله خيراً

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فاستعمال اللولب أو غيره من الوسائل المانعة للحمل إذا كان بغرض تأجيل الحمل حيناً من الدهر؛ تحصيلاً لمصلحة الرضيع حتى يكبر، أو لغير ذلك من الأسباب المشروعة، ولم يكن في استعماله ضرر على المرأة فإنه لا حرج فيه؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يعزلون عن نسائهم، وقد أباح لهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، ولو كان حراماً لنهى عنه، والله تعالى أعلم.

  • ينادونني بالشيخ ويقدمونني للصلاة

    1ـ أتأخر عن التبكير للصلاة بالمسجد حتى تقام الصلاة؛ لأنني أقدم لإمامة الصلاة؛ لعدم وجود إمام راتب؛ حيث أنني كثير السهو في الصلاة, وخوفاً من عدم إتمام صلاة الجماعة على وجهها الصحيح, وظني أن هنالك من هو أفضل مني، وكذلك بسبب كثرة ذنوبي, وخشيتي منها لا أود أن أقوم بإمامة الناس بالمسجد. هل أنا آثم على هذا التأخير؟

    2ـ كثيراً يناديني الناس بشيخ فلان لحسن ظنهم بي, وحيث أن هذا الاسم له مكانته ولمعرفتي بنفسي أنني لا أستحقه, كما أنه ليس لديَّ العلم الشرعي الذي يؤهلني لهذه المكانة الرفيعة, أطلب من الناس عدم مناداتي بهذا الاسم؛ ولكن بعضهم لا يسمع لطلبي فماذا أفعل؟ لا أود للناس أن يُفتنوا بكل من هو يمارس واجباته كمسلم عادي, خاصة و أننا نعيش في بلاد الغربة، هل من نصيحة لحل مشكلتي هذه؟ جزاكم الله خيراً

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    أولاً: شكر الله لك تواضعك وخوفك من ذنوبك وعدم غرورك، وهكذا المؤمن يرى ذنوبه كجبل يوشك أن يقع عليه، بخلاف المنافق الذي غرَّه بالله الغرور، فيرى ذنوبه كذبابة وقعت على أنفه؛ فأطارها بيده، والذي أنصحك به ـ ونفسي ـ أن تبادر إلى الله بتوبة نصوح قبل أن يدركك الموت وأنت على ذلك

    ثانياً: ما ينبغي لك التأخر عن الصلاة، بل بكِّر إلى المسجد؛ طاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال {لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التبكير إلى المسجد لاستهموا عليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً}

    ثالثاً: استعن بالله ولا تعجز، وما دام المسلمون قد ارتضوك إماماً لهم فلا تخيِّب ظنهم ولو كان في القوم من هو أفضل منك؛ فإن إمامة المفضول مع وجود الفاضل جائزة، ويكفيك أن النبي صلى الله عليه وسلم قد صلى خلف أبي بكر وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما، فلا تكن سبباً في اختلاف الناس، بل كن عاملاً على جمع قلوبهم

    رابعاً: أنت مأجور على تعظيمك للقب الشيخ، ولا يكن في صدرك حرج من مناداتك به؛ فإن الأمر نسبي، ولرب إنسان يكون شيخاً في مكان لكنه ليس كذلك في مكان آخر؛ لكثرة من هنالك من العلماء والفضلاء، لكن إياك والقول على الله بغير علم، بل إذا سئلت عن مسألة وأنت لا تعلمها، أو غير متأكد من جوابها، فعليك أن تحيل السائل على من يفتيه، والله تعالى أعلم.

  • رؤية الهلال في اليابان

    أنا طالب أدرس باليابان، ولدينا هنا المركز الإسلامي بطوكيو، ويعتبر الجهة الشرعية في البلاد، ومن ضمن المهام المنوطة بالمركز تحري رؤية هلال الشهور القمرية من خلال لجنه رؤية الهلال؛ ما حدث هذه السنة أن اللجنة قررت أن شهر ذي القعدة يكمل ثلاثين يوماً؛ لعدم ثبوت رؤية هلال شهر ذي الحجة؛ مع أن المملكة العربية السعودية أعلنت أن ذي القعدة تسعة وعشرون يوماً؛ مما أدخلنا في لبس حيث أن يوم التاسع من ذي الحجة أصبح مختلفاً بيننا وبين المملكة “وقوف الحجاج بعرفة” وجميع المساجد أعلنت أن صلاة العيد تبعاً لما أعلنه المركز الإسلامي؛ أي أن العيد لم يكن في اليوم التالي لوقوف الحجاج بعرفة. ما حكم هذه المسألة؟ وهل يجوز إتباع الدول الإسلامية الأخرى كالسودان- مثلاً- بخصوص شهر رمضان وعيد الفطر والأضحى أم يلزم إتباع الجهة المشرعة هنا في اليابان؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالواجب على المسلمين في اليابان أن يكونوا تبعاً لأولي الأمر فيهم، أعني بهم القائمين على أمر المركز الإسلامي؛ لكونهم الجهة الموثوقة المنوط بها تنظيم أمر المسلمين في تلك البلاد، ولا ينبغي لكم أن تتبعوا رؤية دولة أخرى ـ سواء السودان أو غيرها ـ خاصة إذا علمتم أن اختلاف المطالع معتبر عند جمع من أهل العلم القائلين بأن لكل بلد رؤيته، ومنعاً لحصول الخلاف بين الناس؛ لأن الخلاف شر، والله تعالى أعلم.

  • أعمل في شركة تتعامل بالرشوة

    أنا مهندس أعمل مديراً فنياً في شركة، ومهمتي هي متابعة وإدارة الصيانة والتركيب في كل الأعمال التابعة للشركة؛ ولكن الشركة تعتمد اعتماداً كبيراً على المبيعات، ولا يخفى على الجميع أساليب البيع في هذا الزمن الذي لا يخلو من الرشوة والأساليب الفاسدة؛ فهل العمل في هذه الشركة فيه حرمة أم لا؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد

    فإن كنت تؤدي عملك على الوجه المرضي، وأنت لا تباشر تلك الأساليب الفاسدة، فعملك لا حرمة فيه، ولا إثم عليك؛ لأن {كل امرئ بما كسب رهين} وأما ما تقوم به الشركة فالإثم فيه على من فعله {ولا تزر وازرة وزر أخرى} والله تعالى أعلم.

  • سجدت على حقيبتها بدلا عن الأرض

    كنا في الجامعة؛ وجاء موعد صلاة العصر؛ فوقفت في نجيلة الجامعة وصليت؛ فوقفت بجانبي فتاة ووضعت حقيبتها أمامها، وكانت تسجد وتضع جبهتها على الشنطة؛ فقلت لها: لا تسجدي على الحقيبة واسجدي على النجيلة؛ هل أنا آثمة بفتواي هذه؟ مع العلم أن النجيلة يتضايق الإنسان؛ لأنها قد تكون حادة عند السجود.

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالواجب على المسلم حال السجود أن يباشر بجبهته الأرض إن استطاع؛ فإن عجز عن ذلك ـ لمرض أو غيره ـ جاز له أن يسجد إيماء؛ كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين {صلِّ قائماً؛ فإن لم تستطع فقاعداً؛ فإن لم تستطع فعلى جنب؛ فإن لم تستطع فأومئ إيماء} وفتواك صحيحة وأنت غير آثمة إن شاء الله، ويمكنك أن ترشدي صاحبتك إلى أنه يمكنها أن تفرش في موضع سجودها منديلاً أو غيره مما يقيها حدة النجيلة حال سجودها، والله تعالى أعلم

  • ما معنى : فهو في ذمة الله؟

    وجدت حديثاً في رياض الصالحين، وأشكل علي فهمه، قال صلى الله عليه وسلم {من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله بشيء من ذمته؛ فإن من طلبه الله بشيء من ذمته أدركه فكبه على وجهه في النار} ما المقصود ب {فلا يطلبنكم الله بشيء من ذمته}؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فهذا الحديث رواه الإمام مسلم عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه ومعناه أن من صلى الصبح فهو في عهد الله وأمانه في الدنيا والآخرة فلا تتعرضوا له بالأذى؛ قال الملا علي القاري رحمه الله: والمراد بالذمة الصلاة الموجبة للأمان؛ أي لا تتركوا صلاة الصبح فينتقض به العهد الذي بينكم وبين ربكم؛ فيطلبكم به. والله تعالى أعلم.

  • منزل بُنِي بقرض ربوي

    أنا متزوج، و أسكن مع أولادي في منزل الأسرة مع الوالد و الوالدة, علمت قبل فترة أن منزلنا تم بناؤه بسلفية من أحد البنوك عن طريق رهن أرض المنزل، وكان ذلك قبل فترة من الزمن، و كان الغالب على السلفيات أنها ربوية؛ فهل يجوز السكن في هذا المنزل إذا تيقن أن القرض مقابل الرهن كان ربوياً؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فشكر الله لك تحريك عن أمر دينك، والتماسك الحلال الطيب، وحذرك من الحرام في مسكنك وسائر أمرك، والواجب أن يعلم كل مسلم أن القروض الربوية البنكية هي من الربا المحرم الذي لعن النبي صلى الله عليه وسلم آكله ومؤكله، فإذا كان الوالد حال اقتراضه لا يعلم هذا الحكم فليس عليه شيء إن شاء الله، وإن كان يعلم فالواجب عليه التوبة والاستغفار، ولا حرج عليك من السكنى في هذا البيت، والله تعالى أعلم.

  • المسح على الشراب في الوضوء

    هل يجوز المسح علي الشراب في الوضوء؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فيجوز المسح على الشراب إذا كنت قد لبسته على طهارة ـ أي بعد وضوء ـ وكان هذا الشراب ساتراً لمحل الفرض ـ أي الرجلين إلى الكعبين ـ وكان سليماً غير مقدَّد ـ في غالبه ـ وكان المسح في المدة المشروعة وهي يوم وليلة للمقيم، وثلاثة أيام بلياليهن للمسافر.

    والأصل في ذلك ما ثبت من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فمسح على الجوربين، والله تعالى أعلم.

  • الإشهاد في الطلاق والرجعة

    ما حكم الأشهاد على الطلاق وعلى الرجعة؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فإن الإشهاد على الطلاق والرجعة مستحب في قول جماهير العلماء؛ لأن الطلاق والرجعة كلاهما حق للزوج، ولا يطالب المرء بالإشهاد على استيفاء حقه؛ وقوله تعالى {واشهدوا ذوي عدل منكم} حمل الأمر فيه على الاستحباب مراعاة لهذا المعنى، لكن هذا الاستحباب متأكد حذراً من الذهول والنسيان، والله تعالى أعلم

  • حكم تصرف الصراف في فروقات الخزينة

    كنت أعمل صرافاً في مؤسسة مالية، وطبيعة العمل في الخزينة تصحبه الفروقات زيادةً أو نقصاناً؛ فالصراف يقوم بدفع الفروقات من ماله الخاص، وأما الزيادة مهما كانت أسبابها (قد تكون دفعت لشخص قروش ناقصة من غير قصد وقد تكون ناتجة عن الكسور الصغيرة التي يتركها العملاء لعدم الفكة وكنت أضع الزيادة في صندوق خاص بي حتى أعالج منها الفروقات التي تحصل لي مستقبلاً دون رد الزيادة للخزينة؛ لأنني إذا رددتها لا أجدها في الوقت المناسب؛ حيث يقوم رئيس الخزينة بسداد الفروقات التي تحصل له في الخزينة منها وبالتالي لا أجدها في الوقت المناسب؛ مع العلم أن هذه الزيادة لا تخص المؤسسة لأنه وفي نهاية اليوم تسلم بدقة ما أخذته وما دفعته وترد المتبقي للخزينة وبالفعل قمت بدفع بعض الفروقات التي حصلت لي من هذا الصندوق، وأيضا دفعت منه لبعض المحتاجين إلا انه دخلت عليَّ من هذا الصندوق جزء منها باعتباري سوف أقوم بحفظ ما أخذته منها وبالتالي أرده أو أتصدق به في أوجه الخير المختلفة عند مغادرتي قسم الخزينة، ولكن عندما نقلت من قسم لخزينة أصبحت هذه المبالغ بطرفي وتصرفت فيها ولم أخرجها وأصبح هذا الموضوع يؤرقني كثيراً ليل نهار، وطيلة حياتي كان مبدأ الحد الأدنى عندي هو الأمانة وحتى الآن سوى هذا المبلغ (مع العلم أنى محتفظ بقيمة ما دخل عليَّ). أفيدونا أفادكم الله.

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    أولاً: يحمد لك حرصك على السؤال عما تبرأ به ذمتك، وأسأل الله أن يزيدك أمانة وصدقاً، وتذكر دائماً ـ أخي ـ قوله تعالى )والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون( وقول النبي صلى الله عليه وسلم {لا دين لمن لا عهد له، ولا إيمان لمن لا أمانة له}

    ثانياً: من دفعت له ماله ناقصاً عن غير قصد منك فالواجب عليك البحث عنه ـ إن أمكنك الوصول إليه ـ وتسليمه ما بقي له من حق عندك، وإن لم يتيسر لك الوصول إليه فتصدق بهذا المال عنه

    ثالثاً: يحق لك سداد الفروقات من هذا المال إذا كان النقص في الخزينة ناتجاً عن دفعك لبعض الناس بالزيادة نتيجة لعدم وجود الفكة

    رابعاً: المال الذي دخل عليك واجب عليك التوبة إلى الله منه، والتصدق به في وجه من وجوه الخير، والله تعالى أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى