الفتاوى

  • حكم طلاق الزوجة الناشز

    ما حكم طلاق الزوجة الناشز والتي ليس لها أخلاق؟ وهل الوَحَم يؤدي إلى فقدان التوازن العقلي لمدة أربعة شهور؟ وما حكم من لا تطيع زوجها وكل همهما نفسها وصديقاتها؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالطلاق حكم شرعي، يلجأ إليه المسلم إذا تعثرت الحياة بينه وبين امرأته، ولم يستطع أن يقيم حدود الله في بيته، فإذا كانت المرأة ناشزاً ـ أي مترفعة على زوجها ـ لا تستجيب له إذا دعاها إلى فراشه، أو تتعمد عصيان أمره وإهمال خدمته المعقولة من مثلها لمثله، فهي ناشز طلاقها مباح، وكذلك لو كانت سيئة الخلق شرسة الطباع؛ لكن لو غلب خيرها على شرها فيندب للمسلم إمساكها والصبر عليها؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم {لا يفرك مؤمن مؤمنة؛ إن كره منها خلقاً رضي منها آخر}

    أما الوحم فلا علم لي به، وأحسب أن النساء فيه مختلفات، ويُسأل عن ذلك من يوصف بأنه خبيرٌ بأدواء النساء طبيبُ، وعلى كل مسلمة أن تعلم أن الله تعالى سائلها عن زوجها قبل صديقاتها، بل قبل أمها وأبيها، ولو أنها كانت لزوجها مطيعة، وعلى رضاه حريصة، فهي على خير عظيم، قال النبي {أيما امرأة ماتت وزوجها راض عنها دخلت الجنة} رواه الترمذي، وقال عليه الصلاة والسلام لامرأة {أذات زوج أنت؟} قالت: نعم. قال {كيف أنت له؟} قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه. قال {فانظري أين أنت منه فإنما هو جنتك ونارك} والله تعالى أعلم.

  • ضوابط الإختلاط بين الرجال والنساء

    ما هي ضوابط الاختلاط بين الجنسين في مختلف نواحي الحياة؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالأصل في ذلك جملة من النصوص التي تحدد الآداب الواجب اتباعها في المجتمع المسلم الطاهر الذي لا تثار فيه الشهوات، ولا تتبع العورات، بل ينزل المسلم كل امرأة فيه منزلة أمه وأخته وابنته، ومن ذلك:

    أولاً: وجوب غض البصر المنصوص عليه في قوله تعالى {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن…}

    ثانياً: وجوب أن تستر المسلمة ما أمر الله بستره؛ فلا تخرج متبرجة ولا متعطرة؛ لئلا تفتن ولا تؤذي؛ قال تعالى {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} وقال سبحانه {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} وقال النبي صلى الله عليه وسلم “أيما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهدن معنا العشاء الآخرة” رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، وعن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “كل عين زانية، والمرأة إذا استعطرت فمرَّت بالمجلس فهي كذا وكذا يعني زانية” رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح

    ثالثاً: اجتناب الريبة في الكلام {فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفا}

    رابعاً: اجتناب الخلوة “لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما” رواه أحمد

    خامساً: اجتناب تلاصق الأجساد وتقارب الأنفاس؛ فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم للنساء في مسجده صفوفاً وللرجال صفوفاً، وخصهن بباب وقال لأصحابه “لو تركتم هذا الباب للنساء” وأمر النساء حال السير في الطريق أن يتأخرن وقال لهن “ليس لكن أن تحققن الطريق” أي تأخذن حقة الطريق أي وسطه.

    سادساً: أن يكون خلق الحياء هو الغالب على الجنسين معاً؛ فإن الحياء لا يأتي إلا بخير، والحياء خير كله، وهو شعبة من شعب الإيمان كما أخبر نبينا عليه الصلاة والسلام

    سابعاً: أن تقر المرأة في بيتها، ولا تخرج إلا لضرورتها أو حاجتها {وقرن في بيوتكن} وإذا خرجت كانت على حال من الحشمة والوقار بحيث لا يطمع فيها شيطان؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم “المرأة عورة؛ فإذا خرجت استشرفها الشيطان” رواه الترمذي

  • المرابحات البنكية في السودان

    ما حكم الشرع في المرابحات البنكية في السودان؛ حيث إنك تقوم بعمل دراسة جدوى لمشروع معيَّن بتكلفة معيَّنة؛ بعد ذلك يقوم البنك بتجهيز المشروع وشراء المعدات ولوازم العمل؛ ثم يقوم البنك بوضع مبلغ إضافي فوق المبلغ الذي وضعته لهم في دراسة الجدوى؛ علماً بأن هذا المبلغ الإضافي يكون بنسبة ثابتة من أساس المبلغ المرفق في دراسة الجدوى، وكمثال حقيقي: تقوم بعمل مرابحة لبقالة بمبلغ عشرة مليون، بعد ذلك يقوم البنك بإرسال مندوب من عنده لشراء البضاعة من سوق الجملة وجلبها إلى المحل الذي حدده لهم، بعد ذلك تكتب شيكات بمبلغ عشرة مليون وثمانمائة مقسطة لمدة 18 شهر

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فما دام البنك يقوم بشراء السلعة المطلوبة، ويحوزها ثم يقوم ببيعها على طالبها بعقد جديد لأجل؛ فهي معاملة صحيحة، وجمهور الفقهاء المعاصرين يجيزونها، والله تعالى أعلم.

  • حكم من قذف زوجته بعد وفاتها وأنكر أبناءه

    ما حكم من قذف زوجته بعد وفاتها؛ بأن قال إنها في دنياها كانت زانية، وإنه اكتشف أن أبناءه ليسوا من صلبه، وإنما من رجل آخر، وسماه باسمه؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فهذا الإنسان على شر عظيم، وواجب على من سمع منه هذا الكلام أن يذكِّره بقول ربنا سبحانه {إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم * يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون * يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين} ويحق لذلك الرجل المقذوف أن يقاضيه ليقام فيه حكم الله {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون} وأما أولاده فإني أنصحهم بأن يفوضوا أمرهم إلى الله تعالى ويدعوا لأبيهم بالهداية، والله تعالى أعلم.

  • أعالج أخواتي على كفالة الدولة فهل يجوز؟

    أعمل بمصلحة حكومية، ويخصم من راتبي جزء للعلاج؛ لكي أدفع ربع القيمة عند علاجي، ويدخل في هذا العلاج الوالدان والأبناء والأزواج، وأنا غير متزوجة ووالداي متوفيان عليهم رحمة الله، وأسكن في منزل خالتي أنا وأخواتي، وأساهم في مصروف البيت معهم، ولكن أقوم بمصاريف العلاج كلها وحدي عند مرض أحد أخواتي؛ فهل يعتبرن تحت كفالتي؛ لأني أريد إدخالهن في البطاقة العلاجية التي تشترط كفالة من تدخله في العلاج؟ وجزاكم الله خيراً

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فإذا كانت أغلب نفقات أخواتك ـ في طعامهن وكسوتهن ـ منك؛ فهن في كفالتك، ويجوز لك في مثل هذه الحال أن تدخليهم في بطاقتك العلاجية؛ والله تعالى أعلم.

  • هل الحدَثُ يطرد الملائكة

    سؤالي هو إذا انتهيت من الصلاة وجالسة للتسبيح، وأحدثت فهل اترك التسبيح وأقوم من مكان الصلاة؟ لأن لي أختاً تقول إن الملائكة تذهب إذا أحدث الشخص؛ فإما أن يتوضأ الشخص للتسبيح أو يقوم من مصلاه، أرجو الإفادة علي ذلك، وجزاكم الله خيراً

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالملائكة تمتنع من الاستغفار للشخص إذا وقع منه الحدث، روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم {الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث تقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه} ففي هذا الحديث بيان أن العبد يُحرَم من استغفار الملائكة حال وقوع الحدث منه، وقد حُمل لفظ الحدث في كلام النبي صلى الله عليه وسلم على ما هو أعم من حدث الفرج؛ فيدخل فيه حدث اليد واللسان إذا تكلم العبد أو فعل ما لا يرضي الله جل جلاله، وعليه: فليس مطلوباً منك إذا وقع منك الحدث أن تتركي المكان، لأن وقوعه لا يطرد الملائكة، وإنما يمنع استغفارهم للعبد، والله تعالى أعلم.

  • زنا بإمرأة وتزوج من أختها

    كنت على علاقة بامرأة، وللأسف تمكن منا الشيطان ومارسنا الزنا أكثر من مرة، شاءت الأقدار بعد أن تبت أن ارتبطت بأختها الصغرى، بعد أن انقطعت علاقتي بها تماماً، وتزوجنا على سنة الله ورسوله؛ هل هناك ما يمنع من زواجي من أختها؟ مع العلم بأنني والحمد لله تبت من كل المعاصي التي كنت أرتكبها في أيامي الأولى؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فلا حرج في زواجك بأخت من وقعت معها في الزنا؛ لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، واحرص ـ عافاك الله ـ على أن تقطع كل صلة لك بأختها؛ لئلا يزين لك الشيطان أن تعود لما كنت عليه، وأكثر من الاستغفار، وأسأل الله أن يتوب علينا أجمعين.

  • فعل معه فعل قوم لوط فهل يتزوج من أخته؟

    شخص لاط بشخص أو كلاهما لاط بالآخر، ثم الآن تابا إلى الله من فترة عما فعلا في فترة الضلال؛ فهل يجوز للائط أو الملوط به أن يتزوج بأخت الآخر؟  أرجو منكم الرد على هذا السؤل بشكل واضح وبإسناد صحيح.

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فاللواط من أقبح الخطايا وأكبر الذنوب، وقد عاقب الله فاعليه بعقوبة بليغة لم ينزلها بأمة قبلهم ولا بعدهم؛ قال سبحانه {فجعلناها عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود * مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد} وقال النبي صلى الله عليه وسلم {لعن الله من عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط} وليحمد الله من كان مبتلى بهذه  الفاحشة القبيحة، ثم وفقه الله للتوبة منها.

    وأما زواج الفاعل أو المفعول به بأخت من فعل معه تلك الفاحشة فجائز؛ لأن الله تعالى ذكر المحرمات من النساء، ولم يذكر هذا السبب، وكذلك من يحرم تزويجهم من الرجال ـ لعارض مؤقت ـ كالمشرك والزاني عند بعض أهل العلم ـ فما دام الفاعل أو المفعول به قد تاب فلا حرج في تزويجه؛ لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والله تعالى أعلم.

  • حكم تأخير الدعوة إلى التوحيد

    ما رأيك في القول بتأخير الدعوة إلى التوحيد؛ وبخاصة التحذير من شرك القبور بحجة أن ذلك يفرِّق صف الأمة؟ وكيف نجمع بين توحيد الصف ووضوح المنهج؟ وهل يدخل في توحيد الصف أصحاب البدع المكفرة كغلاة التصوف في بلادنا؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالدعوة إلى التوحيد هي لبُّ الدين وأساسه؛ وهي التي بدأ بها كل رسول؛ كما قال سبحانه {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} وقال سبحانه {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} وكان كل نبي يقول لقومه {اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} ويدخل في ذلك التحذير من أنواع الشرك، وحض الناس على أن يفردوا ربهم جل جلاله بأنواع العبادة كلها، وأن يَقدُروه حق قدره؛ وهذا الذي ينبغي تقديمه على كل شيء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه حين أرسله إلى اليمن {إنك ستأتي قوماً أهل كتاب؛ فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؛ فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة…الحديث} فقدَّم صلى الله عليه وسلم التوحيد على العبادات العملية، والتي هي ثمرة التوحيد ومظهره العملي، ولا يجوز أن يقال: إن هذه الدعوة تفرِّق صف الأمة، بل هي السبيل الصحيح لوحدة دائمة لا مؤقتة، ولكن لا بد من التنبيه على مسائل يغلط فيها بعض الناس:

    أولاها: أن ثمة فرقاً بين الدعوة إلى التوحيد والإساءة إلى المدعوين؛ فإن بعض الناس يظن أن من لوازم الدعوة إلى التوحيد ذكر المخالفين بأسمائهم أو طوائفهم وطرقهم، والتشنيع عليهم وربما السخرية منهم ومن عقائدهم ومشايخهم المعظَّمين عندهم، مما يفضي إلى إعراضهم عن قبول الحق واستمساكهم بما هم عليه من الباطل، وقد قال الله تعالى {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم}

    ثانياً: ليس من لوازم الدعوة إلى التوحيد الإغلاظ على الناس واستعمال الشدة معهم، بل الإغلاظ يكون على الكفار والمنافقين حال الجهاد {يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير} وإلا فإن الأصل في الدعوة أن تكون برفق وبالتي هي أحسن حتى مع الكافر {وجادلهم بالتي هي أحسن} والكتابي {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم}

    ثالثاً: الدعوة إلى التوحيد مجال واسع قد يلج إليه الشخص من خلال تفسير القرآن أو شرح السنة أو سرد السيرة أو بيان أحكام الفقه العملي، أو غير ذلك من أبواب العلم، وليس من شرط بيان التوحيد أن يكون الدرس أو الخطبة أو الكتاب معنوناً بهذا العنوان؛ وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله تعالى وإلى دينه بطرح سؤال أو سرد قصة أو ضرب مثل أو غير ذلك من الأساليب، وما ينبغي لعاقل أن يحجر واسعاً؛ ليسعى بعد ذلك في تصنيف الناس: هذا يدعو إلى التوحيد، وهذا لا يدعو إليه

    رابعاً: ليست الدعوة إلى التوحيد قاصرة على بيان شرك القبور، بل يشمل ذلك أبواباً كثيرة من العلم كلها داخل تحت هذا العنوان الكبير، فنهي الناس عن الرياء والطيرة وتعليق التمائم توحيد، كما أن أمرهم بالتوكل على الله واللجوء إليه والاستغاثة به والنذر له وإخلاص العمل له وموالاة المسلمين والبراءة من الكافرين توحيد، وكذلك الحديث عن عذاب القبر ونعيمه وأشراط الساعة والجنة والنار والصراط والميزان والحوض والعرش والكرسي توحيد، والحديث عن صفات الكمال والجمال لذي الجلال والإكرام توحيد، وتذكير الناس بوجوب الحكم بما أنزل الله، ونبذ القوانين الجاهلية الوضيعة توحيد، والحديث عن النبوات وشمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم ومعجزاته توحيد وهكذا.

    وأما سؤالك عن المتصوفة فالواجب أن تعلم أنهم معدودون في طوائف المسلمين، وأنهم ليسوا سواء بل فيهم وفيهم، والواجب عند دعوتهم التفرقة بينهم، كما أن المنتسبين إلى السلفية اليوم فيهم وفيهم، وفي حال تعرُّض الأمة لبلاء عظيم ـ كما هو في مثل أيامنا ـ يجب الحرص على رصِّ الصفوف وجمع الكلمة ما استطعنا إلى ذلك سبيلا؛ لأن العدو المتربص بنا لن يترك صوفياً ولا سلفياً، بل الكل مستهدف والعراق خير مثال، وأسأل الله أن يجمع المسلمين على كلمة سواء.

  • حكم تخصص النساء في طب العيون

    1ـ زوجتي خريجة كلية الطب، وتريد التخصص؛ فهل يجوز لها أن تتخصص في العيون؟ مع العلم أنها لا تستطيع أن تتخصص في النساء والتوليد أو طب الأطفال؛ لضخامة المجالين السابقين وهي أم لطفلين ما زالا صغيرين في السن؟
    2ـ ما هي الزكاة الواجبة في الذهب المستخدم للزينة؟ وهل النصاب هو  85 جم؟ كما أن القيمة تخرج بسعر القيمة أو بسعر الذهب اليوم؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فلا حرج على زوجتك في أن تتخصص في طب العيون؛ لأنه من التخصصات التي تحتاج إليها الأمة، ويمكن عن طريقها تفريج هموم الناس وتنفيس كروبهم؛ خاصة من النساء، والذي أنصح به الزوجة أن تستحضر نية طيبة وأن يكون غرضها من هذا التخصص أن تخفف آلام الناس، وأن تحسن إليهم ما استطاعت، وألا يكون غاية همها الكسب المادي؛ حذراً من قوله تعالى )من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب(

    وأما الذهب المستخدم للزينة فلا زكاة فيه على الراجح من أقوال أهل العلم، والله تعالى أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى