الفتاوى

  • أريد أن أتوب ولكن!!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عمري 42 عاما، عشت ما مضى منها في الانغماس في كافة أنواع الفواحش، وصدقت نيتي في التوبة وقرأت عن موضوع التوبة كثيرا .. ولي سؤالان:

    1. ماذا عن الصلوات المكتوبة التي لم أؤدِّها منذ بلوغي وإلى اليوم .. كنت أصلي وقتاً أو وقتين في اليوم وأتوقف شهوراً ثم أعود يوماً ويومين وأنقطع مرة أخرى .. وكنت أصوم رمضان أحيانا، ولا أصلى أثناء الصيام.
    2. عملت في خارج السودان وداخله في أعمال، وكنت أحياناً آخذ من المال أو الأشياء الموضوعة بعهدتي بكميات قليلة من دون علم صاحب العمل .. وطالت المدة وانقطعت معرفتي بمن عملت معهم وأغلبهم خارج السودان، ولا أعلم كيف أرد لهم مالهم .. وحتى الآن لا أملك مالاً لأرده لهم ولا أعمل حاليا .. فماذا أفعل إن وجدت مالاً وأنا لا أعلم وسيلة توصلني للذين أخذت منهم مالاً فيما سبق؟ أفيدوني أفادكم الله

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فالحمد لله الذي منَّ عليك بالتوبة النصوح وأسأل الله تعالى أن يتوفانا جميعاً مسلمين وأن يستعملنا صالحين، والصلوات التي فاتتك ليس عليك قضاؤها لأن مذهب جمع من أهل العلم أن الصلاة لا تُقضى إذا كان تركها عمداً لا سهواً ولا نسياناً وهو ما يصدق على مثل حالتك، بل المطلوب منك التوبة والاستغفار مما مضى وأن تواظب على صلاتك في مقبل أيامك وتكثر من النوافل ما استطعت إلى ذلك سبيلا. وأما الصيام فواجب عليك قضاؤه لأنه دين في ذمتك؛ فعليك أن تحصي الأيام التي أفطرت فيها وتقضيها مكان كل يوم يوماً، مع الإكثار من الاستغفار، وكذلك الأموال التي أخذت بغير حق يجب عليك ردها إلى أربابها دون أن تفضح نفسك؛ فإن عجزت عن الوصول إليهم فتصدق بها عنهم على نية أن تسلم بين يدي الله عز وجل يوم القيامة، والله الموفق والمستعان.

  • الوتر في حال الجمع والقصر

    كان قاصرا صلاة المغرب والعشاء، هل يمكن له ان يصلي ركعتي الشفع وركعة الوتر بعد صلاة القصر؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد

    فهذه المسألة محل خلاف بين أهل العلم؛ حيث ذهب الشافعية والحنابلة إلى أن وقت الوتر مرتبط بصلاة العشاء وليس بدخول وقت العشاء، فمن صلى العشاء مع المغرب تقديما فلا حرج عليه أن يصلي بعده الوتر، وأما المالكية رحمهم الله تعالى فإنهم يرون أن الوتر مرتبط وقته بوقت العشاء؛ فمن صلى العشاء تقديماً فلا يصلي الوتر إلا بعد مغيب الشفق؛ وقد جاء تلخيص ذلك في الموسوعة الفقهية؛ حيث قالوا: وَقْتُ الْوِتْرِ عِنْدَ الْحَنَابِلَةِ ـ وَهُوَ الْمُعْتَمَدُ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ ـ يَبْدَأُ مِنْ بَعْدِ صَلاَةِ الْعِشَاءِ، وَذَلِكَ لِحَدِيثِ خَارِجَةَ الْمُتَقَدِّمِ، وَفِيهِ: فَصَلُّوهَا مَا بَيْنَ الْعِشَاءِ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ قَالُوا: وَيُصَلَّى اسْتِحْبَابًا بَعْدَ سُنَّةِ الْعِشَاءِ، لِيُوَالِيَ بَيْنَ الْعِشَاءِ وَسُنَّتِهَا، قَالُوا: وَلَوْ جَمَعَ الْمُصَلِّي بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ جَمْعَ تَقْدِيمٍ، أَيْ فِي وَقْتِ الْمَغْرِبِ فَيَبْدَأُ وَقْتُ الْوِتْرِ مِنْ بَعْدِ تَمَامِ صَلاَةِ الْعِشَاءِ….. وَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ إِلَى أَنَّ أَوَّل وَقْتِ صَلاَةِ الْوِتْرِ مِنْ بَعْدِ صَلاَةِ الْعِشَاءِ الصَّحِيحَةِ وَمَغِيبِ الشَّفَقِ، فَمَنْ قَدَّمَ الْعِشَاءَ فِي جَمْعِ التَّقْدِيمِ فَإِنَّهُ لاَ يُصَلِّي الْوِتْرَ إِلاَّ بَعْدَ مَغِيبِ الشَّفَقِ… اهـ

  • حديث افتراق الأمة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أرجو من سيادتكم الموقرة شرح حديث: افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة الى آخره، مع ذكر أقوال أهل العلم فيه، وشكرا

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد

    فهذا الحديث رواه جمع من الصحابة، وخرَّجه الأئمة العدول الحفاظ، كالإمام احمد، وأبي داود، والترمذي، وابن ماجه، والحاكم، وابن حبان، وأبي يعلى الموصلي، وابن أبي عاصم، وابن بطة، والآجري، والدارمي، واللالكائي. كما صححه جمع من أهل العلم كالترمذي، والحاكم، والذهبي، والسيوطي، والشاطبي، وأيضًا للحديث طرق حسنة كثيرة، بمجموعها تصل إلى حد القول بصحته. ونصه (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة) قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: (من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي) وفي بعض الروايات (هي الجماعة).

    وهذا الحديث علم من أعلام النبوة؛ وتأكيد على أن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله حقاً؛ حيث أخبر فيه عليه الصلاة والسلام بأمر غيبي، وقد حصل كما أخبر؛ فافترقت الأمة بعد وفاته إلى فرق كثيرة.

    والمقصود بهذا الحديث تلك الفرق التي خالفت الصحابة في أصول الدين وأمور الاعتقاد؛ كالرافضة والخوارج والقدرية والجبرية، وليس مقصوداً به الاختلافات التي حصلت في الفروع الفقهية في أبواب الحلال والحرام كالتي بين المذاهب المتبوعة، وليس مقصوداً به كذلك جماعات العمل الإسلامي المعاصر التي تتفق في أصول الدين لكنها تختلف في وسائل الدعوة إلى الله، وكيفية العمل لنصرة هذا الدين اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد. ويختلفون كذلك في فقه الواقع مما له مساغ اجتهاد ومساحة تعدد.

    هذا وقد اختلفت أقوال أهل العلم في تحديد الفرقة الناجية التي ورد ذكرها في هذا الحديث، وقد ذكر الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى في كتاب (الاعتصام) خمسة أقوال:

    أولها: أنهم السواد الأعظم: قال: فعلى هذا القول يدخل في الجماعة مجتهدو الأمة، وعلماؤها، وأهل الشريعة العاملون بها، ومن سواهم داخلون في حكمهم، لأنهم تابعون لهم ومقتدون بهم.

    ثانيها: أنهم أئمة العلماء المجتهدون: والمقصود بهم العلماء الأعلام من أئمة الهدى المتبعين للكتاب والسنة، قال الشاطبي: فمن خرج على علماء الأمة مات ميتة جاهلية.

    ثالثها: أنهم الصحابة على الخصوص؛ قال الشاطبي: فعلى هذا القول فلفظ الجماعة مطابق للرواية الأخرى، في قوله عليه الصلاة والسلام: (ما أنا عليه وأصحابي) فكأنه راجع إلى ما قالوه، وما سنوه، واجتهدوا فيه حجة على الإطلاق.

    رابعها: أنهم جماعة أهل الإسلام: إذا أجمعوا على أمر وجب على بقية أهل الملل اتباعهم، قال الشاطبي: وكأن هذا القول يرجع إلى الثاني وهو يقتضي أيضاً ما يقتضيه، أو يرجع إلى القول الأول وهو الأظهر.

    وهذا القول الرابع لم يسنده الشاطبي رحمه الله تعالى لقائل؛ وهو يتضمن إشكالاً من حيث كون أهل الإسلام أنفسهم ينقسمون إلى فرق؛ وإنما المقصود تحديد الفرقة الناجية؛ ولذلك فالأولى إسقاطه

    خامسها: أنها جماعة المسلمين إذا اجتمعوا على أمير وجب على بقية الأمة لزومه. قال الشاطبي في بيانه: وحاصله أن الجماعة راجعة إلى الاجتماع على الإمام الموافق للكتاب والسنة، وذلك ظاهر في أن الاجتماع على غير سنة خارج عن معنى الجماعة المذكورة في الأحاديث المذكورة، كالخوارج ومن جرى مجراهم

    قال المباركفوري رحمه الله تعالى في كتاب (تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي) نقلاً عن الإمام أبي منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي قوله: قد علم أصحاب المقالات أنه صلى الله عليه وسلم لم يُرد بالفرق المذمومة المختلفين في فروع الفقه، من أبواب الحلال والحرام، وإنما قصد بالذم من خالف أهل الحق في أصول التوحيد، وفي تقدير الخير والشر، وفي شروط النبوة والرسالة، وفي موالاة الصحابة، وما جرى مجرى هذه الأبواب، لأن المختلفين فيها قد كفَّر بعضهم بعضاً، بخلاف النوع الأول، فإنهم اختلفوا فيه من غير تكفير ولا تقسيم للمخالف فيه، فيرجع تأويل الحديث في افتراق الأمة إلى هذا النوع من الخلاف.ا.هـــ

  • حكم تقشير البشرة

    هل يجوز تقشير البشرة سواء الوجه أو الجسم؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد

    فلا يجوز تقشير البشرة؛ بإزالة القشرة الخارجية للجلد ليبدو أكثر نضارة؛ وذلك لما رواه الإمام أحمد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم القاشرة والمقشورة، والواشمة والموشومة، والواصلة والمتصلة) وهذا الحديث وإن كان في إسناده مقال إلا أن جمهور العلماء قد أخذوا به؛ باعتبار ما في التقشير من تغيير خلق الله عز وجل؛ فيلحق بالوصل والوشم والوشر والتفليج الثابت النهي عنها جميعا؛ لما فيها من تشبه بالفاجرات ولما تتضمن من تدليس؛ ولما يترتب عليها من ضرر، والعلم عند الله تعالى

  • إقامة الحد لقبول التوبة

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالواجب على المذنب أن يتوب لقوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا} ولقول النبي صلى الله عليه وسلم (يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إلى الله وأستغفره في كل يوم مائة مرة) رواه أحمد. وليس من شرط قبول التوبة إقامة الحد؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرشد من جاءه مقراً على نفسه بالذنب أن يستر على نفسه ويتوب فيما بينه وبين ربه كما فعل مع ماعز والغامدية رضي الله عنهما، وقال عليه الصلاة والسلام (من أصاب من هذه القاذورات شيئاً فليستتر بستر الله) رواه مالك.

    أما إذا تعلقت المعصية بحقوق الناس فلا بد من رد الحقوق إلى أهلها حتى تصح التوبة والله تعالى أعلم.

  • يطوف بقبر النبي

    فضيلة الشيخ: هناك من يطوف بقبر النبي e في الحرم النبوي فيخرج من باب ويدخل من باب آخر إلى أن يتم سبعة أشواط، ما حكم هذا العمل؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالطواف عبادة أمر بها ربنا جل جلاله في قوله سبحانه {ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق} وقال النبي صلى الله عليه وسلم (الطواف صلاة فإذا طفتم فأقلوا الكلام) رواه أحمد، ولا يجوز صرف هذه العبادة إلا للبيت الذي أمر الله تعالى بأن يطاف حوله، وقد قال عز وجل مخاطباً خليله إبراهيم عليه السلام وولده إسماعيل {طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود} ومن طاف بغير البيت الحرام فهو آثم مبتدع ضال، والواجب نصحه وإقامة الحجة عليه وبيان أنه مضاد للنبي صلى الله عليه وسلم بفعله هذا وليس معظِّماً له كما يعتقد هو، والعلم عند الله تعالى.

  • تأخر الإمام ليدركه المصلي

    هل يجوز للإمام إذا سمع أقدام مصلٍّ متأخر عن الوقت أن يؤخر في صلاته قليلاً حتى يدرك المتأخر الركعة؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فما ينبغي للإمام أن يتأخر في صلاته حال سماعه صوت أقدام بعض المصلين؛ لأن ذلك مفضٍ إلى ألا تكون صلاته سواء، وقد كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم قريباً من السواء، كما في حديث البراء رضي الله عنه عند البخاري  {كان ركوع النبي صلى الله عليه وسلم وسجوده وبين السجدتين وإذا رفع رأسه من الركوع ما خلا القيام والقعود قريبا من السواء} ثم إن ذلك معارض لما ينبغي أن يكون عليه الإمام من إرادة وجه الله تعالى بعمله وتحري متابعة السنة، وكذلك يؤدي بالمتأخر إلى التمادي في تأخره، ويؤدي به حال دخوله إلى أن يدب بأقدامه على الأرض حتى يسمعه الإمام، وهذه ـ كما ترى ـ ظلمات بعضها فوق بعض، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، والله تعالى أعلم.

  • أشك في أختي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا لديَّ مشكلة من فترة بسيطة: أختي لديها جوال وأنا أشك في تصرفاتها لأن الرسائل تأتيها كثيرة، عبر خدمة (بي بي) تفاجأت بفتح البي بي أن المضافين بنات وشباب!! الصراحة أختي حافظة لكتاب الله ولا مرة شكيت فيها وتصلي جميع الفروض حتى أني إذا فتحت أغنية في التلفزيون وهي بجانبي تزعل وتقول لي: أغلق الصوت لكن أستغرب منها إذا أتتها الرسائل وهي بجانبي تضع الجوال بعيد عن عيني وتفتح الجوال! أرجو إفادتي وما هو الحل لهذه المشكلة وجزاكم الله خير الجزاء

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فالواجب عليك حمل حال أختك على السلامة وإحسان الظن بها، خاصة وأنك تذكر أنها حافظة لكتاب الله مؤدية للفرائض في وقتها مجتنبة للمحرمات والمشتبهات، أما كونها تفتح الجوال بعيداً عنك فذاك مقتضى الأشياء أن الواحد منا ما يحب لأحد أن يطلع على أسراره ومكاتباته ولو كان من أقرب الأقربين؛ فليس هذا موجبا للشك فيها أو إساءة الظن بها.

    أما كونها قد أضافت شباناً وفتيات فالواجب تحذيرها من طرف خفي بخطورة الأمر وقلة ورع الناس في زماننا ووجوب الأخذ بأسباب الحيطة؛ لئلا تقع في شيء تندم عليه، والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.

  • أشك في خطيبتي

    ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ، ﺳؤﺍﻟﻲ: أﻧﺎ أﺣﺐ ﺑﻨﺖ ﻋﻤﻲ ﻭﺧﻄﺒﺘﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﺒﻨﻲ، ﻭﻟﻜﻨﻲ أﺷﻚ أﻥ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﻣﻨﻔﺘﺤة ﻗﻠﻴﻼ، ﻭﺍلآﻥ ﺗﺨﺮﺟت ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ وﻣﻨﻌﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﺴﻼﻣ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ: إﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺮى ﻓﻴﻪ ﺷﻲ ﻭﺗﻘﻮﻝ إﻧﻬﺎ آﺧﺮ ﻣﺮة، ﻭﻣﺮة ﺛﺎﻧﻴﺔ أﺳﻤﻊ أﻧﻬﺎ ﺗﺘﻜﻠﻢ مع ﺭﺟﻞ ﻭأﻧﺎ أﺗﺤﺪﺙ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺎﻟﻬﺎﺗﻒ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ أﺳﺄﻟﻬﺎ ﺗﻘﻮﻝ إﻧﻬﺎ ﻧﺴﻴﺖ ﻣﺎﺫﺍ أﻓﻌﻞ؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فالذي يظهر من حال تلك الفتاة – والله أعلم – أنها قد اعتادت نمطاً من العلاقة مع الرجال عسير عليها تركه، إلا بعد اقتناع منها ومجاهدة وتدريب، والذي أراه لك أن تكون معها واضحاً بحيث تبين لها أن هذا الأمر سيكون عامل تعكير في مستقبل أيامكما؛ فإما أن تقدر غيرتك عليها وتلتزم بما تراه لها وإما أن تفترقا بإحسان؛ أما إن حصل العقد وكلاكما على موقفه ورأيه فإن عوامل الفرقة والخلاف بينكما ستتسع، والله الموفق والمستعان.

  • مال منزوع البركة

    يا شيخ أنا والله في حيرة من أمري، المشكلة أنّ أموالي تنصرف مني بدون ما أشعر، لدرجة أني لا أعرف كيف وأين صرفتها، مع أني لست من المبذرين، فهل يمكن أن يكون هذا من العين؟ أم أنّ هذا من عدم البركة في المال؟ مع أني ولله الحمد أعول أكثر من يتيم وأنفق على عدد من الناس. أشر علينا جزاكم الله خيراً.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فأسأل الله أن يتقبل منك صالح عملك، وأن يبارك لك في أهلك ومالك، واعلم – وفقك الله – أن المطلوب منك أن تستعين بالله تعالى، وتكثر من التحصينات الشرعية الدافعة لشر كل ذي شر، وتحافظ على أذكار الصباح والمساء دوماً. ثم عليك أن تعلم أن للبركة أسباباً منها: التسمية فإن كل أمر لا يبدأ فيه باسم الله فهو أقطع؛ أي منزوع البركة لا خير فيه، ومنها: الإحسان إلى خلق الله؛ فإن الجزاء من جنس العمل، ومنها كذلك: الإكثار من تلاوة القرآن في البيت حتى يكثر خيره ويقل شره، والله المسئول أن يبارك لك فيما آتاك ويُقنِّعك بما رزقك.

زر الذهاب إلى الأعلى