الفتاوى

  • أصيب برعاف فأفطر

    أصيب رجل برعاف في نهار رمضان فما حكم صومه؟ وماذا عليه إذا أفطر؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالرعاف الذي هو خروج الدم من الأنف لا تأثير له على صحة الصوم؛ لأنه خارج بغير اختيار منه، وخروج الدم الذي لا يمكن الاحتراز منه ـ سوى دم الحيض والنفاس ـ لا يفطر، وقد حكم النبي صلى الله عليه وسلم بصحة صوم من ذرعه القيء؛ فهذا من باب أولى، وإذا أفطر الراعف بسبب ضعفه عن إكمال اليوم فليس عليه سوى القضاء، أما لو أفطر ظناً منه بأن الرعاف مفسد للصوم فليس عليه سوى القضاء كذلك؛ لأنه متأوِّل تأويلاً قريباً، وليستغفر الله من تقصيره في طلب العلم الواجب عليه، والله تعالى أعلم.

  • احتلم وهو صائم

    ما حكم من احتلم وهو بين اليقظة والنوم حتى شك هل كان نائما وتنبه عند خروج المني وما حكم صيامه إذا كان متطوعا؟ وما حكم من أكل ساهيا وهو صائم تحديدا إذا كان متطوعا؟.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وأعانك الله على أمر دينك ودنياك، أما بعد.

    فالاحتلام لا يتصور إلا في النوم، لكن يمكن أن تحدث بداياته في النوم ثم عند خروج المني قد يكون الإنسان أقرب إلى الاستيقاظ، لكنه احتلام على كل حال لا يؤثر في صحة الصيام فريضة كان أو تطوعا، ومن أكل ساهياً فصومه صحيح مفترضاً أو متطوعاً، والله تعالى أعلم.

  • عبادات اختص بها شهر شعبان

    ما هي العبادات التي أختص بها شهر (شعبان)؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فليس لشعبان عبادات مخصوصة، سوى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الصيام فيه، واختلف في الحكمة في إكثاره صلى الله عليه وسلم من صوم شعبان فقيل: كان يشتغل عن صيام الثلاثة الأيام من كل شهر لسفر أو غيره فتجتمع فيقضيها في شعبان، وقيل: كان يصنع ذلك لتعظيم رمضان، وقيل: الحكمة في ذلك أن نساءه كن يقضين ما عليهن من رمضان في شعبان؛ فكان يصوم معهن، وقيل: الحكمة أنه يتعقبه رمضان وصومه مفترض؛ فكان يكثر من الصوم في شعبان قدر ما يصوم شهرين غيره لما يفوته من التطوع الذي يعتاده بسبب صوم رمضان. والأولى أن الحكمة في ذلك غفلة الناس عنه لما أخرجه النسائي وأبو داود وصححه ابن خزيمة من حديث أسامة قال {قلت: يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم} والعلم عند الله تعالى.

  • زكاة الفطر من بداية رمضان

    هل يجوز إخراج زكاة الفطر من بداية شهر رمضان؟ وما هو الوقت المفضل لإخراجها؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فقد ذهب الشافعي وأحمد وإسحاق والثوري -ومالك في رواية- إلى أن زكاة الفطر تجب بغروب الشمس من آخر يوم من رمضان؛ لأنها وجبت طهرةً للصائم، والصوم ينتهي بالغروب فتجب به الزكاة. وقال أبو حنيفة وأصحابه والليث وأبو ثور ومالك -في إحدى روايتيه-: تجب بطلوع الفجر من يوم العيد؛ لأنها قربة تتعلق بيوم العيد، فلم يتقدم وجوبها يوم العيد، كالأضحية يوم الأضحى.

    والوقت الأفضل لإخراجها هو يوم العيد قبل الصلاة؛ لما رواه الشيخان وغيرهما عن ابن عمر رضي الله عنهما (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر بزكاة الفطر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة) يريد صلاة العيد، وعن عكرمة قال: يقدم الرجل زكاته يوم الفطر بين يدي صلاته؛ إن الله تعالى يقول: (قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى) ويمكن إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين، لما رواه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (كانوا يعطونها قبل الفطر بيوم أو يومين)

    وأما إخراجها من بداية الشهر فمن أهل العلم ـ كالشافعي ـ من جوز ذلك، بناء على أن الزكاة تجب بأمرين هما الصيام والإفطار فإذا حصل أحد السببين ـ وهو الصيام ـ جاز إخراجها، والله تعالى أعلم.

  • صيام الحامل والمرضع

    إذا أفطرت الحامل أو المرضع خوفاً على نفسيهما في نهار رمضان ماذا عليهما؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فيجوز للمرأة الحامل أو المرضع أن تفطر إذا كان الصوم يشق عليها، أو تخاف على ولدها؛ لما رواه الترمذي عن أنس بن مالك الكعبي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة، وعن الحامل أو المرضع الصوم} قال الترمذي: حديث حسن. وعلى الحامل والمرضع أن تقضيا الأيام التي أفطرتاها؛ لعموم قوله تعالى {فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر} ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قرن بينهما وبين المسافر فدل ذلك على أنها مطالبة بالقضاء متى ما زال عذرها.

    هذا إذا كانت المشقة شديدة يترتب عليها ضرر، قال ابن قدامة رحمه الله: لا نعلم فيه بين أهل العلم اختلافاً؛ لأنهما بمنزلة المريض الخائف على نفسه.أ.هـ

     أما إذا كانت مشقة معتادة – كصداع خفيف وقيء لا يتبعه إرهاق شديد –  وهي لا تخشى على نفسها ولا على جنينها فيجب عليها الصوم؛ إذ الصوم لا ينفك عن قدر من المشقة غالباً، كما أن الحمل لا يخلو من وهن وإن لم يكن في وقت صيام؛ كما قال سبحانه {حملته أمه وهناً على وهن} والله تعالى أعلم.

  • حكم صيام 29 رمضان

    السلام عليكم. سؤالي يوم الاثنين ٢٩ شعبان وأنا متعود صيامه والخميس هل يمكنني صيامه حتي ولو طلع رمضان بعده؟ وجزاكم الله خير

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فلا حرج عليك في صيام يوم الاثنين حتى لو كان قبل رمضان بيوم واحد ما دمت معتاداً على صيامه؛ وقد أشار إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال “لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين، إلا رجل كان يصوم صوماً فليصمه” والله الموفق والمستعان.

  • حكم الواسطة

    لديَّ سؤالان

    الأول: حول الوساطة وحكمها الشرعي؟

    الثاني: أريد من إحدى العاملات في مقر عملي التوسط لي ليتم ترسيمي في عملي، علماً بأني مؤهل لهذا المنصب؛ وأحمل شهادة تخولني الحصول عليه، ولكن الشخص الذي دلني عليها قال لي: إنها على علاقة غير شرعية بالمدير، لذا هو يلبي كل طلباتها، وأنا صراحة لم أصدق هذا، ولكني خشيت أن يكون على حق؛ فأكون قد لجأت إلى الحرام لقضاء حوائجي، هل يجوز لي أن أستخير الله في موقف مثل هذا؟ وأرجو منكم دعاء الله بتيسير أموري، وإعانتي على اتباع الحق. وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فما يسميه الناس واسطة هو في اصطلاح الشرع شفاعة، ويحكمها قول ربنا سبحانه ((من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها)) وقول النبي صلى الله عليه وسلم {اشفعوا تؤجروا} مع قوله {أتشفع في حد من حدود الله يا أسامة؟} فإذا كانت الشفاعة لنيل حق أو دفع ظلم فهي مشروعة والشافع مأجور، وأما إذا كانت للحيلولة دون حد من حدود الله أو تحايلاً لنيل ما لا تستحق فلا تُشرع، ومن سعى فيها فهو مأزور، وعليك أن تنصح زميلك هذا بألا يتكلم في أعراض الناس فهذا باب عظيم من أبواب جهنم؛ قال تعالى ((إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ^ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ^ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ)) والله تعالى أعلم.

  • مفهوم شهادة الزور

    ماحكم شهادة شاهد جاء يشهد في مسأله معينة وهو كان حاضر المشكله لاكن ما طلبوه للشهادة جاء من تلقا نفسه

    في نفس المسألة لاكن جاء يشهد وهو اصلا محاضر المشكلة بس شاهد زور والطرف الثاني يعلم ذالك

    داير اجابه ودليل للصورتين واذا كنت انت القاضي ماذا تفعل واذا الرجل نزلك محامي وجاء الشاهد زي دا يشهد بماذا ترد الشبه وما هو دليلك من الدين الإسلامي

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد

    فإن شهادة الزور هي الشهادة بالكذب ليتوصل بها إلى الباطل من إتلاف نفس أو أخذ مال أو تحليل حرام أو تحريم حلال، وقد حرَّمها الله عز وجل في كتابه بقوله سبحانه {والذين لا يشهدون الزور} وشدد النبي صلى الله عليه وسلم في أمرها؛ كما في حديث أبي بكرة رضي الله عنه (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟) قالوا: بلى يا رسول الله. قال: (الشرك بالله، وعقوق الوالدين ـ وجلس وكان متكئاً فقال: ألا وقول الزور. فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت) متفق عليه، قال ابن حجر رحمه الله في قوله (وكان متكئاً فجلس) بأنه صلى الله عليه وسلم اهتم بذلك حتى جلس بعد أن كان متكئاً، ويفيد ذلك تأكيد تحريم الزور وعظم قبحه، وسبب الاهتمام بذلك كون قول الزور أو شهادة الزور أسهل وقوعاً على الناس والتهاون بها أكثر، فإن الإشراك ينبو عنه قلب المسلم، والعقوق يصرف عنه الطبع، وأما الزور فالحوامل عليه كثيرة كالعداوة والحسد وغيرها؛ فاحتيج إلى الاهتمام بتعظيمه، وليس ذلك لعظمها بالنسبة إلى ما ذكر معها من الإشراك قطعاً، بل لكون مفسدة الزور متعدية إلى غير الشاهد، بخلاف الشرك فإن مفسدته قاصرة غالباً.ا.هــ وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه (من شهد على مسلم شهادة ليس لها بأهل  فليتبوأ مقعده من النار) رواه أحمد، وعن أيمن بن خزيم الأسدي رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قام خطيباً فقال (أيها الناس، عدلت شهادة الزور إشراكاً بالله) ثم قرأ صلى الله عليه وسلم {فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور} قال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى: إن شاهد الزور قد ارتكب عظائم: أحدها الكذب والافتراء، وثانيها أنه ظلم الذي شهد عليه حتى أخذ بشهادته ماله وعرضه وروحه أحياناً، وثالثها أنه ظلم الذي شهد له بأن ساق إليه المال الحرام فأخذه بشهادته فوجبت له النار، مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم (من قضيت له من مال أخيه بغير حق فلا يأخذه، فإنما أقطع له قطعة من النار)، رابعها أنه أباح ما حرم الله تعالى، وعصمه من المال والدم والعرض.ا.هــ وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يجلد شاهد الزور أربعين، ويسخِّم وجهه، ويحلق رأسه، ويطوف به في السوق. قال أكثر أهل العلم: ولا تقبل له شهادة أبدا. تفسير القرطبي 13/80

  • قص شعر المرأة

    السلام عليكم ورحمة شيخنا الجليل. ما حكم قص المرأة لشعرها بغرض الزينة.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد

    فإذا كان شعر المرأة كثيفاً، فلا حرج عليها أن تقص بعضه؛ استدلالاً بما رواه مسلم في صحيحه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما أن أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن كن يأخذن من رؤوسهن حتى تكون كالوفرة – أي ما يبلغ شحمة الأذن – وكن يفعلن ذلك تخفيفاً لمؤونته عليهن. قال النووي رحمه الله تعالى في شرحه: وفيه دليل على جواز تخفيف الشعور للنساء.

    وهذا الجواز مشروط بألا يكون في ذلك غرض التشبه بالرجال، أو التشبه بالكافرات أو الفاجرات، لأن كلا الأمرين حرام؛ فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام (لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال) وقال (من تشبه بقوم فهو منهم) والله تعالى أعلم.

  • سؤال المخطوبة عن الختان

    أريد أن تكون في زوجتي مواصفات معينة، مثلاً أن تكون بكراً غير مختونة…، هل يجوز أن أسألها؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فأما السؤال عن البكارة فلا؛ لأن فيه تعريضاً بقذف وإبداء لسوء ظن لا يليق بالمسلم، وقد قال الله تعالى {اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم} وقال النبي صلى الله عليه وسلم «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث» وأما شأن الختان فيمكنك السؤال عنه عن طريق إحدى النساء الثقات من محارمك أو غيرهن، ولا توجه السؤال إلى الفتاة مباشرة لما في ذلك من خدش حيائها وتعريضها لما لا ينبغي، والله تعالى أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى