أنا فتاة متدينة والحمد لله، وتعليمي عالي ومتفوقة وأخشى الله في كل تصرفاتي؛ خطبت لشاب متدين؛ وكنت أراعي الله في تصرفاتي معه وتمنيت منه الذرية الصالحة وأحببته وخشيت الله فيه، وكانت الخطبة مدة سنتين عاملته وأهله معامله الإسلام إلي أن تعثر أخي مادياً، واخطأ أخي كثيراً، وتراكمت الديون علينا كثيراً؛ وكنت أنصح أخي كثيراً؛ ولكنه رفض الاستماع لي؛ وفوجئت أن خطيبي يفسخ الخطبة بسبب ديون أخي وأخطائه؛ حاولت أن أقول له أن ليس لي ذنب وأن لا تزر وازرة وزر أخرى؛ فأصر علي فسخ الخطبة؛ وبالفعل حدث أن فسخت الخطبة؛ وأنا الآن اعمل وأحاول سداد ديون أخي التي ليس لي ذنب فيها؛ فهل هذا الخطيب ظلمني وليس لي ذنب سوي أنني أريد أن أكون زوجة صالحة لإنسان صالح فهل الإنسان يؤخذ بذنب أخيه؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فعليك الرضا بقضاء الله وقدره، وتذكري قوله تعالى {وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون} ولعل الله تعالى قد ادخر لك ما هو أحسن وأفضل وأكرم، وأكثري من الاستغفار ليفرِّج الله همَّك وينفِّس كربك.
وأما الخاطب فما كان ينبغي له أن يحمِّلك عاقبة تصرفات الأخ؛ لأن {كل امرئ بما كسب رهين} ولا يجني والد على ولده، لكن قولي: قدَّر الله وما شاء فعل.
وبقي أن أذكِّرك ـ أختاه ـ بألا تزكِّي نفسك بقولك: أنا متدينة وأخشى الله في كل تصرفاتي؛ لأن الله تعالى نهى عن ذلك بقوله {فلا تزكُّوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى} وذم قوماً فقال {ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكِّي من يشاء ولا يظلمون فتيلا} أسأل الله أن يزيدكِ تقى وهدى وعفافاً وغنى، والحمد لله رب العالمين.