أنا متزوج بامرأة من جنسية كندية، أسلمت على يدي، وتعلمت أشياء كثيرة في الدين وأنا بحمد الله تعرفت على ديني أكثر والتزمت، ونعيش في منطقة الكبك حيث يغلب عليها المميَّعون، فأصبحت أبذل ضعف مجهودي لإيضاح الدين كما جاء لزوجتي، والحمد لله ظهرت عليها الثمار، غير أن زوجتي ذات طابع استفزازي غالباً وأنا عصبي، لكني كنت أعاني كثيراً في إفهامها الإسلام نظراً لخلفيات حياتها قبل الإسلام، ومعظم المشاكل تأتي من جانب أهلها الكفار الذين يريدون حضورها في حفلاتهم الشركية وأنا أرفض، مما خلق عندها مشاكل نفسية وضغوطاً رهيبة، وأنا كذلك، وحرصت على أن لا أتركها لقمة لهم؛ ومرة تشاجرنا وأصبحت تستفزني وتقول لي: طلقني، علماً بأنها تجهل معنى هذه الكلمة، وما يترتب عليها، فبسرعة لم أتمالك نفسي فيها قلت لها كلمة طالق، وكأني أردت عقوبتها لاستفزازها لي، وكانت نيتي سبها، وأحسست بأنها خرجت من فمي لوحدها ولم يرد في ذهني معنى الطلاق، لكن محاولة لإظهار رجولتي، وسكت بسرعة وعندما سألتني عما قلته بالعربية قلت لها: لا لا شئ ونسيت الموضوع، ثم مرة أخرى طلقتها ولكني قلتها لإجبارها على طاعتي، ولم أفكر أن نتفارق، ولكن لردعها، فذهبت إلى أخ لي طالب في الشريعة وعقَّلني، وضح لي معنى الطلاق والرجعة، إلا أني فهمت من كلامه خطأً أن الطلقة لا تحسب طلقة إلا إذا اكتملت عدة المرأة، فاستسهلت الطلاق، كما أنه عند تصفحي للفتاوى في موقع الإسلام سؤال وجواب اتضح لي خطأ أن من تلفظ بالطلاق غضبان لا تحسب عليه، وهكذا والله يعلم اشتبه عليَّ كل شئ، وإثر تخاصم بيننا تلفظت بالطلاق للمرة الثالثة،كما أنه في هذه الفترة بدأت تعاني من انهيار عصبي والله يعلم أني لم أكن على علم بأنها الثالثة و إلا لم افعلها، بالإضافة أني لم اخذ بعين الاعتبار الطلقة الأولى ونسيتها وحتى زوجتي الحديثة الإسلام لا تعرف العواقب، وإلا لأخذت حذرها، وبعد أن قرأت فتاوى صدفة تعرفت على أخطائي، ومعلوماتي الخاطئة.
هل بانت مني زوجتي؟ لا أريد تركها، بالإضافة أنها حديثة الإسلام وليس في مصلحة عقيدتها هذا الطلاق خاصة هنا في بلاد الكفر، فيها بذرة طيبة، تصلي وتحفظ القرآن والسنة والأذكار الخ، والله المستعان في هذه البلاد التي ينعدم فيها أولو العلم، ويغفر الله غربتنا.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
أولاً: أنت مأجور على إدخالك زوجتك في الإسلام، وأنت إن شاء الله ممن قال الله فيهم {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين} وكل خير تقوم به الزوجة هو في ميزان حسناتك؛ لأن الدال على الخير كفاعله، وأنت مأجور كذلك على صبرك عليها وحرصك على أن لا تتركها لأهلها الكفار ليفتنوها عن دينها ويصدوها عن سبيل الله
ثانياً: لا يجوز لك البقاء في ديار الكفر حيث يغلب عليها المميعون كما تقول في سؤالك، وتكون أنت وزوجتك عرضة للفتن، بل عليك أن تلحق بديار المسلمين، لتجد أنت وزوجتك على الخير أعواناً، ويصلح الله حالكما في الدين والدنيا، واحذر من التهاون بهذا الأمر؛ فإن الله تعالى يقول {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا} ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وقد فهمت من سؤالك أن معظم مشاكلك مع زوجتك إنما هي بسبب أهلها الكفار
ثالثاً: إظهار الرجولة لا يكون بالتلفظ بالطلاق؛ كما أن الرجل العاقل ـ وأنت إن شاء الله منهم ـ لا يستجيب لاستفزاز المرأة، بل يعامل الله فيها؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها {كنت لك كأبي زرع لأم زرع غير أني لا أطلقك} وما المانع أن تقول لها: أنا رجل والحمد لله لكنني لا أطلقك
رابعاً: الواجب عليك ألا تكتفي ـ في أمر الطلاق ـ بتصفح المواقع الإسلامية أو قراءة الكتب التي تناولت أحكام الطلاق، بل عليك بسؤال أهل العلم الموثوقين في بلدك، واشرح لهم ـ تفصيلاً ـ الحالة التي كنت عليها عند تلفظك بالطلاق؛ لعل الله يجعل لك فرجاً ومخرجاً، والله تعالى أعلم.