الفتاوى

  • الدعاء للفوز في مباراة

    ما حكم دعاء الله عز وجل في سفاسف الأمور؟ مثال شخص يشاهد مباراة في كرة قدم، ولما كانت ضربات الجزاء صار يقرأ القرآن ويدعو الله أن يسجل فريقه هدفاً وأن يضيع خصمه الهدف؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالواجب على المسلم تعظيم ربه جل جلاله والتأدب معه حال دعائه، وما ينبغي له أن يدعوه بسفاسف الأمور التي يكرهها جل وعلا بل يدعوه في معالي الأمور، وكذلك قراءة القرآن لا تتخذ لمثل هذه الأحوال، وقد قال الله تعالى {ولا تتخذوا آيات الله هزوا} وكرة القدم ليست إلا لهواً مباحاً في أحسن أحوالها، ولا يترتب على الفوز أو الخسارة نفع أو ضرر في دين المرء، فليتق الله امرؤ جعل الدعاء لمثل تلك السفاسف، وأسأل الله الهداية للجميع.

  • حكم وضع الطين تحت رأس الميت

    ما حكم وضع طينة لينة تحت رأس الميت؟ وهل يعاقب من وضع حجراً جافاً بعد أن قرأ عليه سورة يس؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالمستحب أن يوسد رأس الميت لبنة أو حجراً ونحوهما، وليس من السنة قراءة شيء على الحجر أو اللبنة قبل وضعها؛ إذ لم يفعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه ولا قال به سلف الأمة المتبوعون، وكل خير في اتباع من سلف، والله تعالى أعلم.

  • حكم إسبال الثياب

    ما حكم إسبال الرجل ثيابه؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فقد ثبتت الأحاديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم في النهي عن الإسبال والتشديد في منعه؛ كقوله عليه الصلاة والسلام {لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء} وقوله {ما أسفل الكعبين فهو في النار} وقوله {ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب} وتشتد الحرمة إذا اقترن بالإسبال قصد الخيلاء، والله تعالى أعلم.

  • تنزيل القرآن في الهاتف الجوال

    ما الحكم في تنزيل القرآن الكريم على الجوال صوت أو صورة أو كلاهما؟ وهل من الحرام أخذ الجوال إلى الحمام خصوصاً في الأماكن العامة، والقرآن لا يظهر على الشاشة؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فلا حرج في تنزيل القرآن الكريم على الجوال صوتاً أو صورة أو كلاهما، إذا كان القصد من ذلك الانتفاع به في التلاوة والسماع؛ إذ الجوال من الوسائط التي ينبغي للمسلم تسخيرها في طاعة الله تعالى، ولا حرج في أخذه إلى الحمام دون تشغيله فيه صوتاً أو صورة، والله تعالى أعلم.

  • الفرق بين الجن والشياطين

    ما الفرق بين الجن والشيطان؟ وهل ممكن أن المرء يرى ويشعر بوجود أناس معه بالبيت ولا يشعر بذلك باقي من في البيت؟ ولو أنهم لا يؤذون هل يمكن يكونون من الجن المسلم؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن الشيطان هو أبو الجن كما أن آدم عليه السلام هو أبو الإنس، والذي يدل عليه ظاهر القرآن أن الشيطان ـ وهو إبليس اللعين ـ واحد من الجن؛ كما قال  ربنا جل جلاله {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه} وكلمة الشيطان تطلق في لغة العرب على كل متمرد من جنسه، وفي الحديث {الكلب الأسود شيطان} وفي اصطلاح الشرع: الشيطان هو الجن الكافر الذي بلغ في الشر منتهاه، ودونه العفريت والعاتي والعامر والجني، والأصل أنهم لا يرون كما قال تعالى {إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم} لكن قد يراهم بعض الناس أحياناً كما وقع ذلك لأبي هريرة رضي الله عنه حين رأى الشيطان يحثو من الصدقة؛ فأمسك به، ويمكن أن يكون عمار البيت من الجن مسلمين أو كفاراً، وعلى من ابتلي بذلك أن يقرأ سورة البقرة فإنها أشد شيء على الشيطان، والعلم عند الله تعالى.

  • الكلام في النت والخلوة

    هل يمكن قياس الكلام مع البنات في النت بالخلوة والاختلاط؛ خصوصاً أن الكلام لا يخرج من حدود الأدب والنصح والتوجيه والإرشاد؟ أفيدونا مأجورين.

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فلا يجوز للمسلم أن يجعل من الكلام مع البنات بواسطة النت مادة للتسلية؛ إذ لا يرضى ذلك لأخته وما ينبغي أن يرضاه لبنات المسلمين حيث {لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه} وأما النصح والتوجيه والإرشاد فالأولى أن يقوم به المرء مع إخوانه من الرجال، وتقوم به المرأة مع أخواتها من النساء؛ سداً لذريعة الفتنة وقطعاً للطريق على الشيطان، والعلم عند الله تعالى.

  • الزواج ممن لا ترتدي الحجاب

    ما حكم الزواج من امرأة مسلمة لكنها لا ترتدي الحجاب؟ وهل يجب عليَّ أن أحجبها؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالمستحب للمسلم إن أراد الزواج أن يختار المسلمة الديِّنة العفيفة التي إن نظر إليها سرَّته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله، ولا يخفى عليك أيها السائل أن أمر الحجاب أمر دين لا يقبل المساومة، وقد أوجبه ربنا على النساء بقوله {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} فعليك أن تبحث عمن تطيع ربها وتحفظ نفسها، ولو قُدِّر لك أنك تزوجت بفتاة غير محجبة فالواجب عليك أمرها بالحجاب وإلزامها به؛ لعموم قوله تعالى {قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة} والله تعالى أعلم.

  • البيعة وأنواعها

    عن حسان بن نوح قال: سمعت عبد الله بن بسر المازني يقول: ترون يدي هذه بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول {لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ولو لم يجد أحدكم إلا لحاء شجر فليفطر عليه} هل المقصود بقول الصحابي {بايعت} في هذا الحديث أنها بيعة الإسلام؟ وما هي البيعة؟ وما هي أنواعها؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وقد تكرر من الصحابة رضوان الله عليهم ذكر البيعة عند حديثهم عن بعض الأحكام؛ وذلك إظهاراً لنعمة الله عليهم حين فازوا بهذا الشرف العظيم، شرف مبايعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومس يده الشريفة بأيديهم، وتوثيقاً للأحكام التي يخبرون عنها، وبثاً للطمأنينة في نفوس السامعين بأنهم يخبرون عن النبي صلى الله عليه وسلم مشافهة لا بواسطة، والمقصود بالبيعة هنا بيعة الإسلام.

    والبيعة تطلق في اصطلاح الشرع على المبايعة على الطاعة، قال تعالى مخاطباً نبيه عليه الصلاة والسلام {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله} كأن المبايع يعاهد أميره على أن يسلم له النظر في أمر نفسه وأمور المسلمين، لا ينازعه في شيء من ذلك، ويطيعه فيما يكلفه به من الأمر على المنشط والمكره، وكان الناس يبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم تارة على الهجرة والجهاد، وتارة على إقامة أركان الإسلام،  وتارة على الثبات والقرار في معركة الكفار، وتارة على التمسك بالسنة واجتناب البدعة والحرص على الطاعات، والله تعالى أعلم.

  • مكياج الرجال

    ما هو حكم وضع المكياج في الفم للرجال؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فلا يجوز للرجل وضع المكياج في الفم؛ لأن هذه من الخصال التي يختص بها النساء، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال، ولعن الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل، ومن وقع في شيء من ذلك فيلزمه التوبة إلى الله، والله تعالى أعلم.

  • يصلي ورأسه مكشوف

    ما حكم من يصلي ورأسه كاشف؟

    وما حكم من يصلي وراء أمام وهو يدخن في السجائر علناً؟

    وما حكم من يرائي الناس بصلاته سواء كان بالصوت الجميل أو بحب الرئاسة وقيادة الناس؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فصلاة حاسر الرأس صحيحة، والأولى في حقه أن يغطي رأسه؛ عملاً بالسنة وطلباً للكمال؛ قال تعالى {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} والصلاة وراء المدخن صحيحة؛ لأن كل من صحت صلاته لنفسه صحت صلاته لغيره، وقد كان أنس بن مالك وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما يصليان خلف الحجاج بن يوسف، وهو ممن ارتكب الموبقات العظام من الاستخاف بالدم وحرمة البلد الحرام، وكذلك الصلاة خلف من كان يأتي بالأركان والشروط دون نظر لكونه مرائياً أو مبتلى بحب الرئاسة، فحسابه في ذلك على الله، وليس لنا إلا صلاته التي تجري على وفق ما شرع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

    والذي أنصح به السائل أن كل من كان من الأئمة على غير الجادة، فالواجب مناصحته سراً، وحضه على التوبة إلى الله تعالى مما هو واقع فيه؛ حتى تسلم قلوب الناس نحوه، فإن انتصح فالحمد لله، وإن أصر على ما هو من انتهاك حدود الله، فالسعي في عزله ـ من غير إحداث فتنة ـ أمر مطلوب، وإن عجزنا عن عزله صلينا وراءه، وحسابه على الله تعالى، والله أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى