الفتاوى

  • إتيان الزوجة وهي واقفة

    هل يجوز أن أجامع زوجتي وهي واقفة؟ أرجو الرد وشكراً، وهل يجوز النظر إلى كل جسمها وتقبيلها من كل مكان؟

    نعم يجوز لك ذلك كله؛ لعموم قوله تعالى )نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم( قال القرطبي رحمه الله تعالى بعدما ساق الروايات عن ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم: هذه الأحاديث نص في إباحة الحال والهيئات كلها إذا كان الوطء في موضع الحرث، أي كيف شئتم من خلف ومن قُدَّام وباركة ومستلقية ومضطجعة، فأما الإتيان في غير المأتى فما كان مباحاً، ولا يباح، وذكر الحرث يدل على أن الإتيان في غير المأتى محرم، والله تعالى أعلم.

  • شروط الجمع في المطر

    ما هي شروط الجمع في المطر؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد

    الجمع بين العشائين حال نزول المطر سائغ، وهو أولى من الصلاة منفرداً في البيت، وشروط هذا الجمع هي: أولا: أن يكون العذر الذي يبيح الجمع – وهو المطر – حاصلاً عند الشروع في الصلاة الأولى، بمعنى أن يكون المطر واقعاً لا متوقعاً.. ثانياً: أن يكون المطر مما يبل الثياب؛ أما إذا كان شيئاً خفيفاً – كرذاذ أو رشاش – فإنه لا يبيح الجمع.. ثالثاً: أن ينوي الإمام الجمع قبل الشروع في الصلاة الأولى.. وليس شرطاً أن يستمر المطر إلى حين الشروع في الصلاة الثانية؛ قال الخرشي في شرحه لمختصر خليل المالكي: (كأن انقطع المطر بعد الشروع) أي: أن الجماعة إذا شرعوا في صلاة المغرب لوجود سبب الجمع وهو المطر فلما صلوها أو بعضها ارتفع السبب، فإنه يجوز لهم التمادي على الجمع إذ لا تؤمن عودته، وظاهره ولو ظهر عدم عودته. أما لو انقطع قبل الشروع فلا جمْعَ إلا بسبب غيره. فالمراد الشروع في الأولى. انتهى

  • إنكار السنة والجن

    فضيلة الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف

    السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته؛ أما بعد: نرجو من فضيلتكم التكرم بالرد على هذه الأسئلة نسبة لأهمية الموضوع، لديَّ أحد الأصدقاء من المعجبين بشخصية أحد الدعاة ويدافع عن آرائه بشدة وبعد المناقشة معه ذكر لي هذه الأسئلة:

    (1) حديث الرضاعة، حدثنا ‏ ‏عمرو الناقد ‏ ‏وابن أبي عمر ‏ ‏قالا حدثنا ‏ ‏سفيان بن عيينة ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الرحمن بن القاسم ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت:‏ “جاءت ‏ ‏سهلة بنت سهيل ‏ ‏إلى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقالت: يا رسول الله إني أرى في وجه ‏ ‏أبي حذيفة ‏ ‏من دخول ‏ ‏سالم ‏ ‏وهو حليفه؟ فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏«‏أرضعيه» قالت: وكيف أرضعه وهو رجل كبير؟ فتبسم رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وقال «قد علمت أنه رجل كبير» ‏زاد ‏ ‏عمرو ‏ ‏في حديثه وكان قد شهد بدرا ‏ ‏وفي رواية ‏ ‏ابن أبي عمر ‏ ‏فضحك رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم”

    السؤال: نرجو من فضيلتكم شرح تفصيلي لهذا الحديث؟ مع العلم بأن صديقي يقوم بذكر هذا الحديث كدليل على عدم صحة الكتب الستة الصحاح ويقول أن هذا تعارض مع العقل وأيضا يعارض نصوص الأحاديث الأخرى في الرضاعة.

    (2) هل صحيح أن العين غير موجودة؟ ويريد دليل مادي علي صحة وجود العين؟

    (3) هل صحيح أن السحر غير موجود؟ وما مدى صحة القول بأن الإنسان إذا سكب ماء ساخن في الحمام أو في الأماكن القذرة يصاب بالجن؟ وقال أنه علي استعداد بالقيام بالتجربة أمامنا ومتأكد من عدم إصابته بالجن؟

    ملحوظة: نرجو من فضيلتكم الرد وذلك لأني وعدته بالرد على هذه الأسئلة ووعدته بإلقاء الأسئلة على فضيلتكم والرد عليه بحضور عدد من الأصدقاء.

    وفي الختام: نسأل الله التوفيق وأن يرينا الحق حقاً ويلزمنا إتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويجنبنا اتباعه. وبحمد الله وتوفيقه تخرجت من كلية الهندسة قسم الهندسة الطبية الحيوية وسوف نلتحق بالدروس والمحاضرات عقب الوصول إلى السودان إن شاء الله.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛ وأسأل الله تعالى أن يجعلني وإياك هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، سلماً لأوليائه، حرباً لأعدائه، نحب بحبه من أطاعه من خلقه، ونعادي بعداوته من خالفه، وأن يفقهنا في ديننا ويعلِّمَنا سنة نبينا، أما بعد.

    فإن أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم تختلف فيها آراء العلماء ومآخذ الفقهاء – إن في ثبوتها أو دلالتها – وما منهم إلا رادٌّ ومردودٌ عليه، في أمور يسوغ فيها الاختلاف وتتعدد وجهات النظر؛ لكن ثمة فرقاً بين مسلك هؤلاء الأجلة الذين حفظ الله بهم السنة ونشر عن طريقهم العلم؛ وبين مسلك قوم أهل أهواء يريدون هدم الدين بالتشكيك في السنة جملة، وبإثارة الشبهات حولها وتزهيد الناس فيها، تارة بدعوى أنه لا  سبيل إلى التأكد من ثبوتها، وتارة بالطعن في حملتها من الصحابة الكرام بدعوى أن لهم مصلحة في الأحاديث التي نقلوها، وتارة بالدندنة حول عدم أهلية علماء الحديث الذين ميَّزوا الصحيح من السقيم، وأفنوا أعمارهم في خدمة هذا العلم الشريف، وليتهم حين يفعلون ذلك يصدرون عن علم أو هدى، اللهم لا هذا ولا ذاك سوى تقليد أساتيذهم من المستشرقين أو اجترار ما كتبه الرافضة وسوَّدوا به الصحائف من الطعن على الدين جملة؛ ولذا لا يقتصر كلامهم على حديث بعينه، بل بعضهم ينكر السنة جملة، وبعضهم يقول: أنا أتبع السنة الفعلية دون القولية، وبعضهم يقول: أنا لا أؤمن إلا بالمتواتر أما خبر الآحاد فلا حاجة لي فيه، ولذلك تجد هذا الصنف ينكر أشراط الساعة وأخبار الفتن والملاحم، ويقدم الرأي على المنقول، ويفسر أحداث التاريخ وفق ما يهوى، ولا يشعر بتعظيم للصحابة الكرام في نفسه، بل ربما حفظ عن بعضهم – عياذاً بالله – الاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم في مجالسه الخاصة، وهؤلاء هم أهل الأهواء الذين تتابعت النصوص في التحذير منهم والتنفير من مسلكهم {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} وأما الجواب على ما طرحت من أسئلة فأقول:

    قصة إرضاع سالم مولى أبي حذيفة أوردها مسلم في صحيحه من حديث أمنا عائشة رضي الله عنها أن سهلة بنت سهيل سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن سالماً قد بلغ ما يبلغ الرجال، وعقل ما عقلوا، وإنه يدخل علينا، وإني أظن أن في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئاً، فقال: «أرضعيه تحرمي عليه ويذهب الذي في نفس أبي حذيفة» فرجعت فقالت: إني قد أرضعته، فذهب الذي في نفس أبي حذيفة. ذكره مسلم.

    فأخذت طائفة من السلف بهذه الفتوى منهم عائشة، ولم يأخذ بها أكثر أهل العلم، وقدموا عليها أحاديث توقيت الرضاع المحرم بما قبل الفطام وبالصغر وبالحولين لوجوه:

    أحدها: كثرتها وانفراد حديث سالم.

    الثاني: أن جميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم خلا عائشة رضي الله عنهن في شق المنع.

    الثالث: أنه أحوط.

    الرابع: أن رضاع الكبير لا ينبت لحماً ولا ينشر عظماً، فلا تحصل به البعضية التي هي سبب التحربم.

    الخامس: أنه يحتمل أن هذا كان مختصاً بسالم وحده، ولهذا لم يجئ ذلك إلا في قصته.

    السادس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على عائشة وعندها رجل قاعد، فاشتد ذلك عليه وغضب، فقالت: إنه أخي من الرضاعة، فقال: انظرن من إخوانكن من الرضاعة، فإنما الرضاعة من المجاعة. متفق عليه واللفظ لمسلم.

    وفي قصة سالم مسلك آخر، وهو أن هذا كان موضع حاجة، فإن سالماً كان قد تبناه أبو حذيفة ورباه، ولم يكن له منه ومن الدخول على أهله بد، فإذا دعت الحاجة إلى مثل ذلك فالقول به مما يسوغ فيه الاجتهاد، ولعل هذا المسلك أقوى المسالك، وإليه كان شيخنا يجنح، والله أعلم.

    فإن جماهير العلماء من أهل المذاهب الأربعة وغيرهم على أن إرضاع الكبير لا يُحَرِّم، وقد مضى بيان هذا في الفتوى رقم: 3901. وأما ما روي من فعل ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان حالة خاصة تعالج أمراً من أمور الجاهلية، وهو التبني. وعلى هذا حمله الجمهور، وقال بعضهم بأن ذلك منسوخ بالأخبار الكثيرة الواردة في عدم التحريم بإرضاع الكبير، ولو أننا قلنا بما قالته أمنا عائشة رضي الله عنها، وأخذت به ومن وافقها من العلماء كابن حزم مثلاً، في أن رضاع الكبير جائز ويُحرم، لما كان ذلك بعيداً لأنه لا يُباح إلا عند الحاجة، بدليل حديث سالم المذكور في الجواب الذي أشرنا إليه. وقد دلت أحكام الشريعة على اعتبار حاجات الناس وضرورياتهم ودعت إلى مراعاتها، ولو أدى ذلك إلى الوقوع في أمر غير مشروع، ما دامت الحاجة أو الضرورة متحققة، ومن ذلك إباحة أكل الميتة للمضطر، وشرب الخمر لمن به غصة يخشى منها الضرر أو الموت. قال شيخ الإسلام: فيجوز إن احتيج جعله ذا محرم، وقد يجوز للحاجة ما لا يجوز لغيرها، وهذا قول متوجه. انتهى. ومع هذا فإننا نقول: لا يشترط لإرضاع الكبير أن يمس ثدي من يريد أن يرضع منها لتحرم عليه، بل يمكن أن يوضع له حليب المرأة في إناء ويشربه، وهذا هو الأليق، ولذلك قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه لحديث سالم مولى حذيفة: قوله صلى الله عليه وسلم “أرضعيه” قال القاضي: لعلها حلبته ثم شربه من غير أن يمس ثديها، ولا التقت بشرتاهما، وهذا الذي قاله القاضي حسنٌ، ويُحتمل أنه عفي عن مسه للحاجة كما خص بالرضاعة مع الكبر. انتهى. أما عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فلم تكن ترضع أحداً، بل كانت إذا أرادت أن يدخل عليها أحد أو يراها أمرت بنات أخواتها وبنات إخوانها أن يرضعنه، وأبت ذلك بقية زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، لأنهن رأين الأمر خاصاً بسالم مولى حذيفة، رواه أحمد وغيره، وصححه الألباني رحمه الله. ولا مجال للطعن في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فهي العفيفة المبرأة من فوق سبع سموات، فلا يتطرق إليها شك أو ريبة، وهي أم المؤمنين كما قال الله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} والطعن فيها رضي الله عنها طعن في زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل طعن في الله عز وجل الذي اختارها زوجة لنبيه وحبيبه صلى الله عليه وسلم، ولهذا كان من فقه عمار بن ياسر رضي الله عنهما قوله قبل موقعة الجمل: إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة، ولكن الله ابتلاكم لتتبعوه أو إياها. يعني في الخلاف الذي حصل بينها وبين علي رضي الله عنه. رواه البخاري. فهي زوجة نبينا صلى الله عليه وسلم في الجنة، توفي عنها وهو راضٍ عنها، بل ما قبضت روحه صلى الله عليه وسلم إلا ورأسه الشريف بين حاقنتها وذاقنتها، وكانت أحب نسائه إليه، فهل يتصور مسلم أن يختار الله لنبيه من لا تحفظه في نفسها وعرضها؟! سبحانك هذا بهتان عظيم. ومما ينبغي التنبه له أنه لم ينقل عن صحابي واحد إنكاره على أم المؤمنين ما ذهبت إليه في مسألة الرضاع من جهة الشك أو الريبة أو الاتهام، وإنما خالفها بقية أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اجتهاداً منهن في أن رضاع سالم كان خاصاً به، ورأت هي رضي الله عنها عدم الخصوصية عند الحاجة لذلك. والواجب على المسلم أن ينزه قلبه وسمعه عن أي خاطرة أو كلمة تشين أم المؤمنين الطاهرة الطيبة، التي هي زوج أطيب وأطهر إنسان صلى الله عليه وسلم، كما قال الله تعالى: وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}، وهذه الآية قد نزلت في عائشة رضي الله عنها. والله أعلم.

  • انحراف يسير في قبلة المسجد

    ما مدى صحة الصلاة في مسجد به انحراف يسير في قبلته جهة اليمين؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فاستقبال القبلة شرط في صحة الصلاة بإجماع أهل العلم، لقول ربنا سبحانه {فول وجهك شطر المسجد الحرام} ولقول النبي صلى الله عليه وسلم (إذا قمت إلى الصلاة فاستقبل القبلة وكبِّر) ومن كان داخل المسجد الحرام ففرضه استقبال عين الكعبة، ومن كان في مكة ـ شرفها الله ـ ففرضه استقبال الحرم، وأما من كان خارج مكة ففرضه استقبال جهة الكعبة؛ للحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما بين المشرق والمغرب قبلة) يعني بذلك أهل المدينة والشام، وأما من كان في جهة المشرق ـ كحالنا في السودان ـ ففرضنا استقبال ما بين الشمال والجنوب، وقد قال أهل العلم: إن الانحراف اليسير عن القبلة لا يضر ما دام المصلي مستقبلاً جهتها، وأما إذا كان الانحراف فاحشاً بحيث يبلغ خمساً وأربعين درجة فأكثر فالصلاة لا تصح على تلك الحال، والعلم عند الله تعالى.

  • كيف أتوب من ترك الصلاة؟

    لم أكن أؤدي الصلوات المفروضة بعد سن التكليف، ولكني الآن أواظب على صلواتي بانتظام، وأود أن أعرف كيف أقضي ما فَوَّتُّ من صلوات؟ خصوصاً أنني الآن أحرص على الصلاة في جماعة؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالواجب عليك التوبة إلى الله تعالى مما حصل من تفريط فيما مضى؛ خاصة إذا علمت أن الصلوات المكتوبات هي آكد فرائض الإسلام بعد الشهادتين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (ما مِنْ عبدٍ يُصلِّي الصلواتِ الخمس، ويصومُ رمضان، ويُخرجُ الزَّكاة، ويجتنبُ الكبائر السَّبعَ، إلاَّ فُتِحَتْ له أبوابُ الجنة، يدخُلُ من أيِّها شاء) ثم تلا {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} خرَّجه النَّسائي وابنُ حبان والحاكم من حديث أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهم، ولعل حرصك على الصلاة مع الجماعة علامة خير وصدق توبة إن شاء الله، وعليك أن تشتغل بقضاء ما فاتك وذلك بأن تصلي مع كل فرض فرضاً أو فرضين حتى يغلب على ظنك أنك قد أتيت بما عليك، ولا تشغل نفسك بالنوافل حتى تقضي الفرائض؛ فإن الله تعالى لا يقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة، والله تعالى أعلم.

  • أجرة على تحويل الأموال

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, أما بعد: عندي سؤال عن أمر أقلقني وأبحث عن الجواب الشافي والمرضي لله عز وجل.

    أحد التجار أراد أن يحول مبلغاً من المال من بلد لآخر، وقد عرضت عليه إرسال المال عن طريق صديق لي يريد إحضار مال له من البلد المرسل له، تمت الموافقة من التاجر, ولكني طلبت منه أجرة التحويل (هو لا يعلم أن الأجرة هي لي وليست لصديقي, وصديقي لا يعلم بأني أخذت مالاً من التاجر) هل لي الحق في أخذ الأجرة من التاجر أم هو حرام؟ وجزاكم الله خيرا.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فما أدري الوجه الذي يحل لك به هذا المال؟ فإن كنت بذلت مالاً في تحويل ذلك المبلغ لصديقك أو تلقي المبلغ الآخر من صديقك؛ فلك أن تأخذ ما بذلت مع أجرة المثل لقاء ما كان من جهد منك؛ أما إذا لم تبذل مالاً في التحويل ولم يكن منك جهد مذكور فلا حق لك في هذا المال، والله تعالى أعلم.

  • محجبة تريد الدراسة في الغرب

    السلام عليكم فضيلة الشيخ، أنا متزوجة ولي ثلاثة أطفال وأعيش في بلد أجنبي مع زوجي. أريد السؤال عن حكم الدراسة للمرأة المسلمة بالجامعات الأجنبية مع العلم بأني ملتزمة بحجابي والحمد لله، وغرضي من الدراسة هو تحسين وضع الأسرة حتى نستطيع العودة بأولادنا إلى بلدنا المسلم والاستقرار هناك؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فهذه الدراسة إن كانت في علم نافع ولا يترتب عليها ارتكاب محرم من خلع حجاب أو ممارسة ممنوعة أو اختلاط مشين فلا حرج عليك فيها؛ لأن طلب العلم ممدوح لذاته، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها، مع ملاحظة تحسين النية فلا يكن همك الوحيد تحسين الأوضاع، بل لا بد من استحضار نية صالحة في أنك تريدين نفع المسلمين بما تنالين من هذا العلم، والله تعالى أعلم.

  • الدراسة في بلاد غير المسلمين

    السلام عليكم وحمة الله وبركاته ،،،

    1. ما حكم الدراسة في بلاد الغرب (إنجلترا، أستراليا، أمريكا …إلخ)؟
    2. ما حكم التوسع في العلوم الدنيوية ،، جامعة ثم ماجستير، دكتوراة … إلخ ؟
    3. أحياناً، أفكر في هذه الإشياء فأقول هذه من تخطيط الكفار، ليشغلوا المسلمين عن تعلم دينهم وحفظ القرآن والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، حيث تجد الشاب يقضي جل عمره من مرحلة إلى مرحلة، وهو لا يحفظ القرآن، ولا صحيح مسلم أو البخاري، أو حتى لا يجيد حفظ الأربعين النووية، فحين يتخرج من الجامعة يبدأ يبحث عن فرصة أو منحة لدراسة الماجستير وتحضير لامتحانات اللغة الإنجليزية، ثم بعد الماجستير يبدأ بالبحث عن الدكتوراة، والتحضير للاختبارات اللازمة للتقديم، ثم بعد الدكتوراة يبدأ في العمل أو البحث عن العمل ،،، فأين دراسة القرآن وأين دراسة السنة؟؟ فهل تفكيري بهذه الطريقة صحيح؟؟ وجزاكم الله خيراً

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها، ودراسة العلم النافع ممدوحة لذاتها؛ والعلم النافع هو كل علم يترتب عليه نفع في الدنيا أو الآخرة أو فيهما معاً، ثم بعد ذلك هو متفاوت في فضله؛ فأفضل العلوم وأشرفها ما كان متعلقاً بكلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسـلم، من علوم القرآن والسنة والفقه واللغة والسيرة والتاريخ والشمائل، ثم بعد ذلك العلوم التي تتعلق بها مصالح العباد في الدنيا كعلوم الطب والصيدلة والبيطرة والهندسة والاقتصاد والآداب والإدارة والزراعة وما شابهها، وهذه العلوم لا غنى للناس عنها من أجل صلاح معاشهم ومعادهم مع ملاحظة تحسين النية فلا يكن همك الوحيد تحسين الأوضاع، بل لا بد من استحضار نية صالحة في أنك تريدين نفع المسلمين بما تنالين من هذا العلم،.

  • العقيقة وحلق شعر رأس المولود

    سؤالي زادكم الله من علمه يتعلق بالعقيقة وكيفية حلق شعر المولود، هل يجوز حلقه كله أم جزء منه؟ وهل صحيح أن حلقه والتصدق بوزنه سنة وليس بواجب؟ وماذا يفعل بالشعر بعد حلقه ووزنه؟ زادكم الله من علمه وجزاكم عنا خيراً

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فالسنة أن يُحلق رأس المولود في يوم سابعه ـ قصيراً كان أم طويلاً ـ ويتصدق بوزنه فضة؛ لما رواه مالك والبيهقي وغيرهما مرسلاً عن محمد بن علي بن الحسين قال {وزنت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شعر حسن وحسين وزينب وأم كلثوم فتصدقت بزنة ذلك فضة} ورواه البيهقي مرفوعاً من رواية عليّ رضي الله عنه {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر فاطمة أن تتصدق بزنة شعر الحسين فضة} قال النووي رحمه الله تعالى: وفي إسناده ضعف. وفي مصنف عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن جريج قال: سمعت محمد بن علي يقول: {كانت فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يولد لها ولد إلا أمرت بحلق رأسه وتصدقت بوزن شعره ورقا} قال ابن القيم رحمه الله تعالى: قال أبو عمر بن عبد البر: أما حلق رأس الصبي عند العقيقة فإن العلماء كانوا يستحبون ذلك وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في حديث العقيقة ويحلق رأسه ويسمى.ا.هـ وقال ابن قدامة رحمه الله تعالى في المغني: يُستحب أن يحلق رأس الصبي يوم السابع، ويُسمَّى.ا.هـ وكذا قال النووي رحمه الله تعالى في المجموع وابن حزم الظاهري في المحلى بالآثار وغيرهم من أهل العلم؛ استدلالاً بالروايات السابقة. وقد استحب كثير من أهل العلم أن يدفن الشعر بعد حلقه لأنه جزء من آدمي مكرَّم.

    وأما العقيقة فالسنة أن تكون في اليوم السابع للمولود؛ لما رواه أهل السنن عن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويسمى فيه ويحلق رأسه} قال الترمذي: هذا حديث حسن. فإن فات يوم السابع ولم يُعقَّ عنه ففي تضاعيفه؛ لما رواه أبو داود في كتاب المسائل قال: سمعت أبا عبد الله ـ يعني الإمام أحمد ـ يقول: العقيقة تُذبح يوم السابع. وقال صالح بن أحمد: قال أبي في العقيقة: تُذبح يوم السابع، فإن لم يفعل ففي أربع عشرة، فإن لم يفعل ففي إحدى وعشرين. وقال الميموني: قلت لأبي عبد الله: متى يعق عنه؟ قال أما عائشة فتقول: سبعة أيام وأربعة عشرة ولأحد وعشرين.ا.هـ

  • ميول جنسية شاذة

    السلام عليكم ورحمة الله، أنا شاب بالغ من العمر 25 عاما، أشعر بميول جنسية تجاه الرجال، ولقد وقعت فى هذه الجريمة 7 مرات، أولها كانت في رمضان الماضي، وآخرها كانت منذ شهر تقريباً؛ لقد قمت بهذه الجريمة. أعوذ بالله فى شهر رمضان الكريم، أستغفر الله العظيم، لكن كانت أول مرة، وكل مرة في ال 7 مرات التي مارست فيها هذه الجريمة كنت أكره نفسي بعدها، وأكره كل شيء حولي، والآن أنا والحمد لله أحاول الالتزام والتقرب من الله؛ عسى أن يشفيني وأن يغفر لي ذنبي على هذه الجريمة، أنا أطلب من حضرتكم 3 أشياء:

    1/ كيف أكفِّر عن تلك الجريمة التى فعلتها فى الشهر الكريم؟

    2/ كيف أقوم بالعلاج من هذا الابتلاء أو المرض؟

    3/ كيف أتخلص من الاكتئاب وعدم الثقة بالنفس؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فالشذوذ الجنسي – وهو عمل قوم لوط – من كبائر الذنوب التي يكفر مستحلها ويفسق فاعلها، وقد وصف الله فاعليها بأنهم عادون مسرفون فاسقون، وبيَّن ما أنزل بهم من العذاب والنكال {فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود} وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “لعن الله من عمل عمل قوم لوط” ثلاثا. وقد روى رواه ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسـلم قال “من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به” رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه. وأخرج البيهقي أن أبا بكر رضي الله عنه جمع الناس في حق رجل يُنكَح كما يُنكَح النساء؛ فسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك؛ فكان أشدهم يومئذ قولاً علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: هذا ذنب لم تعص به أمة من الأمم إلا أمة واحدة صنع الله بها ما قد علمتم، نرى أن نحرقه بالنار!! فاجتمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يحرقه بالنار؛ فكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد يأمره أن يحرقه بالنار. وأخرج البيهقي أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن حد اللوطي؛ فقال: يُنظَر أعلى بناء في القرية فيرمى به منكَّساً ثم يُتبع الحجارة. قال الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى: وما أحق مرتكب هذه الجريمة، ومقارف هذه الرذيلة الذميمة، بأن يعاقب عقوبة يصير بها عبرة للمعتبرين، ويُعذَّب تعذيباً يكسر شهوة الفسقة المتمردين؛ فحقيق بمن أتى بفاحشة قوم ما سبقهم بها من أحد من العالمين أن يصلى من العقوبة بما يكون في الشدة والشناعة مشابهاً لعقوبتهم، وقد خسف الله تعالى بهم واستأصل بذلك العذاب بكرهم وثيبهم.ا.هــــــــ

    ولا عبرة بما يقوله بعض علماء الطب النفسي والعضوي من الكفرة الفجرة؛ إذ موازين القوم مختلة واعتباراتهم مختلفة حتى عُهد تنصيب بعض القساوسة الشواذ في بعض الكنائس مما يدل على أن القوم قد فشت فيهم هذه الفاحشة حتى أعلنوا بها، وحتى صار للشواذ في كثير من البلاد جمعيات تطالب بما يسمونه حقوقاً لهم، وغدا التحذير من ذلك العمل اعتداء على حقوق المثليين كما يسمونهم، وتعمل الأمم المتحدة في كثير من تشريعاتها على إقرار ذلك الأمر واعتباره عادياً لا حرج فيه. وحال هؤلاء كحال قوم لوط الذين قالوا {أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون} نعوذ بالله من تلك الحال.

    فيا أخي تب إلى الله تعالى توبة نصوحاً، وأنت على خير ما دمت نادماً على تلك الفعلة الذميمة حريصاً على ألا تقع فيها ثانية، وحقق شروط التوبة من الندم على ما فات والحرص على عدم العود، مع الإقلاع التام والبعد عن مواطن تلك المعصية. وجواباً على أسئلتك أقول:

    أولاً: استر على نفسك ولا تحدث بما كان منك أحداً من الناس، بل اعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسـلم قال “من ابتلي بشيء من هذه الحدود فليستتر بستر الله” والله تعالى حيي ستير يستر على عبده، وأسأل الله تعالى أن يديم علينا جميعاً نعمته وعافيته وستره في الدنيا والآخرة. وأكثر من الاستغفار فإن الله تعالى {غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى} واعلم بأن التوبة تجبُّ ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.

    ثانياً: احرص على علاج نفسك وذلك باتباع خطوات تعذر بها إلى الله تعالى ومنها: اتخاذ صحبة صالحة تذكرك بالله عز وجل وتخوفك منه، والإكثار من تلاوة القرآن، والقراءة في سير الصالحين، والمواظبة على حلقات العلم ومجالس الذكر.

    ثالثاً: الخلاص من تلك الجريمة يكون بالإكثار من صيام التطوع، ثم السعي في إعفاف نفسك بالزواج الشرعي، واقطع كل صلة لك بعهد أو شخص يذكرك بها أو يحضك عليها وأكثر من الدعاء والتضرع لله تعالى بأن يغنيك بالحلال عن الحرام وبالطاعة عن العصيان، والله الموفق والمستعان.

زر الذهاب إلى الأعلى