الفتاوى

  • حكم فرقعة الأصابع

    هل طرقعة الأصابع حلال أم حرام؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد، فقد ذهبَ بعضُ العلماءِ إلى كراهةِ فَرْقَعَة الأَصَابِعِ في المسجد، وخصَّه بعضُهم بالصلاة، كما قال ابن قدامة: “يُكرَه فرقعةُ الأصابع في الصلاة” [المغني 3/123]، وقال صاحب المدونة: “سَمِعْتُ مَالِكًا يَكْرَهُ أَنْ يُفَرْقِعَ الرَّجُلُ أَصَابِعَهُ فِي الصَّلاةِ” [المدونة 1/261]؛ وذلك لأنَّ فَرْقَعَةَ الأصابعِ في الصلاةِ علامةٌ على غيابِ الخشوع؛ وإذا خشعَ القلبُ خشَعت الجوارح، وأما حديثُ ابْنِ مَاجَهْ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ {لا تُفَرْقِعْ أَصَابِعَك وَأَنْتَ فِي الصَّلَاةِ}، فهو مَعْلُولٌ بِالْحَارِثِ الأعور، كما أفادَه الزيلعي رحمه الله في [نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية 3/102]. فالأوْلَى تركُ فَرْقَعَةِ الأصابِعِ في الصلاةِ؛ لِمُنافاةِ الخشوع وتركُها في المسجدِ إنْ خشِيَ التشوِيشَ على غيرِه.

    وقد ثبتَ في السُّنة جوازُ العملِ القليلِ في الصلاةِ عند الحاجة إليه، وقد ترجَمَ البخاري رحمه الله باب (إِذَا كُلِّمَ وَهُوَ يُصَلِّي فَأَشَارَ بِيَدِهِ وَاسْتَمَعَ) وباب (الإِشَارَةِ فِي الصَّلاةِ) وروى عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَهِيَ تُصَلِّي قَائِمَةً وَالنَّاسُ قِيَامٌ فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ؟ فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا إِلَى السَّمَاءِ فَقُلْتُ: آيَةٌ؟ فَقَالَتْ بِرَأْسِهَا: أَيْ نَعَمْ).. وقد روى البخاري في بَاب (مَا يَجُوزُ مِنْ الْعَمَلِ فِي الصَّلاةِ) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: (كُنْتُ أَمُدُّ رِجْلِي فِي قِبْلَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي فَإِذَا سَجَدَ غَمَزَنِي فَرَفَعْتُهَا فَإِذَا قَامَ مَدَدْتُهَا). وقد رفع الصِّدِّيقُ رضي الله عنه يديه في الصلاة كما روى البخاري في بَاب (رَفْعِ الْأَيْدِي فِي الصَّلَاةِ لِأَمْرٍ يَنْزِلُ بِهِ) حين أمَرَه النبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُصَلِّيَ {فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه يَدَهُ فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ رَجَعَ الْقَهْقَرَى وَرَاءَهُ حَتَّى قَامَ فِي الصَّفِّ وَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى لِلنَّاسِ). والله تعالى أعلم.

  • قراءة الفاتحة وسورة بعدها في الجماعة

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى بركاته؛ فى الصلاة السرية مع الجماعة فى بعض الأحيان أقرأ الفاتحة وسورة أخرى … ما حكم ذلك؟! وفى الصلاة الجهرية أجد نفسى أتابع الإمام فيما يقرأ بترديد بعض الآيات، أرجو الإفادة؟!

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فإن كان مراد السائل أنه يقرأ بعد الفاتحة سورة في الركعتين الأوليين من الظهر والعصر فهذه هي السنة؛ وإن كان مراده أنه يقرأ بسورة بعد الفاتحة في الأخيرتين من الظهر والعصر فقد خالف السنة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يقرأ فيهما بغير الفاتحة، لكن صلاته صحيحة؛ بدليل ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كنا نحزر قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر، فحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من الظهر قدر قراءة آلم السجدة، وحزرنا قيامه في الأخريين قدر النصف من ذلك، وحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من العصر، على قدر قيامه في الأخريين من الظهر، وفي الأخريين من العصر على النصف من ذلك. قال الصنعاني رحمه الله في سبل السلام:  وفيه دلالة على قراءة غير الفاتحة معها في الأخريين.ا.هــــــــــــــــــــ

    وأما في الصلا ة الجهرية فالواجب عليك الإنصات للإمام فيما يقرأ ولا تردد وراءه شيئاً فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا قرأ فأنصتوا” رواه الخمسة إلا الترمذي، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة فقال: هل قرأ معي أحد منكم آنفا؟ فقال رجل: نعم يا رسول الله. قال: فإني أقول ما لي أنازع القرآن؟ قال: فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يجهر فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الصلوات بالقراءة حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم.  رواه أبو داود والنسائي والترمذي وقال: حديث حسن. وعن عبادة رضي الله عنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح فثقلت عليه القراءة فلما انصرف قال: “إني أراكم تقرؤون وراء إمامكم؟” قال: قلنا يا رسول الله أي والله. قال: “لا تفعلوا إلا بأم القرآن فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها” رواه أبو داود والترمذي. وفي لفظ: “فلا تقرؤوا بشيء من القرآن إذا جهرت به إلا بأم القرآن” رواه أبو داود والنسائي والدارقطني وقال: كلهم ثقات. والله تعالى أعلم.

  • كيفية التوبة

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته، أريد معرفة كيفية التوبة؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

    فليس للتوبة ساعة محدودة أو زمان معين، بل تصح في أي ساعة من ليل أو نهار؛ لأن الله تعالى فتح أبوابها، وهو سبحانه يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار حتى تطلع الشمس من مغربها؛ وإن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر، والكيفية المسنونة للتوبة أن يصلي الإنسان ركعتين لا يحدث فيهما نفسه، ثم يستغفر الله تعالى من الذنب الذي كان، بمراعاة شروط:

    أولها: أن تكون توبته خالصة لله تعالى؛ لا خوفاً من الناس ولا رياء لهم

    ثانيها: أن يتبعها إقلاع عن المعصية؛ فلا تصح التوبة مع الإقامة على الذنب

    ثالثها: أن يصحبها ندم على ما فات

    رابعها: أن يعزم التائب على ألا يعاود الذنب وإن تيسرت أسبابه

    خامسها: أن يرد الحقوق إلى أهلها

    والله المسئول أن يتوب علينا جميعاً ويهدينا سبل السلام ويخرجنا من الظلمات إلى النور

  • أريد حفظ القرآن وطلب العلم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حامداً ومصلياً ومسلِّما: أما بعد حياك الله فضيلة الشيخ عبد الحي يوسف؛ سائلاً الله عز وجل أن يمد في عمرك ويزيدك من علمه ويجعل الجنة مثواك؛ وحيا الله كل الإخوة العاملين في منظمة المشكاة الإسلامية وأسأل الله لهم كل خير؛ وأشهد الله أنني أحبكم في الله وأسأل الله أن يجمعني بكم وأن أتتلمذ على أيديكم؛ وإن غير ذلك أسأله أن يجمعنا بكم فى الجنة آمين،  أرشدني بارك الله فيك كيف يمكنني أن ألبس والديَّ تاجاً يوم القيامة (أي كيف أحفظ القرآن الكريم) رغم أن العزيمة والهمة موجودة لكن سرعان ما أتعسر عند البدء وسرعان ما تهب عليَّ رياح اليأس!! وسرعان ما تبوء جميع محاولاتي بالفشل، وتنفتح عليَّ الدنيا وتكثر عليَّ المشاغل (الدعاء زمام أمري والصلاة راحتي والليل مهجتي والصبر عزيمتي) لكن والله أحب أن أشعر كما تشعرون أريد التأدب بذاك الخُلق العظيم، فإن لحامل القرآن لحلاوة.

    ثانياً: أريد كتباً يستفيد منها الإنسان ليتفقه في أمور دينه.

    ثالثاً: أمر يزعجني ويفرحني في نفس الوقت هناك أحلام مفزعة تزعجني وتفرحني لأن الله ربما جعل لي فيها الخير، أستعيذ بالله وأقرأ وأتحصن لكن لزمتني وكل فترة أراها في الصغر كانت أحلام مفزعة فأرى في المنام أنني أصبحت ضريراً وتتكرر تلك الاحلام أو الرؤية لكن اليوم أصبحت بنوع آخر لكن والحمد لله جعلتني أعتقد أن الله جعل لي فيها الخير، في الختام بارك الله فيكم جميعاً لكل جهد بذلتموه لترشيد العباد في أمور دينهم فكانت إذاعة طيبة وكانت فضائية طيبة وكان موقع المشكاة فجراً جديداً لنشر الدعوة وكانت منظمة المشكاة الإسلامية يداً للعون الإسلامي محلياً وإقليمياً.. وختام الختام بارك الله فيكم جميعاً…

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛ وأحبك الله الذي أحببتني فيه، وشكر الله لك طيب ثنائك وحسن سؤالك، وختم لي ولك بالحسنى، أما بعد.

    فبداية أذكر نفسي وإياك بحكمة يقول صاحبها:

    لا يبلغ المجد إلا سيد فطن لما يشق على السادات فعال

    لولا المشقة ساد الناس كلهم الجود يفقر والإقدام قتال

    وقول الآخر: لا تحسب المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا. ومرادي من إيراد هذه الكلمات تذكير نفسي والسائل الكريم بأن لطلب العلم مشقة؛ فلا بد له من بذل الجهد وتفريغ الوقت واستفراغ الوسع، مع الاستعانة بالله عز وجل واللجوء إليه وقرع أبوابه جل جلاله؛ وقد قيل للسيد الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: كيف بلغت ما بلغت من العلم؟ قال: بلسان سئول وقلب عقول، ذللت طالباً فعززت مطلوبا. وخير العلم كلام الله عز وجل ففيه خير الدنيا والآخرة، فاجتهد أحسن الله إليك في حفظ ما تيسر منه، ولعل الله يعينك على ختمه كله حفظاً واستظهارا، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم، وقد كتب الشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق حفظه الله قواعد ذهبية تعين على حفظ القرآن الكريم، خلاصتها:

    أولاً: وجوب إخلاص النية، وإصلاح القصد، وجعل حفظ القرآن والعناية به من أجل الله سبحانه وتعالى والفوز بجنته وحصول مرضاته، ونيل تلك الجوائز العظيمة لمن قرأ القرآن وحفظه؛ فلا أجر ولا ثواب لمن قرأ القرآن وحفظه رياء أو سمعة، ولا شك أن من قرأ القرآن مريداً الدنيا طالباً به الأجر الدنيوي فهو آثم.

    ثانياً: تصحيح النطق والقراءة، ولا يكون ذلك إلا بالسماع من قارئ مجيد أو حافظ متقن، والقرآن لا يؤخذ إلا بالتلقي، فقد أخذه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أفصح العرب لساناً من جبريل شفاهاً، وكذلك علمه الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه شفاهاً

    ثالثاً: تحديد نسبة الحفظ كل يوم؛ فيجب على مريد حفظ القرآن أن يحدد ما يستطيع حفظه في اليوم: عدداً من الآيات مثلاً، أو صفحة أو صفحتين من المصحف أو ثمناً للجزء وهكذا، فيبدأ بعد تحديد مقدار حفظه وتصحيح قراءته بالتكرار والترداد، ويجب أن يكون هذا التكرار مع التغني، وذلك لدفع السآمة أولاً، وليثبت الحفظ ثانياً. وذلك أن التغني بإيقاع محبب إلى السمع يساعد على الحفظ، ويعوِّد اللسان على نغمة معينة فتتعرف بذلك على الخطأ رأساً عندما يختل وزن القراءة والنغمة المعتادة للآية، فيشعر القارئ أن لسانه لا يطاوعه عند الخطأ، وأن النغمة اختلت فيعاود التذكر

    رابعاً: لا تجاوز مقررك اليومي حتى تجيد حفظه تماماً، ولا شك إن ما يعين على حفظ المقرر أن يجعله الحافظ شغله طيلة ساعات النهار والليل، وذلك بقراءته في الصلاة السرية، وإن كان إماماً ففي الجهرية، وكذلك في النوافل، وكذلك في أوقات انتظار الصلوات، وفي ختام الصلاة، وبهذه الطريقة يسهل الحفظ جداً ويستطيع كل أحد أن يمارسه ولو كان مشغولاً بأشغال كثيرة لأنه لن يجلس وقتاً مخصوصاً لحفظ الآيات وإنما يكفي فقط تصحيح القراءة على القارئ، ثم مزاولة الحفظ في أوقات الصلوات، وفي القراءة في النوافل والفرائض وبذلك لا يأتي الليل إلا وتكون الآيات المقرر حفظها قد ثبتت تماماً في الذهن

    خامساً: حافظ على رسم واحد لمصحف حفظك، وذلك بأن يجعل الحافظ لنفسه مصحفاً خاصاً لا يغيره مطلقاً وذلك أن الإنسان يحفظ بالنظر كما يحفظ بالسمع، وذلك أن صور الآيات ومواضعها في المصحف تنطبع في الذهن مع كثرة القراءة والنظر في المصحف

    سادساً: الفهم طريق الحفظ؛ فمن أعظم ما يعين على الحفظ فهم الآيات المحفوظة ومعرفة وجه ارتباط بعضها ببعض.

    ولذلك يجب على الحافظ أن يقرأ تفسيراً للآيات التي يريد حفظها، وأن يعلم وجه ارتباط بعضها ببعض، وأن يكون حاضر الذهن عند القراءة وذلك لتسهل عليه استذكار الآيات

    سابعاً: لا تجاوز سورة حتى تربط أولها بآخرها

    ثامناً: التسميع الدائم؛ يجب على الحافظ ألا يعتمد على حفظه بمفرده، بل يجب أن يعرض حفظه دائماً على حافظ آخر، أو متابع في المصحف، حبذا لو كان هذا مع حافظ متقن، وذلك حتى ينبه الحافظ بما يمكن أن يدخل في القراءة من خطأ، وما يمكن أن يكون مريد الحفظ قد نسيه من القراءة وردده دون وعي، فكثير ما يحفظ الفرد منا السورة خطأ، ولا ينتبه لذلك حتى مع النظر في المصحف لأن القراءة كثيراً ما تسبق النظر

    تاسعاً: المتابعة الدائمة؛ يختلف القرآن في الحفظ عن أي محفوظ آخر من الشعر أو النثر، وذلك أن القرآن سريع الهروب من الذهن، بل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها» متفق عليه. ولذلك فلا بد من المتابعة الدائمة والسهر الدائم على المحفوظ من القرآن، وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت» متفق عليه.

    عاشراً: العناية بالمتشابهات؛ فإن القرآن متشابه في معانيه وألفاظه وآياته. قال تعالى: {الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله}. وإذا كان القرآن فيه نحواً من ستة آلاف آية ونيف فإن هناك نحواً من ألفي آية فيها تشابه بوجه ما قد يصل أحياناً حد التطابق أو الاختلاف في حرف واحد، أو كلمة واحدة أو اثنتين أو أكثر. لذلك يجب على قارئ القرآن المجيد أن يعتني عناية خاصة بالمتشابهات من الآيات، ونعني بالتشابه هنا التشابه اللفظي، وعلى مدى العناية بهذا المتشابه تكون إجادة الحفظ، ويمكن الاستعانة على ذلك بكثرة الاطلاع في الكتب التي اهتمت بهذا النوع من الآيات المتشابهة ومن اشهرها:

    1) درة التنزيل وغرة التأويل – بيان الآيات المتشابهات في كتاب الله العزيز – للخطيب الإسكافي.

    2) أسرار التكرار في القرآن – لمحمود بن حمزة بن نصر الكرماني.

    وأما الكتب فإني أوصيك في التفسير بكتاب الشيخ السعدي (تيسير الكريم الرحمن) وفي الفقه بكتاب الشيخ سيد سابق (فقه السنة) وفي السيرة بكتاب صفي الدين المباركفوري (الرحيق المختوم) وفي الحديث بكتاب الإمام النووي (رياض الصالحين) وفي التراجم بكتاب خالد محمد خالد (رجال حول الرسول) والله الموفق والمستعان.

  • حكم تسمية المولود بإسم المعز

    هل يمكن تسمية المولود الذكر باسم “المعز”؟ وهل اسم “المعز” من أسماء الله الحسني؟ أم هو من الأسماء التسع وعشرون التي لم تثبت أو توافق شروط الإحصاء؟ بارك الله فيكم

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فلا حرج في التسمية باسم المعز؛ تفاؤلاً بأن يكون معزاً لمن أمر الله بإعزازه من الكتاب والسنة وعباد الله المؤمنين، ولم يرد اسم المعز كاسم لله عز وجل إلا في حديث الترمذي الذي يرويه الترمذي وأكثر أهل العلم على تضعيفه؛ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: “إن التسعة والتسعين اسمًا لم يرد في تعيينها حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم وأشهر ما عند الناس فيها حديث الترمذي الذي رواه الوليد بن مسلم عن شعيب بن أبي حمزة. وحفاظ أهل الحديث يقولون: هذه الزيادة مما جمعه الوليد بن مسلم عن شيوخه من أهل الحديث.ا.هــــــــــــ

    ولو ثبت أن هذا من أسماء الله الحسنى فإن الاشتراك يحصل؛ كما في أسماء أخرى كالحي والرحيم والرؤوف وغيرها؛ لكن الاشتراك في الاسم لا يعني الاشتراك في المعنى بكل وجه من الوجوه، والعلم عند الله تعالى.

  • سر المرأة وجهرها في الصلاة

    سؤالي أني مقيمة بالخارج وأنفق علي أسرتي بالسودان؛ فهل أدفع زكاة الفطر في بلد إقامتي أم تدفع في موطني؟ وما هي مقدارها للفرد الواحد؟

    سؤالي الثاني أعلم أن في الصلاة ما هو سر وما هو جهر؛ فهل هذا ينطبق على النساء أيضاً أم أن جميع صلاتهن تكون سرا؟؟؟ وجزاكم الله خيرا

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فالأفضل أن تدفعي زكاة الفطر بالسودان لشدة حاجة الناس؛ فهم أولى بها إذا تيسر ذلك؛ وإلا فيمكن دفعها لفقراء المسلمين حيث تقيمين. ومقدارها صاع من طعام، وهو أربعة أمداد، وتساوي جُنَيْهَيْن من الجنيهات السودانية. وأما ما يتعلقُ بِجَهْرِ المرأةِ في الصلاة فأقَلُّ مِن جَهْرِ الرجل، وهو أن تُسْمِعَ نفسَها. قال ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله: “وأما الجهر فأن يسمع نفسه ومن يليه إن كان وحده، والمرأة دون الرجل في الجهر”. رسالة القيرواني 1/137-138. قال النفراوي في الشرح: “فلا تُسْمِعُ مَنْ يَلِيهَا فَيَكْفِيهَا حَرَكَةُ لِسَانِهَا، فَالْجَهْرُ فِي حَقِّهَا كَالسِّرِّ”. الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني 2/342. وقال العدوي: “فَيَكُونُ أَعْلَى جَهْرِهَا وَأَدْنَاهُ وَاحِدًا، وَعَلَى هَذَا يَسْتَوِي فِي حَقِّهَا السِّرُّ وَالْجَهْرُ”. حاشية العدوي على شرح كفاية الطالب الرباني 2/375.

  • ضمان الدين

    هلال ضمن لي مبلغ عند أقاربه، عليٌّ بعد أن أهدر عليَّ المال وخالف شروط العمل المتفق عليه أو قصر في عمله وبإقراره هو وأهله، وهلال نص ضمان هلال ببصمات صوته على الواتس اب: (أنا الضامن بعد الله سبحانه وتعالى، إن ذهب من مالك شي فلوسك عندي أنا الكفيل، وقال: هذا واجب عليه)

    وبعد ان اُقيمت الحُجة على علي وأثبت تهربه وإغلاقه للجوال وإعطائه مواعيد كاذبة لمدة سنتين رغم أنه من عائلة غنيه ذهبت أنا للضامن وقلت: المبلغ أريده منك أنت الضامن

    ثم قال الضامن: أنا غير ملزم لا في الدنيا ولا في الآخرة، وليس لك عندي شيء وأنا أردت أن أحسن إليك فقط.

    هل هلال الضامن ملزم بالمال دنيا وآخرة أم لا؟ وهل المال معلق في ذمته؟ أرجو التوضيح فضلاً؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد

    فإذا كان الحال كما ذكرت في السؤال، فإن هذا الرجل – أعني هلالا – قد ضمن عن صاحبه أو قريبه ذاك المال، حيث تعهد بسداده فيما لو تخلف المدين عن السداد؛ وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم (الزعيم غارم) رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن، والزعيم: هو الضامن، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم (المسلمون على شروطهم) رواه الترمذي، والله الموفق والمستعان

  • أعمل في مباني الشرطة

    أنا عامل بناء، ولكني غير مطمئن أحلال أم حرام مالي! لأني الآن أعمل في أبراج لإسكان الشرطة، وأنظر حال الشرطة وكيف أنهم يمارسون الظلم على الناس! ويمكن أن يكون الميدان الذي نبني عليه نزع من حق الشعب! هل أبحث عن موقع عمل بناء آخر؟ وما حال من يعمل في المباني والفلل والفنادق؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

    فأسأل الله تعالى أن يزيدك ورعاً وتقى، وأن يرزقنا مثل الذي رزقك، وجواباً على سؤالك – أخي – أقول: إن وجود السلطان – ممثلاً في الجيش والشرطة والحكومة والقضاء وما كان مثلها من أجهزة – أمر لا بد منه، ولا تستقيم حياة الناس بدونه؛ فلا بد للناس من إمرة برَّة أو فاجرة؛ وهذه المفاسد التي ذكرتها في سؤالك موجودة في جهاز الشرطة وفي غيرها ولا يكاد يسلم منها مجموعة أو طائفة من الناس، لكن العبرة برجحان المصالح على المفاسد، والمنافع على المضار، وعليه فلا حرج عليك في العمل في تلك المباني، والمال الذي تجنيه من عملك حلال إن شاء الله.

    أما قولك باحتمال أن تكون الأرض منزوعة من الشعب فهذا ليس إلا احتمالاً أو شكاً منك، وهذه الشكوك لا ينبني عليها حكم، والأصل حمل حال المسلمين على السلامة حتى يبدو خلاف ذلك، والعلم عند الله تعالى

  • من الأولى بغسل الجنازة

    من هم الأولى بغسل الميت من الرجال والنساء؟

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

    فإذا مات أحد الزوجين فالأولى أن يتولى الحي منهما تغسيل الميت، ويقدم الزوج على الأقارب؛ لأن كشف أحد الزوجين عن جسد الآخر أولى من غيره؛ بدليل تغسيل أسماء بنت عميس زوجها أبا بكر الصديق رغم وجود أولاده، وتغسيل عليٍّ زوجه فاطمة رضي الله عنهم فإذا لم يكن أحد الزوجين موجوداً فيقدم أقرب الناس إلى الميت؛ فإن كان رجلاً فالأولى بتغسيله الابن، فابن الابن، فالأب، فالأخ، فابن الأخ، فالجد، فالعم، فابن العم؛ فإن لم يوجد أحد من هؤلاء غسله رجل أجنبي.

    وإن كانت الميت امرأة فإنه يلي غسلها ـ بعد الزوج ـ قرابتها من النساء: البنت، فبنت البنت، فالأم، فالأخت، فبنت الأخ، فالجدة، فالعمة، فبنت العم، فإن لم يوجد أحد من هؤلاء غسلتها امرأة أجنبية. والله تعالى أعلم.

  • المشاركة في تشييع الكافر

    ما حكم دخول البرهان كمسلم الكنيسة ومشاركته في تشييع الملكة أليزابيث؟

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد

    فالأصل عدم جواز دخول المسلم للكنيسة؛ وذلك لما يقع فيها من الشرك بالله عز وجل ومعصيته، وكذلك لا يجوز لمسلم أن يشارك في تشييع جنازة من مات على غير الإسلام؛ قال تعالى {ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون} اللهم إلا إذا كان من قرابته ولم يوجد من أهل ملته من يقوم عليه؛ استدلالا بقول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه حين مات أبو طالب (اذهب فواره ولا تحدث شيئاً حتى تأتيني} قال الإمام مالك رحمه الله تعالى في المدونة: ولا يغسل المسلم والده الكافر، ولا يتبعه، ولا يدخله قبره، إلا أن يخشى أن يضيع فيواريه.ا.هـــ

زر الذهاب إلى الأعلى